مؤلفاته / السياسة الداخلية / انتخابات

نداء حيدر علييف رئيس الجمهورية الأذربيجانية إلى الشعب الأذربيجاني بمناسبة الانتخابات البلدية المزمع إجراؤها في ١٢ ديسمبر - ۱۰ديسمبر عام ۱۹۹۹


أبناء وطني والأخوات والإخوة الأعزاء!

مواطنو الجمهورية الأذربيجانية!

بعد يومين - في ۱۲ من شهر ديسمبر ستجري لأول مرة في أذربيجان الانتخابات البلدية. يحتوى الدستور الذي تبنته أذربيجان لأول مرة بعد استقلالها في سنة ۱۹۹٥بنودا تنص على تأسيس البلديات وإجراء انتخابات لها. هذا وينبنى تأسيس البلديات وإجراء الانتخابات لها قبل كل شيء على الدستور الأذربيجاني ويظهر تحقيق بنود الدستور.

في الوقت نفسه في غضون الاربعة أشهر الاخيرة تم إصدار عدة قوانين حول البلديات وإجراء الانتخابات لها وصلاحياتها ومهامها. حققت أعمال ضرورية لإجراء الانتخابات البلدية.

مساء أمس غطت اللجنة الانتخابية المركزية عملية الانتخابات عبر التلفزيون والأعمال التحضيرية للانتخابات البلدية تغطية إعلامية مفصلة. طبعت هذه المعلومات اليوم في الصحافة أيضا. يبدو منها أن المواطنين في أذربيجان يبدون اهتماما كبيرا واقبالا عظيما للانتخابات البلدية. يسرنا هذا جدا. في ودي أن أقول أن إجراء الانتخابات الديموقراطية في بلدنا يوفر أساسا لعملية تكوين دولة ديموقراطية وحقوقية وعلمانية في أذربيجان.

كما تعرفون أننا أجرينا في سنة ۱٩٩٥ الانتخابات البرلمانية على أساس المبادئ الديموقراطية التامة. عام ۱٩٩۸ اجريت الانتخابات الرئاسية. اكتسبت خبرة كثيرة في هذا المجال.

لكن الانتخابات البلدية تختلف عن تلك الانتخابات. لأنها تؤدي إلى إنشاء منظمات اكثر جماهيرية. إن فعالية المواطنين وعدد المرشحين المسجلين وعدد البلديات تظهر أن البلديات بالذات تحمل طابعا جماهيريا باعتبارها هيئات إدارية محلية تشمل كل أرجاء أذربيجان. يعني هذا أن هذه الانتخابات أكثر جماهيرية مما سبقه من الانتخابات. حيث ان عدد البلديات أكثر وكذلك عدد المواطنين المرشحين للانتخابات البلدية والمسجلين من قبل اللجان الانتخابية المسئولة كثير للغاية.

مثلا، اطلعت على المعلومات المفيدة. يتنافس ٦۰- ۷۰، ربما ۸۰ مرشحا في مناطق باكو التي ستكون فيها بلدية واحدة تحتوى ۱۹ عضوا. من الطبيعي انه يدل على اهتمام الناس بها واقبالهم إليها من جهة، من جهة أخرى يسمح للناخبين والمواطنين بالتصويت للمرشح الافضل لهم.

قامت ۲٤ حزبا سياسيا بترشيح أعضائها للانتخابات البلدية وتم تسجيل معظمهم، وإنهم يشكلون أكثرية المرشحين المسجلين تقريبا. والباقون منهم مواطنون محايدون ترشحوا للانتخابات.

ان هذا المشهد طبيعي. توجد في أذربيجان أحزاب، بل أكثرها أحزاب صغيرة. عموما، تشهد الآن عملية تشكيل الأحزاب والتطور السياسي للمجتمع الأذربيجاني مرحلة انطلاقها. مع هذا أعتبر ان قيام ۲٤ حزبا سياسيا بترشيح أعضائها وممثليها و تسجيلهم كل هذا مسألة إيجابية. هذا يعني انهم سيشتركون في الانتخابات البلدية.

هذا وانتهت أعمال تحضيرية. والأهم الآن هو إجراء الانتخابات في ۱۲ ديسمبر. تشكل الانتخابات البلدية جزءا وفرعا كبيرا من عملية تطبيق الديموقراطية في اذربيجان. هي جزء من عملية بناء دولة ديموقراطية وحقوقية وعلمانية. كما أشرت إليه، نجري هذه الانتخابات لأول مرة. هكذا نشكل في أذربيجان هيئات إدارية ذاتية محلية، غير حكومية، حرة. يدل هذا على تطوير الديموقراطية ويظهر تَمَكُّن مواطنينا من إدارة البلد من جهة أخرى. بالطبع يلعب هذا دورا كبيرا للغاية في تنمية بلدنا في حالة إجراء الانتخابات البلدية بنجاح وينتخب المرشحون الذين في نيتهم ان يخدموا الشعب في كل بلدة في الحقيقة وأن يبلوا هؤلاء المرشحين بلاء حسنا لشعبنا كأعضاء في بلدية، وتتولى البلديات قسما من مهام الدولة.

لذا فان هذه الآن مرحلة مهمة للغاية. اجتزنا طريقا مديدا حتى نبلغ هذه المرحلة. لكن يخيل لي ان الأعمال الرئيسية أمامنا. لذا يجب ان تحقق الانتخابات البلدية بأنجح مستوى.

ذكرت وأكرر ان الانتخابات البلدية هي مؤشر تطور الديموقراطية في أذربيجان. لكن هذا سيكون مؤشرا حقيقيا في حالة تحقق الانتخابات في جو من الديموقراطية التامة والحرية ويتمكن الناس من الإعراب عن رغباتهم واحلامهم بشكل حر ويجد هذا عكسه في عملية الاقتراع. أتوجه بنداء إلى الشعب وأنا أدعو اولا مواطنينا والناخبين إلى المشاركة النشيطة في الانتخابات، من الطبيعي ان المشاركة في الانتخابات أو عدم المشاركة حق شخصي لكل مواطن. لكن كل مواطن يجب أن يستفيد من الحق المسموح له من قبل الدستور. أريد أن أعرب عن أملي أن المواطنين الأذربيجانيين سيشاركون بفعالية في الانتخابات البلدية التي ستجري لتأسيس هيئات إدارية محلية كما اشتركوا بنشاط في تعزيز الديموقراطية وبدء عملية بناء الدولة في أذربيجان حتى الآن.

أما الانتخابات البلدية فتقوم بها لجان انتخابية - لجان اقليمية للانتخابات ولجان حسب الأقسام الانتخابية. تشرف اللجنة الانتخابية المركزية عليها فقط. لكن الصلاحيات الرئيسية تتمركز في أيدي هذه اللجان.

حسب المعلومات المفادة أن هذه اللجان الانتخابية تم تنظيمها بشكل حسن وفي الأسس الديموقراطية وتعكس المبادئ الديموقراطية. تمثل هذه اللجان جميع فئات الأهالي، من جملتها الأحزاب السياسية بشكل تشترك في تلك اللجان.

نتيجة الأعمال المتخذة حتى الآن تتوفر كل الإمكانيات لدى اللجان الاقليمية للانتخابات واللجان حسب الأقسام الانتخابية لتحقيق هذه الانتخابات بنجاح وفي جو من الديموقراطية التامة. هذا طبيعي ان نتيجة الانتخابات ستتعلق من فعالية الناخبين وقيامهم بالتصويت بحرية، ومن جهة أخرى من تنظيم اللجان الانتخابات تنظيما حسنا. وآمل بأن مواطنينا سيسعون إلى تنفيذ هذه المهام بشرف أيضا.

أذكر مرة أخرى أنه للديموقراطية مكانا خاصا في عملية بناء الدولة لنا، وإن الانتخابات الحرة لها مكان خاص في سبيل تطوير الديموقراطية. إننا توصلنا إلى النتائج الملموسة والخبرة الحسنة من إجراء الانتخابات الماضية. من الطبيعي أن الانتخابات الماضية لم تكن خالية من النواقص والانتهاكات. هذه طبيعي أيضا. لأن إجراء الانتخابات الديموقراطية في أذربيجان بعد استقلالها السياسي أول حدث شهده المواطنون. اشترك مواطنونا في الانتخابات على اساس نظام انتخابي سابق طوال سنوات مضت وخلال العقود. لذا تعود الناس لإجراء الانتخابات الديموقراطية وتوجيه كل مواطن اهتمامه إلى الانتخابات في الحقيقة، في نفس الوقت اهتمامه بدولته وبهيئات حكومية فيها ومندوبيه المنتخبين حال ضرورية بمكان.

اعتبر اننا استخلصنا خبرة كبيرة من الانتخابات التي أجريناها خلال السنوات الأخيرة. من أملي وحلمي أن تستفيد اللجان الانتخابية من التجربة المستخلصة بشكل مثمر من جهة، كذلك يشترك أولا مواطنونا، والناخبون في هذه الانتخابات بشكل أكثر فعالية مما سبقهم من الانتخابات، ثانيا يعربوا عن آراءهم بشكل حر ومستقل.

لكن لتأمين هذا يجب الحيلولة دون التدخل الخارجي في الانتخابات أيضا. أكدت أن الانتخابات تشرف عليها اللجان الانتخابية فقط. لذا لا يسمح بالقطع لهيئات تنفيذية وهيئات حكومية مختلفة ان تتدخل في سير الانتخابات. أؤكد هذا تأكيدا وأحذر كل الهيئات التنفيذية والهيئات الحكومية الاخرى الا تتدخل في سير الانتخابات وان تحول دون هذه الأحوال في حينها. فها هي مهمت هذه اللجان. إذا حققنا هذا سينتهي بنا إلى ان نخطو خطوة كبيرة في تعزيز الديموقراطية.

وصل مراقبون للانتخابات. هؤلاء من منظمات دولية وأعضاء البرلمانات لبلاد مختلفة وسيحضرونها اليوم أيضا. يحمل هذا منتهى الأهمية لنا. لأن، أولا حضور هؤلاء المراقبين الدوليين يكون بمثابة عامل إلى حد ما يؤثر في إجراء الأعمال في اللجان الانتخابية في جو من الديموقراطية التامة. ثانيا ان المراقبين بمراقباتهم سيساعدون معنويا إجراء الانتخابات الديموقراطية والحرة والنزيهة.

من الطبيعي انهم اعلنوا اراءهم حول مستوى إجراء الانتخابات في أذربيجان بعد مراقبتهم. ومن الأهم لنا هو ان تكون هذه الأراء إيجابية.

لكننا لا نجري هذه الانتخابات لغرض كسب قيمة إيجابية. علينا ان نتمكن من إجراء هذه الانتخابات بشكل ديموقراطي تام وحر ونزيه معتمدين على الديموقراطية والانتخابات الحرة بوصفها طريقا استراتيجيا للتكوين السياسي لأذربيجان. إن يحدث هذا ستكون لدى منظمات دولية وبلاد مختلفة نظرة أصح وأشمل وعادلة عن المستوى الراهن للديموقراطية في أذربيجان عن طريق آراء مراقبيها وفقا لنتائج الانتخابات.

بلدنا بلد يأخذ طريق الديموقراطية وينشئ بناءه السياسي على أساس المبادئ الديموقراطية والحقوقية. احرزنا أعمالا كثيرة في هذا السبيل. لكن أمامنا مهاما كثيرة وأعمالا مطلوبا تحقيقها.

يجب أن تقرّب كل عملية انتخابية تجري في أذربيجان الناس والمواطنين من مبادئ الديموقراطية أكثر مما كان. أي يجب أن تكمن مبادئ الديموقراطية في ضمير الناس، أن تتحول إلى جزء من معنوياتهم بالذات، ليس كمهمة على عاتقهم، ليس كأمر كلفوا به. في هذه الحالة نتمكن من التطوير السريع للديموقراطية في أذربيجان في المستقبل. أريد أن أعرب عن يقيني من أن الانتخابات البلدية ستشكل مرحلة خاصة لنا وتثمر نتائج حسنة. فهذا هو أحلامي وأمنياتي.

والجدير بالذكر أن النجاح في إجراء الانتخابات البلدية سيشكل وسيشترط تأسيس هيئات إدارية محلية. فيما يتعلق بالهيئات الإدارية المحلية فيمكنها اتخاذ أعمال كثيرة في الأقاليم في إطار صلاحياتها والقانون. هكذا تتولى قسما كبيرا من الأعمال التي تحققها الدولة وتسهل عبء الدولة إلى حد ما. من هذا المنطلق انتخاب البلديات وتأسيسها ونشاطها المقبل ضرورية للغاية لمجتمعنا ودولتنا وكل مواطن.

ما من شك أنه قد تحدث أخطاء، عيوب وانتهاكات اثناء الانتخابات. نتيجة هذا يمكن المرشحين ان يقدموا شكاوي ويعربوا عن عدم رضاهم لما جاء من الأخطاء والانتهاكات في الانتخابات. اولا أخاطب اللجان الانتخابية وأدعوها إلى ان تناقش بالفور شكاوى وأسباب عدم الرضا لكل مرشح وتتبنى قرارا عادلا.

من الطبيعي أن المواطنين يمكنهم اللجوء إلى محاكمنا في حالة عدم توصلهم إلى هذا. أخاطب كل المحاكم وأطلب منها أن تنظر أولا في حينه إلى كل شكاوة دخلت إليها يوم الانتخابات البلدية وبعدها أثناء عملية انهاء الانتخابات البلدية، ثانيا بشكل عادل. ان إجراء هذه الانتخابات في جو من العدالة اهم، أرجح لنا من كل شيء. نعم، هذا أهم شيء بالنسبة لنا. لأننا ننشئ مجتمعا عادلا. نريد العدالة والصحة والنزاهة في كل مكان. أما كل هذا فيمكن وجوده في جو من الديموقراطية والشفافية. لذا إجراء الانتخابات في جو من الشفافية والديموقراطية وتمكن الناس من استعادة حقوقهم في حالة انتهاكها، بالطبع، ستتبح لنا الفرصة في تنفيذ مهماتنا.

أريد أن أعرب عن أملي أن سيقبل مواطنونا، أولا، أحلامي وأمنياتي هذه، ثانيا، ستأخذها اللجان الانتخابية بعين الاعتبار. فإننا ننجح في إجراء الانتخابات البلدية.

أتمنى لكل مواطني أذربيجان السعادة والعيش في جو من السلام والأمان. أتمنى أن تتحسن رفاهية كل موطن أذربيجاني يوما بعد آخر. لذا تبذل الدولة كل ما في وسعها في هذا السبيل وستواصل هذا.

أتمنى لكل مواطن أن يشارك عن كثب في عملية بناء الدولة والانتخابات في اذربيجان. أتمنى لكم جميعا التوفيق. والسلام عليكم.