مؤلفاته / السياسة الخارجية / أذربيجان - أوربا

خطاب حيدر علييف الرئيس الآذربيجاني في مجلس الشعب البلغاري - صوفيا، ٢٩ يونيو عام ١٩٩٥


السيد سيندوف رئيس البرلمان البلغاري المحترم، اعضاء البرلمان المحترم، السيدات والسادة المحترمون!

أرحب بكم وبجميع الشعب البلغاري من صميم القلب عن الجمهورية الآذربيجانية والشعب الآذربيجاني وابلغ بلدكم وشعبكم احترام وتبجيل الشعب الآذربيجاني.

لقد وصلت الى بلدكم في زيارة رسمية تلبية بكل امتنان لدعوة جليو جيليو فخامة رئيس الجمهورية البلغارية ومنذ عدة ساعات ونتعاون هنا تعاونا مثمرا جدا. لقد وقعنا انا وجيليو جيليو فخامة الرئيس البلغاري المحترم على اتفاقية مهمة جدا حول الصداقة والتعاون بين بلغاريا وآذربيجان. علاوة على هذا، تم التوقيع على عدة اتفاقيات أيضا حول تطوير اقتصادنا والعلاقات الاقتصادية وتوفير ظروف ملائمة لتطورها. وأعتبر إبرام هذه الاتفاقيات مرحلة جديدة لتطور العلاقات بين بلغاريا وآذربيجان.

منذ ٣ سنوات والنصف وتعيش الجمهورية الآذربيجانية كدولة مستقلة. تيسر للجمهورية الآذربيجانية ان تعيد استقلالها بعد انهيار الاتحاد السوفييتي السابق، الذي حصلت عليه في عام ١٩١٨. ان شعبنا يعتبر استقلاله السياسي وحريته الوطنية إنجازا تأريخيا ويعتزم دائما على الحفاظ على الاستقلال. لذلك، أريد ان اعلن لكم ان هذا الاستقلال سيبقى دائما بالنسبة لآذربيجان.

تنشأ في آذربيجان كدولة مستقلة دولة ديمقراطية ومتحضرة. اننا ننشئ مجتمعا مدنيا وتشكل حماية حقوق الانسان وكل حريات الإنسان اساسا سواء لسياستنا الحكومية او العمليات الجارية في مجتمعنا. إن آذربيجان تجري في المجال الاقتصادي في طريق اقتصاد السوق، الاقتصاد الحر ولا تزال تحقق الاصلاحات الاقتصادية في هذا المجال. لقد بدأنا تحقيق الاصلاحات في المجال الزراعي، تبنينا برنامج الخصخصة وفي الاوقات القريبة سنبدأ تحقيق هذا البرنامج بصورة واسعة. لقد تحققت وتسود في مجتمعنا التعددية السياسية، وجميع الحريات. لقد انشئ لدينا مجتمع متعدد الأحزاب. يوجد في آذربيجان اكثر من ٤٠ حزبا وتطبع مئات جرائد أيضا وذلك دليل على التعددية السياسية. إن التدابير التي نتخذها في المجال الاقتصادي تجعل جمهوريتنا منفتحة امام الاقتصاد العالمي ويتم إيجاد كل ظروف مناسبة لتوظيف الاستثمارات في آذربيجان من قبل الاقتصاد العالمي. من هذه الوجهة وأريد ان أتحدث لكم عن المعاهدة الكبيرة الموقعة بين الجمهورية الآذربيجانية وشركات النفط الرئيسية الغربية في سبتمبر للسنة الماضية، وتنص تلك المعاهدة على استغلال حقول النفط الواقعة في القطاع الآذربيجاني من بحر قزوين بالتشارك مع الشركات الغربية واستفادة بلدنا من هذا وتوظيف الاستثمارات في الاقتصاد الآذربيجاني من قبل شركات البلدان الأجنبية.

وأريد أن أقول انه تم خلق كل ظروف ملائمة للاستثمارات الأجنبية في جمهوريتنا، من جملتها تم تبني القوانين. اذا فندعو كل البلدان الأجنبية لتوظيف استثماراتها في آذربيجان.

ان هذا العام، اي عام ١٩٩٥ له أهمية خاصة لتطوير المبادئ الديموقراطية في بلدنا. في ١٢ نوفمبر ستجري الانتخابات لأول برلمان ديمقراطي للجمهورية الآذربيجانية المستقلة وستجري هذه الانتخابات على أساس المبادئ الديموقراطية التامة ونظام تعدد الأحزاب. في ذلك الحين سيتم تبني دستور ديموقراطي جديد لآذربيجان أيضا. إننا نعمل الآن في هذا الدستور. يتم اعداد الدستور ليسمح بتطوير آذربيجان كدولة ديموقراطية وقانونية في المستقبل أيضا.

ان الجمهورية الآذربيجانية جمهورية متعددة القوميات. إن جميع الشعوب القاطنة في آذربيجان متساوية امام القانون رغم اختلاف قومياتهم وأديانهم ولغاتهم ووجهاتهم السياسية ويشارك ممثلوها بشكل متساوي الحقوق في الهيئات الحكومية والمنظمات الاجتماعية لآذربيجان. لعلكم تعلمون من الصحافة ان الأحداث الاجتماعية السياسية في آذربيجان دامت متدهورة جدا وبدأ الكفاح من اجل السلطة وحدث تغيير السلطة ٣ مرات خلال السنوات الأخيرة وخلال السنة الواحدة الأخيرة تمت محاولة الانقلاب الحكومي المسلح مرتين. لكن السلطة الحالية في آذربيجان تستطيع الحيلولة دون كل هذه وستقدر عليها بعد الحين. ان الوضع الاجتماعي السياسي في آذربيجان مستقر.

ويمكن وصف الوضع الاجتماعي الاقتصادي الحالي في آذربيجان بالمتأزم. ان وضع آذربيجان في هذا المجال يشبه لوضع بلدكم، كذلك وضع البلدان المنتمية الى الاقتصاد الاشتراكي في السابق مثل بلدكم. ان عملية الانتقال من النظام الاقتصادي والاجتماعي السياسي الاشتراكي الى نظام جديد عملية شاقة وصعبة جدا. وهذه خلقت مشاكل كبيرة وجادة جدا في جمهوريتنا أيضا.

ان مرحلة الانتقال في آذربيجان ازدادت تدهورا. لأن آذربيجان تعرضت للعدوان العسكري من قبل جمهورية ارمينيا منذ ٧ سنوات. شنت جمهورية ارمينيا منذ سنة ١٩٨٨ بالعدوان العسكري بغرض احتلال ناغورني كاراباخ وهي جزء لا يتجزأ من أراضي آذربيجان. أدى هذا العدوان الى الخسائر الفادحة وإراقة الدماء وتم الاستيلاء على ٢٠% من أراضي الجمهورية الآذربيجانية من قبل القوات المسلحة الارمينية. وتم طرد اكثر من مليون مواطن آذربيجاني من الأراضي المحتلة وانهم يعيشون في حالة لاجئ، في الوضع الشاق جدا في المناطق الاخرى لآذربيجان.

إن آذربيجان بلد محب للسلام، اننا لم نعتد على اراضي ارمينيا وغيرها من البلدان المجاورة. لكن من المستحيل ايضا ان نعطي أراضينا إلى بلد آخر. لذا نحافظ على سلامة أراضينا وندافع عن أراضينا ونستمر في هذه الحرب لندافع عنا فقط وفقط. لقد تم اجتياح اكثر من ٧٠٠ مدينة وبلدة وقرية وتدمير الآثار التاريخية والمصانع والمعامل والمنازل في الأراضي المحتلة من قبل القوات المسلحة لأرمينيا. ألحقت بآذربيجان أضرار مادية فادحة وضربة معنوية.

رغم كل هذه الخسائر والأضرار، فتريد آذربيجان ان تحل نزاعها مع أرمينيا بالطريق السلمي. لذلك فإننا نجري محادثات السلام. وأريد ان اعلن لكم بمشاعر الامتنان أنه تم التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار بين ارمينيا وآذربيجان في شهر مايو للسنة الماضية. منذ ١٣ شهرا وتستمر حالة وقف إطلاق النار واننا نلتزم بحالة وقف اطلاق النار. وسنبقى ملتزمين في المستقبل للتوصل الى سلام شامل. اننا نجري محادثات مع ارمينيا في اطار مجموعة مينسك المنبثقة عن منظمة الأمن والتعاون في أوربا للتوصل الى سلام موثوق به وطويل الأمد. ونريد ان نعرب عن يقيننا من ان هذه المحادثات ستؤدي الى نتائج ايجابية. وفي نهاية المطاف، سنتوصل الى سلام.

لكن لنا شروطا رئيسية للتوصل الى هذا السلام وهي شروط عادلة: يجب ان تضمن وحدة اراضي آذربيجان وسلامة حدودها وان تنسحب القوات المسلحة الارمينية من المناطق المحتلة من اراضي آذربيجان وان يعود اكثر من مليون لاجئ إلى بيوتهم وموطنهم. إننا مع هذا نقدم ضمانا لأمن السكان الأرمن القاطنين في منطقة ناغورني كاراباخ لآذربيجان وذلك كشرط سلام موثوق به. اننا ابلغناهم تصريحاتنا حول تقديم الوضع القانوني المعين. اي يجب ان تبقى ناغورني كاراباخ كجزء لا يتجزأ من آذربيجان. وان السكان الارمني الأصل القاطنين هناك سيتمكنون من العيش في الوضع القانوني المعين كمواطني آذربيجان الآخرين.

ان اقتراحاتنا اقتراحات عادلة واريد ان اعرب عن املي في ان دول العالم والمجتمع العالمي، من جملتها بلغاريا كبلد عضو في منظمة الامن والتعاون في اوربا ستساعد اذربيجان على معالجة هذه المسائل واحلال السلام في منطقتنا.

احتلت الجمهورية الاذربيجانية مكانا مستحقا لها في الاسرة العالمية وهي عضو في معظم المنظمات الدولية وتنتهج سياستها الخارجية المتقدمة وفي نفس الوقت المحبة للسلام في هذه المنظمات.

واريد ان اطمئنكم ان الجمهورية الاذربيجانية ستستمر في الحفاظ على استقلالها السياسي منذ الحين وستسير كدولة مستقلة في طريق اقامة العلاقات المفيدة المتبادلة مع كل البلدان.

اعضاء البرلمان المحترمون، سألقي الجزء الختامي لخطابي باللغة الروسية لان مترجمنا قليل الخبرة والترجمة صعبة عليه. ليس لدينا مترجم خاص.

ان سيافوش محمد زاده من شعراء اذربيجان الافذاذ ويترجم اشعار الشعراء البلغار الى اللغة الاذربيجانية. ان نشاطه في الترجمة جدير بالانتباه. واعتقد انكم ستفهمونني.

واريد ان اعرب مرة اخرى عن امتناني الكبير على اني خاطبت في البرلمان المحترم كبرلمان الجمهورية البلغارية -الدولة الاوربية. اننا نتابع باحترام كبير العمليات الجارية في بلدكم- عمليات الديموقراطية واحلال حقوق الانسان وعمليات تصحيح اخطاء الماضي ونتمنى لكم بمشاعر الاحترام العميق النجاحات الكبيرة في السبيل الذي تسلكونه.

توجد بين اذربيجان وبلغاريا علاقات مكثفة جدا. لقد انشئت هذه العلاقات خلال العقود الاخيرة. والمقصود بها هو العلاقات الاقتصادية والعلمية والتقنية والثقافية. اننا نبدي اهمية كبيرة لهذه العلاقات ونعتبرها اعز الينا. في الوقت الحاضر اي في الوقت الذي اصبحت اذربيجان دولة مستقلة وفي الظروف الجديدة التي تجري فيها العمليات الاجتماعية السياسية المهمة جدا في بلغاريا نعتقد ان علاقاتنا يمكن ان تكون في المستوى الجديد كيفية. والهدف من زيارتي هنا بلغاريا هو بالذات رفع هذه العلاقات الى المستوى الأعلى كيفية.

واريد ان اطمئنكم ان بلغاريا معروفة جدا في اذربيجان ويعرفون تاريخها القديم ومآثر أبناء الشعب البلغاري من اجل الحرية والاستقلال. ويقفون جيدا في اذربيجان على الاحداث الجارية في ارض بلغاريا في السنوات الاخيرة.

وابلغكم احلى مشاعر شعبنا واطيب امنياته. واتمنى لكم النجاحات في السبيل الذي تسلكونه.

اليوم اجرينا حديثا مفصلا مع فخامة الرئيس المحترم زيليو زيلييف والسيد المحترم رئيس البرلمان بلاقوفيست سيندوف حول سبل التطوير الانجح للعلاقات القائمة بين بلدينا. واعلن بشكل سافر امامكم انه توجد مصادر اضافية هائلة لتطوير علاقاتنا تطويرا اكثر واننا سنبذل كل ما في وسعنا من طرفنا للاستفادة منها ولانشاء علاقات الصداقة والاخوة بين بلدينا وشعبينا.

عاشت بلغاريا المستقلة الجميلة!

عاش الشعب البلغاري الباسل وانجازاته التاريخية!

عاشت الصداقة البلغارية الاذربيجانية التي لن تتزعزع!