مؤلفاته / السياسة الخارجية / أذربيجان - الولايات المتحدة الأمريكية

من حديث حيدر علييف الرئيس الاذربيجاني عند لقائه مع الوفد من المنظمات اليهودية للولايات المتحدة الامريكية - باكو ١٤ يوليو عام ١٩٩٩


حيدر علييف: وأرحب بكم واقول لكم اهلا وسهلا بكم في اذربيجان. لقد أنشأنا علاقات الصداقة الحسنة مع منظمات اليهود الذين يعيشون في الولايات المتحدة الامريكية. ولا شك في ان هذه العلاقات الودية انشئت على اساس نية ورغبة كلا الطرفين.

لما كنت في زيارة رسمية للولايات المتحدة الامريكية في سنة ١٩٩٧ اجريت اجتماعا مهما جدا في نيو يورك مع رؤساء مؤتمرات المنظمات اليهودية. ولما كنت في واشنطن في شهر ابريل لهذه السنة زرت متحف هولكوست حيث اجريت لقاءات ايضا. ان ممثلي المنظمات اليهودية هم الآخرين يزورون اذربيجان حينا بعد حين. واعتقد هذا مهما جدا قبل كل شيء لتوسيع العلاقات الاذربيجانية الامريكية والاسرائيلية ومع هذا للتعاون الكثيف مع المنظمات اليهودية.

بالمناسبة، وكما بلغني ان زيارتكم هذه ايضا مثمرة جدا. اني ممتن لهذا.

باري يعقوبس: فخامة الرئيس، شكرا جزيلا لكم. واريد ان اعرب عن امتناني لكم عن كل منا وكذلك من اسمي شخصيا على العناية التي ابديتمونا واللقاءات الحارة في اذربيجان. بالتأكيد فان زيارتنا اذربيجان تحمل طابعا رمزيا. تظهر هذه الزيارة مدى متانة الصداقة بين اللجنة اليهودية للولايات المتحدة الامريكية واذربيجان. كما تدل هذه الزيارة في نفس الوقت على مدى وطد العلاقات السليمة والودية بين اذربيجان واسرائيل. اما الهدف الآخر من زيارتنا فانه لرؤية اليهود ابناء قوميتنا الذين يسكنون في اذربيجان.

وسمعنا ان الجالية اليهودية التي تعيش في اذربيجان تتمتع بالحريات الواسعة جدا هنا. انهم يعيشون في الوضع المتساوي الى جانب المواطنين الآخرين للجمهورية. لقد رأينا كل هذا بأم أعيننا.

فخامة الرئيس، فاني اريد ان ابلغكم تهانئنا بمناسبة تماثلكم الوشيك الى الشفاء من المرض الذي اصبتم به قبل هذا بعدة اشهر. واننا مسرورون جدا لاننا نراكم معافا وقويا. فخامة الرئيس، شكرا جزيلا لكم.

حيدر علييف: اني على ما يرام. لقد عالجوني جيدا في الولايات المتحدة الامريكية.

لقد تعرفتم على الوضع في اذربيجان. ولا حاجة الى الاتيان الى التفاصيل بهذا الصدد. اني ممتن جدا لانكم تمكنتم من التعرف على وضع اليهود في اذربيجان. لعلكم رأيتم ان كل مواطن متساوي الحقوق رغم اختلاف قوميته ودينه. اننا ابدينا دائما معاملة خاصة تجاه اليهود في الأزمنة العديدة وفي عدد كثير من الاماكن ونبديها اليوم ايضا.

وأظن انكم تعرفتم ايضا على مشكلتنا الرئيسية، اي احتلال ٢٠ بالمئة من اراضي بلدنا نتيجة النزاع الارمني الاذربيجاني وتشريد اكثر من مليون اذربيجاني من مواطنهم وعيشهم في وضع اللاجئ والمشرد.

ولا شك في ان بعض الناس والجماعات والامم يتعرضون لعديد من انواع التعذيب والضغوط المختلفة. لكني اظن انه لا يوجد بلد آخر في العالم مثل اذربيجان التي يعيش فيها في المخيمات اكثر من مليون لاجئ ومشرد من مواطنها. وهذا هو الواقع الراهن لاذربيجان. ونتمنى دائما ان يتعرف العالم، كل الاماكن على هذا الواقع لاذربيجان ايضا ليعلموا مدى شقاوة الوضع فيها.

كما تعلمون اننا نريد ان نتوصل الى التسوية السلمية للنزاع ونقوم باعمالنا في هذا الاتجاه. انكم على علم بان الكونغرس الامريكي وضع لاذربيجان حرمانا يدعى المادة برقم ٩٠٧ قبل هذا بـ٧ سنوات. كم نسعى خلال السنوات الاخيرة لكننا لا نستطيع الغاء هذا الحرمان. من الطبيعي ان هذا قرار جائر اتخذه الكونغرس الامريكي ضدنا.

اننا في وضع صعب جدا ونسعى الى التوصل الى التسوية السلمية للنزاع مواجهين للمشاكل الكبيرة. توجهت الى ممثلي المنظمات اليهودية في اللقاءات التي اجريت في الولايات المتحدة الامريكية وكذلك اذربيجان وقلت ان لديكم امكانيات كثيرة في امريكا، وساعدوا اذربيجان لاحلال العدالة. واقول هذه الكلمات لكم ايضا.

لقد انشئت علاقات التعاون والصداقة الجميلة جدا بين الولايات المتحدة الامريكية واذربيجان. اننا نقدر هذا تقديرا عاليا ونوسع تعاوننا في كافة المجالات. لكن يجب ان تتم تسوية مشكلتنا ايضا. ان المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة الامريكية لها تاثير كبير. واحرص كثيرا على ان تستفيدوا من تأثيركم في هذا الاتجاه ايضا.

باري يعقوبس: فخامة الرئيس، كما تعلمون ان جميع المنظمات اليهودية، خاصة ممثليها، المنظمات اليهودية المشاركة في لقاء اليوم - اللجنة اليهودية الامريكية ومنظمة المؤتمر الوطني في شئون يهود الاتحاد السوفيتي نسعى بقوة الى ان ندعم اذربيجان. بالتأكيد فاننا نفهم جيدا الوضع الذي يواجهه بلدكم وحالة المليون لاجئ. لقد تيسر لنا في هذه المرة عند زيارتنا اذربيجان ان نراهم.

اما اليهود فانهم بانفسهم اصبحوا في كثير الاحايين لاجئين طوال التاريخ. لذلك فانهم يدركون هذا الوضع احسن من الجميع ويبدون احتراما كبيرا لهذه الفئة من السكان. علاوة على كل هذا فاننا نسعى الى ان نساهم بنصيبنا في المساعي التي تقدمونها. ونسعى الى التوصل الى السلام بين ارمينيا واذربيجان.

اننا نوشك ان نختتم زيارتنا لكل من البلدان الثلاثة للقوقاز الجنوبية. لقد اجرينا استطلاعات الآراء وتعرفنا الى حد معين على الوضع. ومن الواضح ان التطور في هذه المنطقة يمكن الا بعد احلال السلام فيها. ولنا آراء حول استطلاعات الآراء التي اجرينا في البلدين الآخرين علاوة على اذربيجان.

جريدة اذربيجان، ١٥ يوليو عام ١٩٩٩

تعليقات قصيرة

السياسة الخارجية

معلومات تأريخية عامة

أذربيجان - الولايات المتحدة الأمريكية

معلومات تأريخية

السياسة الخارجية