مؤلفاته / الاقتصاد / العلاقات الاقتصادية مع البلدان الأوربية

من كلمة الرئيس الأذربيجاني حيدر علييف خلال لقائه مع جاك سانتر رئيس المفوضية الأوربية – ستراسبورغ، قصر أوربا، ١٠ أكتوبر عام ١٩٩٧


فخامة السيد سانتر! أشكركم على تحياتكم القلبية وكلماتكم الطيبة عني. أستذكر لقائي معكم في بروكسل وابدي ارتياحي من المفاوضات التي أجريناها خلاله. إننا سعداء لانضمامنا إلى المؤسسات الأوربية. نشارك اليوم في اجتماع قمة مجلس أوربا بصفة ضيف. لكننا نأمل في انضمامنا إلى العضوية الكاملة لهذه المنظمة في المستقبل القريب. وأعلن إني مرتاح مبدئيا من المستوى الحالي للعلاقات بين المؤسسات الأوربية وأذربيجان.

تسعى جمهوريتنا إلى توسيع العلاقات مع المفوضية الأوربية. ينفذ برنامج تراسيكا بنجاح. لقد جعل ممر النقل العابر للقوقاز خلال أقصر وقت ممكن أذربيجان والقوقاز بأسرها وأوربا مربوطة فيما بينها. وأكرر أن أذربيجان وجورجيا وتركمانستان وأوزبكستان وقعت على اتفاقية حول إنشاء هذا الممر.

أثناء الحديث عن مسألة نقل البترول المخطط استخراجه من الحقول المتواجدة في القطاع الأذربيجاني من بحر قزوين قال: إننا وقعنا على أول معاهدة مع شركات البترول الأجنبية في سبتمبر عام ١٩٩٤. قد تم تحديد أماكن سيمر بها خطان للأنابيب لتصدير الدفعة الأولى من النفط. تناقش حاليا مسألة تحديد أماكن سيمر بها خط أنابيب النفط. تساهم في معاهدات البترول التي وقعت عليها أذربيجان شركات عملاقة للبلدان الأوربية. لذلك، فنسعى إلى أن يسمح خط الأنابيب الرئيسي لنا بنقل النفط الى أوربا.

فيما يتعلق بالإصلاحات الاقتصادية التي تجرى في بلدنا فيمكن القول إن الإصلاحات أتت بثمارها الكبيرة بالرغم من تأخرها في أذربيجان بأسباب معينة بالمقارنة مع البلدان الأخرى الأعضاء في رابطة الدول المستقلة. لقد بدأ انتعاش الاقتصاد. وانخفض مستوى التضخم المالي ليكون صفرا. ينفذ برنامج الخصخصة ويمكن أن يشارك في هذه العملية أشخاص اعتباريون وطبيعيون من البلدان الأجنبية أيضا. تم تبني قانون مهم حول الإصلاح الزراعي. أخذت أذربيجان طريق الانسجام مع الاقتصاد العالمي. وأنشئ أساس تشريعي مناسب لاستجلاب الاستثمارات الأجنبية إلى بلدنا. ونبدي أهمية خاصة لتوسيع العلاقات مع الاتحاد الأوربي.

أما المسائل المتعلقة بتسوية النزاع القائم بين أرمينيا وأذربيجان فيمكن الإشارة إلى أن المبادئ الصادرة عن اجتماع قمة لشبونة لمنظمة الأمن والتعاون الأوربي حول التسوية السلمية لهذه القضية، واقتراحات الرؤساء الأعضاء في مجموعة منسك بعثت الآمال في تسوية النزاع بالطريق السلمي. سيبذل الجانب الأذربيجاني كل ما في وسعه لعدم تجدد العمليات العسكرية، ولحل النزاع بالطريق السلمي وعلى أساس مبادئ لشبونة. ونريد إحلال سلام واستقرار في هذه البقعة من أوربا أيضا.

فيما يخص موقفنا من الوضع القانوني لبحر قزوين فيسعني القول اننا نعتبر من الصحة تقسيم البحر حسب القطاعات. وأذكر مجددا ان مكامن النفط المتواجدة في بحر قزوين اكتشفت من قبل علماء واخصائيي أذربيجان بالذات. واستخرجنا النفط من البحر لأول مرة قبل هذا بـنصف قرن. وأعلن أننا نؤيد لحل اختلاف الآراء والمواقف حول تحديد وضع قانوني لبحر قزوين على طاولة المفاوضات.

جاك سانتر: فخامة الرئيس، وأبدي شكري لكم على المعلومات المفصلة. وأؤكدكم على أننا حريصون على التعاون مع أذربيجان. إن أوربا تبدي اهتماما كبيرا لبلدكم. سنواصل تعاوننا.

حيدر علييف: السيد سانتر،  وأشكركم على الكلمات الطيبة التي قلتموها عن بلدنا وأدعوكم للقيام بزيارة إلى أذربيجان.

ترجمة من صحيفة "أذربيجان"، ١٢ أكتوبر عام ١٩٩٧.