مؤلفاته / الاقتصاد / العلاقات الاقتصادية بين أذربيجان وتركيا

خطاب حيدر علييف الرئيس الاذربيجاني عند لقائه مع رجال الاعمال الاتراك - ۱۰ فبراير عام ۱۹۹٤


الأصدقاء المحترمون! حضرنا هذه القاعة للقاء مع رجال الاعمال الكرام الاتراك. ان اشتراك رجال الاعمال المحترمين في هذه القاعة يدل على اهتمامهم بآذربيجان. كما تعلمون، منذ ٣ أيام، الوفد الاذربيجاني وانا في تركيا. حضرنا تركيا تلبية لدعوة الرئيس التركي سليمان دميرال وأجرينا خلال هذه الايام الثلاثة محادثات حول تطوير علاقات الصداقة والاخوة بين اذربيجان وتركيا. في نهاية المطاف، وقعنا امس على عديد من المعاهدات والبرتوكولات. وكل هذا دليل على ارتقاء التعاون بين اذربيجان وتركيا الى مرحلة جديدة كيفية، ويدشن صفحة جديدة في علاقاتنا.

انتهازا مني للفرصة، ابدي امتناني لاخواتنا في تركيا، من جملتهم قادة الدولة، الناس البسطاء على العناية والاحترام اللذين لقيتهما انا شخصيا، لقيهما الوفد الاذربيجاني. واشكركم على حضوركم هنا هذا اللقاء اليوم.

ان المحادثات التي اجريناها والمعاهدات الموقعة نتيجة هذه المفاوضات تهدف الى توسيع العلاقات الاقتصادية بين آذربيجان وتركيا قبل كل شيء. تنص هذه الوثائق على توسيع العلاقات الاقتصادية. حيث انه يجب توسيع العلاقات في كافة المجالات. نريد أن يشمل تعاوننا كل المجالات ويتقارب اقتصاد اذربيجان وتركيا اكثر تقاربا. لأن هذا مهم بالنسبة لآذربيجان سواء من الوجهة الاقتصادية أو ضروري لمواصلة صداقتنا واخوتنا التاريخية. تشمل هذه العلاقات سواء المجالات التجارية او الاعمال التي ستقوم بها الشركات التركية المختلفة مع الشركات الاذربيجانية ومؤسساتها وصناعتها وزراعتها.

أريد ان نتحدث هنا اليوم بشكل واسع ونستمع اليكم ونعرف اقتراحاتكم. لكن أريد ان اقول بإيجاز رأيي عامة. أظن ان حديثنا سيكون مثمرا.

اريد أذكر أن العلاقات، خاصة، العلاقات الاقتصادية بين تركيا واذربيجان بدأت منذ ٣-٤ سنوات. اي قبل حصول اذربيجان على استقلالها أبدى شركات ورجال الاعمال لتركيا اهتماما باذربيجان. وأنشئت علاقات معينة نتيجة لهذا. لكن هذه العلاقات لم تتطور على مستوى منشود. بصراحة القول، كانت هذه العلاقات، في المجال التجاري، أساسا. وصحيح أن هذه العلاقات كانت تشكل جزء كبيرا من العلاقات الاقتصادية. لكن مسألة إنشاء مؤسسات مشتركة وإيجاد فرص العمل التي تربط اقتصادنا بشكل وثيق، كانت، للأسف، على مستوى ضعيف، قليل جدا في هذه المدة. والحال ان العلاقات يجب ان تشمل مجالات كثيرة.

وفرنا طريقا وسنوفره بعد هذا لمواصلة العلاقات التجارية. لأن آذربيجان تريد انشاء وتطوير اقتصادها على اساس مبادئ اقتصاد السوق. مع هذا، نريد أن يتعاون رجال الاعمال لتركيا، خاصة شركاتها الكبيرة الممتلكة للتكنولوجيا المتقدمة في المجالات الصناعية والزراعية والاجتماعية مع الشركات الآذربيجانية ورجال الاعمال الاذربيجانيين، من جملتها مؤسساتنا الكبيرة. حيث ان لمؤسساتنا هذه امكانيات كبيرة، لذا أدعوكم الى الاستفادة المثمرة من هذه الامكانية.

ان الجزء الكبير من المعاهدات والبرتوكولات التي وقعنا عليها مع الرئيس التركي والموظفين الرسميين الرفيعي المستوى الآخرين يتعلق بالعلاقات الاقتصادية. ونعتقد انه يجب ان ننشئ، العلاقات الاقتصادية في بداية الامر مع الشركات التركية التي لها خبرة كبيرة وقدرة اقتصادية وتكنيكية كبيرة. ندعو هذه الشركات الى اذربيجان ونحن مستعدون لخلق كل ظروف وفرصة مواطية لهم للعمل في بلدنا.

احيانا تربط الشركات المختلفة سبب عدم رغبتها في العمل في اذربيجان بالحرب في بلدنا وليس من المعلوم عن أي شيء ستسفر هذه الحرب، ولم يتوصل الى الاستقرار في الداخل، ليست اذربيجان مستقلة في الحقيقة. لذا تتجنب بعض الشركات من توظيف الاستثمارات وانشاء مؤسسات مشتركة عملاقة في اذربيجان.

واريد ان اقول لكم ان التجنب من هذا والتفكير هكذا لا اساس لها. لاذربيجان قدرة اقتصادية كبيرة، مع هذا لنا امكانية علمية كبيرة جدا. نملك مهندسين احسن وصناعيين مقتدرين. لذا، يمكن الاقدام على العمل بدون تحفظ. فيما يتعلق بكون اذربيجان في حالة الحرب فان الحرب لا يمكن ان تستمر دائما، وستضمن الجمهورية الاذربيجانية وحدتها الترابية واستقلالها. ان الشعب الاذربيجاني صاحب ثرواته وسيكون صاحبه. بكلمة اخرى، لا يلزم التجنب من هذا.

اما الاستقرار الاجتماعي السياسي في اذربيجان فعليكم ان تكونوا على يقين من انه مسألة صغيرة. عامة، الوضع الاجتماعي السياسي الداخلي مستقر في اذربيجان وسيزداد تعززا بعد هذا. قصارى القول، يجب الا يتأخر رجال الاعمال الاتراك ولا يفوتوا الفرصة، ويؤسسوا اعمالهم في بلد غني كاذربيجان. ادعوكم الى هذا العمل. قبل كل شيء، اقول مرة اخرى انكم رجال الاعمال، ويريدون ان يجنوا ثمار أعمالكم. عليكم ان يتأكدوا من ان اذربيجان لها امكانية لهذا العمل وللحصول على نتائجه الطيبة. واتمنى لكم جميعا في هذا العمل النجاحات وأعتقد ان تعاوننا في المستقبل سيكون مثمرا.

وابدي لكم شكري من جديد على اجتماعكم هنا. وآمل في ان نعود من جديد الى محادثاتنا العملية بعد مدة معينة وسنناقش المسائل الملموسة في هذا الوقت.

اشكركم على انتباهكم.

مع السلامة!

"أذربيجان ۱۹۹٤: الدولانية الوطنية امام الامتحان، الجزء الاول، باكو – ۲۰۰۲، ص. ۱۰٣-۱۰٤.

معلومات تأريخية عامة

الاقتصاد