مؤلفاته / النزاع القائم بين أرمينيا وأذربيجان حول ناغورني كاراباخ / رسائل

إلى السيد بيل كلينتون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية؛ إلى السيد ألبيرت قور نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية؛ إلى السيد توماس فولي رئيس الكونجرس للولايات المتحدة الأمريكية - ۲ سبتمبر عام ۱۹۹۳


السادة الكرام!

أتوجه بنداء إليكم بخصوص المستند الصادر عن كونجرس الولايات المتحدة الأمريكية في ديسمبر عام ۱٩٩۲ حول الدفاع عن الحرية. بمقتضى هذا المستند تقدم مساعدات لجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق ولكن هذا المستند يمنع من تقديم مثل هذه المساعدات للجمهورية الأذربيجانية. ان كل من يعرفون الحقيقة عن الشعب الأذربيجاني، كذلك النزاع الأرمني - الأذربيجاني اعتبروا هذا غير عادل بكثير أو غير مفهوم. يتضح لي أن خطوة التمييز هذه بحق أذربيجان تنجم عن ادعاء أرمينيا بـتعرضها لـ"حصار" مفروض من قبل أذربيجان. هذا القرار هو نتيجة تغطية دعائية أحسنت أرمينيا في القيام بها في وسائل الإعلام الجماهيرية الغربية، ولا صلة لها بالواقع.

أولا، تتآخم جمهورية أرمينيا مع دول أخرى مثل تركيا وإيران وجورجيا وليس بمقدرة أذربيجان على حصار هذه الحدود. ثانيا، يراد به "حصار" خطوط المواصلات الموزعة بين أذربيجان وأرمينيا، الأمر الذي تم تدميرها نتيجة حرب أرمينيا ضد أذربيجان منذ ما يزيد عن ٥ سنوات. يعانى منه ليس فقط أرمينيا، فحسب بل الأذربيجانيون القاطنون في جمهورية ناخجوان ذات الحكم الذاتي. إننا مستعدون لبذل كل ما في وسعنا في سبيل إحياء خطوط المواصلات هذه. لكن لهذا الغرض يجب إيقاف إطلاق النار وبدء محادثات السلام.

اثبتت أذربيجان مرات التزامها لتسوية النزاع السلمية المقترحة من قبل مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون في أوربا. لكن كلما لاحظنا ظهور نجاحات في إطار مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون في أوربا أفشلتها أرمينيا بأعمالها العدوانية.

إن عدوان أرمينيا على أذربيجان واستيلاءها على الأراضي الواسعة لأذربيجان وجدا تصديقهما في قراري مجلس الامن لمنظمة الأمم المتحدة برقمي ۸۲۲ و ۸٥۳. باتا هذين القرارين غير منفذين. إضافة إلى هذا تواصل أرمينيا عدوانها متحدية المجتمع الدولي ومهملة ميثاق منظمة الأمم المتحدة والمستند الختامي الصادر في هلسنكي ومنظمة الأمن والتعاون في أوربا. ازداد عدوانها شدة حتى قامت تحقق إبادة الجنس ضد الشعب الاذربيجاني. أحتلت ۲۰ % من أراضي أذربيجان وبلغ عدد المهجّرين إلى مليون شخص في أرض وطننا ولا يزال يزداد.

يعيش الشعب الأذربيجاني حقبة شاقة من تأريخه المعاصر. رغم كل الصعوبات نحرص على تكوين دولة مستقلة ديموقراطية والانفتاح على اقتصاد السوق والخلاص من تركة الشمولية والماضى الشيوعي أبديا. في هذا السبيل نحتاج إلى دعمكم والتعاون الوثيق مع بلدكم العظيم. أرجوكم بخصوص ما أشير إليه أعلاه أن تبذلوا كل ما في وسعكم لمراجعة المستند الخاص بالدفاع عن الحرية ولإلغاء بند فيه يطبق التمييز بحق أذربيجان. هذا وقد سيتواطأ مع سياستكم تجاه بلدان اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية السابق ومن جهة أخرى سيستجيب لمبادئ العدالة والديموقراطية.

إنني أخاطبكم بهذه الرسالة في حين تواصل القوات المسلحة الأرمينية اقتحامها ضد منطقتين جديدتين لأذربيجان اي منطقتي جبرائيل وقوبادلي وتستولى على مناطق سكنية جديدة وتحرقها وتسلبها بوحشية.

أرجوكم لأجل الاحترام لأفكار الديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان وحقه الرئيسي للعيش أن تبذلوا كل شيء لإيقاف حمامات الدم والدفاع عن الشعب الاذربيجاني البريء، المجرد من الدفاع أمام العدوان.

حيدر علييف

رئيس السوفييت الأعلى للجمهورية الأذربيجانية القائم بصلاحيات رئيس الجمهورية الاذربيجانية.