مؤلفاته / السياسة الخارجية / أذربيجان - الولايات المتحدة الأمريكية

من حديث الرئيس الاذربيجاني حيدر علييف عند لقائه مع السفير الامريكي ستينلي إسكوديرو - القصر الرئاسي، ٨ نوفمبر عام ١٩٩٩


رحب رئيس دولتنا بترحاب بالسفير وسأل حاله.

ستينلي إسكوديرو: فخامة الرئيس، اني في حالة جيدة. وكيف حالكم أنتم؟ يبدو حالكم جيدا.

حيدر علييف: لأني أعمل كثيرا.

ستينلي إسكوديرو: صحيح، يخيل لي ان منظركم يكون حسنا عندما تعملون.

حيدر علييف: هكذا، اني بنفسي شعرت بهذا. لذلك فاني عملت امس، يوم الاحد كثيرا للغاية.

ستينلي إسكوديرو: صحيح، اني علمت هذا امس. اتصلوا بي امس وناقشتم هنا بعض المسائل. في الحقيقة فاني عالجت بنفسي في العمل عدة مسائل. فخامة الرئيس، ويبدو لي انه علينا ان نحدد يوما لنا في الاسبوع خاليا من العمل.

حيدر علييف: هكذا، يجب ان نحدد.

ستينلي إسكوديرو: فخامة الرئيس، فان الكثير يتعاقبون تقديم التهانئ لكم. لاننا نعتقد انه من المنتظر ان يتم التوقيع في الازمنة القريبة في اسطنبول على معاهدة، وثيقة حول ٤ مشاريع كبيرة وهذه نجاحكم التاريخي العظيم من جهة ونجاح الولايات المتحدة الامريكية نتيجة السياسة التي تنتهجونها. لا شك في ان اهمها يتعلق بخط الانابيب الرئيسي. حسب المعلومات الواردة لدي انه من المنتظر ان يتم ابرام الاتفاق العام حول انشاء خط انابيب الغاز عبر بحر قزوين ايضا. ولا ريب في ان هذا المشروع الكبير هو الآخر من المشاريع التي طرحت بمبادرتكم انتم بالذات ونأمل في ان هذا سيتم انجازه بنجاح.

فخامة الرئيس، فاني اريد ان اعلن انتهازا من الفرصة ان الولايات المتحدة الامريكية تقدر تقديرا عاليا جدا منتهى الجهود الحازمة التي تبذلونها لتصدير موارد الطاقة هذه من منطقة بحر قزوين الى العالم.

حيدر علييف: شكرا، أشكركم. حقا ان خط انابيب النفط باكو - جيهان هو يكاد ان يكون اتجاها من الاعمال التي اتخذها منذ خمس سنوات. خلال السنوات الخمس المنصرمة اجتزنا عددا كثيرا من المراحل والصعوبات. كما تعلمون ان هذه المسألة لم تكن كاملة بعد حتى الازمنة الاخيرة. بالطبع ان الموقف المبدئي للولايات المتحدة الامريكية ساعد علينا كثيرا. كانت الاعمال المهمة على عاتقنا وأنجزناها بدورنا. لقد تم إعداد المعاهدة. ويعمل ممثلونا الآن في أنقرة.

كان يشارك جميع قادة الدولة والحكومة التركية في حفلة تقديم جائزة أتاتورك الدولية للسلام لي في انقرة في الواحد من شهر نوفمبر. وقلت فيها بصراحة ان مسألة باكو- جيهان قد وجدت حلها ونوقع على هذه المعاهدة في اسطنبول.

كما تعلمون اننا اتخذنا موقفنا إيجابيا تجاه خط انابيب الغاز عبر بحر قزوين ايضا وأعلنت حول هذا في أنقرة. اننا ناقشنا هذه المسألة بالتفصيل عند لقائنا مع السيد جورج شولتس وزير الخارجية الأسبق للولايات المتحدة الامريكية. وأظن انه من المنتظر ان يتم التوقيع على معاهدة اطارية، او بيان حول هذا في اسطنبول. ثمة مسألة تتعلق بنا وكنا نتحدث عنها عندما كان السيد جورج شولتس في باكو وهي انه يجب الاخذ بعين الاعتبار امكانيات اذربيجان لتصدير الغاز في المستقبل من خلال خط انابيب الغاز عبر بحر قزوين ايضا.

ستينلي إسكوديرو: صحيح كل الصحة.

حيدر علييف: كما قال السيد شولتس ان هذا صحيح تمام الصحة ويجب ان يكون هكذا. اننا نوقع في اسطنبول على بيان تحت هذا الشرط. لذا في الحقيقة ستحدث في اسطنبول احداث كبيرة. هذا حدث تاريخي وعلينا ان نتخذ مزيدا من الاعمال بعد هذا. ينبغي ان يتم تحقيق كل هذه المعاهدات. لكن لدينا خبرة فعلا في هذا الصدد. اننا نحقق هذه المسائل معكم وشركات البلدان الاخرى بشكل مطلوب. على كل حال فاني شخصيا ممتن جدا ان الاعمال التي اتخذناها خلال هذه السنوات الخمس قد انتهت وتأتي بنتائج ايجابية.

ستينلي إسكوديرو: فخامة الرئيس، بلا شك فاني يمكنني ان افهم مشاعر السرور التي تغمركم باعتباركم قد بذلتم جهودا منتظمة ومستمرة في تحقيق هذه المشاريع عندما رأيتم نتائج تحقيق تلك المشاريع أو بكلمة أخرى، انجازها وثمارها.

فخامة الرئيس، فاني اريد ان اعلن لكم حول مسألة أخرى وهي ان جماعة من الاشخاص الذين كانوا يمثلون دوائر الأعمال في ولاية ألاسكا قام مؤخرا بزيارة ناجحة جدا لأذربيجان. ضم وفد ولاية ألاسكا أيضا وبلا شك، ممثلي وزارة التجارة للولايات المتحدة الامريكية. خلال الزيارة التي استمرت ٣ أيام اجرى الوفد لقاءات متعددة مع ممثلي الدولة والحكومة وشركة النفط الحكومية وشركة التشغيل الدولية ومع الشركات التي تمثل دوائر الاعمال الامريكية التي تستثمر اموالا في اذربيجان. نتيجة هذه اللقاءات تأكدوا مرة اخرى ان اذربيجان قد انشئت فيها ظروف ملائمة جدا للاستثمارات الاجنبية. ان هذه الشركات شهدت ان ثمة آفاقا لتحقيق عدد من المشاريع الناجحة عن طريق توظيف الأموال في مجالاتها في اذربيجان.

لقد سبق لي وقلت لكم حول هذا. ان الهيئة التشريعية لولاية ألاسكا بعثت بهذا الوفد دعوة رسمية لكم لزيارة تلك الولاية. لقد وقعت هذه الدعوة السيدة بورنيس رئيسة لجنة العلاقات الخارجية عن اسم الهيئة التشريعية لولاية ألاسكا وان الهيئة تريد ان تزوروا الاسكا. عندما كنت في الاسكا التقيت بالسيدة بورنيس واثناء اللقاء طلبتني ان أوصلكم دعوتهم الرسمية هذه. في نفس الوقت رجت ان يرافكم اثناء زيارتكم ابنكم إلهام علييف. جاء في هذه الدعوة انهم يتمنون ان تقوموا بزيارة ولاية الاسكا في وقت مناسب لكم.

(لقد قدم الدبلوماسي الامريكي تلك الدعوة للرئيس حيدر علييف.)

حيدر علييف: شكرا جزيلا لكم، معالي السفير فاني اشكركم. واقدر هذه الدعوة تقديرا عاليا جدا. ان ولاية الاسكا مكان اسطوري. لان زيارتها، في الحقيقة، شيق تماما. لكن اقامة علاقات عملية، بلا شك، اولوية بالنسبة لنا. اني سأستفيد من هذه الدعوة من كل بد وسنحقق هذا في وقت مناسب بالنسبة لكم ولي.

ستينلي إسكوديرو: حسن جدا. وأبعث اليوم هذا النبأ المهم. فخامة الرئيس، كما اعلم انهم سيكونون ممتنين عندما سمعوا هذا.

فخامة الرئيس، ثمة عدد غير قليل من المسائل اريد ان اشاطركم آرائي حولها. ان لم تعارضوا فنستمر في الحديث عنها على انفراد.

حيدر علييف: نعم، سنستمر فيه. لكني اريد ان أعلن مسألة واحدة. انت و٤ اعضاء الكونغرس وجهوا لي نداء يشير الى انتهاك حقوق الجماعات الدينية المختلفة في اذربيجان ووجود الموانع لها. فاني ناقشت هذه المسألة بشكل واسع جدا. وحتى عقدت جلسة مجلس الامن لدينا بهذا الشأن وقدمت توجيهات مناسبة. وحذرت بشكل بات هيئاتنا الادارية الا تسمح بالادارية في هذه المسائل.

واعلن اليوم مرة اخرى ان اذربيجان توجد فيها كل الحريات. وتم توفير حريات الانسان، من جملتها حرية الاعتقاد والدين من خلال نشاطنا العملي والمتمشي مع الدستور وسوف يتم توفيرها.

لذلك ويجب الا تنتهك قوانين اذربيجان من جهة وحقوق الانسان من جهة اخرى. اي من الواجب ان يتم توفير حرية الاعتقاد. لا يمكن تقليص حرية الاعتقاد والدين. اني اعلنت آرائي هذه وستتخذ هيئاتنا المختصة اعمالا ضرورية على اساس هذه الآراء. واذا يقتض الامر فيتم اتخاذ بعض القرارات. على كل حال سوف لا يسمح بحدوث الاحداث التي جرت، كونوا مطمئنين. ارجوكم ان تبلغوا أعضاء الكونغرس الذين بعثوا الي رسالة حول هذه التدابير التي أحققها والكلمات التي قلتها لكم.

ستينلي إسكوديرو: فخامة الرئيس، فاني ساقوم بهذا فورا. واسمحوا لي بالقول ان هذه خطوة تالية ومهمة جدا من طرفكم. وهذه خطوة موثوق بها اتخذت من قبلكم مرة اخرى سواء بالنسبة لي شخصيا أو للدولة التي امثلها أو أصدقاء اذربيجان. لاننا بدأنا نقلق من بعض الاحداث التي تجري في اذربيجان في الأزمنة الاخيرة. لكننا كنا على يقين تام من ان هذه المسائل ستجد حلها بعد توصيلها الى انتباهكم وقيامكم شخصيا بمراقبة هذا ، وشهدنا هذا مرة اخرى على ارض الواقع.

اسمحو لي بان ادقق مسالة متعلقة بهذا الشأن. لقد سبق وأصدرت القرارات من قبل المحكمة لتهجير عدة اشخاص، اذا لا أخطئ، ٤ مواطنين اجانب من البلد نتيجة مثل هذه الاحداث. هل هذا يعني انه قد تتم إعادة النظر الآن الى المسالة المتعلقة بمصير هؤلاء المواطنين الأربعة الاجانب والقرارات الصادرة حولهم.

حيدر علييف: نعم.

جريدة "أذربيجان"

٩ نوفمبر عام ١٩٩٩

تعليقات قصيرة

السياسة الخارجية

معلومات تأريخية عامة

أذربيجان - الولايات المتحدة الأمريكية

معلومات تأريخية

السياسة الخارجية