مؤلفاته / السياسة الخارجية / أذربيجان - أوربا

خطاب حيدر علييف رئيس الجمهورية الأذربيجانية في المأدبة التي أقيمت باسم الرئيس الفيدرالي لجمهورية ألمانيا الفيدرالية رومان هيرسوغ على شرف الرئيس الأذربيجاني - بون ٢ يوليو سنة ١٩٩٦


السيد الرئيس المحترم، السيدات والسادة الكرام! أرحب بكم جميعا ترحيبا حارا باسم الشعب الأذربيجاني والدولة الأذربيجانية المستقلة.

وأذربيجان دولة مستقلة فتية وتعيش السنة الخامسة لاستقلالها. وتكتسب علاقات التعاون الموجودة بين أذربيجان وألمانيا أهمية كبيرة بالنسبة لنا ولكم في هذه المرحلة بالذات. ونتيجة العلاقات التعاون هذه يقوم رئيس الدولة للجمهورية الأذربيجانية بأول زيارة رسمية إلى ألمانيا. من أول خطوة خطوناها في الأراضي الألمانية يوم الأمس نلقى كرم الضيافة وجرت لقاءاتنا في ألمانيا في مدينة بون من الأمس في جو من الصداقة وحسن النية. واعبر عن سروري وتقديري باسم الوفد الأذربيجاني للدولة الألمانية والحكومة الألمانية ورئيس جمهورية ألمانيا الفيدرالية السيد رومان هيرسوغ ومستشاره الفيدرالي السيد هيلموت كول على هذه الصداقة وحسن النية.

اليوم قد جرت محادثات ولقاءات مهمة ومفيدة جدا بيننا وبين رئيس جمهورية ألمانيا الفيدرالية والسيد رومان هيرسوغ والمستشار الفيدرالي لجمهورية ألمانيا الفيدرالية السيد هيلموت كول وغيره من الشخصيات الرسمية لألمانيا حيث تم تحليل العلاقات الأذربيجانية الألمانية تحليلا مفصلا وقدر الطرفان تقديرا عاليا التعاون الثنائي. وأوضحنا أفكارنا حول ضرورة التدابير اللازمة لتطوير وتوسيع علاقات التعاون بين أذربيجان وألمانيا لاحقا وتوصلنا إلى قرارات معينة. واقدر تقديرا عاليا هذه اللقاءات والمحادثات والاتفاقات التي تم الوصول إليها وبودي أن اعبر عن ثقتي أن العلاقات الأذربيجانية الألمانية ستتطور على أساسها تطورا سريعا.

وتاريخ العلاقات بين أذربيجان وألمانيا وبين الشعب الأذربيجاني والشعب الألماني عريق في القدم. لقد قال السيد الرئيس المحترم في الخطاب الذي ألقاه قبلي كثيرا من الكلمات الطيبة في هذا الخصوص. وصل أول ألماني إلى أذربيجان في مطلع القرن الماضي وبإمكاني أن أقول اليوم بمشاعر الارتياح الكبير أن الشعب الأذربيجاني كان قد استقبل الألمان القادمين إلى أذربيجان بحسن الضيافة في وطنه وأراضيه وكان الألمان يعيشون ويعملون سوية مع الأذربيجانيين في أذربيجان.

ورغم إبعاد الألمان عن أذربيجان في سنوات الحرب العالمية الثانية، فإن كل ما قاموا به من الأعمال في الفترة التي أمضوها في أذربيجان هم وأجيالهم القادمة هو قيمة جدا بالنسبة لأذربيجان. وجاء الرأسمال الألماني ورجال الأعمال الألمان إلى أذربيجان في أواخر القرن الماضي ومطلع القرن الحالي وأنجزوا الأعمال الكبيرة التي لا تزال آثارها موجودة لحد الآن. لقد عثرت شركة "سيمينز" الألمانية في سير الأعمال المعينة التي قامت بها مؤخرا في أذربيجان على جزء من الخطوط الكهربائية التي كانت قد مدتها شركة "سيمينز" في مدينة باكو سنة ١٩٠٥ وجاءت به إلى ألمانيا بمثابة معروضات المتحف.

ويدل كل ذلك على عمق تاريخ العلاقات الأذربيجانية الألمانية ويعرض أن علاقات الصداقة والتعاون بين شعبينا عادت بالفائدة الكبيرة على كل من الشعب الأذربيجاني والشعب الألماني.

وكان التاريخ الكبير والغني للشعب الألماني يثير دائما الاهتمام والعطف لدى أذربيجان وأهدى الشعب الألماني تحفا كبيرة لتاريخ البشرية والحضارة العالمية مما يقدرها عاليا في كل ربوع العالم. ويعرف الشعب الأذربيجاني أيضا جيدا هذه التحف التي أهداها الشعب الألماني إلى العالم وتاريخ البشرية ويقدرها تقديرا عاليا. لقد تمت ترجمة مؤلفات الكتاب الألمان البارزين الذين رفعوا الأدب الألماني إلى ذروة مثل هيني وهوتي وشيلير وغيرهم إلى اللغة الأذربيجانية ويقرأها الأذربيجانيون بلغتهم الأم بمشاعر الحب.

وانتشرت في أذربيجان مؤلفات الملحنين الألمان بيتهوفين وفاغنير وشتراؤس وغيرهم المعروفين في العالم بإبداعهم، انتشارا واسعا ويحبهم الأذربيجانيون وأحرزوا الانجازات في مجال تطوير فن الموسيقى الكلاسيكي في أذربيجان بفضل تأثير موسيقاهم.

فهذا هو التاريخ الكبير لألمانيا وشعبها. لكن الانجازات التي أحرزها الشعب الألماني في القرن الأخير والسنوات الأخيرة جديرة بالتقييم العالي. لقد عاش الشعب الألماني تاريخا كبيرا وصعبا بعد الحرب العالمية الثانية وأحرز الانجازات الكبيرة بفضل عقله ودأبه وموهبته وحول ألمانيا إلى احد البلدان العالمية المتطورة اقتصاديا وثقافيا. واكبر انجازات الشعب الألماني هو توحيد ألمانيا قبل خمس سنوات. وأريد الإشارة إلى ان توحيد ألمانيا لقي حماسة كبيرة لدى الشعب الأذربيجاني الذي اعتبره تحقيقا للعدالة وكذلك اعتبر عيش الشعب الألماني ضمن دولة موحدة نتيجة عادلة للعمليات التي تجري في العالم.

وبدأت ألمانيا بعد اتحادها ان تستفيد من إمكانياتها استفادة أوسع وتلعب انجازات ألمانيا الحالية دورا كبيرا جدا في العالم وتتمتع بسمعة عالية. والانجازات التي أحرزتها ألمانيا في مجال تطوير العلوم والفنون والاقتصاد والثقافة وكذلك تطوير الديمقراطية والاقتصاد الحر خبرة كبيرة بالنسبة لكل البلدان بما فيها أذربيجان. وأهنئكم بمناسبة انجازاتكم هذه وأريد الإشارة الى أننا نستفيد من الانجازات التي أحرزتموها من اجل بناء الدولة وتطوير الديمقراطية وإجراء الإصلاحات الاقتصادية استفادة مفيدة في أذربيجان المستقلة.

وعلى أساس كل ذلك نعير أهمية خاصة للعلاقات القائمة بين أذربيجان وألمانيا ونعتبرها علاقات الصداقة ذات الأهمية الإستراتيجية على أذربيجان. وأنا ممتن جدا من ألمانيا تقدر بجدارة دور ومكان الجمهورية الأذربيجانية في المجتمع الدولي. وإن الكلمات التي قالها السيد الرئيس هيرسوغ عن أذربيجان وأهميتها الجغرافية والإستراتيجية في خطابه الذي ألقاه لتوه تثير مشاعر الارتياح لدينا.

وأنا على ثقة من المستقبل الوضاء للعلاقات الأذربيجانية الألمانية وأود ان أؤكدكم على أننا لن ندخر جهودنا من اجل توسيع هذه العلاقات وتطويرها. ومهمتنا في اذربيجان هي تعزيز استقلال الدولة الأذربيجانية وجعله أبديا. ونقوم ببناء دولة القانون الديمقراطية والعلمانية في أذربيجان ونسير بهذا الطريق إلى النهاية. وتستفيد أذربيجان من الخبرة والانجازات في مجال الديمقراطية في العالم من اجل تطوير الديمقراطية في أذربيجان وسنسير بهذا الطريق الديمقراطي إلى النهاية.

وهدفنا الرئيسي هو تنفيذ هذه الإصلاحات في مجال الاقتصاد، خاصة خصخصة الممتلكات. وانا مسرور جدا من ان الرئيس الألماني السيد هيرسوغ قدّر خلال كلمته اليوم الانجازات التي أحرزتها أذربيجان في مجالات الديمقراطية والاقتصاد والتغيرات الاقتصادية. لقد تم قبول أول دستور ديمقراطي في أذربيجان من خلال الاستفتاء الشعبي العام في شهر نوفمبر للسنة الماضية وكذلك انتخاب أول برلمان نتيجة الانتخابات الديمقراطية، الأمر الذي يعرض على العالم كله سمعة أذربيجان كدولة ديمقراطية.

وتدل الاتفاقية التي وقعت عليها أذربيجان مع الاتحاد الأوروبي في شهر ابريل وقبول أذربيجان بصفة ضيف خاص الى الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي على انتماء أذربيجان الى أوروبا وفي نفس الوقت يعتبر تقييما للانجازات التي تم إحرازها في مجال الديمقراطية في بلادنا. ونتعاون مع ألمانيا في مجال تحقيق كل انجازاتنا وتمنياتنا وهذه العمليات التي تجري في أذربيجان وحولها ونعتبر هذا التعاون مفيدا.

واكبر المشاكل وأصعبها في حياة بلادنا هي إزاحة العدوان الذي شنته أرمينيا على أذربيجان وتحرير أراضينا المحتلة وعودة أكثر من مليون مواطن أذربيجاني مشرد من هذه الأراضي إلى ديارهم الحبيبة. واصرخ اليوم مرة أخرى بأننا نريد حل هذا النزاع مع أرمينيا حلا سلميا وسنواصل خطواتنا في هذا النحو ونحن بحاجة الى مساعدة المجتمع الدولي والاتحاد الاوروبي بما فيه المانيا في هذا المجال.

وبذلك توجد الإمكانيات والآفاق الواسعة جدا للعلاقات والتعاون بين أذربيجان وألمانيا ونسعى الى الاستفادة من هذه الإمكانيات استفادة مفيدة. وتؤكدنا محادثاتنا ولقاءاتنا اليوم على أننا نستطيع السير بهذا الطريق بنجاح. وأقدم مرة أخرى اخلص التهاني للشعب الألماني والحكومة الألمانية بمناسبة الانجازات التي أحرزتها ألمانيا متمنيا السلام والأمن والسعادة للشعب الألماني وكل أوروبا.

وأرجو ان ترفعون الأكواب على شرف جمهورية ألمانيا الفيدرالية والشعب الألماني وعلى شرف الرئيس الألماني السيد رومان هيرسوغ والمستشار الفيدرالي الألماني السيد هيلموت كول وعلى شرف الصداقة الأذربيجانية الألمانية!  

تعليقات قصيرة

السياسة الخارجية

معلومات تأريخية عامة

العلاقات بين اذربيجان وألمانيا

معلومات تأريخية

أذربيجان - أوربا‏