مؤلفاته / السياسة الخارجية / أذربيجان - أوربا

من حديث حيدر علييف الرئيس الآذربيجاني عند لقائه مع براين اولسون وزير الدولة لبريطانيا العظمى في الشئون الإسكوتلندية - قصر الرئاسة، ٧ يونيو سنة ٢٠٠٠


حيدر علييف: السيد الوزير، فإني ممتن جدا لأنكم زرتم آذربيجان لأول مرة واشتركتم في حفلة افتتاح المعرض الشعبي والمؤتمرحيث ألقيتم كلمة. هذا ونلتقي اليوم أيضا.

لبريطانيا العظمى شركات كثيرة تعمل في آذربيجان. انها تقوم بأعمال مهمة جدا في مجال النفط والغاز في بلدنا. إننا قمنا معا بتسوية المسائل الرئيسية. وتلعب الشركات البريطانية دور المشغِّل في "معاهدة القرن" الموقعة في سنة ۱٩٩٤ وفي المعاهدة حول الاستغلال المشترك لحقل "شاه دنيز"، كذلك تقوم بأعمال مهمة في المجالات الاخرى. ان النتائج الرئيسية لعملنا تظهر، على الأغلب، في الحقول التي تعمل فيها شركة "بريتش بتروليوم". لذلك فان زيارتكم آذربيجان ضرورية جدا. وأظن انكم سيتيسر لكم ان تتعرفوا على بلدنا و مدينة باكو عن كثب.

براين ويلسون: فخامة الرئيس، اشكركم شكرا جزيلا على انكم وجدتم وقتا مناسبا للقاء معي. وأعلم انكم مشغول جدا خلال هذا الأسبوع. وابدي امتناني لكم على انكم خصصتم من وقتكم. رغم اننا التقينا أمس ونجتمع اليوم من جديد.

وعلي ان أقول ان العلاقات، عامة بين بلدينا في المستوى العالي حاليا. وآمل بأن الزيارات المتبادلة على مستوى الوزراء ستسهم اكثر فأكثر في توطيد التعاون بين بلدينا في مجالات السياسة والتجارة والمجالات الاخرى.

صباح اليوم كنت من جديد في القصر الذي يقام فيه المعرض وتفقدت المعروضات التي تنظمها الشركات البريطانية وتحدثت في انفراد مع كل ممثل من شركاتنا. ان مزاج الشركات جيد. وممثلو تلك الشركات راضون جدا بنشاطها في آذربيجان. والأهم هو انهم يعتبرون ان ثمة قدرة كبيرة لزيادة إمكانياتهم.

بالتأكيد، عند عودتي الى الوطن سأتحدث بالتفصيل حول ما شاهدته هنا. سأسعى الى إقناع الشركات الصغيرة والكبيرة لبريطانيا العظمى، العاملة في مجال النفط والغاز بأن تأتي الى آذربيجان وتوظف أموالا هنا وتوسع الشراكة توسيعا أكثر.

ان العلاقات القائمة بين بريطانيا وآذربيجان مفيدة لكلا الطرفين. بالتأكيد، فإننا البريطانيين نقوم باعمال كثيرة لتطوير الصناعة في آذربيجان. لكن آذربيجان هي الاخرى يمكن ان تقوم بمزيد من الأعمال لتطوير الصناعة في بلدنا. لشركاتنا العاملة في بحر الشمال خبرة غنية جدا. منذ فترة طويلة وتعمل شركاتنا هناك. ويخيل لي أنها تجلب معارفها وكذلك خبراتها الى آذربيجان بمجيئها الى هنا، وفي نفس الوقت تتعلم الى حد ما من الاخصائيين المحليين.

وأقول مرة اخرى، فان الشركات البريطانية تتقاسم معارفها وخبراتها بحضورها هنا. في نفس الوقت، يعمل في الشركات البريطانية هنا عدد كثير من الآذربيجانيين، يحسن الكوادر المحلية خبراتهم تحسينا أكثر سنة بعد سنة.

اما اشتراك بلدي على مستوى الوزير في المعرض والمؤتمر الدوليين "بحر قزوين للغاز والنفط- ٢٠٠٠" المنعقدين في آذربيجان فيدل على اننا نعلق أهمية كبيرة على التجارة في هذه المنطقة. حسب رأيي ان هذا المعرض سيسهم في تطوير العلاقات اللاحق بين بلدينا.

حيدر علييف: فإني موافق تمام الموافقة على ما قلتموه من الكلمات، واعتقد انا أيضا ان العلاقات القائمة بين بريطانيا العظمى وآذربيجان سواء في المجالين السياسي، او الاقتصادي او غيرهما في المستوى العالي. ونقدر هذا تقديرا عاليا جدا ونسعى الى توسيع هذه العلاقات اكثر فأكثر.

وأعيد الى أذهانكم انني أجريت مباحثات مفصلة جدا في هذا الصدد مع السيد توني بلير رئيس الوزراء، وعدد غير قليل من الوزراء عندما كنت في زيارة رسمية للندن في سنة ۱٩٩٨. اجمع الطرف البريطاني وكذلك الطرف الآذربيجاني على ان آذربيجان بلد ذو اهمية جيوستراتيجية ضرورية جدا، ولها ثروات طبيعية هائلة. ان المصالح البريطانية تجاه آذربيجان وعامة، المنطقة تشترط توسيع العلاقات القائمة بين بلدينا توسيعا اكثر.

كما أتذكر ان السيد روبين كوك وزير الخارجية قال لي اثناء حديثنا انهم يوسعون نطاق سفارتهم في آذربيجان، ويزيدون عدد موظفين فيها. لأن آذربيجان من جهة، وبلدان آسيا الوسطى القريبة منها من جهة أخرى تهم بريطانيا العظمى كثيرا. وأعربت عن موافقتي تماما على هذه الأفكار. هذا حقيقة اكيدة. هذا فإن معاهدات النفط التي وقعنا عليها بعد سنة ۱٩٩٤ وضعت أساس التعاون الطويل الامد بين بريطانيا العظمى وآذربيجان. رغم ان كل معاهدة موقعة سيسري خلال ۳٠ سنة، اعتقد ان التحقيق النهائي لتلك المعاهدات سيحتاج الى وقت اكثر منه مرتين. لذلك فان العلاقات بين بريطانيا العظمى وآذربيجان تحمل طابعا طويل الامد، بل وربما دائما. ونحن نفهم هذا هكذا ونبدي لها اهمية كبيرة جدا.

واعلنت ان "معاهدة القرن" واستخراج النفط من مكمن "جيراق" وتصديره وحقلي "آذري وجونشلي" - لكل هذا آفاقا كبيرة. بالمناسبة، تقوم شركة "بريتش بتروليوم" بمهمة التشغيل هناك.

اما التوقيع على اتفاقية حول خط انابيب النفط الرئيسي للتصدير باكو- تبيليسي-جيهان وإجراء المحادثات والمصادقة على الاتفاقية حول خط الأنابيب هذا في برلماني جورجيا وآذربيجان (سيصادق عليها البرلمان التركي ايضا قريبا)- تدشن طريقا أوسع لعملنا المشترك.

ان القدرات الكامنة الهائلة لمكمن "شاه دنيز" عرضت في المعروضات في معرض "بحر قزوين للنفط والغاز- ٢٠٠٠" الذي افتتح أمس في باكو. اعلن هناك انه من الممكن ان يتم تصدير ٥ مليارات متر مكعب من الغاز الى تركيا في عام ٢٠٠٢. واعتقد ان هذا فكرة حسنة. علينا ان نعمل معا في هذا العمل ونحققه. قد نواجه في هذا العمل بعض العراقل. لكن علينا ان ننجز هذا العمل. ويتم اكتشاف حقول الغاز الغنية في آذربيجان الى جانب حقول النفط الكبيرة. امس باين ممثلو شركة "شيفرون" انهم يتوقعون النتائج الهائلة قريبا من مكمن "آبشرون" الذي احتياطات الغاز فيه اكثر منها في مكمن "شاه دنيز". ويظهر كل هذا انه علينا أن نتخذ منذ الآن التدابير وان نعمل معا لتصدير هذه الثروات والمنتجات الى السوق العالمية.

اني دعوت مرارا الشركات البريطانية العاملة سواء في مجال النفط والغاز، او المجالات الأخرى الى آذربيجان. وتعمل هذه الشركات هناك. امس قلتم ان بعضها يترك آذربيجان. ولا أعلم سبب هذا. كلفت رئيس الوزراء بان يدرس هذا ويحيطنى علما بهذا. وأظن، اذا تحدث مثل هذه الحالة فانها تتعلق بشركات صغيرة لم تستطع خلق ظروف ملائمة لها. على كل حال فاني أبديت انتباها لهذه المسألة وقدمت توجيهات ضرورية. قصارى القول، يجب توسيع التعاون بين آذربيجان وبريطانيا العظمى في كافة المجالات. واظن انكم بوصفكم وزير الدولة لن تدخر جهودا في هذا المجال بعد ان شاهدتم الواقع الراهن لآذربيجان والمناخ السائد في معرض "بحر قزوين النفط والغاز- ٢٠٠٠"

براين ويلسون: فخامة الرئيس، فاني أريد ان أبلغكم التحيات الشخصية لتوني بلير رئيس الوزراء البريطاني وامتناني. انكم هنأتموه في الرسالة التي بعثتموها اليه بمناسبة انه أصبح ابا ابن.

حيدر علييف: نعم، لقد ولد ابنه الرابع. انه شخص غني جدا. وأعتقد انه سرّ كثيرا. لكن هذا سرني كإنسان أيضا. لذلك فإني هنأته. عامة، رئيس وزرائكم إنسان لبلب جدا. ابدي احتراما كبيرا له. واشعر بان هذا الاحترام متبادل.

براين ويلسون: نعم، انتم على خق بقولكم انه انسان طيب.

فخامة الرئيس، فاني متفق تمام الاتفاق مع جميع ما قلتموه. اما الكلمات التي قلتموها حول توسيع تعاوننا في القطاع غير النفطي فالهمتنى كثيرا خاصة. قبل زيارتي هنا تناولنا العشاء مع وزير التجارة واجرينا حديثا بهذا الصدد. ويجب تطوير القطاع غير النفطي بشكل اكثر لتوسيع الامكانيات التصديرية لآذربيجان. بعد عودتي الى ارض الوطن سأركز انتباهي على هذه المسألة بحيث تأتي الشركات البريطانية المختلفة الى آذربيجان وتعمل هنا.

فخامة الرئيس، فاني اريد ان أؤكد مرة أخرى ما قلتموه من الكلمات. ان الشركات البريطانية تبدي اهتماما خاصا لمشاريع خطوط الأنابيب ونقل النفط المتوقع استخراجه في آذربيجان الى السوق العالمية عبر هذه الخطوط. ان هذه الشركات مستعدة للمنافسة من اجل بدء العمل في هذا المجال بآذربيجان.

وأريد أن اعلن مرة أخرى اننا نبدي احتراما عميقا لبعضنا البعض. اني على يقين من ان هذا لصالح عملنا المشترك.

حيدر علييف: شكرا لكم.

جريدة "آذربيجان". ٨ يونيو عام ٢٠٠٠

تعليقات قصيرة

السياسة الخارجية

معلومات تأريخية عامة

علاقات بين اذربيجان وبريطانيا العظمى

معلومات تأريخية

أذربيجان - أوربا‏