مؤلفاته / الاقتصاد / منظمات اقتصادية دولية

كلمات التهنئة الذي ألقاها حيدر علييف الرئيس الأذربيجاني عن الدول الآسيوية في الجلسة الختامية من مؤتمر القمة الاسلامي في الدار البيضاء - ١٥ ديسمبر سنة ١٩٩٤


رئيس الاجتماع المحترم!

أصحاب الجلالة!

أصحاب السمو!

الأخوات والاخوة الأعزاء!

اني أتشرف جدا بإلقاء كلمة عن المجموعة الآسيوية في منظمة المؤتمر الإسلامي وأقدر هذا تقديرا عاليا مستفيدا من الفرصة المتاحة لي. وانتهازا منا لهذه الفرصة نبدي امتناننا العميق لأخينا العزيز صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني أحد مؤسسي منظمة المؤتمر الإسلامي ورجل السياسة الفذ الذائع صيته عبر العالم وكذلك في شخصه للشعب المغربي الصديق والشقيق على عملهما الدؤوب والانتباه والعناية الذين أبداهما لنا.

اننا شهدنا مؤخرا الأعمال المثمرة والمفيدة جدا التي قام بها حميد القابضين الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي والأمانة على وجه العموم في مجال توثيق التآخي توثيقا كثيرا بين بلادنا واني أعرب عن شكرنا الصميمي على كل هذا. وآمل في ان مؤتمر القمة الإسلامي السابع في الدار البيضاء سيكون مرحلة جديدة في تعزيز التضامن بين المسلمين في العالم اكثر فأكثر، وفي ازدياد سمعة وقدرة الدول الاسلامية. كما يخلق المؤتمر امكانيات رحبة في فهم الصعوبات والقضايا التي يواجهها العالم الإسلامي فهما أدق من قبل الرأي العام العالمي.

علي أن أذكر بمشاعر الامتنان العميق ان مؤتمر القمة الاسلامي السابع يتميز بالنشاط المتزايد لجميع الدول الاسلامية وخاصة، البلدان الواقعة في قارة آسيا، وبتمثيلها بشكل أوسع في منظمة المؤتمر الإسلامي. ان ارتفاع عدد الأعضاء في صفوف منظمة المؤتمر الإسلامي من ٤٥ الى ٥٢ هو دليل جلي على ما قلته.

ولا ريب في ان القرارات التي اتخذناها هنا ستكون خطوة وجيهة لحل القضايا العالقة للعالم الاسلامي باسره وعلى الخصوص البلدان الاسلامية لقارة آسيا. اما عدد من البلدان الاسلامية الحديثة الاستقلال في قارة آسيا، من جملتها أذربيجان فان كلها في أمس الحاجة الى انتباه وعناية منظمة المؤتمر الإسلامي. لان هذه البلدان تواجه سواء المشاكل الصعبة الموروثة عن الماضي، أو الصعوبات الموضوعية التي تتولد من الاستقلال الذي يزداد ثباتا. من بينها الازمة الاقتصادية المتفاقمة والصعوبات التي تخلقها الفترة الانتقالية المرتبطة بتغيير النظام الاجتماعي السياسي والحروب والحصار الاقتصادي والضغوط السياسية الشتى التي تعرضت لها بعض الدول.

هذا فان الاقتتال في طاجكستان وأفغانستان وقضيتي كشمير وفلسطين وعدوان ارمينيا المستمر منذ ٦ سنوات على اذربيجان والعشرات من القضايا الأخرى تثير اليوم قلقا شديدا جدا. ان ذكر جميع القضايا المؤلمة لقارة آسيا على مضض منه يبعث فينا السلوان الكثير وكذلك يجعلنا متفائلين لحلها.

ان المساعدات المالية والسياسية للبلدان الاسلامية الصديقة والشقيقة قد تسهّل تسهيلا كثيرا تسوية هذه القضايا التي نواجهها. ونتمنى ان تعزز منظمة المؤتمر الإسلامي نفوذها ومساعيها للمساعدة على إزالة التوتر الموجود وإخماد بؤر الحرب وعودة المشرَّدين الى مواطنهم الام، وللحد من إراقة دماء الناس الأبرياء.

واسمحو لي بان أؤكدكم على ان الدول الاسلامية لمنطقة آسيا، من جملتها أذربيجان ستكثف باطراد مساعيها في نشاط منظمة المؤتمر الإسلامي وكذلك في تنفيذ القرارات المتخذة في مؤتمر القمة بشكل متتال وسوف لا تدخر جهودا لرفع نفوذ هذه المنظمة أكثر فأكثر.

أني اهنئكم مرة أخرى بمناسبة اختتام مؤتمر القمة الاسلامي السابع بنجاح. وأتمنى السعادة والأمان لكم ولشعوبكم وأخواتنا واخوتنا المسلمين.

وأريد أن أعرب بكل اطمئنان عن ان منظمة المؤتمر الإسلامي ستكثف نشاطها تكثيفا أكثر وستزداد قوة وستشغل مكانا مميزا ومستحقا لها في السياسة العالمية.