مؤلفاته / أحاديث صحفية

مقابلة صحفية اجرتها صحيفة "ميدل ايست مجازين" الانجليزية مع حيدر علييف ‏رئيس الجمهورية الاذربيجانية‎ - ‎باريس، ٤ ديسمبر عام ١٩٩٥‏


مراسل: سؤالي الاول هكذا: التقيتم مؤخرا في نيويورك مع الرئيس الارميني. وأية نتائج استخلصت في هذا الاجتماع واية خطوات عملية يمكن اتخاذها في مجال تحسين العلاقات بين ارمينيا وآذربيجان؟

حيدر علييف: في ٢٣ اكتوبر التقيت السيد ليفون تير بطرسيان الرئيس الارميني في نيويورك. قمنا بتبادل الآراء حول تسوية القضية بالطريق السلمي. وباينت وهو باين اننا ستلتزم باستمرار حالة الهدنة. في نفس الوقت اتفقنا بضرورة بحث سبل للتوصل الى اتفاق للحل النهائي للحرب وتوفير السلام في المنطقة. لذا فاتفقنا بضرورة مواصلة المحادثات في اطار مجموعة مينسك وعلينا ان نفكر في ايجاد سبل ملموسة اخرى لإيقاف الحرب. وتوصلنا الى اتفاق لتعيين ممثلين خاصين لنا للتفاوض وذلك الى جانب المحادثات في إطار مجموعة مينسك. اي النتيجة الرئيسية لاجتماعنا هي خوض مباحثات السلام والاستفادة من الامكانيات الجديدة للتوصل الى اتفاق متبادل.

مراسل: بعد كم شهرا قد يتم إحلال السلام في منطقتكم؟ هل تستطيع القول للاجئين والنازحين الذين رأيناهم بأم أعيننا في آذربيجان بأنهم سيمكنهم العودة الوشيكة الى مواطنهم؟

حيدر علييف: كما تعلمون، ان قول هذا، اي إعلان موعد للتوصل الى السلام شامل صعب جدا. يقتضى مثل هذا السلام وجود عدة شروط. يجب الانسحاب الشامل للقوات المسلحة لأرمينيا من الأراضي المحتلة لآذربيجان، يجب إعادة اللاجئين الذين رأيتموهم، والمواطنين الآذربيجانيين الذين استوطنوا في المخيمات في حالة شاقة، والمشردين من ديارهم الى مواطنهم . يجب توفير الأمن للارمن القاطنين في ناغورني كاراباخ ايضا. ينبغي ان يقدم سلام شامل على هذه المبادئ. نسعى الى احلال سلام شامل وشيك.

اننا لسنا مسببي التأخر. ارمينيا هي مسببة التأخر. لأن الأرمن احتلوا الأراضي الاذربيجانية. تم تشريد مواطنينا من ديارهم نتيجة عدوانهم. لذلك فيجب ان ينسحب الأرمن ويلتزموا بقواعد القانون الدولي. يجب إعادة وحدة تراب آذربيجان. نريد إحلال سلام في منطقتنا داخل هذه الشروط. بالتأكيد فإن حالة اكثر من مليون مواطني آذربيجان يعيشون في المخيمات في حالة شاقة تقلقنا وتؤرقنا. نريد ان يعيدوا الى ديارهم وشيكا. اقول من جديد ان تسوية جميع كل هذه المسائل في حينها تتوقف من الموقف الأرميني.

مراسل: اسمحوا لي بأن أطرح لكم عدة اسئلة متعلقة بالنفط. كنت اشترك في حفلة توقيع المعاهدة المتعلقة بالاستغلال المشترك لمكمن النفط "قاراباغ" بباكو واستمعت بانتباه الى خطابكم هناك ايضا. بعد توقيع تلك المعاهدة سألت بعض الناس عدة اسئلة، لكن لم يستطع اي احد الرد الدقيق عليها. هل يمكنكم ان تجيبوا على هذه الاسئلة؟ توظف الشركات المساهمة في المعاهدة اموالا في الاستخراج. اذا اخذنا بعين الاعتبار ان الشركات ستربح من النفط باستثماراتها، وكم سيكون حجم النفط الذي تستخرجه عامة اذا اضفنا اليها النفط الذي تحصل عليه كحصة؟

حيدر علييف: لا يلزم تعداد هذا. يشكل حجم النفط المنتظر استخراجه نحو ١٥٠ مليون طن. ولا شك في ان جزء منه سيكون للتكاليف المصروفة، وجزء آخر للشركات وآذربيجان.

مراسل: ما هي حصة آذربيجان من النفط في المعاهدة الأخيرة المتوخاة استخراج ١٥٠ مليون طن من النفط؟

حيدر علييف: لا أريد ان اذكر الآن حصة آذربيجان من النفط. لكن كل الأطراف ستكسب ربحا من هذا، وبل ربحا كبيرا. ان لا نربح فلماذا نوقع على هذه المعاهدة؟ أو إن لا تربح الشركات من هذا فما هو معنى استثماراتها؟

مراسل: فخامة الرئيس، لماذا تخفي هذه الارقام؟

حيدر علييف: هذا ليس سرا. هنا مستشاري، وهو سيحيطكم علما بهذا. لا اعتقد ان الرئيس يجب ان يقول هذه الارقام.

مراسل: لنعود الى السياسة العامة، اية سياسة تريدون انتهاجها؟ هل تريدون ان تستخرج شركات النفط احجاما كثيرة في أقصر وقت بقدر الامكان، او تؤيدون استخراج النفط بالتدريج، لمدة طويلة؟

حيدر علييف: هذا لا يتوقف من رغبتنا. إن كل عمل له موعده في هذه العملية. لا يمكننا ان نقصر هذا الوقت ولا حاجة الى تمديده بصورة غير طبيعية. مثلا، تسرى المعاهدة الاولى ٣٠ سنة. لكل مرحلة موعدها خلال هذه المدة الثلاثين سنة. يمكن ان توسع الامكانيات في سير العمل ويتغير الوضع.

مراسل: ما رأيكم، متى سيربح بلدكم ارباحا رئيسية للتأثير الايجابي على اقتصاد البلد؟

حيدر علييف: بعد استخراج النفط الأولى، سنحصل على أرباحا إضافية في عام ١٩٩٧.

مراسل: اطرح لكم سؤالا. متى تصير آذربيجان كويتا؟

حيدر علييف: يطرحون هذا السؤال لي كثيرا. لا أريد ان اتخذ تعبير "الكويت" كقانون. الكويت بلد، وآذربيجان بلد آخر. لكني اعتقد ان الشعب الاذربيجاني سيتطور بعد عام ٢٠٠٠.

مراسل: هل تشرحون سبب إغلاق الحدود مع روسيا بعدة كلمات؟

حيدر علييف: روسيا تعتبر انها اغلقت حدودها بسبب الحرب في الشيشان.

مراسل: إذ انتهت الحرب هناك، لماذا لم يفتحوا الحدود؟

حيدر علييف: لم تنته الحرب بعد.

مراسل: هل تتفاوضون حول افتتاح الحدود؟

حيدر علييف: نجري محادثات.

مراسل: هل لها نتائجها؟

حيدر علييف: ننتظر نر. وهذا صعب.

مراسل: من المخطط ان ينشئ خط أنابيب لتصدير النفط خلال سنتين. اي خط تفضلونه؟

حيدر علييف: لا أفضلية لنا فيها. لقد حددنا اول طريق، سنستفيد من كليهما في نفس المستوى. امامنا موعد لتصدير النفط الرئيسي.

مراسل: قرأت كثيرا في الصحافة عن قريحتكم في المجال الدبلوماسي. لكني شهدت الآن انكم أكبر دبلوماسي خبرة من عملكم مع الصحافة.

حيدر علييف: أشكركم.

مراسل: فخامة الرئيس: ماذا يمكنكم القول عن التعاون بين شركات النفط الفرنسية وآذربيجان؟ يعتبر الفرانسيون هنا انهم هم الآخرون يجب ان يلعبوا دورهم في استغلال النفط الآذربيجاني. هل التقيتم بممثلي شركات النفط هذه اثناء زيارتكم هذه؟

حيدر علييف: كما تعلمون، اريد ان تتعاون فرنسا مع آذربيجان في مجال النفط. التقيت عدة مرات مع رئيس شركة "إلف آكتين" الفرنسية، وسألتقيه مساء اليوم ايضا. قلت اليوم أفكاري عند حديثي مع السيد آلين جوبه رئيس الوزراء الفرنسي. اعتقد ان شركة "إلف آكتين" تريد المساهمة في كونسورسيوم استغلال مكمن كبير للنفط في آذربيجان – مكمن "شاه دنيز".

مراسل: فخامة الرئيس، أعلم أن جدول أعمالكم متوتر جدا. شكرا جزيلا لكم على المقابلة الصحفية.

"حيدر علييف: استقلالنا أبدي" (خطابات، كلمات، تصريحات، احاديث صحفية، رسائل، نداءات، مراسيم)، دار الطبع الاذربيجانية باكو - ١٩٩٨، المجلد الـ٥، ص. ١٠٣-١٠٠.