مؤلفاته / السياسة الخارجية / أذربيجان - منظمات دولية

من حديث الرئيس الأذربيجاني حيدر علييف أثناء لقائه مع رئيسة الوفد الأوربي ونائبة وزير الخارجية الإيطالي مارغاريتا بونيفير والوفد المرافق لها – القصر الرئاسي، ٨ يوليو عام ٢٠٠٣


حيدر علييف: السيدة المحترمة مارغاريتا بونيفير!

أعضاء الوفد الكرام!

أرحب بكم من صميم القلب وأشيد بالتعاون بين أذربيجان والأتحاد الأوربي والانجازات المكتسبة. يحمل التعاون مع أوربا أهمية استراتيجية بالنسبة لنا. وهذا من أولويات سياستنا الخارجية. وبناء على هذه المبادئ نتعاون مع الاتحاد الأوربي ونسعى الى تطويرها ونريد هذا.

بدأنا التعاون مع الاتحاد الأوربي منذ الفترة ما بين عامي ١٩٩٤-١٩٩٣ تقريبا. لكن هذا التعاون بدأ يتطور بسرعة بعد توقيع الاتفاقية حول الشراكة مع الاتحاد الأوربي عام ١٩٩٦. لقد قام الاتحاد الأوربي بالمزيد من الأعمال منذ انشائه حتى الآن وساهم اسهامات كبيرة للمجتمع العالمي. بهذا السبب نصف زيارتكم الى أذربيجان بالزيارة المهمة. وأظن انكم ستركزون انتباهكم على اذربيجان اثناء زيارتكم وبعد هذا.

مارغاريتا بونيفير: فخامة الرئيس، أشكركم على أنكم تستقبلونني مع أعضاء الوفد. وهذا، في الحقيقة، لقاء طيب بالنسبة لنا. واستذكر انطباعاتي الطيبة حول لقائنا السابق. وأتشرف بأني أترأس الوفد. لأن الوفد يضم شخصيات بارزة وشهيرة. الى اليمين جلس هيكي تالفيتيه المبعوث الخاص الجديد للاتحاد الأوربي في شئون جنوب القوقاز.

حيدر علييف: عملنا معه فيما قبل.

مارغاريتا بونيفير: نعم، أما الآن فإنه سفير الى بلدان جنوب القوقاز.

حيدر علييف: جيد، أهنئك.

هيكي تالفيتيه: فخامة الرئيس، شكرا جزيلا لكم.

مارغاريتا بونيفير: والى اليسار جلس السيد مايكل ليق نائب المديرية العامة للمفوضية الأوربية في العلاقات الخارجية والسيدة باربارا جونس رئيسة إدارة أوربا الشرقية ومنظمة الأمن والتعاون الأوربي ومجلس أوربا لدى وزارة الخارجية الإرلندية. اما السيد شتيفان ليهنه فهو مدير أمانة مجلس الاتحاد الأوربي في شئون رابطة الدول المستقلة وبلدان البلقان الغربية. والسيد مايكل سفان هو مدير شئون جنوب القوقاز وآسيا المركزية لدى أمانة مجلس الاتحاد الأوربي.

فخامة الرئيس، تهدف زيارتنا الحالية الى إعلان استعداد الاتحاد الأوربي للتعاون مع المؤسسات الأذربيجانية في جميع المجالات المتاحة. سنقدم مساعدات لتطوير بلدكم.

حيدر علييف: لما لم تقدم السيدة مارغاريتا كوستان؟

مارغاريتا بونيفير: فخامة الرئيس، أعلم انكم تعرفونها جيدا. اننا سعداء ونفتخر بنشاط سفيرتنا في شخصها بباكو.

حيدر علييف: قد تكون مستاءة، على انك لم تقدميها. تفضلي.

مارغاريتا بونيفير: كما قلت، هدفنا الرئيسي هو تقديم مساعدة. نريد تقديم مساعدات الى بلدكم في مجال الاصلاحات الاقتصادية والسياسية. تنفذون الاصلاحات الاقتصادية والسياسية بنجاح. عامة، نريد ان نساعد عملية احلال الديموقراطية. كذلك اننا مستعدون لتقديم مساعدة لبلدكم بجميع الوسائل المتاحة في مجالات حماية حقوق الانسان وسيادة القانون.

الى جانب هذا، عندنا عدة كلمات. وسنكرر هذه الكلمات أثناء لقاءاتنا سواء في أذربيجان، أو جورجيا، أو في أرمينيا. ويريد الاتحاد الاوربي تسوية النزاعات الاقليمية الا بالطريق السلمي. ونريد اجراء الانتخابات في جو من الديموقراطية هنا.

حيدر علييف: أؤكدكم تماما على هذا. بالرغم من استمرار احتلال ٢٠ بالمئة من أراضينا من قبل القوات المسلحة لأرمينيا وقعنا على اتفاق لوقف اطلاق النار في شهر مايو عام ١٩٩٤ ونبقى ملتزمين لهذا حتى الآن.

توجد في أذربيجان الآن أفكار مختلفة. ويطالب البعض بتحرير أراضينا بالطريق العسكري. وهذا طبيعي. فمنذ ٩ أعوام وتم التوقيع على اتفاق لوقف اطلاق النار. لكن القضية لم تعالج بعد. والجهة الايجابية هي ان ارمينيا وأذربيجان تلتزمان لهذا الاتفاق على السواء. لكن الناس لا يطيق صبرهم. لأنهم تم تشريدهم من ديارهم، ويعيشون في المخيمات، ويريدون العودة الى ديارهم وموطنهم. يعانون من الظروف الشاقة المادية وغيرها. لذا فمن الطبيعي طرح هذه الافكار.

لكني ممتن جدا لأن اللاجئين ومجموعة الناس الذين يعانون كثيرا في البلد يفهمون سياستي ويؤيدون لاتفاق لوقف اطلاق النار. ونعتبر انه يجب على الاتحاد الأوربي أن يتخذ موقفا جديا من هذه القضية ويساعدنا مستفيدا من كل امكانياته في تسوية النزاع القائم بين أرمينيا وأذربيجان حول قراباغ الجبلية بالطريق السلمي.

كما أؤكدكم حول المسائل الأخرى أيضا. لقد تم إحلال الديموقراطية في أذربيجان. أخذنا طريق اقتصاد السوق. قد أجرينا اصلاحات كبيرة جدا. ونتيجة لكل هذا، تمت تنميتنا الاقتصادية وحماية حقوق الانسان وحرية الكلام وحرية الصحافة. قصارى القول، أذربيجان بلد ديموقراطي. لكن هذا البلد الديموقراطي يواجه الكثير من المشاكل الواجب حلها.

ونعالجها بشكل متواصل أيضا. ويسرنا كثيرا اننا طورنا اقتصادنا بشكل متواصل في الفترة التي تشهد أحداثا بالغة التعقيد في هذه السنوات. يتطور اقتصادنا اليوم، اذا أخذتم بالمقارنة فترون أننا توصلنا الى تقدم أكثر.

أمامنا انتخابات. ستجرى في أذربيجان انتخابات رئاسية. وأؤكدكم على ان هذه الانتخابات ستجرى في جو من الشفافية التامة وعلى أساس مبدأ التكافؤ والمبادئ الديمقراطية وسنظهر مرة اخرى بنتائج هذه الانتخابات ان الديمقراطية قد تطورت في أذربيجان. ان الأوضاع الاجتماعية العامة في اذربيجان مستقرة الآن. أصدرت مؤخرا قرارا لزيادة رواتب العاملين في كل المؤسسات والهيئات الممولة من ميزانية الدولة بمعدل ٥٠%. ان استطلاعات الرأي التي اجريت تظهر ان الأغلبية الكاسحة للشعب تدعم الحكومة الأذربيجانية ولا شك في انهم سيدلون بأصواتهم لصالحها.

لا أريد التطرق الى مسائل أخرى. لأني أعلم انكم قد التقيتم جميع موظفينا. لاسيما اجتمعتم مع رئيس الوزراء آرتور رسيزاده. وبلغني عن لقائكم ومحادثاتكم. وأظن انكم قد تمكنتم من الحصول على انطباعات لازمة هنا.

مارغاريتا بونيفير: فخامة الرئيس، شكرا جزيلا لكم. انكم مصيبون تماما. لقد بحثنا المسائل المدرجة على جدول الأعمال مع رسميين أذربيجانيين طوال اليوم. تناولنا كل المسائل سواء الأكثر تعقيدا أو الأكثر بساطة. لا اعدو الصواب اذا أتحدث بالوكالة عن أعضاء الوفد، عامة اننا ممتنون تماما من اللقاءات التي أجريناها والانطباعات التي أخذناها هنا. وأظن ان هذا المزاج العالي قد يسمح لنا بزيارة البلدان الأخرى للمنطقة.

حيدر علييف: جيد.

مارغاريتا بونيفير: فيما بعد سيقوم هيكي تالفيتي المبعوث الخاص للاتحاد الأوربي في شئون جنوب القوقاز بزيارة المنطقة كثيرا. وأعتقد انه سينجح في تنفيذ مهمته.

حيدر علييف: وأظن أنا هكذا.

مارغاريتا بونيفير: فخامة الرئيس، اسمحوا لنا بأن أتطرق الى مسألة أخرى قبل الوداع معكم. وهي عن أوربا الموسعة. وأريد ان أعرب عن أملي في ان الحدود العامة بين البلدان ليست ضرورية. والجهة العامة التي تربط الناس هي حبهم للسلام واقترابهم من الديمقراطية. شكرا جزيلا لكم.

حيدر علييف: بالتأكيد. لقد أيدنا لأوربا الموسعة، ولا نزال نؤيدها اليوم أيضا. مع السلامة.

ترجمة من صحيفة "أذربيجان"، ٩ يوليو عام ٢٠٠٣