مؤلفاته / إستراتيجية النفط / اجتماعات في إطار إستراتيجية النفط

خطاب الرئيس الاذربيجاني حيدر علييف في المأدبة المنظمة من قبل شركات النفط الأمريكية في نيويورك – ٢٩ سبتمبر عام ١٩٩٤


السيدات والسادة الكرام!

شهدت أذربيجان وعاصمتها باكو في ٢٠ سبتمبر حدثا تاريخيا وهو توقيع اتفاقية كبيرة معروفة تسري لمدة ٣٠ سنة بين جمهورية أذربيجان وشركات النفط العالمية العملاقة.

كما تعلمون ان اذربيجان بلد النفط وتسمى منذ القدم موطن النار. استخرج النفط بالطريق الصناعي لاول مرة في العالم في اذربيجان حيث شهدت باكو ثوران النفط لاول مرة عام ١٨٤٧. بعد هذا بعدة اعوام حدث ثوران النفط في الولايات المتحدة الامريكية بينسيلفانيا. صحيح، ان حادث أول ثورة النفط في اذربيجان لم يشتهر في العالم الى حد ما. لذلك يعرف الجميع ان اول ثوران النفط حدث في بنسيلفانيا. لكن هذه الحادثة التاريخية تمت دراستها وأعلنت هذه الحقيقة على اساس الوثائق التاريخية اثناء حفل توقيع معاهدة النفط بباكو في ٢٠ سبتمبر. قد سبق حدوث ثوران النفط في باكو بعدة سنوات حدوث حدث مشابه في بنسيلفانيا.

ان ٥٠ بالمئة من النفط المستخرج في العالم في اوائل القرن عام ١٩٠٠ كان يعود الى حصة اذربيجان. ينصرف الآن القرن العشرين واشتهر النفط الاذربيجاني في العالم باسره خلال الفترة المنصرمة. استفيد النفط الاذربيجاني في كل أنحاء العالم. لكن مع الأسف ان اسم أذربيجان وأعمال جمهوريتنا لم يعرف الى حد ما على الصعيد العالمي، من جملته في الولايات المتحدة الامريكية. أعاد النفط الاذربيجاني في نهاية القرن العشرين وعلى عتبة القرن الواحد والعشرين شهرته في العالم. لقد انتهت المفاوضات الجارية منذ ما يزيد عن ٣ سنوات، وتم التوقيع على معاهدة تاريخية. وهذا حدث تاريخي كبير بالنسبة لأذربيجان وكذلك لشركات النفط الموقعة عليها للعمل المشترك مع بلدنا.

هذا الحدث مرتبط باستقلال اذربيجان. منذ ١٥٠ عاما تستخرج اذربيجان النفط بالطريق الصناعي. لكن شعبنا لم يكن صاحب هذه الثروة. وقع الشعب الاذربيجاني وجمهوريتنا لاول مرة على معاهدة تاريخية مع شركات النفط للبلدان الاجنبية. ويسرني كثيرا انه اقيمت علاقات وثيقة بين اذربيجان والولايات المتحدة الامريكية بسبب إعداد المعاهدة خلال هذه السنوات الثلاث المنصرمة. والآن تملك أذربيجان أصدقاء كثيرين في الولايات المتحدة. صحيح، هذا ليس كثيرا كما نريد. لكن عدد اصدقائنا اكثر الآن بالمقارنة مع السنوات السابقة.

ويسرني جدا ان عضو الكونغرس الامريكي السيد قريق لافلين قال كلمات طيبة عن اذربيجان هنا. زرت امس معهد هاريمان بجامعة كولومبيا – المعهد المعني بدراسات الاتحاد السوفييتي السابق والتقيت مع أساتذة المعهد وباحثين علميين والبروفيسور تاديوش سفياتيخوفسكي الذي يكتب مقالات كثيرة عن بلدنا. سررت جدا انه يعيش في العالم شخصية كسفياتيخوفسكي ويكتب حقائق اذربيجان. لكن في الوقت ذاته أعربت عن أسفي من قلة عدد الشخصيات مثل سفياتيخوفسكي في الولايات المتحدة الامريكية ويوجد سفياتيخوفسكي فقط لاذربيجان. قالوا لي ان عدد مثل هؤلاء الشخصيات سيزداد من الآن وصاعدا. وأثناء الكلمة التي ألقاها السيد لافلين فكرت لماذا تملك اذربيجان صديق وحيد في شخص لافلين فقط في الولايات المتحدة. اريد ان يصل عدد أصدقائنا في شخص لافلين في الولايات المتحدة الامريكية الى المئات.

ربما يريد السيد لافلين ان يكون وحيدا يتمتع وحده بحب في اذربيجان. لكني أظن ان السيد لافلين رجل ذو سعة الاطلاع، ولن يكون غيورا وسيريد ان يزيد عدد أعضاء الكونغرس الذين يحبون اذربيجان مثله. اذكر المأدبة المنظمة في قصر "جولستان" مساء ٢٠ سبتمبر وأنا معكم هذا الليل  هنا. قاعة قصر "جولستان" أكبر من هذه القاعة ٤-٥ مرات. ان نصف الضيوف المشاركين في تلك المأدبة كان من الولايات المتحدة الامريكية. كنت أعتقد في ذلك المساء وأعتقد اليوم أيضا أن عدد أصدقاء أذربيجان في الولايات المتحدة الامريكية قد زاد. وأظن ان لافلين ليس وحيدا اليوم وزاد عدد أصدقائنا. وأظن اننا في بداية هذا العمل. سنوسع نطاق عملنا يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر وسيتم توثيق علاقات الصداقة بيننا. تحمل المعاهدة الموقعة في باكو أهمية اقتصادية وإنسانية وكذلك سياسية. وفكرت عند إصداري مرسوما بشأن توقيع تلك المعاهدة في ١٤ سبتمبر في اني اتخذ خطوة حاسمة لإظهار استقلال اذربيجان في العالم باسره. وهذه حقيقة. لأن عدد القوى المعارضة لتوقيع هذه المعاهدة كان كثيرا. حتى كانوا يهددوننا. لكن استقلال اذربيجان وطيد الآن الى درجة لم نخف من اي تهديد ومانع ووقعنا على المعاهدة.

لا شك في ان هذا خطوة جريئة بالنسبة لاذربيجان. لكني على يقين من ان هذا خطوة مؤملة لمستقبل أذربيجان. وهذا موقف البلدان الغربية المساهمة في هذه المعاهدة وشركات النفط الامريكية. ان الجوانب الاقتصادية للمعاهدة وجوانبها الاخرى مهمة جدا بالنسبة لنا. ان هذه المعاهدة تنشئ أساسا كبيرا لتطوير العلاقات بين أذربيجان والولايات المتحدة الامريكية و البلدان الغربية.

تصوروا، ان المعاهدة وقعت في ٢٠ سبتمبر وفي ٢٥ سبتمبر قام الرئيس الأذربيجاني بزيارة الولايات المتحدة الامريكية لاول مرة وفي ٢٦ سبتمبر التقى الرئيس الامريكي السيد بيل كلنتون مع الرئيس الأذربيجاني وأجرى مفاوضات بالغة الأهمية. اجتمعنا هنا اليوم ونحتفل بذلك الحدث التاريخي هنا كما قمنا به في قصر "جولستان". انظروا، كم حدث جرى خلال أسبوع واحد. وكل هذا أحداث تاريخية بالنسبة لأذربيجان المستقلة. وكل هذا المشاعر القلبية للشعب الأذربيجاني. وكل هذا مؤشر الاحترام التي يكنها الشعب الأذربيجاني وجمهورية أذربيجان للغرب والولايات المتحدة الامريكية. وكل هذا أول جسر للصداقة الناشئة بين شعوبنا. أعتقد انه لا أحد يمنع منا في هذا الطريق. لقد اتخذنا خطوة جريئة ونحن مستعدون للمضي قدما. سأنفذ باعتباري رئيس أذربيجان كل ما ينوط بي من مهام في هذا المجال. سأبذل قصارى جهدي لتوسيع علاقات الصداقة بين الشعب الاذربيجاني والشعب الامريكي. وأنا على ثقة في انكم مواطنين امريكيين وأصدقاءنا هنا ستتمكنون من التعرف عن كثب على أذربيجان وترون مدى الاخلاص وسعة الاطلاع في شعبنا.

أهنئكم جميعا بمناسبة هذا الحدث التاريخي.  وأنا ممتن جدا لزيارة نيويورك الولايات المتحدة الامريكية في هذه الأيام. وأرى لقاءاتي مع السيد بيل كلنتون مهمة بالغة بالنسبة لاذربيجان. وانا على يقين من ان كل هذا أساس جيد لعلاقات الصداقة القائمة بين أذربيجان والولايات المتحدة الامريكية. قال السيد لافلين انه زار أذربيجان مرتين. ودعوته لزيارة بلدنا للمرة الثالثة. وأدعوكم جميعا لزيارة أذربيجان. سيزور بعضكم بدون دعوتي أيضا لأنكم ستقومون بالعمل في بلدنا. لكن أؤكدكم على اننا مستعدون لاستقبال كل منكم كضيف عزيز في أذربيجان.

لقاء اليوم حدث تاريخي بالنسبة لنا. وأتمنى لكم جميعا الصحة والسعادة وأتمنى للولايات المتحدة الأمريكية ان تزيد قدرتها وقوتها باعتبارها دولة عظمى. وأبلغ أطيب تمنياتي للشعب الأمريكي بأسره.

ترجمة من صحيفة "أذربيجان"، ٣٠ سبتمبر عام ١٩٩٤.

معلومات تأريخية عامة

إستراتيجية النفط