مؤلفاته / إستراتيجية النفط / "معاهدة القرن"

كلماتان افتتاحية وختامية لحيدر علييف رئيس الجمهورية الأذربيجانية في حفلة توقيع قرار متعلق بالمرحلة الأولى من الاستغلال التام النطاق لحقول "أذري" و"جيراق" و"جونشلي" - ٣٠ أغسطس عام ٢٠٠١


scotch egg
scotch egg
temp-thumb
temp-thumb

السيدات والسادة المحترمون!

اجتمعنا هنا اليوم بمناسبة حدث مشهود جديد في حياة أذربيجان. في شهر سبتمبر سنة ١٩٩٤ وقعت شركة البترول الحكومية الأذربيجانية مع ١١ شركة بترول عالمية على اتفاقية حول الاستغلال المشترك لمكامن "أذري" و"جيراق" و"جونشلي" الواقعة في القسم الأذربيجاني من بحر قزوين. سميت هذه الاتفاقية منذ هذا اليوم بـ"اتفاقية العصر" في العالم ومنذ ذلك الحين حتى الآن ارتعت ولا تزال انتباه العالم. بعد إقرار هذه الاتفاقية في المجلس الوطني الأذربيجاني أسست ١١ شركة بترول كونسورسيوم وهي مجموعة للشركات تحت اسم الشركة العملياتية الدولية. وبدأت هي الأخرى اتخاذ تدابير ضرورية لتنفيذ الاتفاقية بالتعاون مع شركة البترول الحكومية الأذربيجانية. طبعا كان من الضروري هنا القيام بأعمال تحضيرية كبيرة. فقد أجريت هذه الأعمال بنجاح وفي شهر أكتوبر عام ١٩٩٧ تم استخراج الحصيلة الأولى من النفط من الرصيف المنصوب على حقل النفط "جيراق". حتى ذلك الحين تمكنت الشركة العملياتية الدولية الأذربيجانية بالتعاون مع شركة البترول الحكومية الأذربيجانية من إنشاء خطين لأنابيب النفط لنقل النفط المتوقع استخراجه، وهما خط الأنابيب باكو - نوفوروسيسك لنقل النفط إلى ميناء نوفوروسيسك في البحر الأسود وخط للأنابيب باكو - سوبسا لنقل النفط إلى ميناء سوبسا الجورجي بالبحر الأسود. قد حققت مزيدا من الأعمال الأخرى. أنشئت منشأة كبيرة في سنكجال وحققت أعمال الإنشاء ضخمة لنقل الغاز والنفط إلى الساحل. وشيدت قواعد ومواسير. فنتيجة هذا بدأ تصدير النفط المستخرج. منذ ذلك الحين حتى الآن استخرج من مكمن النفط "جيراق" ١٥ مليون و٤٠٠ ألف طن من النفط، إلى جانب الغاز المصاحب. وتم تصدير النفط المستخرج وأما الغاز المصاحب رجع هذا الغاز إلى ملكية أذربيجان. لكن الأعمال التي أجريت حتى الآن كانت تشكل مرحلة أولى لاتفاقية بترول كبيرة. لإجراء أعمال ضرورية في هذه المكامن على اساس البرنامج المتبنى حددت الشركة العملياتية الدولية وشركة البترول الحكومية الأذربيجانية إلى ٣ مراحل مختلفة. إذن، إن الأعمال التي أجريت حتى الآن تعد فترة أولى. أما الآن فبدأت مرحلة جديدة في تحقيق "اتفاقية العصر". فهذه مرحلة أولى. بالطبع، كان من اللازم اتخاذ قرار يتعلق بإنشاء خط أنابيب النفط الرئيسي التصديري باكو - تبيليسي- جيهان لبدء المرحلة الأولى.

من الأسف أنه تأخر تحقيقه لأسباب غير متعلقة بنا. رغم ذلك، الأعمال كلها قد اتخذت. تم التوقيع على اتفاقيات حول خط أنابيب النفط الرئيسي التصديري باكو - تبيليسي - جيهان وأجريت إجراءات تجارية ضرورية والآن تجري أعمال التنقيب الهندسية. أما السنة المقبلة فيبدأ فيها إنشاء خط أنابيب النفط باكو- تبيليسي - جيهان. لذا توفرت فرصة لبدء المرحلة الأولى لهذه الاتفاقية الكبيرة على أساس الأعمال المتخذة. طبعا، لا بد هنا من إجراء أعمال كثيرة أيضا. يجب التوصل إلى الاتفاق حول عدد كثير من المسائل. بهذا الصدد قامت الشركة العملياتية الدولية من جهة، وشركة البترول الحكومية الأذربيجانية من جهة أخرى، واللجنة القيادية التي تضم كل هذا بأعمال كبيرة جدا. في نهاية المطاف تم التوصل إلى اتفاق لبدء المرحلة الأولى. ستحضر اتفاقيات وستبرم هنا. مع هذا سنحقق "اتفاقية العصر" بصورة متتالية.

الاتفاقية المزمع توقيعها الآن اتفاقية كبيرة جدا. لا مجال، بالطبع، لإعلان كل هذا هنا لكم وثمة كذلك مسائل فنية عديدة. لكنه تم توقيع قرار حول هذه الاتفاقية بين الشركة العملياتية الدولية الأذربيجانية وشركة البترول الحكومية الأذربيجانية. أعتبر لإحاطتكم علما مفصلا بهذه الاتفاقية حيث أنه يجب إعلان هذا القرار الآن.

كلمة ختامية للرئيس الأذربيجاني حيدر علييف

السيدات والسادة المحترمون!

أعتقد أن السيد المحترم فودفورد زودنا في كلماته بمعلومات مفصلة عن أعمال ننوي تحقيقها اليوم وعن مستقبلها وإنجازات جديدة سيحرزها الشعب الأذربيجاني منها.

أشكرك السيد فودفورد، وممثلي جميع الشركات الأجنبية المنضمة إلى الشركة العملياتية الدولية وخبراء أجانب يعملون في هذه الشركات وعاملي شركة البترول الحكومية الأذربيجانية ايضا وعمال النفط الأذربيجانيين من صميم القلب بمناسبة الأعمال التي اتخذوها معا حتى الآن.

إننا تحدثنا كثيرا عن ظهور "اتفاقية العصر" في ظل ملابسات شاقة وصعبة. المجتمع الأذربيجاني من جهة وكذلك المجتمع الدولي من جهة أخرى على علم جيد بتلك العملية. لكن تنفيذ هذه الاتفاقية لم تكن بسهولة. اجتزنا عددا كثيرا من المراحل. توصلنا إلى معالجة عدد غير قليل من مشاكل شاقة وصعبة. فأحرزنا إنجازات يعرفها الجميع بفضل تعاوننا المستمر بعد توقيع "اتفاقية العصر". إن الأعمال التي تحقق حتى الآن، والنفط المستخرج من حقل "جيراق" وتصديره تعطي أرباحا للشركات النفطية من جهة ولشركة البترول الحكومية، اي لدولة اذربيجان من جهة أخرى. فنتيجة هذا تأسس في أذربيجان الآن صندوق النفط الحكومي وتكدست فيه أموال تقدر أكثر من ٤٣٠ مليون دولار. اما كل شركة تساهم في هذه الاتفاقية فأخذت نصيبها من الأرباح أيضا. فنرى النتائج العملية للأعمال المتخذة، أي منافع مكتسبة من هذه الأعمال ونستطيع الانتفاع منها.

لبدء المرحلة الأولى من ذلك المشروع قد كان من الضروري التوصل إلى اتفاق ينص على إنشاء خط أنابيب النفط باكو- تبيليسي - جيهان أي خط أنابيب النفط الرئيسي التصديري. أريد أن أذكر اليوم أن هذا الطريق هو الآخر لم يكن بسهولة. واجهنا عدة موانع موضوعية وذاتية. ينبغي أن نعترف اليوم بصراحة أن بعض الشركات المنضمة إلى الشركة العملياتية الدولية كانت تتردد في مسألة بدء إنشاء خط أنابيب باكو - تبيليسي - جيهان فقط الآن، بالذات لشكوكهم في كمية النفط المستخرج من مكمن "جيراق" ومستقبله. كانت تتضارب الآراء حول تكلفته أي تمويل إنشائه أيضا. وهذا حال دون معالجة المسألة في حينه. لكننا سوينا كل هذا بفضل عملنا المشترك وتعاوننا. اليوم أبرمت اتفاقية حول بدء المرحلة الأولى. اتجاسر على القول بأن الاتفاقية التي تم توقيعها اليوم تلعب دورا حاسما في تنفيذ "اتفاقية العصر".

بمناسبة توقيع هذه الاتفاقية أهنئ الشركة العملياتية الدولية وجميع عمال النفط الأذربيجانيين والشعب الاذربيجاني جميعا وأريد أن أعرب عن أملي بان المشروع الذي حدد على أساس هذه الاتفاقية سينفذ في موعده المقرر وسنشهد نتائجه العملية.

توقيع "اتفاقية العصر" وتحقيقها وثم بدء تعاوننا مع عدد كبير من الشركات في القسم الاذربيجاني في بحر قزوين وفي القسم البري - كل هذا من أهداف محورية لاستراتيجية النفط الحكومية الاذربيجانية. لكن السيد فود فورد عبر اليوم عن فكره جميلا. اعتبر انه مصيب تماما بقوله "قد بدأ العصر الجديد في صناعة النفط الأذربيجانية واستراتيجيتها النفطية". طبعا، علينا أن نستعمل هذا التعبير أيضا كتعبير ضروري فيما بعد: استراتيجية النفط الحكومية الجديدة لأذربيجان والعصر الجديد لصناعة النفط لأذربيجان!

أما الاعمال التي اتخذت حتى الآن فقد أثمرت ثمارها الحسنة. أجريت أعمال كثيرة خاصة لأجل بلدنا وشعبنا وتطوير اقتصاد أذربيجان وايجاد فرص جديدة للعمل في بلدنا ولجلب شركات مختلفة ومنظمات أذربيجانية إلى تحقيق هذا المشروع وفي نهاية المطاف لأجل تحسين رفاهية الشعب الأذربيجاني وأحرزت نتائج ملموسة حسنة.

لكن كل هذا هو بداية العمل. ذكر السيد فود فورد اليوم أنه ستفتح ٣٠٠٠ فرص عمل إضافية نتيجة تنفيذ المرحلة الأولى. كل هذه الفرص لأجل مواطني أذربيجان. سيستفيدون من طاقة عدد كبير من مؤسسات إنتاج المعدات النفطية لأذربيجان وسفن أسطولنا في بحر قزوين وسفن كبرى لشركة البترول الحكومية الأذربيجانية.

إذن، أولا، ان هذه المؤسسات ستعمل وسيربح كل هذا ارباحا كبيرة جدا لتنمية الاقتصاد الأذربيجاني وتحسين رفاهية شعبنا.

أعتبر أنه لا بد من الاستفادة إلى أقصى حد من إمكانيات صناعة أذربيجان في تحقيق كل هذه الأعمال. أتوجه إلى الشركة العملياتية الدولية قائلا: ستحضرون من البلاد الأجنبية ما لا يتوافر في اذربيجان من المعدات. لكني سأراقب كل هذا وأرجوكم ان يجب عليكم الاستفادة الى أقصى حد من كافة امكانيات موجودة في اذربيجان. هذه الامكانيات كبيرة بمكانها. لو لاها لما انشئت قواعد للحفر "ده ده قورقود" و"استقلال" و"قورتولوش".

إني تعرفت على المشروع. وأعرف انكم ستستفدون بشكل مثمر من مصنع إنشاء القواعد في المياه العميقة الذي انشأناه هنا في سنوات السبعينات حينذاك. حتى سترممون جزءا كبيرا من الرصيف وبعد هذا ستنصبونها على نفس الرصيف عن طريق الانزلاق. سمعت ان هذه العملية عملية لم يسبق لها مثيلها حتى الآن. ستحققون هذه العملية فقط. إذن سيعيد تشغيل مصنعنا الهائل هذا، وسيجد عماله فرص عمل وسيكسبون رزقهم. انكم بدوركم قد لا تضطرون إلى جلب مثل هذه المعدات من مكان آخر بعيد عن هنا. يجب عليكم أن نستفيدوا مما يتوافر في أذربيجان من الامكانيات.

أشار السيد فود فورد إلى حجم التمويل والاستثمارات وستربح مليارات من العائدات. لا اقصد بالمليارات منات، اقصد بها دولار الولايات المتحدة الأمريكية.

لذا تراودني اليوم مشاعر السرور العميق. لأن الأعمال التي بدأناها منذ ١۹۹٣، ١۹۹٤ بدأنا نجني ثمارها ونلاحظ آفاقها الرحبة والجميلة. اعتبر ان شعبنا والمجتمع الاذربيجاني عندما يطلع على حفلة اليوم عبر شاشات التلفزيون وعن طريق الصحافة سيعتز كل شخص عتزازا كبيرا بأن أذربيجان تطور اقتصادها بعزم عن طريق الاستفادة من هذه الوسائل. وكذلك كل شخص سيراهن على تحسين رفاهية الشعب الأذربيجاني يوما بعد يوم.

كما كان حتى الآن، بعد هذا سأبقي تحقيق هذا المشروع في دائرة اهتمامي وأنا مستعد لمد كل المساعدة لكم.

السيد فودفورد، قلت إن الاستقرار الاجتماعي السياسي في بلدنا هو الشرط الأساسي في مساهمة شركات بترول كبرى للبلدان الأجنبية في أذربيجان. نعم، أعلن بمشاعر الافتخار أنه من انجازات رئيسية للشعب الأذربيجاني والسلطة الأذربيجانية والدولة الأذربيجانية العلمانية الديموقراطية والحقوقية. إنكم إلى جانب شركات أخرى للعالم تحرص على توظيف استثمارات في أذربيجان ستكونون على يقين من أن الاستقرار الاجتماعي السياسي القائم ستتعزز بعد هذا يوما تلو الآخر ولن نسمح إخلالها وهكذا أذربيجان ستستمر توفير جميع الفرص لجلب استثمارات شركات مختلفة للعالم.

أهنئكم مرة أخرى وأتمنى لكم النجاح في أعمالكم هذه.

معلومات تأريخية عامة

إستراتيجية النفط