مؤلفاته / السياسة الخارجية / أذربيجان - العالم العربي

من حديث حيدر علييف الرئيس الآذربيجاني مع حسن محمد العناني سفير جمهورية مصر العربية في بلدنا - القصر الرئاسي، ٢ يونيو عام ٢٠٠٠


حيدر علييف: لقد مضت مدتكم سريعا. كأنكم وصلتم أمس.

حسن محمد العناني: فخامة الرئيس، يكون هكذا دائما - تمر الايام السعيدة بشكل أسرع. لقد مرت ٤ أيام على بداية عملي هنا.

حيدر علييف: ٤ سنوات. انظروا، كيف يمر الزمن بشكل أسرع. أقول من جديد، فإني أعتقد أنكم جئتم إلى هنا أمس.

حسن محمد العناني: إن هذه الأيام والسنين التي عملت في آذربيجان كانت اسعد سنواتي الأربع. ويسرني انني خدمت في آذربيجان خلال هذه السنوات لشعبي.

فخامة الرئيس، فإني أريد ان أعرب عن امتناني لكم على انكم التقيتم بي للوداع. لقد اصدِر قرار لمغادرتي هذا البلد.

اني اليوم متأثر قليلا لاني اغادر آذربيجان التي كنت مولعا بها كثيرا. لذلك، يصعب علي قليلا الكلام. كما كان في اللقاءات السابقة فإني أريد ان أقول مرة اخرى ان مصر تؤيد وحدة أراضي آذربيجان وتتخذ موقفا يُطالب بانسحاب جيش ارمينيا من الاراضي الآذربيجانية المحتلة بدون قيود وشروط.

لست انا متعود هذا البلد فحسب بل،واسرتي ايضا معتادة به. لي بنتان، كلتاهما مولعتان بباكو. وتقولان لي في أحاديثهما دائما ان بلدنا الأصلي هنا اي آذربيجان.

بالطبع، يعجبنا حسن الضيافة لشعبكم. لكن بيننا سمات مشابهة كثيرة في نفس الوقت أيضا. ان اسلوب الحياة والتقاليد بيننا متشابهة جدا. ان شعبينا يشبهان ظاهريا ببعضهما البعض.

فخامة الرئيس، فاني أبلغكم ليس رأي كل المصريين فقط، فحسب بل رأي كل سفراء البلدان الاجنبية التي تعمل في آذربيجان أننا نعتبر سيادتكم سياسيا عظيما، رئيسا كبيرا وزعيما ذا مستوى اعلى وقائدا حكيما اختاره الله لهذا البلد.

فخامة الرئيس، فإني استضيف كثيرا من الناس الوافدين من مصر. إنهم يغادرون باكو ليلا في الساعة الثالثة والرابعة، وصباحا في الساعة السادسة.

عند مرافقتي بهم الى الميناء الجوي كنا نشاهد أن كل المحلات التجارية طوال الطريق مفتوحة. انهم كانوا يتعجبون ويولعون متسائلين بانه ما هو سبب مثل هذا الاستقرار والامان في هذا البلد. ونعلم انه تم التوصل الى كل هذا الا بفضلكم. بفضل زعامتكم الحكيمة تم إحلال الاستقرار والأمان في آذربيجان. ونتيجة لهذا قامت الشركات الأجنبية بتوظيف استثماراتها في هذا البلد. إننا نثق بان آذربيجان ستصبح دولة الرفاه في المستقبل القريب.

فخامة الرئيس، اسمحوا لي بان أتحدث قليلا عن علاقاتنا الثنائية. وأعتقد ان علاقاتنا في المجال الثقافي خاصة على المستوى الجيد.

تم إيجاد امكانية لـ٢٢ طالبا آذربيجانيا لتلقي التعليم العالي في المدارس العالية المصرية. إضافة إلى هذا، سيدرس ١٥ طالبا آخر في جامعة القاهرة.

في مصر صندوق خاص بالبلدان الحديثة الاستقلال وإنه يُبدي انتباها كبيرا لآذربيجان. ويتعاون مع آذربيجان ويساعدها في مختلف المجالات. مثلا، نساهم عن كثب في تدريب ضباط الأمن القومي والشرطة وعمال البنك والخبراء في مجال الخصخصة والسياحة والصحافة. في السنة الماضية كان ٨٠ شخصا من آذربيجان حول الاختصاصات المختلفة وتعلموا في الفصول التي نظمها هذا الصندوق ودام نحو ٣-٤ أسابيع. تبدي مصر أهمية كبيرة لعلاقاتها مع آذربيجان في المجال الإنساني. ان لاجئي آذربيجان في مركز الانتباه الدائم للحكومة المصرية. مثلا، فإننا قدمنا ١٩٩٧في عام ١٠٠ ألف دولار من الاعانات المؤلفة من الأدوية والأغذية المختلفة. إن حجم هذه المساعدة في عام ١٩٩٨ كان ٢٥٠ ألف دولار. مع الأسف ان حجم هذه المساعدة في عام ١٩٩٩ لم يكن أكثر من ٣٤- ٣٥ ألف دولار. لذلك فاننا نحرص على ان نرفع من جديد حجم المساعدات المخطط تقديمها للاجئي آذربيجان في هذا العام الى مستواه في عام ١٩٩٨.

بالطبع، فإني سعيت كثيرا في المدة التي كنت فيها سفيرا هنا الى ان ترفع علاقاتنا الاقتصادية هي الأخرى الى المستوى الرفيع.

لكن، مع الأسف ان علاقاتنا الاقتصادية لا تستطيع ان ترفع الى مستوى علاقاتنا السياسية.

مع هذا، من حسن الحظ اننا قمنا باتصال مع الخبراء الآذربيجانيين في مجال الإنشاء في السنة السابقة. ونعتقد ان شركاتنا وكذلك مؤسساتنا المشتركة مع آذربيجان ستساهم في العطاءات التي ستقترح بها الوكالات الدولية في مجال إحياء طريق الحرير الكبير في المستقبل.

مثلا، فإننا احتفلنا امس بحدث. ويمكن اعتبار هذا الحدث نجاحا بالنسبة للشركات المصرية. لقد أنشأت الشركتان المصريتان مؤسسة مشتركة مع شركة "اذرتونيل ميتروتكينتي" الآذربيجانية. ان هذه الشركات نجحت في العطاء، ووقع شائق أفندييف رئيس "آذرتونيل ميتروتيكينتي" وعابد شريفوف نائب رئيس الوزراء الاذربيجاني على هذه الوثيقة. فتقوم المؤسسة المشتركة المصرية الآذربيجانية بتوظيف استثماراتها الاولى في مجال الإنشاء.

كنت قد قررت ان اغادر آذربيجان اليوم. لكن بسبب هذا الحدث، اردت ان أرى ثمار جهودي واشتركت في هذه الحفلة. لذلك قررت مغادرة آذربيجان في ٥اليوم الخامس من هذا الشهر.

والطريف هو أن هذه المؤسسة المشتركة سوف لا تعمل في آذربيجان فقط، فحسب في مصر أيضا. مثلا، من المخطط مد المعبر في الاسكندرية. لقد اتفقوا في مصر أن نفس المؤسسة المشتركة ستقوم بإنشاء المعبر في بلدنا أيضا لكون شركة "آذرتونيل تيكينتي" صاحبة الخبرة الكبيرة.

وأثق في أن نشاط هذه المؤسسة يضع أساس التعاون المصري الآذربيجاني في المجال الاقتصادي وانه خطوة أولى في هذا الاتجاه.

فخامة الرئيس، في ختام كلماتي أريد ان اعرب مرة اخرى عن امتناني لكم. أتمنى لكم الصحة الطيبة، العمر الطويل والرغد للشعب الآذربيجاني تحت زعامتكم ورئاستكم. ان لديكم لي اي سؤال فيمكنني تأجيل مغادرتي في اليوم الخامس من هذا الشهر.

حيدر علييف: شكرا، أشكركم.

اني آسف لأن مدة عملكم انتهت وانكم ستغادرون آذربيجان. لأنكم قمتم بتمثيل حسن لبلدكم هنا. وكذلك ابليتم بلاء حسنا في توطيد وتطوير العلاقات بين جمهورية مصر العربية وآذربيجان. لكني اعلم ان هذه وظيفة حكومية، وللوظيفة الحكومية قواعدها. وأتمنى لكم النجاحات في عملكم المستقبل.

ويسرني جدا الكلمات التي قلتموها حول آذربيجان وانطباعاتكم وولوعكم بآذربيجان للغاية. كما تعلمون ان لآذربيجان مشاكل كثيرة. واهم قضية هي النزاع الأرمني الآذربيجاني الذي ذكرتموه آنفا. واني أقدر تقديرا عاليا جدا ان حكومة جمهورية مصر العربية وشخصا الرئيس المصري صديقي المحترم حسني مبارك دافعا دائما عن موقف آذربيجان العادل ووحدة اراضي بلدنا وأيدا انسحاب القوات المسلحة لارمينيا من الاراضي الآذربيجانية المحتلة بدون قيود وشروط. ونعلم ان مصر اتخذت دائما موقفا عادلا ودافعت عن موقف آذربيجان في مناقشة المسائل المتعلقة بالنزاع الارمني الآذربيجاني في منظمة الامم المتحدة.

لنا مشاكل عديدة اخرى أيضا. لكن رغم هذه، فإننا أنشأنا الاستقرار الاجتماعي السياسي في آذربيجان وقدمنا للناس الحرية والاستقلالية. انهم يعيشون كيفما يريدون ويستريحون ويقومون بالتجارة كيفما يريدون.

حسن محمد العناني: صحيح كل الصحة.

حيدر علييف: ان تلك المحلات التجارية التي تعمل ليلا، والتي ذكرتموها آنفا شاهدها مواطنونا حينذاك عند زيارتهم للبلاد الاجنبية، الأوربية قبل هذا بـ١٥ او ٢٠ سنة. لكن الآن تفيد مواطنينا الظروف الناتجة بعد نيل الناس الحرية وبعد تحقيق مبادئ الاقتصاد الحر وبعد تطبيق اقتصاد السوق، وهذا يثيرا نطباعا طيبا لدى الناس الأجانب مثلكم.

وإني ممتن أيضا للكلمات التي قلتموها عني. واظن أنكم تحققتم خلال هذه السنوات الاربع من ان معنى حياتي ونشاطي هو الخدمة للشعب فقط. واني بدوري اتمتع بهذا، اي اعتبر هذا محصلة لعملي. ان العلاقات المصرية الآذربيجانية في المستوى الاعلى. مصر بلد صديق بالنسبة لنا وستبقى دائما هكذا. والرئيس المصري المحترم حسني مبارك هو صديقي الشخصي واني ممتن جدا لان بيننا مثل هذه العلاقات الصميمية ووالحميمة. وأرجوكم ان تبلغوا الرئيس حسني مبارك تحياتي واطيب امنياتي.

ان وزير الخارجية المصري عمرو موسى هو شخص صديق لآذربيجان أيضا. والتقيت به مرارا في المنظمات الدولية. من الطبيعي اني التقيت كثيرا بالرئيس حسني مبارك. لكن عمرو موسى كان مطلقا في عدد غير قليل من الاجتماعات الاوربية عندما لم يحضرها الرئيس حسني مبارك. ونلتقي دائما التقاءا اخويا. وارجوكم ان تبلغوا تحياتي واطيب امنياتي الى الوزير عمرو موسى أيضا.

وقلتم صحيحا بأن العلاقات السياسية بين بلدينا في المستوى الاعلى. ويجب ان تطمئن دولتكم اننا نريد ان نبقى علاقاتنا في مثل هذا المستوى العالي بعد هذا.

اني متفق معكم ان العلاقات الاقتصادية ليست في هذا المستوى. وأظن ان له بعض الأسباب الموضوعية. لكن الواقع الذي اوردتموه الآن يظهر انه يمكن رفع العلاقات الاقتصادية الى المستوى الحسن اذا تبرز المبادرة من كلا الطرفين. اني اكون ممتنا جدا لأنكم أنشأتم مؤسسة مشتركة مع موظفي ميترو باكو. واعتقد انه يمكن القيام بمثل هذه الأعمال في المجالات الأخرى أيضا. على كل حال، آذربيجان تريد ان تقوم بانشاء العلاقات الواسعة دائما مع مصر في المجالات سواء السياسية او الاقتصادية، او العلمية، او الثقافية.

ان دراسة الشباب الآذربيجانيين في بلدكم، في القاهرة امر ايجابي بالنسبة لنا ونشكركم على هذا. وابدي شكري على المساعدات الإنسانية التي تقدمها مصر حتى الآن الى لاجئي ومشرَّدي آذربيجان. لكنكم تعلمون ان هذه القضية لم تتم معالجتها بعد. لذلك أتمنى ان يتم الالتزام بالكلمات التي قلتموها وترفعوا حجم المساعدات الإنسانية في عام ٢٠٠٠، على الاقل الى مستوى سنة ١٩٩٨.

أرى انكم تحبون كثيرا آذربيجان وباكو. كذلك تحبها أسرتكم ورأيت بنتيكم في عيدكم الوطني. هما بنتان جميلتان جدا، اذا تحبان آذربيجان فهذا جميل جدا. لذلك، لا تنسوا آذربيجان وزوروا آذربيجان حينما تريدون.

حسن محمد العناني: ان بنتيه مولعتان ليست فقط بآذربيجان، فحسب بل بكم في نفس الوقت.

حيدر علييف: شكرا جزيلا لكم. اني شعرت بهذا عندما كنت في سفارتكم وانها قالتا هذا لي بنفسيهما. لذلك، بلغوا تحياتي الى قرينتكم وكذلك الى بنتيكم. أتمنى لهما السعادة.

وأشكركم مرة اخرى. واتمنى لكم الطائر الميمون والنجاحات في اعمالكم المستقبلة. مع السلامة.

جريدة "آذربيجان"، ٣ يونيو عام ٢٠٠٠

تعليقات قصيرة

السياسة الخارجية

معلومات تأريخية عامة

أذربيجان - العالم العربي

معلومات تأريخية

أذربيجان - العالم العربي