مؤلفاته / إستراتيجية النفط / اجتماعات في إطار إستراتيجية النفط

الدولية - لندن، ٢٧ فبراير عام ٢٠٠٠ "PSC" من حديث حيدر علييف الرئيس الآذربيجاني عند لقائه مع إيد سميث رئيس شركة


إيد سميث: فخامة الرئيس، لعلكم تتذكرون انني قلت عند لقائي معكم اثناء زيارتنا مع السيد شولتس وزير الخارجية الامريكي السابق لآذربيجان بأن كليولند مسقط رأسي. كنت آمل في انني ألتقي بكم هناك، وأنتهز من الفرصة لعيادة أسرتي ايضا.

حيدر علييف: بقيت هناك قليلا، لم يكن لي امكان كبير. حتى لم أزر الفندق في ككلفلند. ذهبت الى المستشفى حيث قاموا بفحصى، ثم عدت الى المطار وغادرتها الى هنا بالطائرة. لكني لزمت في كلفلند مدة طويلة في الأسبوع السابق. وقال الأطباء هذه المرة ليست ثمة حاجة الى اللزام هنا.

هل تسكتون هنا؟

إيد سميث: نعم، اسكن هنا. يقع مقر شركتنا الرئيسي قرب فندق "دورجستير". اننا اتخذنا لندن بوصفها مركزا للعالم مقرا رئيسيا لشركتنا "PSC" الدولية لأنها تعمل في مجال خطوط الانابيب في العالم بأسره. لكن يجب علي ان أقول باننا تركز انتباهنا الرئيسي الآن في حوض بحر قزوين.

فخامة الرئيس، فإني كنت آمل في انه سيتيسر لي اللقاء معكم وسأعرض عليكم حول الاعمال التي تجري في مجال خط انابيب الغاز العابر بحر قزوين.

حيدر علييف: اني أتابعه ايضا. لأني اتلقى في الأوقات الأخيرة بعض المعلومات السيئة. وكان في نيتي أيضا ان ألتقي بكم لأعلم الحقيقة.

كما تعلمون انني اعلنت بشكل واضح وجلي موقف دولتنا وشخصا موقفي أنا من هذا اننا نؤيد هذا. اي لا توجد أية مشكلة من طرفنا. لكن يقولون بسبب ما ان الاعمال لا تجري على ما يرام في الأوقات الأخيرة. هل يمكنكم ان يقول كيف الوضع هناك؟

إيد سميث: انكم مصيبون في قولكم بان الأعمال ليست على ما يرام.

ونفهم نحن وكذلك تفهم شركة "شيل" الآن ان احتياطات الغاز الهائلة المكتشفة في مكمن "شاه دنيز" ستجعل آذربيجان من اهم البلدان المصدرة للغاز في حوض بحر قزوين رغم وجود الاتفاق بين تركمنستان وتركيا لتصدير الغاز التركماني الى تركيا.

هذا وابلغنا الرئيس نيازوف انه علينا ان نوفر تصدير الغاز سواء أكان تركمانيا اوآذربيجانيا الى تركيا عند إنشاء خط أنابيب الغاز العابر بحر قزوين. لقد قلنا للرئيس التركماني اننا سننشئ اول خط انابيب من تركمنستان وسنسعى الى ان يمكن حجمه من تصدير ١٦ مليار مترمكمب من الغاز التركماني سنويا الى تركيا وفي المستقبل، تصدير ٨ مليارات متر مكعب من الغاز الآذربيجاني أيضا.

لخطوط أنابيب الغاز مزاياها. وهي ان يمكن تصدير كمية اكبر من الغاز سواء التركماني، او الآذربيجاني عبر هذا الخط عن طريق مد خط ىخر متواز، او تركيب المضخة قرب خط انابيب الغاز، او بعد إنشائه.

كما تعلمون ان شركة "PSC" الدولية وكذلك شركة "شيل" تساهمان في الكونسورسيوم الحالية التي تشكلت لمد خط أنابيب الغاز العابر بحر قزوين. لكنا نريد ان نضمن مصالح آذربيجان وجورجيا وتركيا هناك من خلال توسيع هذه الكونسورسيوم. ان مثل هذه الكونسورسيوم ذات الأعضاء الكثيرين سنضمن ليست المصالح التركمانية أو الجورجية فحسب بل، مصالح جميع البلدان للمنطقة بأسرها من خلال تقديم خدمات النقل لهذا الخط للانابيب. ان اشتراكها ومساهمتها في هذه الكونسورسيوم قد يؤثر تأثيرا إيجابيا جدا على عمل خط الأنابيب.

مع الأسف فاننا نرى اليوم موقف الرئيس التركماني السيد نيازوف وهو يزعم انه لم يتوصل الى اكتشاف الغاز في آذربيجان بعد وعلينا الا نقلق من اكتشاف احتياطات الغاز الهائلة في آذربيجان. كما نعلم ان الرئيس التركماني بدأ محادثات مع شركة "غازبروم" الروسية حول تصدير ٥٠ مليار متر مكعب من الغاز التركماني كل سنة عبر اراضي روسيا، اي بيع هذا الغاز الى روسيا.ونعتقد ان كلتا الطريقتين، اي وصول الطرق التركماني الى مثل هذه الفكرة واعلان موفقه من جهة واتخاذه خطوات في هذا المجال من جهة أخرى تعرقلان تحقيق مشروع خط أنابيب الغاز العابر بحر قزوين وتعقدان عمله.

وتعتقد ان فشل مشروع خط أنابيب الغاز العابر بحر قزوين يضر مصالح تركمنستان في أول الامر، وكذلك لا يخدم مصالح آذربيجان وجورجيا من جهة أخرى. وواضح كل الوضوح ان هذا لا يخدم لمصالح المنطقة.

فخامة الرئيس، فاسمحوا لي بأن أقول عدة كلمات حول فوائد خط الانابيب هذا بالنسبة لآذربيجان في المستقبل. اذا كان حجم خط الأنابيب واسعا عند انشائه فيتم نقل سواء الغاز أو النفط عبر هذا الخط بأقل كلفة.

لذا نعتقد انه في حالةنقل الغاز الآذربيجاني عن طريق خط انابيب الغاز المنتظر مده من تركمانستان ستقل تكالف آذربيجان لنقل الغاز. هذا فإني قلت للسيد علي أثناء محادثاتي معه اننا مستعدون لان نعرض لآذربيجان أسعارا ... للمنافسة وواعدة لنقل وتصدير غازها من خلال خط انابيب الغاز العابربحر قزوين أو اننا مستعدون لا دخال آذربيجان نفسها كطرف مساهم في هذا الخط للأنابيب أيضا.

اثناء اللقاءات الجارية في عشق آباد يوم الجمعة الماضي قال السغير التركي السيد بالقان للرئيس نيازوف بشكل جلي وواضح انه يجب تصدير الغاز التركماني الى سوق تركيا عن طريق خط أنابيب الغاز العابر بحر قزوين فقط وان تصديره الى السوق التركية عبر روسيا غير جائز. ونعتقد ان الحكومة التركية تعبر تعبيرا واضحا وجليا عن موقفها الرسمي أن تصدير الغاز التركماني الى الأسواق التركية سيكون إلا عن طريق خط أنابيب الغاز العابر بحر قزوين وستتمكن آذربيجان هي الأخرى من تصدير احتياطاتها الغازية وامكانياتها الغازية عن طريق خط الأنابيب هذا. مساء يوم الجمعة أحطت السيد علي أصغروف ايضا علما بهذا الصدد واطلعته على الوضع وأعلنت اننا نؤيد تصدير الغاز الآذربيجاني عن طريق خط الأنابيب هذا. ونريد ان تدعم آذربيجان هي الأخرى خط انابيب الغاز العابر بحر قزوين بحيث نقدر على تحقيق هذا المشروع بالمساعي المشتركة.

ان الدعم الذي قدمتموه لخط أنابيب الغاز العابر بحر قزوين اثناء لقاءاتكم سواء مع الرئيس الامريكي كلينتون أو وزير الطاقة ريتشيارد سون خلال زيارتكم الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية نقبله كالتزام تعهدت به آذربيجان واني سأقوم بزيارة آذربيجان في الاسبوع القادم للإسراع في تحقيق هذا الالتزام أيضا، وسنواصل محادثاتنا مع علي أصغروف حول كيف نعمل لينتهي إنشاء خط انابيب الغاز العابر بحر قزوين في وقت وشيك ويخدم مصالح المنطقة.

وعليه فإني استميحكم العذر لمثل هذا التقرير الطويل. وأشكركم على الخدمات التي تقدمونها لخط أنابيب الغاز العابر بحر قزوين وأعرب عن أملي في أننا سنتمكن من تحقيق ذلك المشروع بالمساعي المشتركة.

حيدر علييف: أشكركم. ولم يكن تقريركم طويلا بكثير. وكان لازما لي ان أعلم كل المعلومات حول هذا، حول الوضع الحالي. فيتضح مرة أخرى ان ليس بينكم وبيننا أية مسألة عالقة.

ان الرئيس التركماني نيازوف لم يقل شيئا آخر لوفدنا، ثم الوفد التركي والوفد الجورجي عندما كانت في عشق آباد- في ١٨ من شهر يناير واعتبر الاجتماع ايضا مهما جدا.

لكنه لماذا غير رأيه، فلا أفهم. وهذا مفهوم الى حد ما. لكن كان من الواجب ان يأخذ هذا في عقله في البداية. بل وإن التوقيع على وثيقة أخرى بعد شهرين، أم بعد ٣ أشهر من التوقيع على وثيقة ما ليس امرا جادا الى حد ما.

إلهام علييف، هل يمكنكم ان تقولوا شيئا حول هذا بوصفكم النائب الأول لرئيس شركة النفط؟

إلهام علييف (النائب الأول لرئيس شركة النفط الحكومية الآذربيجانية). إن موقفنا في هذا الصدد كان ملموسا من البداية بالذات ويبقى ذلك الموقف دون تغيير. لقد باينا في مختلف المستويات من البداية اننا ندعم مشروع خط أنابيب الغاز العابر بحر قزوين واجرينا محادثات كثيرة حول هذا مع تركيا وشركتكم. وكان شرطنا الرئيسي هو أن ننقل الغاز المتوقع استخراجه في آذربيجان في المستقبل الى الأسواق العالمية عن طريق هذا الخط للأنابيب وأعلم انكم هم الآخرون تدعمون موقفنا.

فلا يوجد أي تناقض، او عدم التفاهم بين مواقف "PSC" وآذربيجان. ومن الطبيعي أنه لا أساس للشائعات المنتشرة المختلفة القائلة بأن آذربيجان نفسها ستصبح بلدا كبيرا مصدرا للغاز ولذلك تريد عرقلة مشروع الغاز العابر بحر قزوين هذا. لأن الخطوات العملية التي اتخذناها نثبت أن آذربيجان تدعم هذا المشروع من البداية وتبذل كل ما في وسعه وستبذله للتحقيق الوشيك لهذا المشروع.

ونعتقد انه علينا ان نقوم بالتعاون بدلا من التنافس في هذا المجال. لأنه يجب تصدير احتياطات الغاز الغنية الهائلة لآذربيجان الى الاسواق العالمية في المستقبل وربما لا تكفي السوق التركية بالنسبة لنا يومًا ما. لأننا نريد أن نحقق استراتيجيتنا الغازية هذه كإستراتيجية طويلة الأمد جدا. ونقوم بالابحاث المعينة لتصدير الغاز الآذربيجاني الى البلدان الأوربية وأعتقد انه يمكننا ان نتعاون مع شركتكم في هذا المجال في المستقبل.

حيدر علييف: وأريد أن أقول ان موقف الرئيس الآذربيجاني ثابت. ولا ننظر الى هذه الأمور سطحيا وندبرها في عقولنا وان شركة النفط الحكومية لنا تملك آراءا واضحة جدا في هذا المجال بالنسبة لليوم والمستقبل كما قال إلهام علييف النائب الأول لرئيسها. وكان يتعاون الرئيس نيازوف مع شركة اخرى قبل شركتكم. وعندما جاءت هذه الشركة لتلتقي معي- جاءت شركة "إنرون" - قلنا اننا لا نعارض.

ثم جاءت شركة إسرائيلية. وقلنا لها اننا لا نعارض. ثم بدأتم هذا العمل. وقلنا لكم أيضا أننا لا نعارض.

أي كنا نعلم مبدئيا انه يتواجد في بلدنا غاز وكنا نعلم ان الغاز سيكون كثيرا. لكن، ورغم هذا، نعتقد انه يجب نقل الغاز التركماني الى تركيا عن طريق آذربيجان عبر بحر قزوين لأن هذا، أولا، استراتيجيتنا المشتركة. انيا ولا نريد ان نعرقل تركمنستان. ثالثا نريد ان يتم نقل غازهم الى الغرب. رابعا وكنا نعلم أيضا ان هذا سوف لا يمنع من تصدير غازنا قط. لذلك، عولوا علينا. لن يتغير موقفنا.

فإني أقدر تقديرا عاليا إمضائي في تلك الوثيقة، والمعاهدة التي ابرمناها في اسطنبول ولا استطيع ان اغير هذا الإمضاء بعد شهرين من التوقيع على تلك الوثيقة اليوم. يوجد تحت هذه المعاهدة إمضاء الرئيس بيل كلنتون أيضا والرئيس سليمان دميرل والرئيس شفاردنادزه وكذلك وقع عليها الرئيس نيازوف وألقى خطابا جميلا بهذا الصدد فيها. لذلك فإننا نأخذ هذه الأمور مأخذ الجد.

نعم، يسعنا ان أقول اليوم انه من المعلوم اننا نملك إمكانية لتصدير كمية هائلة من الغاز في القريب العاجل. لكن هذا لا يثير مشاعر التنافس لدينا، كما إلهام علييف. بالعكس، يثير مشاعرالتعاون. وسنتعاون معكم في هذا الصدد. لكن من اللازم ان يحقق ذلك المشروع الموقع الرئيسي. من الطبيعي أننا سنستفيد منها كما قلتم. حتى وانا ممتن لأنكم قلتم أنه يمكن زيادة حجم خط الانابيب ذلك في المستقبل أو إنشاء خط أنابيب آخر محازيا له.

واظن اننا سنحتاج الى هذا. لذلك فإن كل هذا يضمننا بشكل مجموع.

وتعاملوا بشكل جدي مع تركمنستان وتحلوا المسائل مع تركمنستان. متى ما تريد واحضروا آذربيجان. فاوضوا في شركة النفط الحكومية وسيقابلونكم دائما ويحوطونني علما بهذا. ويسعني ان التقي بكم اذا اقتضى الامر. ونعطيكم الضوء الأخضر.

إيد سميث: فخامة الرئيس، شكرا جزيلا لكم. ونأمل في ان تعاوننا وعلاقاتنا مع آذربيجان سوف لا يقتصر على بيان اسطنبول فقط، بالعكس، سيزداد توسعا.

حيدر علييف: نعم، بالتأكيد.

إيد سميث: ونعتقد ان لديكم امكانيات حسنة للعمل المشترك مع شركة النفط الحكومية والشركات الغربية الأخرى العاملة في بلدكم بحيث نتمكن من الاشتراك عن كثب في عمل معالجة مشاكل النقل ليس فقط لتركمنستان فحسب بل لآذربيجان أيضا وانشاء خطوط الأنابيب. سنطور اتصالاتنا عن كثب مع شركة النفط الحكومية لكم. ونرجو السيد إلهام علييف ان خقدم توجيها للسيد أصغروف لكي يعاملنا معاملة مترحمة.

حيدر علييف: سيفعل هذا.

إيد سميث: صحيح، ان التفاوض حالة مريحة كل مرة، لكن ثمة حاجة الى توصلنا الى التقدم.

حيدر علييف: سيفعلون هذا. فلا تقلقوا منها.

جريدة "آذربيجان" امارس عام ٢٠٠٠.

معلومات تأريخية عامة

إستراتيجية النفط