مؤلفاته / السياسة الخارجية / أذربيجان - الولايات المتحدة الأمريكية

من حديث الرئيس الأذربيجاني حيدر علييف عند لقائه مع وفد الكونغرس الأمريكي - ١٢ أغسطس سنة ١٩٩٩


حيدر علييف: الضيوف الكرام، وفد الكونغرس الأمريكي! أهلا وسهلا بكم في أذربيجان! وأرحب بكم وآمل في انكم ستتعرفون جيدا على بلدنا في هذه المدة القصيرة التي ستقيمون خلالها في أذربيجان، أي خلال عدة ساعات، ربما ستكونون هنا حتى صباح غد.

وأبلغني مترجمنا ان أحدا منكم غير راض من وجود ممثلي الصحافة هنا. لكن لا تقلقوا واننا سنتحدث بدون اشتراك ممثلي الصحافة هنا أيضا. أما سفارة الولايات المتحدة الأمريكية على إلمام بأن كل لقاءاتي مع الوفود الأجنبية تجري بحضور ممثلي الصحافة.

وأظن ان زيارة جماعة من أعضاء الكونغرس الأمريكي الى أذربيجان قد تساهم في تطوير العلاقات الأمريكية الأذربيجانية.

كما تعلمون اننا نسعى الى تطوير وتوسيع العلاقات بين أذربيجان والولايات المتحدة الأمريكية بشكل متواصل بعد حصول بلدنا على استقلاله. هذا واني أذكر بامتنان ان حكومة الولايات المتحدة الأمريكية هي الأخرى تريد ان تقوم بتعاون وثيق مع اذربيجان وتبذل جهودها لتطوير العلاقات الأمريكية الاذربيجانية. والكثيرون في الكونغرس يريدون هذا. قد كنت عدة مرات في الولايات المتحدة الأمريكية واجريت لقاءات في الكونغرس. اما لقاءاتي الاخيرة في الكونغرس الامريكي فانها جاءت في شهر أبريل من هذه السنة. قد التقيت بكثير من أعضاء مجلس الشيوخ والكونغرس عندما حضرت ذكرى مرور خمسين سنة من انشاء منظمة حلف شمال الأطلسي. ان قرابة جميع الأشخاص الذين التقيت بهم هناك، أو أغلبيتهم يولون انتباها كبيرا جدا لأذربيجان ويحسبون تطوير العلاقات الامريكية الاذربيجانية ضروريا.

من الطبيعي ان زيارة قصيرة المدة قد لا تكون مفيدة بكثير الى حد ما للاطلاع عن كثب على كل بلد وشعبه والاحداث الجارية هناك. اننا نتمنى دائما ان يزور الى اذربيجان ويشاهد بلدنا كثير من الممثلين سواء من الحكومة الامريكية أوالكونغرس الامريكي أوعالم الأعمال فيها. بالدرجة الأولى فانهم سيعرِّفون جميعا اذربيجان بأحسن وجه في الولايات المتحدة الأمريكية، ثانيا، سيظهرون علنيا فرص التعاون بينها وبين أذربيجان، ثالثا وبالطبع سيطورون العلاقات القائمة بين أذربيجان والولايات المتحدة الأمريكية تطويرا أكثر.

ان اذربيجان بلد فتي ومستقل. على ما تعلمون ان اذربيجان كانت تحت النظام الشمولي كالجمهوريات الأخرى التابعة للاتحاد السوفييتي السابق وبعد نيلها الاستقلال تجري في بلدنا عملية بناء دولة ديموقراطية وقانونية وعلمانية ويتم تحقيق الاصلاحات في كافة المجالات في اذربيجان. واذربيجان حريصة على الحفاظ على استقلالها وحمايته وتطويره.

ومن الطبيعي ان هذا الطريق ليس سهلا ليس بالنسبة لنا فقط، فحسب بل للجمهوريات الاخرى أيضا. تواجهنا عدد غير قليل من الصعوبات. لكننا نذلل هذه الصعوبات وأظن اننا سنذللها بعد هذا أيضا. لنا انجازات ايضا الى جانب الصعوبات. ليست لدي نية في تزويدكم بمعلومات واسعة في هذا الصدد لضيق الوقت. اذا تهتموا بها فيمكنكم أن تحصلوا على تقارير ضرورية. لكن أكبر جزء من انجازاتنا أيضا هو اننا فتحنا ابوابنا امام العالم ونشجِّع تدفق استثمارات أجنبية الى اذربيجان. قد قمنا بمزيد من الاعمال في مجال استغلال الثروات الطبيعية لأذربيجان، خاصة حقول النفط والغاز بالتشارك مع شركات النفط الكبيرة الغربية أي الأوربية والأمريكية.

كما تعلمون ان الولايات المتحدة الأمريكية تشغل مكانا مهما في استراتيجية النفط الجديدة للدولة الأذربيجانية. ان الاغلبية الساحقة بالكاد من شركات النفط الكبيرة للولايات المتحدة الأمريكية تقوم بعمل مشترك معنا في اذربيجان.

إضافة الى المعاهدات التي أبرمناها مع الشركات الأمريكية في السنوات الماضية قد تم التوقيع على ٤ معاهدات جديدة مع شركات النفط الكبيرة لبلدكم عند زيارتي الى الولايات المتحدة الأمريكية فيما بين شهري يوليو وأغسطس من سنة ١٩٩٧. وتعلمون ان تلك المعاهدات تم التوقيع عليها في البيت الأبيض بحضور قادة الحكومة. قد تم التوقيع على ٣ معاهدات جديدة عندما كنت في واشنطن في شهر أبريل لهذا العام. اني ممتن جدا لان هذه المعاهدات أبرمت في مقر البرلمان الأمريكي. ويمكنكم أن تحصلوا على معلومات مفصلة حول هذا سواء في الولايات المتحدة الأمريكية، أو في أذربيجان. على أي حال يدل هذا على ان اذربيجان تنشئ علاقات استراتيجية طويلة الامد مع الولايات المتحدة الأمريكية وتسعى الى تطويرها أكثر فأكثر.

فيما يتعلق بأعتى مشكلة بلدنا هو مشكلة ورثتها عن الماضي أذربيجان المستقلة. على ما تعلمون ان مسألة ناغورني كاراباخ نشبت نتيجة لمطالب أرمينيا على الأراضي الاذربيجانية في سنة ١٩٨٨ في الوقت الذي كانت أذربيجان وكذلك أرمينيا في عداد الاتحاد السوفييتي. وتحول هذا الى نزاع عسكري ودارت المعارك، الأمر الذي ادي الى احتلال ٢٠ بالمئة من الاراضي الاذربيجانية من قبل القوات المسلحة لارمينيا وتشريد اكثر من مليون اذربيجاني من ديارهم وانهم يعيشون في المخيمات في الوضع الشاق.

أعضاء الكونغرس المحترمون، فانكم على علم حسن بهذه المشكلة. لذلك، ليست ثمة حاجة الى التوضيح المفصل. لكن مع الاسف انكم تتخذون موقفا وحيد الجانب من هذه المشكلة. فاني ممتن شديد الامتنان لانكم ذهبتم الى مخيم من المخيمات على متن المروحية رغم زيارتكم القصيرة الأمد في اذربيجان اليوم والتقيتم مع جزء من الناس الذين يعيشون هناك منذ ما يزيد من ٦ سنوات.

وأبلغوني ان السيد بالوني ما تمكن من زيارة المخيم على متن المروحية. لكن اللاجئين قد سكنوا في أماكن كثيرة من باكو أيضا. حسب المعلومات الواردة لدي ان السيد بالوني قد زار في باكو أحدا من الأماكن التي يسكنون فيها اللاجئون.

بعد ما رأيتموهم وأظن انكم قد تتصورون مدى شقاوة الوضع في بلدنا منذ بدء احتلال الاراضي الاذربيجانية.

في شهر مايو سنة ١٩٩٤ وقعنا مع ارمينيا على اتفاقية لوقف اطلاق النار، منذ ما زيد من ٥ سنوات ونلتزم بهذه الاتفاقية. وأعلن لكم اليوم مرة أخرى ان اذربيجان تريد تسوية القضية الا بالطريق السلمي. ولن ندخر جهودا بعد هذا في هذا الاتجاه.

بعد ان رأيتم الناس الذين يعيشون في المخيمات فأظن انكم قد تفهمون لماذا نسعى منذ ٧ سنوات الى إلغاء المادة الجائرة برقم ٩٠٧ التي تم تبنيها من قبل الكونغرس الامريكي ضد اذربيجان.

لعل أنصارنا في الولايات المتحدة الأمريكية والكونغرس، أو في المنظمات الاجتماعية يفهموننا على كل حال، ولو قليلا، ليس كثيرا - رغم الصعوبات الكبيرة الماثلة أمامنا. اننا نواصل عملنا الحق. ونسعى الى احلال السلام والأمان في القوقاز والمنطقة. من الطبيعي ولهذا يجب تحرير الأراضي الأذربيجانية المحتلة وعودة مواطنينا المشرَّدين من ديارهم الى بيوتهم.

وخطابي انتهى. قد أعطيت لكم معلومات قصيرة. اني مستعد لأستمع إليكم.

كوني موريلا (عضو الكونغرس، ولاية مريلاند، جمهوري): فخامة الرئيس، شكرا جزيلا لكم. ان لقاءنا معكم أعلى ذروة ليومنا هذا. شكرا جزيلا لكم على هذه الفرصة.

فخامة الرئيس، شكرا جزيلا لكم على أنكم تجتمعون اليوم معنا جميعا. أما الذي يجلس الى الأيمن مني فهو السيد فرانك بالوني. وهو ديموقراطي ومن ولاية نيو جيرسي وانه زار هنا مع قرينته. أما الذي يجلس الى الأيسر منى فهو السيد موريس هينج ويمثل ولاية نيويورك، وهو ديموقراطي. ان عضو الكونغرس الآخر هو السيد مايكل كابوآنو ويمثل ولاية مساجوسيتس وهو ديموقراطي وزار هنا مع قرينته. أما أنا فاسمي كوني موريلا، انا جمهوري من ولاية مريلاند.

فخامة الرئيس، فاننا نعلم جميعا انه قد اجريت مؤخرا عملية جراحية في قلبكم. واريد ان اقول لكم انه قد اجريت ٤ عمليات جراحية من هذا القبيل في قلب قرينتي قبل هذا بـ١٣ سنة. وانها على ما يرام.

حيدر علييف: جميل جدا، انا مسرور جدا وهذا خبر جميل جدا بالنسبة لي.

كوني موريلا: فخامة الرئيس فان صحتكم ضرورية جدا بالنسبة لنا. لاننا نريد ان تدفعوا عملية السلام الى الأمام. بعد قليل وأريد أن أرد على ما قلتموه من الكلمات.

فيما يتعلق بممثلي الصحافة فاريد أن أعلن لكم ولهم انه سيجرى مؤتمرنا الصحفي الخاص في الساعة السادسة والنصف. ولن نحرمهم من أية معلومة سوف تقال في لقائنا معكم.

حيدر علييف: أي، ماذا تريدون أن تقولوا؟ أحيانا تبرز هذه المسألة مع الوفود التي تجيء من الولايات المتحدة الامريكية. لا شك في انني سألبي رجاءكم. لكني اريد ان تعلموا ان المكاشفة وحرية الصحافة في اذربيجان على مستوى عال.

جريدة "أذربيجان"، ١٣ أغسطس ١٩٩٩

تعليقات قصيرة

السياسة الخارجية

معلومات تأريخية عامة

أذربيجان - الولايات المتحدة الأمريكية

معلومات تأريخية

السياسة الخارجية