السيد رئيس القمة المحترم!

السيدات والسادة!

أهنئ من صميم القلب رؤساء الدول والحكومات الأعضاء والمشاركة في حلف شمال الأطلنطي وقيادته بمناسبة مرور نصف قرن من تأسيسه.

إننا نقدر تقديرا عاليا دور حلف شمال الأطلنطي في تأمين السلام والاستقرار في العالم ونعتبره وسيلة مهمة جدا للأمن الأوربي العام.

بعد انهيار النظام الاشتراكي العالمي و حلف وارسو على عتبة القرن الواحد والعشرين بدأ يتشكل نظام جديد تماما ليصبح الدفاع عن الديموقراطية والحريات وحقوق الإنسان هدفا عاليا لعدد غير قليل من دول وشعوب العالم. أما الجمهورية الأذربيجانية التي تمتلك موارد الطاقة الطبيعية الهائلة وتنفرد بموقعها الجيوستراتيجي في ملتقى أوربا وآسيا فتسير في سبيل يؤدي إلى تكوين دولة ديموقراطية قائمة على اقتصاد السوق وإلى تكامل تام بالمجتمع العالمي. إن تقارب الأهداف والأغراض الوطنية بين أذربيجان والولايات المتحدة الأمريكية وشركاء من الدول الأوربية مهد أساسا ثابتا لتطوير العلاقات التعاون الواسع بينها. مع هذا، أسفر انهيار النظم الشمولية عن اشتعال صراعات مسلحة وظهور الانفصالية وحالات التصفية الاثنية التي أدت إلى مقتل الملايين من الناس ومعاناتهم والتي تشكل خطرا للسلام والاستقرار في مناطق العالم المختلفة. لا يزال الشعب الأذربيجاني يعاني هذه الحالات المريعة خلال السنوات العشر الأخيرة.

نتيجة للعدوان العسكري لأرمينيا المجاورة التي تطمح إلى الأراضي الأذربيجانية بدون أساس اُحتل نحو ٢٠ % من الأراضي الأذربيجانية وتعرض أكثر من مليون مواطن للتصفية الاثنية في مواطنهم وأصبحوا لاجئين. إننا نبذل كل ما في وسعنا من أجل تسوية عاجلة سلمية للنزاع الأرميني الأذربيجاني ونعلق آمالا كبيرة على نشاط الرؤساء الأعضاء لمجموعة مينسك من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا. نستبعد بشدة محاولات تزويد طرف من أطراف النزاع بأسلحة بشكل غير شرعي و التسلح السريع في المنطقة.

إننا نريد تسوية عاجلة لكافة النزاعات سواء على صعيد ما بعد السوفييتي أو في يوغسلافيا والحد من التصفية الاثنية الجارية في كوسوفو وعودة السكان المسالمين إلى مواطنهم الأم. يجب على المجتمع الدولي أن يخطو خطوات حاسمة للحيلولة دون الانفصالية والتعصبية الإثنية المعتدية.

نبدي أهمية كبيرة للتعاون مع حلف شمال الأطلنطي في إطار برنامج "الشراكة من أجل السلام" وسنساعد كل المساعدة ازدياد علاقات أذربيجان مع هذا الحلف أكثر تعمقا. إننا نرحب مفهوم استراتيجية جديدة للحلف المقترحة في قمة واشنطن.

أهنئ رؤساء بولونيا والمجر والتشيك بمناسبة انضمام دولهم إلى حلف شمال الأطلنطي. سيساعد قبول دول جديدة إلى تركيب هذا الحلف، لا شك، تعزيز الأمن والاستقرار في الصعيد عبر الأطلنطي بأسره، من جملته في منطقة القوقاز.

أتمنى نجاحات جديدة في تنفيذ مهمة شريفة لهذا الحلف في مجال ضمان الأمن والاستقرار والسلام وتحقيق الأهداف العالية للبشرية.