مؤلفاته / مكافحة الإرهاب الدولي‏

خطاب حيدر علييف الرئيس الآذربيجاني امام الحشود في مكان الحادث التخريبي المرتكب في محطة ميترو باكو - ٣ يوليو عام ١٩٩٤


 
حصل اليوم حدث مأساوي في الطريق بين محطتي ميترو أنفاق باكو. حدث الانفجار في القطار السائر بين محطتي "٢٨ مايو" و"كنجليك" ولا شك في أن هذا التفجير دبر من قبل القوى المعادية لبلدنا وشعبنا وأمتنا. عينت لجنة خاصة لتحقيق أسباب وكشف المخربين.

تواجه حياتنا كثرة من الصعوبات. كما تعلمون ان الجمهورية الآذربيجانية تحت نيران الحرب. لكن البلد ليس خاليا من القوى المخربة الداخلية. ولا ريب في ان اللجنة ستحقق كل شيء وسيتم كشف المجرمين وسيحاكَمون. لذا، لا أريد إطلاق أية فكرة قبل أوانها. على كل حال ان هذا العمل التخريبي جريمة تم تدبيرها بشكل خاص، وليس ضد شخص فحسب بل ضد الشعب الآذربيجاني برمته وجمهوريتنا. لا يرتابني اي شك في ان كل السكان الوطنيين لآذربيجان سيدينون هذه الجريمة ومقترفيها. اؤكدكم على ان هؤلاء المجرمين سيكشفون (ترفع الاصوات القائلة بأن هذا عداء). نعم، أنتم على حق. من يناوئ احدا فتتم محاسبته. لكن التفجير والتعذيب في ميترو أخطر جريمة. لآن المجرمين يعلمون ان ميترو وسيلة للمواصلات التي تجري تحت الأرض. كل قطار مؤلف من ٥ عربات . نتيجة الانفجار في عربة واحدة تعطلت ٥ عربات في القطار ولقي الركاب حتفهم.

هذه همجية سافرة. ولا شك في انه يوجد داخل جمهوريتنا وخارجها مثل هؤلاء الهمجيين، القوى المعادية لنا والمناوئة لاستقلال جمهورية آذربيجان والمعارضة لها. لكن عليها ان يعلم الا يتيسر لاي احد ان يزعزع استقلال جمهورية آذربيجان وسياستها ويرجعنا من هذا الطريق بمثل هذه الاعمال الهمجية والتخريبية. سنتغلب على كل هذه العناصر.

ذهبت الى هنا لتفقد مكان الحادث. ما دمتم اجتمعتم هنا أعلن هذا امامكم بشكل سافر. اعرب عن مواساتي لأسر القتلى. وأسأل الله تعالى الرحمة والسلوان لأسر القتلى. أسأل الله لشعبنا الصبر لنقدر على مواصلة مكافحة مثل هؤلاء الاعداء مكافحة شديدة.

ان مرتكب هذه الجريمة شخص ربما كان من بيننا، أو أرسل من قبل اعدائنا في الخارج. لا شك في ان الهيآت الإدارية والمنظمات المعنية يجب عليها ان تنكب على هذه الأمور وتراقبها. لكن شعبنا والسكان يجب أن تقر عيونهم. ارتكب الانفجار في ١٩ مارس ولقي الناس مقتلهم. صحيح، أن نشاط الميترو أعيد حينذاك. هذا ولم يكشف المجرمون بعد. واليوم، حدث انفجار جديد. من المسئول عن هذا؟ إن مرتكبي هذه الجريمة أناس من بيننا او قاطنون داخل آذربيجان، أو مخربون أرسلوا لزعزعة الاستقرار في جمهوريتنا وإلحاق ضربة واضرار بها وشعبنا وامتنا. ولا ريب في ان كل هذه الحالات تغضبنا جميعا. اليوم كنت قد دعوت ممثلي هيآت الربط والضبط. وأجريت معهم حديثا جديا بسبب عدم كشف مرتكبي المأساة السابقة. كلفتهم بشكل قاطع بأن يدرسوا هذا الحدث في اقصر وقت ممكن ويقوموا بتحقيقه المفصل ويكشفوا المجرمين. لكن على مواطنينا ان يدركوا مسئوليتهم - مسئوليتهم لمواطنين. ينبغي كشف هذه العناصر المضرة والعدوة والأضاليع المعادية لشعبنا. إذا جاء عنصرما الى هنا من الخارج لارتكاب هذا العمل التخريبي فمن المؤكد ان احدا قد ساعده ووصل الى هنا بمساعدة شخص آخر. إن يكن هذا الشخص العون آذربيجانيا فإذن انه خائن للوطن. اذا كان هذا الشخص اجنبيا فله صلة بآذربيجان. ولو لا صلته لما جاء الى هنا ودخل محطة ميترو. ان المجيء بعبوة ناسفة لزرعها في وتفجيره ليس في قدرة شخص واحد. هذا العمل التخريبي جريمة مروعة وخيانة كبيرة ضد الشعب والأمة وكل البلد ومدينة باكو. لذا فأطالب هيآت الربط والضبط عندنا بأن تنكب على هذه القضية. في نفس الوقت اناشد المواطنين الآذربيجانيين وسكان مدينة باكو ان ينفذوا مهماتهم المواطنية. يلزم كشف الناس الموجودين داخلنا من الاعداء الذين يحاولون إلحاق ضربة بشعبنا وزعزعته وتوريط شعبنا وجمهوريتنا في المأزق. لأجل مصالحهم الشخصية. يوجد مثل هؤلاء المجرمين بيننا. ولا شك في هذا. اعرب عن مواساتي لأسر القتلى. يرحمهم الله. أسأل الصبر لذويهم وأسرهم. أؤكد أسر القتلى وكذلك كل مواطني آذربيجان على اننا ستعمل بكل قوانا في كشف هؤلاء المجرمين ومحاكمتهم. لكن علينا انتم ونحن أن نكون في يقظة في كل مكان. ان الدفاع عن وطننا واراضينا ليس فقط من المعتدين الأرمن فحسب بل كل المخربين على اختلاف جنسيتهم لمهمة شريفة لكل مواطن ولكم ايضا. بهذا السبب، أناشدكم.

جريدة "آذربيجان"، ٤ يوليو عام ١٩٩٤.