مؤلفاته / أحاديث صحفية

أجوبة حيدر علييف رئيس الجمهورية الاذربيجانية على أسئلة الصحفيين الأجانب والمحليين في مؤتمر القمة الثامن للبلدان الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي - طهران، ١١ ديسمبر عام ١٩٩٧


سؤال: هل تؤمنون بانه سيوافق الطرف الإيراني على تقسيم بحر قزوين الى قطاعات؟

جواب: هل تعلمون، اني لا استطيع ان اقول، اومن أم لا. لكل بلد سياسته ومصالحه. لكني أومن بان تقسيم بحر قزوين الى قطاعات لا بديل له لاستغلال موارده المعدنية في المستقبل. اني أعتقد انه يجب على كل البلدان المطلة على بحر قزوين ان تختار هذا المبدأ. لماذا؟ لا لأن هذا مناسب بالنسبة لنا. لا. ان هذا المبدأ مبدأ يخلق أجمل ظروف لكل بلد للاستفادة من الموارد المعدنية في بحر قزوين بشكل مثمر.

سؤال: حسب رأيكم، هل توجد ثمة امكانيات لمد خط الأنابيب عبر إيران لنقل النفط الاذربيجاني وأية ظروف يجب ان تكون لهذا؟

جواب: اما مرور خط انابيب النفط لنا عبر ايران فلم نتفاوض عنه بعد. لكنكم تعلمون انه تم التوقيع على عدة معاهدات حول القطاع الأذربيجاني من بحر قزوين وفتح هذا آفاقا لاستخراج النفط والغاز بكمية تزيد عما يتوقعونه في المستقبل. لذلك يمكن الا يكون خطا واحدا للانابيب، بل عدة خطوط الانابيب. لانني أظن ان ثمة امكانيات لاستخراج النفط في القطاعات الكازاخستانية والتركمانية وغيرها الى جانب القطاع الاذربيجاني من بحر قزوين. اذا تستخرج بهذه الكمية من النفط فيقتضي هذا نقلها الى السوق العالمية. ويمكن اختيار طرق متنوعة - إن كانت هذه ملائمة اقتصاديا وامنيا لنقلها الى الاسواق العالمية.

سؤال: هل تناولتم موضوع دعم ايران لارمينيا أثناء حديثكم مع الرئيس خاتمي؟

جواب: ان هذا الموضوع يقلقنا دائما. وأعلنا هذا عدة مرات ولا نخفي عدم رضانا. لان ارمينيا قامت بعدوان عسكري ضد اذربيجان واحتلت ٢٠ بالمئة من الاراضي الاذربيجانية ومنذ عدة سنوات ولا تزال هذه الاراضي تحت احتلالها. منذ ما يزيد عن ٥ سنوات ويعيش أكثر من مليون لاجئ في المخيمات. لذلك فان من الذي يساعد ارمينيا لمواصلة سياستها للاحتلال فبلا شك، لا يمكن ان يلقى استحساننا.

مثلا، تعلمون انه بلغـَنا النبأ في بداية هذه السنة عن تزويد روسيا ارمينيا سريا بالاسلحة بقيمة مليار دولار الى ارمينيا. ان الهيئات الحكومية الرسمية لروسيا كشفت النبأ وأذاعته. اننا أعربنا مرارا عن عدم رضانا واحتجاجنا لروسيا وبعثنا الرسائل.

ان ايران بلد صديق وجار وشقيق بالنسبة لنا. ان اقامة ايران علاقات اوثق للغاية مع ارمينيا وكون هذه العلاقات تشمل احيانا جوانب اكثر منها مع اذربيجان، فلا شك، تقلقنا ونعلن هذا دائما.

سؤال: هل سيتم إلغاء هذا في اطار التضامن الاسلامي؟

جواب: ان هذه المسألة لا تناقش. لكن أغلب الظن ان مؤتمر القمة الاسلامي الثامن سيصدر قرارا حول عدوان ارمينيا على اذربيجان.

سؤال: كيف تنووا ان تطرحوا في لقاء كوبنهاجن مسألة عدم جدوى نشاط الرؤساء الاعضاء لمجموعة مينسك المنبثقة عن منظمة الامن والتعاون في اوربا في لقاء كوبنهاجن ؟

جواب: اني لا اعتبر انه عديم الجدوى. ثمة اقتراحات اخيرة لمنظمة الامن والتعاون في اوربا وقبلناها. كما قبل هذا قيادة ارمينيا، اي رئيسها ايضا. وقال لنا الرؤساء الاعضاء في مجموعة مينسك المنبثقة عن منظمة الامن والتعاون في اوربا بان ناغورني كاراباخ لم توافق بعد على هذه الاقتراحات. انهم في دورهم يفاوضون مع ناغورني كاراباخ لتقبل هذا. لانه لن يمكن ان يكون اقتراحا احسن الا ذلك بالنسبة لناغورني كاراباخ. لذلك فاني أظن انهم سيقومون بعملهم وان عمل الرؤساء الأعضاء في مجموعة مينسك المنبثقة من منظمة الامن والتعاون في اوربا ليس عديم الجدوى.

سؤال: فخامة الرئيس فانكم كيف تجدون الاقتراحات الاخيرة لإلجي بيك؟

جواب: اني لم أر اي اقتراح معقول من إلجي بيك. لذلك فاني لا أعلم ايا منها أخير وأول.

سؤال: فقد دار الحديث في اجتماع حزب أذربيجان الجديدة حول ضرورة اتخاذ خطوة أولى من جانب المعارضة. فكيف يمكن ان تكون هذه الخطوة؟

جواب: اعلموا، فقد صاغوا هذا في شكل مغاير قليلا كأن هذه قد تكون خطوة أولى. اني لم أقل هكذا. فقد قلت ببساطة انه يجب ان توجد في كل بلد ديموقراطي قوى المعارضة. ولو لا تكون المعارضة لا توجد الديموقراطية وحرية الكلام والتعددية السياسية. ان وجود المعارضة ضروري. في الوقت عينه قلت ايضا بان المعارضة ينبغي عليها ان تستوعب ثقافة المعارضة. لا يتحقق اي شيء في العالم بحد ذاته. ان كل شيء في يد الناس والمجتمع. وأوجد الناس ايضا الديموقراطية منذ زمن ويطورونها وتطورها دائما البلدان الأكثر تقدما.

فيما يتعلق بالديموقراطية في اذربيجان فانها شابة، أي عمرها ٥ أو ٦ سنين. وبلدنا الديموقراطي شاب ايضا والمعارضة في المجتمع الاذربيجاني هي الاخرى شابة. ولا ريب في ان الشاب لا يملك احيانا المعرفة والحنكة لدرجة ما. لكنه اذا اراد ان يشغل مكانه حقا - اقصد به الدولة وكذلك المعارضة - فيجب عليه ان يستفيد من التجربة العالمية ويتطور ويكتمل آخذا بعين الاعتبار خواصه الداخلية. وأعزو هذا سواء الى الدولة، أو المعارضة. اننا نقوم بهذا كدولة. لكن لدي فكرة ان المعارضة بقيت في مستوى سنتي ١٩٨٩-١٩٩٠، وما استطاعت ان ترفع فوق هذا المستوى وتتطور وتستوعب ثقافة المعارضة للعالم وتجربتها وتدري العلاقات بين السلطة والمعارضة، لا تجربتها ولا ثقافتها. كما تعلمون ان هذه ثقافة وعلم. عندما لا تستطيع الاضطلاع به تتدلع وتتصرف بشكل غير قانوني وتقوم بأعمال سيئة متنوعة، ولهذا السبب تعاني احيانا. اني لا اريد ان يكون هكذا. لذلك فاني قلت بان المعارضة يجب ان تخطو خطوة أولى. وقلت بان المعارضة يجب ان تستوعب ثقافة السلطة والمعارضة. واننا هم الآخرون نسعى الى ان نعمل هذا كما نعمل هذا الآن. اذا قلت هذه الكلمات، اذن اننا استطعنا استيعاب هذا الى حد ما. وينبغي ان تقيم المعارضة علاقاتها مع السلطة في مستوى سليم والتجربة العالمية والحضارة. فقد مر زمن المعارضة المستخدمة من السلاح والقوة والاعتصامات. كما تعلمون اننا ألغيناها. اذا نظرتم فاظن انكم توافقون على ان اكبر انجازاتنا في هذه السنوات هو اننا خلصنا المجتمع الاذربيجاني من هذه الخواص والمزايا الرديئة المضرة للشعب الاذربيجاني والبلد وكل انسان.

هذا فاني قصدت هذا. في هذه الصورة ستكون المعارضة معارضة متأنية وستعلم كيف يجب ان تتعامل مع السلطة. اما السلطة فانها فلا شك، ستقدر بدورها الآراء السليمة والصميمية والمستجيبة للمصالح الوطنية، بل في نفس الوقت، مصالح المعارضة عندما ترى انها بلغت هذا المستوى. على سبيل المثال فاني لا أبدي الآن اي اهتمام لكثير من آرائها. لانني أرى ما وراءها. لكن اذا رأيت ان آراءها تقوم في الواقع على المصالح الوطنية، الأمة والبلد والدولة فيكون رأي كل شخص مهما بالنسبة لنا.

سؤال: فقد التقيتم نيازوف الرئيس التركماني وربما دار الحديث حول مكامن النفط المتنازع عليها في بحر قزوين. ماذا تقولون عن هذا وهل توصلتم الى تسوية المسألة؟

جواب: نعم، قد التقيت الرئيس نيازوف. اننا جارتان ومشاكلنا كثيرة. اننا نلتقي كثيراما خاصة مستفيدين من حضورنا المنظمات الدولية والاجتماعات. أمس تيسر لي ايضا ان ألتقيه. اننا ناقشنا عدة مسائل متعلقة بالعلاقات الثنائية، من جملتها المسالة المتعلقة بالنزاع المحتدم بصورة مصطنعة بين تركمانستان واذربيجان. اذا برزت مثل هذه المسالة وصارت موضوعا للنزاع فاننا الرئيسين وافقنا على انشاء لجنة العمل المشترك بين تركمنستان واذربيجان حيث يبحث في المسائل المتنازعة عليها - المسائل التي طرحتها تركمنستان وأذربيجان، ثم يقدم آراءه النهائية واقتراحاته لنناقشها. اننا اتخذنا قرارا مثل هذا وكلفت وزير الخارجية برئاسة هذا العمل.

سؤال: هل يمكن ان تكون نتائج عمل تلك اللجنة اساسا لكل الدول الخمس في تسوية مسالة الوضع القانوني لبحر قزوين؟

جواب: كما تعلمون ان الوضع القانوني لبحر قزوين لم يجد حله بسبب وجود النزاع بين تركمنستان واذربيجان. وأود الذكر ان المسالة المتعلقة بالوضع القانوني لبحر قزوين أبرزت لاول مرة بعد توقيع اذربيجان مع عدد كثير من الشركات الاجنبية على المعاهدة المسماة بـ"معاهدة القرن" في خريف سنة ١٩٩٤. وبعد هذا أبرزوا في الأوساط المعينة لبعض البلدان مسالة تدعو الى ضرورة تحديد الوضع القانوني لبحر قزوين. اي، هذه مسألة قديمة. فيما يتعلق بادعاءات تركمنستان فظهرت مؤخرا في صيف هذه السنة.

صحفي: حسب رأيي، في مايو.

حيدر علييف: لا، وأريد ان تعلموا ان هذه المسألة لم تظهر قط عندما كنت في دورة منظمة التعاون الاقتصادي في مايو بعشق آباد. أقمت هناك يومين والتقيت رئيس نيازوف. لم يطرح اي احد علي هذا السؤال. لم يقل لي الرئيس التركماني اي شيء حول هذا. وبرزت هذه المسألة بعد هذا، في مستهل يوليو وحتى بشكل مفاجئ. اننا نظن حتى الآن سبب هذا. على كل حال، قد قاموا به.

منذ ٣ سنوات ولا تزال تناقش المسألة حول الوضع القانوني لبحر قزوين، اما النزاع مع تركمنستان فظهر منذ نصف شهر. وليست هاتان مرتبطتين ببعضهما البعض.

سؤال: فباي سبب ظهرت؟

جواب: من اللازم ان تسألوا هذا تركمنستان.

سؤال: فقد تم توزيع نص خطابكم الذي القيتموه هناك ومن الطبيعي ان جزءه الكثير مكرس للنزاع مع ارمينيا حول ناغورني كاراباخ. هل تنتظرون مبدئيا التضامن أم خطوة جادة من البلدان الاسلامية في مؤتمر القمة؟ كما جاء في خطابكم ان ارمينيا تشكل خطرا لبلدان المنطقة. وهذا تفسير أوسع ليشير الى ان ارمينيا تعززت عسكريا.

جواب: اني قلت هذا لان ارمينيا حصلت بشكل غير قانوني وبصورة سرية من روسيا على الاسلحة والعتد والآليات الحربية المقدرة بقيمة اكثر من مليار دولار وابرمت في ٢٩ أغسطس معاهدة الصداقة والتعاون و التعاضد مع روسيا حيث ينص عدد من بنودها على التعاون العسكري الوثيق جدا. ولا ريب في ان هذا يقلقنا ولا نخفي قلقنا. قد تحدثت حول هذا في كشينيوف في لقاء رؤساء الدول للبلدان الاعضاء في رابطة الدول المستقلة وارسلت رسالة حول هذا الى بوريس نيكولايفيتس يلتسين وقدمنا مذكرة رسمية لروسيا. اننا نعارض هذه البنود للمعاهدة بين روسيا وارمينيا ما لم تتم تسوية النزاع القائم بين ارمينيا واذربيجان. لان توقيع المعاهدة حول التعاون العسكري، التي تنص على امداد روسيا الى ارمينيا بالاسلحة غير سليم تماما في الوقت الذي لا يزال فيه النزاع قائما ويستمر احتلال ٢٠ بالمئة من الاراضي الاذربيجانية من قبل القوات المسلحة لارمينيا وتعني روسيا بوصفها احدى من الرؤساء الاعضاء في مجموعة مينسك كالولايات المتحدة الامريكية وفرنسا بالتسوية السلمية للنزاع. ولا يمكننا نهمل هذا والا نقلق منه. وهذه هي الاسباب.

فيما يخص ما انتظره من مؤتمر القمة فان ثمة مشروع قرار يحتوي عدة بنود تدين عدوان ارمينيا على اذربيجان وتطالب بانسحاب الوحدات المسلحة لارمينيا على الفور من الاراضي المحتلة الاذربيجانية.