مؤلفاته / تبريكات بمناسبة رأس السنة

تهنئة حيدر علييف رئيس الجمهورية الأذربيجانية إلى الشعب الأذربيجاني بمناسبتي يوم تضامن جميع الأذربيجانيين في العالم وحلول السنة الجديدة - ٣١ ديسمبر عام ٢٠٠٢


أبناء وطني الأعزاء، مواطنو الجمهورية الأذربيجانية!

نعيش آخر دقائق لسنة ٢٠٠٢. نعتز بقولنا إن سنة ٢٠٠٢ كانت سنة ناجحة للشعب الأذربيجاني، ولبلدنا.

في هذه السنة تعزز استقلال أذربيجان السياسي، تطورت الدولة القانونية والديموقراطية والعلمانية التي أسسناه، وأنشأناها، أحل مجتمع مدنى في أذربيجان، وأصبحت حرية الصحافة والدفاع عن حقوق الإنسان من إتجاهات رئيسية تتبعها سياسة الدولة الأذربيجانية.

ينمو اقتصاد أذربيجان بصورة متعاقبة. تحقق إصلاحات اقتصادية وراج اقتصاد السوق في أذربيجان رواجا نتيجة لهذا. توفرت كل الامكانيات لنشاط الملاكين. ثمة مؤشرات كثيرة تثبت تطور الاقتصاد الأذربيجاني. أريد سرد عدة منها.

قد زاد حجم الناتج المحلي الإجمالي ١٠٫٥ %، بلغت زيادة حجم الإنتاج الزراعي إلى ٦ %. زاد حجم الإنتاج الصناعي ٣٫٥ %. مما يسرنا جدا من المؤشرات هو أنه تم توظيف استثمارات بحجم ملياري دولار في اذربيجان. فيشكل مليار و٧٠٠ مليون دولار منها استثمارات أجنبية، ٣٠ مليون دولار استثمارات محلية. فهذا عامل كبير في تنمية الاقتصاد في المستقبل. أدى كل هذا إلى تحسن رفاهية شعبنا. زادت أجر العاملين ٢٠% بالمتوسط، والمعاشات ٢٠%.

ازداد الجيش الأذربيجاني قوة وتحسن أداء أقلام الضبط التي تؤمن الدفاع عن دولانية أذربيجان وحقوق الشعب والمواطنين.

فهكذا أحرز بلدنا خلال السنة الماضية إنجازات كبيرة. قد نشأت في أذربيجان معنوية طيبة وأجواء سليمة وبهذه المعنوية نستقبل سنة ٢٠٠٣.

ستكون سنة ٢٠٠٣ سنة أنجح لأذربيجان. لأن الأعمال المتخذة والسياستين الداخلية والخارجية اللتين انتهجتا في سنة ٢٠٠٢، وكذلك في السنوات الماضية توفر لأذربيجان نموا سنة بعد سنة.

أما إنجازاتنا في مجال السياسة الخارجية فكانت عبارة عن تثبيت مواقف أذربيجان أكثر مما كان. تمثلت أذربيجان في كافة منظمات دولية، أظهرت أذربيجان مواقفها في اجتماعات مختلفة عقدتها المنظمات الدولية، ودافعت عن مواقفها ونالت اعترافها.

والشيء الذي سيؤمن تطورا عارما لأذربيجان في سنة ٢٠٠٣ هو ميزانية الدولة التي تبنيناها. قد أعلنت ميزانية الدولة وأصدرت مراسيم ضرورية لتنفيذها ويتوقع تنفيذها من بداية سنة ٢٠٠٣. آمن بأن تنفيذ ميزانية الدولة بشكل متعاقب سيوفر تطورا أكثر مما كان في الاقتصاد الأذربيجاني وسيؤدي إلى تحسن رفاهية السكان.

يشكل حجم ميزانية الدولة الأذربيجانية لسنة ٢٠٠٣ مليار ومائتي مليون دولار. أريد أن أقول للمقارنة أن ميزانية الدولة الأذربيجانية منذ سنة ١٩٩٤ زادت ١٧ مرة. كانت ميزانية أذربيجان في سنة ١٩٩٦ في حجم ٦٤٠ مليون دولار. أما الآن فكما ترون، هي مليار ومائتا مليون دولار. فيدل هذا على أن الاقتصاد في أذربيجان كلما يتزايد سنة بعد أخرى كلما تزداد عائدات البلد، الأمر الذي يكرس اساسا لتحقيق مهمات عالقة أمامنا.

مشاكلنا كثيرة أيضا. في كل مجال مشاكل، هذا طبيعي. إن المسألة التي تجد حلها اليوم لا تستجيب لمتطلبات الغد. لذا نعمل دائما، ننمو دائما. لكن مشكلة واحدة تكاد أن تكون جرحا لأذربيجان هي النزاع الأرمني الأذربيجاني حول ناجورنو كاراباخ ومشكلة عدم معالجته حتى الآن. اتخذ المزيد من الأعمال في هذا المجال في سنة ٢٠٠٢. أولا، أقدر إيجابيا نشاط رؤساء أعضاء لمجموعة مينسك. وزد على هذا، تجري لقاءات مباشرة بين رئيسي أرمينيا وأذربيجان. أود أن أقول أن النزاع الأرمني الأذربيجاني، قضية ناجورنو كاراباخ يتركز على محادثات يجريها الرئيس الأذربيجاني أينما حضر من منظمات دولية وأينما يزور من البلدان، أو في لقاءات يقوم بها مع رؤساء الدول في أذربيجان أو خارجها. أستطيع القول إنني ألقيت كلمة استقرت أكثر بقليل من ٥ دقائق في اجتماع عقدته منظمة حلف الأطلسي الشمالي في براغ مؤخرا، والحال أنه حددت لكل محاضر ٥ دقائق لإلقاء كلمته ، وكرست خطابي كليا لهذه المشكلة بالذات - تحرير الأراضي الأذربيجانية المحتلة، إعادة وحدتها الترابية، واسترجاع أبناء شعبنا المشردين إلى أوطانهم، مساكنهم.

أعتقد أن أعمالنا ستستمر في هذا المجال عام ٢٠٠٣ وسنعني بهذه المسالة بشكل سريع وبجهود جهيدة، وانا على يقين من أننا نتوصل إلى تسوية المشكلة سلميا. يجب ألا يشك أحد فيه. أحيانا تظهر أفكار في مجتمعنا تدعو إلى تسوية هذه المشكلة عن طريق الحرب. لا نستثني طريق الحل هذا. لكننا علينا أن نسعى إلى الاستفادة من كل إمكانيات طريق السلام. أعتقد أننا سنقضى وطرنا من خلال سيرنا في هذا الطريق.

نتطلع إلى سنة ٢٠٠٣ بتفاؤل كبير. يستمر الاستقرار الاجتماعي السياسي الناشئ في بلدنا. وفرنا للناس حياة آمنة ونبذل مجهوداتنا لتحسين نمط حياة الناس سنة بعد سنة، وشهر بعد شهر. في مرجوي أن الجهود المبذولة من قبلنا جميعا ستؤتي ثمارها الجميلة في سنة ٢٠٠٣.

اليوم يوم تضامن الأذربيجانيين في العالم. بهذه المناسبة أهنئ الشعب الأذربيجاني، مواطنينا وجميع الأذربيجانيين في العالم وأدعوهم مرة أخرى، مرة أخرى إلى التمسك، والتضامن.

الأصدقاء الأعزاء، كل سنة وأنتم بخير.

والسلام عليكم.أأ