مؤلفاته / الاقتصاد / منظمات اقتصادية دولية

من حديث حيدر علييف رئيس الجمهورية الاذربيجانية عند لقائه مع رؤساء البلدان الاعضاء في جوام وغرف التجارة والصناعة لعدد من الدول الاخرى - القصر الرئاسي، ٤ مايو عام ٢٠٠١


حيدر علييف: ارحب بكم، اهلا وسهلا بكم! انا مسرور لان بلدان جوام والبلدان الاخرى لاوربا الشرقية ودول البلطيق قررت الاجتماع على مستوى غرف التجارة والصناعة لتبادل الآراء ومناقشة المسائل وبحث طرق توسيع العلاقات المتبادلة. عندما قالوا لي عن مبادرة عقد هذا اللقاء في اذربيجان ابديت اهتماما لهذه الفكرة ورحبت بها وارحب بكم ايضا.

اعلم انكم عملتم هنا بشكل مثمر. اشترك رئيس وزراء جمهوريتنا آرتور رسيزاده في حفلة افتتاح ندوتكم امس. رجوت منه ان يبلغ تحياتي لكم. لعله بلغكم تحياتي. اما الآن فينتهي عملكم وأردتم اللقاء معي. انا ايضا مسرور من اللقاء معكم. اريد لو استمع إليكم الآن.

سليمان تاتلييف (رئيس غرفة التجارة والصناعة الاذربيجانية): الرئيس المحترم، قبل كل شيء اسمح لي بأن ارحب بكم من صميم القلب واشكركم على تخصيص وقتا للقاء معي. لذلك فاننا ممتنون من صميم القلب لكم ونبدي شكرنا على تحديد موعد للمقابلة معنا.

ان فكرة عقد هذه الندوة برزت عند لقائكم رؤساء البلدان الاعضاء في جوام في بلدنا في اطار اجتماع قمة الالفية بنيويورك. ناقشتم هناك المسائل المهمة المتعلقة بإحلال السلام والامن في المنطقة وتوسيع العلاقات الاقتصادية. أجريتم محادثات مفصلة عن إحياء طريق الحرير. بعد هذا ظهرت عندنا فكرة لتوحيد مساعي غرفنا والانضمام الى تنفيذ هذه المشاريع العظيمة. توجهنا بنداء الى زملائنا وردوا على اقتراحنا بامتنان كبير وعقدنا جلسة خلال يومين، ثم نوقشت في الجلسة الرئيسية مسائل مختلفة. كانت مسائل مهنية بحتة حول غرف التجارة والصناعة. بحثنا في مسائل توسيع علاقاتنا الاقتصادية. أنهينا اليوم اعمالنا ووقعنا على اتفاقيات مشتركة حول التعاون المستقبل مع جمهوريات ليتفانيا والتشيك ولاتفيا.

آمل في ان الندوة اليوم ستتيح لنا توسيع علاقاتنا الاقتصادية والتجارية توسيعا لنستطيع التأثير على تنفيذ المهمات الماثلة امامكم.

قورام اخوليدياني (رئيس غرفة الصناعة والتجارة الجورجية): فخامة الرئيس المحترم، تشرفنا نحن مشاركي الندوة الاولى للغرف التجارية الصناعية لبلدان جوام باللقاء معكم. اشكرك على حسن انتباهك ونصف هذا بالتعبير عن إبداء اهتمام لتعزيز وتوسيع اتحادنا. سمحت الندوة لنا بإلقاء النظرة الى كثير من المسائل الاقتصادية وبلورة دور غرف التجارة والصناعة في حلها. نأمل في ان مناقشاتنا والوثيقة الرسمية الموقعة ستساهم في تعزيز العلاقات بين رجال الاعمال لبلدان جوام.

نريد ان نشير خاصة الى تنظيم الندوة على المستوى الرفيع. في هذا العمل فضل كبير لصديقنا سليمان تاتلييف وموظفي غرفة التجارة والصناعة الاذربيجانية. اريد ان اعلن المشاعر المكتوم في قلبي منذ وقت عن مدينتكم الجميلة باكو.

يصعب البحث عن شعوب تكون مجاورة صديقة على مدى تاريخ وجودها على اختلاف كافة الفروق بين الشعب واللغة والدين. اعلن فتحعلي خان خويسكي وانصاره في تبيليسي جمهورية اذربيجان المستقلة بعد يومين من اعلان جورجيا جمهورية مستقلة لاول مرة في ٢٦ مايو عام ١٩١٨. أصبح علي مردان توبجوباشوف ابن وطننا اول رئيس للبرلمان الاذربيجاني.

يسرنا القول بان بعض الاحداث المشهودة لتاريخ وعلم وثقافة اذربيجان مرتبطة بجورجيا، كما ان عديدا من رجالات جورجيا الشهيرين مرتبطون باذربيجان. فخامة الرئيس انت والرئيس الجورجي ادوارد شفاردنادزه من ابرز الزعماء السياسيين. يمكننا معرفة كيفية تنسيق مصالح الامة والدولة بالسياسة الاقتصادية وعمليات التكامل في منطقة جوام بشخصكم. ان تحقيق مشاريع دولية عالمية كباكو-تبيليسي جيهان وطريق الحرير الكبير الذي بادرتموه سيعطي ديناميكية لاقتصاد بلداننا وسيغير حياة شعوبنا.

تقدر جورجيا تقديرا خاصا دوركم في هذه العمليات التاريخية. فخامة الرئيس ابدي شكري من جديد لكم واصحاب الندوة وجميع الحضور على الانتباه والفرصة المتاحة لنا في الخطاب في مثل هذا اللقاء الكبير.

فيكتور يانوفسكي (النائب الاول لرئيس غرفة التجارة والصناعة الاوكرانية): فخامة الرئيس حيدر علييف المحترم، اريد ان اشكركم قبل كل شيء باسم الوفد الاوكراني على تحديد وقت لنا وفرصة اللقاء معكم رغم كثافة جدول اعمالكم في عملكم الحكومي.

جئنا الى هنا بدعوة غرفة التجارة والصناعة الاذربيجانية للاشتراك في عمل الندوة الشيقة والمهمة - الندوة التي كرست الى التعاون بين بلدان جوام وجلبت اليه البلدان الاخرى المهتمة بمثل هذا التعاون. تربطنا عرى الصداقة الوثيقة مع غرفة التجارة والصناعة الاذربيجانية. لنا اتفاقية حول التعاون وقبل كل شيء نجري تبادل المعلومات الاقتصادية العملية. وهذا يساعد رجال اعمالنا على انشاء علاقات اوثق.

شهدنا في باكو - زارها جميعنا لاول مرة - تحسين الوضع الاقتصادي سريعا في اذربيجان وزيادة الانتاج الصناعي وزيادة رفاهية الشعب.

نرى انه يتم توظيف الاستثمارات في الاقتصاد الاذربيجاني، من جملته الاستثمارات الاجنبية وهذا دليل ساطع على تصديق وتحقيق النهج الذي يحدده الرئيس الاذربيجاني.

حيدر علييف المحترم، يحترمون لك احتراما عميقا في اوكرانيا باعتبارك رجل الدولة البارز وكانسان يسهم بقسط كبير شخصيا في تعزيز الصداقة والتعاون. يقدرون تقديرا عاليا صداقتك الشخصية مع الرئيس الاوكراني ليونيد دانيلوفيتس كوتشما. اذا يكن رؤساء الدول اصدقاء بالطبع فيكون الصداقة بين رؤساء غرفة التجارة والصناعة لاذربيجان واوكرانيا وجميع البلدان الاعضاء الاخرى ايضا.

ان ندوتنا التي تضع نصب اعينها اكتشاف سبل اعمال غرف التجارة والصناعة لتعزيز التعاون في منطقتنا وللبحث عن امكانيات جديدة لمجال الاعمال جرت في مثل هذا الجو من الصداقة والتعاون. يلزم اعادة انشاء كثير من العلاقات خلال ١٠ سنين من استقلالنا وفي نفس الوقت اقامة علاقات اقتصادية جديدة. اكيد فان دور غرف التجارة والصناعة عبارة عن تقديم مساعدات نوعية لرجال الاعمال في تبادل المعلومات والقيام بكل الخدمات الممكنة في عمل المعرض وتقديم تراخيص مختلفة، بما في ذلك تراخيص عن نقل البضائع.

تؤكد التجربة العالمية ان معظم غرف الصناعة والتجارة التي احتفلت بمرور ٤٠٠ سنة على تاسيسها في باريس عام ١٩٩٩ لها اهمية كبيرة جدا. ان الغرف التي هي منظمات غير حكومية ومع هذا تمثل مصالح رجال الاعمال شركاء الهيئات الحكومية. بدوره تدعم السلطات الحكومية في اذربيجان وفي كثير من البلدان نشاط الغرف، تتبنى قوانين حول غرف التجارة والصناعة. يسرنا ان في بلدنا قانونا حول غرفة التجارة والصناعة ويحدد الوضع القانوني لمنظمتنا في اقتصاد الدولة. اعلن مشاركو ندوتنا ضرورة تاسيس هيئة لتنسيق عمل غرف التجارة والصناعة ستساعد على النشاط الموافق عليه لمنظماتنا في مجال تقديم المساعدات على دوائر العمل لبلداننا. نأمل في انها بعد تأسيسها ستعمل بشكل وثيق مع هيئات التنسيق الاخرى التي ستتأسس في اطار هذا التعاون في جوام.

اسمح لي بان ابدي شكري من جديد لكم على حسن الانتباه وفرصة الخطاب.

جيورجي كوكو (رئيس غرفة التجارة المولدافية): فخامة الرئيس، السيد المحترم حيدر علييف، ان اللقاء معك بعد انتهاء اعمال ندوتنا لشرف كبير بالنسبة لي شخصيا وللحضور جميعا ايضا. اريد القول ان لغرف التجارة والصناعة علاقات متعددة الجوانب، نلتقي في مختلف المنتديات. لكن مثل هذا المنتدى المنظم في اذربيجان بمساعدة حكومتكم ورئيس غرفة التجارة والصناعة الاذربيجانية أمر غير مسبوق به حتى الآن.

ناقشنا، في الحقيقة، عديدا من المسائل من نشاطنا والمسائل المتعلقة بعملنا المقبل في اطار جوام بصورة جدية وبكد خلال يومين. قدمت الاقتراحات الشيقة جدا والملاحظات الكثيرة. دبرنا كلها ويبدو انه يجب علينا ان نعمل كثيرا على الوثائق.

السيد المحترم حيدر علييف، نغادر بلدكم بانطباعات صميمية وطيبة عن اذربيجان والتغيرات الجارية في بلدكم. تيسر لي ان ارافق برئيسنا السابق لوتشينسكي ضمن وفد رسمي في زيارته لاذربيجان. ارى مدى تقدمكم وخطواتكم الحكيمة والصحيحة في السياسة الخارجية والداخلية. نبدي شكرنا لكم على كل شيء وحسن تنظيم هذه الندوة واريد ان اؤكدكم على ان غرف التجارة والصناعة ستتعاون في تحقيق سياسة جوام.

مظفر صابروف (رئيس غرفة المستهلكين ورجال الاعمال الاوزبيكية): فخامة الرئيس المحترم، انا مسرور لاني زرت مدينتكم الجميلة هذه وامثل رجال الاعمال الاوزبكيين. أظن ان الندوة الحالية ستدفع تطوير الاعمال الى الامام في كل بلدان جوام والبلدان المشاركة في عمل هذه الندوة. يرافقني في هذه الزيارة رجال الاعمال الاوزبكيون. عملوا هنا بنشاط ويعملون حاليا. حسب ظني ان هذه النتائج ستخلق ارضية حسنة لتطوير الاقتصاد الاوزبكي.

تجري في اوزبكستان عملية التطور العارم. لعلكم تشاهدون هذا. اشير الى هذا امس في جلسات اللجان. اظن ان هذا سيكون مفيدا للبلدان الاعضاء في جوام ومباشرة لاذربيجان ايضا. كما تعلمون ان لا نملك ميناء خاصا بنا. يتم استيراد وتصدير كثير من البضائع عن طريق الميناء الموجود في بحر قزوين وسيثمر هذا التعاون المتبادل.

تلقينا مع زملائنا معلومة رسمية. تحتوي الوثيقة على نداء موجه الى حكومات بلداننا لالغاء العوائق على نقل البضائع عبر هذا الطريق وعمل هذه الآلية بدقة كالساعات التي اهديت الينا اليوم. سنخدم تطوير اقتصاد بلداننا. فخامة الرئيس، اتمنى لكم نجاحات في اعمالكم من اجل رفاهية اذربيجان. شكرا لكم على حسن انتباهكم.

حيدر علييف: شكرا. اولا اشكركم على خطابكم المفصل. يخيل لي ان هذه الكلمات تعبر عن آراء الحضور هنا وكذلك جميع مشاركي الندوة. يسرني انكم راضون من مسألة عقد الندوة والعمل المتخذ. وهذا هو الاهم. لأن كل أمر يجب ان يثمر وألا يكتسب طابعا شكليا. فهمت من كل هذه الكلمات ان تدبيرنا اجري هكذا بالذات. ان اقامة علاقات اوثق بين غرف التجارة والصناعة للبلدان المشاركة هنا لها اهمية كبيرة جدا. فهمت ان هذه المبادرة قدمت من قبل غرف التجارة والصناعة لبلدان جوام جورجيا واوكرانيا واوزبكستان واذربيجان ومولدافا. مع هذا، شارك ممثلو كثير من بلدان اوربا الشرقية ودول البلطيق في هذه الندوة متمتعين بالحقوق المتساوية. اعتبر هذا طبيعيا وقانونيا، لان مناطقنا مرتبطة وثيقا مع بعضها البعض. بالطبع، تسعى جميع بلدان العالم في البداية الى تطوير اقتصادها وتعزيزها ورفع رفاهية شعوبها. وهذا يحدث عن طريق التكامل مع النظام الاقتصادي العالمي والتجارة والتبادل التجاري وغيرها من الطرق.

تعيش بلداننا التي حصلت على استقلالها مؤخرا قبل هذا بـ١٠ سنوات فترة صعبة. لاننا ننتقل من النظام الاقتصادي السياسي الاجتماعي الى الآخر. لكن البعض يقولون ان فترة الانتقال هذه طالت كثيرا. اكيد انهم يخطئون. لان البلدان التي عاشت خلال ٧٠ سنة في ظروف الاقتصاد الاشتراكي بشكل منعزل عن العالم الخارجي لا يمكنها ان تنشئ دولها ذات السيادة الآن واجراء الاصلاحات الاجتماعية السياسية والقانونية والسياسية لتطوير اقتصادياتها على اساس اقتصاد السوق خلال سنة او سنتين بسبب فقد علاقاتها التكاملية الاقتصادية بين الجمهوريات الاتحادية السابقة بعد حصولها على استقلالها. هذا يحتاج الى وقت معين.

يسرني ان كل بلد مستقل عن الاتحاد السوفييتي اجتاز طريقا كبيرا خلال هذه السنوات العشر. وهذا يظهر بوضوح في مثال بلدان اوربا الشرقية التي عاشت في ظل الايديولوجية الشيوعية وقوانين الاقتصاد الاشتراكي. اما تفوق بلدان اوربا الشرقية فهو انها كانت دولا مستقلة، لكننا لسنا هكذا. وكنا نعيش في ظل الوضع الاشتراكي والشيوعي في ظل الاقتصاد الاشتراكي. لذا فان الفرق ليس كبيرا. لكن على كل حال يوجد. اذا تحدثنا عن بلداننا التابعة للاتحاد السوفييتي سابقا ومجلس المساعدة الاقتصادية المتبادلة والتحالف العسكري فاقول عن البلدان المنضمة الى معاهدة وارسو اننا نجتاز نفس الطريق. اعتقد اننا اجتزنا طريقا كبيرا في هذه المدة. اذا نظرنا الى كون اذربيجان في حالة الحرب مع ارمينيا المجاورة عند حصول اذربيجان على استقلالها واحتلال جزء من اراضي اذربيجان من قبل القوات المسلحة لارمينيا في الفترة التي كنا في عداد الاتحاد السوفييتي واستمرار العمليات العسكرية فيما بعد واحتلال ٢٠ بالمئة من ارض اذربيجان من قبل القوات المسلحة لارمينيا وطرد اكثر من مليون اذربيجاني من هذه الاراضي ترون اننا في اية ظروف ننشئ طولتنا المستقلة ونجري الاصلاحات. كانت اذربيجان في حالة النزاع العسكري ولا تزال في هذه الحالة. صحيح ان العمليات العسكرية توقفت الآن. قد ادت الى توتر الوضع السياسي العام في اذربيجان. انقلب الحكم هنا عدة مرات. حدثت محاولات الانقلاب الحكومي والخ. لذلك فإذا حصلنا على استقلالنا في اواخر عام ١٩٩١ بدأنا تطوير الاقتصاد في اذربيجان وتحسين معيشة الناس واجراء الاصلاحات بشكل سليم في عام ١٩٩٥. من عام ١٩٩١ حتى ١٩٩٥ اقصد اواخر عام ١٩٩٥، بالاحرى فترة ما قبل عام ١٩٩٦- كانت صعبة جدا بالنسبة لنا. كان من الواجب علينا ان نوقف الحرب اولا فاوقفناها. كان علينا ان ننزع اسلحة الميليشيات المسلحة المتفرقة التي كانت تكافح من اجل السلطة فينا. كان علينا ان نجهض عدة محاولات للانقلاب الحكومي المسلح ومحاولات الارهاب وخاصة محاولة الارهاب ضد الرئيس الاذربيجاني. استطعنا القيام بهذا. والمهم هو اننا استطعنا الحفاظ على استقلالنا السياسي. وهذا اهم. اما هذه السنوات فكان الاستقلال السياسي لاذربيجان مهددا بالخطر الجدي. اجتزنا هذه المرحلة، اما الآن فتشهدون الوضع الاجتماعي السياسي السليم في اذربيجان. لعلكم تمكنتم من التنزه في المدينة وتفقدتم مساء وحتى ليلا مدينة باكو. والحال ان الناس ما كانوا يتركون منازلهم خوفا من المليشيات المسلحة الكثيرة بعد الساعة السابعة مساء.

اجرينا الاصلاحات الاقتصادية خلال السنوات الماضية وحصلنا على استثمارات كثيرة خاصة لمجالنا الطاقي. استطعنا اقامة علاقات اقتصادية مع كثير من شركات النفط العالمية. اما الآن فتشارك بالتعاون معنا ٣٢ شركة عملاقة للعالم هنا في استغلال مكامن النفط والغاز المتواجدة في القطاع الاذربيجاني من بحر الخزر. وكل هذا وانتعاش الاقتصاد يسمح لنا بانعاش الاقتصاد وزيادة الناتج المحلي المشترك والانتاج الصناعي والانتاج الزراعي. على سبيل المثال تنجح عندنا عملية الخصخصة. اجرينا الاصلاح الزراعي ووزعنا كل الاراضي بين الفلاحين. ان ٩٨ بالمئة من الانتاج الزراعي يعود الى القطاع الخاص. لم نعد نشتغل بزراعة القطن والعنب.

اقول هذا لاني كنت أمينا اول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الاذربيجاني في الاوقات السابقة وكنت اشتغل كثيرا بهذه الاعمال - طرق بذر البذور والزراعة والحصد- كما تعلمون جيدا هذا، لانكم عشتم ايضا في عداد الاتحاد السوفييتي. عاود الناس الآن على الملكية الخاصة. خاصة في القرى لانهم حصلوا على الاراضي. ازداد عدد المواضي هنا وارتفع نسبة الانتاج الزراعي. بالطبع فنقص انتاج بعض البضائع غير الضرورية بسبب عدم وجود السوق. مثلا كنا نستورد اللحوم ومنتجات اللحم واللبن من اوكرانيا وبيلاروس وروسيا. اما الآن فلا توجد عندنا مثل هذه المشاكل. وعدد المواشي في البلد كثير. حتى يمكننا تصديرها.

لكن يوجد في البلد اكثر من مليون لاجئ. واغلبيتهم يعيشون في المخيمات. وهذا عبء ثقيل بالنسبة لنا. ان لم يحدث هكذا وكانت اراضينا المحتلة الخصبة لدى هؤلاء الاشخاص قبل هذا ٧-٨ سنوات فكنا حصلنا على نتائج اكبر. اولا لا نستطيع الاستفادة من هذه الاراضي. ثانيا ان الناس المشردين من هذه الاراضي لا يستطيعون العمل على ما يرام لانهم لا يملكون شروطا لازمة للعمل. اذ انهم يعيشون في المخيمات.

رغم هذا، تجرى الاعمال الانشائية. مثلا تنشأ المباني في باكو، ولا نبنيها بانفسنا. ينشئها القطاع الخاص. لا نقرد على انشاء المباني السكنية او الادارية الآن. والوضع تغير الآن. فيما قبل كنا نبني المباني السكنية الكثيرة ونوزعها بين الناس مجانا. ثانيا نعيش في اقتصاد السوق. لكن مما يميزه هو ان المستثمرين الاجانب ورجال الاعمال المحليين يبنون المباني السكنية.

افكر احيانا في ان الوضع الاقتصادي ورفاهية الناس ليس على مستوى لازم في الحقيقة. هذا هكذا في الحقيقة. يوجد لدينا فقراء. نعد الآن برنامجا حول خفض نسبة الفقر بالتعاون مع منظمة الامم المتحدة. في البلد نسبة البطالة كبيرة. لان المؤسسات الصناعية في اذربيجان لا تعمل على طاقتها الكاملة بل تستخدم من ٢٠ بالمئة من طاقتها. يعمل الف عامل في مصنع الانابيب الذي كان يعمل حينذاك فيها ١٠ آلاف عامل. كما ترون الفرق الكبير هنا. اغلبيتهم معطلون عن العمل. ولا شك في ان كل هذا يؤدي الى التوتر الاجتماعي.

رغم هذا، فتحنا الطريق الى قطاع الاعمال الخاص ونسير في طريق اقتصاد السوق. ظهر رجال الاعمال والمستملكين المحليين. لديهم اموال ويشتغلون بالاعمال ويبنون المباني وبدأوا انشاء بعض المؤسسات الصناعية. علي القول انها مؤسسات حسنة وعصرية. لكننا نحتاج الى وقت معين لتحقيق الاهداف الماثلة امامنا. والهدف هو تسديد احتياجات كل المواطنين والسكان من قبل دولتنا المستقلة وتطويرها والوصول الى مستوى البلدان المتقدمة اقتصاديا.

من هذه الوجهة تجري الاعمال في قطاع الطاقة عندنا حسنا. تعمل فيه الشركات الاجنبية. اولا، عددها كثير هنا، يعمل عمالنا في كل شركة. ثانيا، ثمة نتائج. نستخرج النفط في اطار المعاهدات المشتركة ونبيع هذا النفط معهم ونربح. انشأنا خط انابيب النفط باكو- سوبسا الى جورجيا. يربط جمهوريتنا الصديقة بنا. اكملنا كل الاعمال، سنبدأ سرعان ما انشاء خط انابيب النفط العملاق باكو- تبيليسي-جيهان. جيهان ميناء على ساحل البحر المتوسط في تركيا. طول خط الانابيب نحو ألفا كم. سيضخ من خلال هذا الخط نحو ٥٠-٦٠ مليون طن من النفط في السنة. بالطبع سيأتي ارباحا كثيرة. لكن هذا يحتاج الى وقت معين. تعقد غرفة التجارة والصناعة لنا بالتعاون مع شركة انجليزية معرض النفط والغاز هنا كل سنة. قالوا لي انه تلقى المطالب الكثيرة حتى الآن. كم شركة ستشارك هناك؟

سليمان تاتلييف: نحو ٣٠٠ شركة من ١٥ بلدا.

حيدر علييف: ننظم هذا المعرض في يونيو كل سنة. هذا معرض دولي، تشارك فيه بلدان كثيرة وتعرض كثير من شركات النفط والغاز اعمالها. اعتادوا تنظيم المعرض ويعقد منذ ٨ سنوات. هذا حدث كبير. لذلك أرى ان المستقبل سيكون جيدا. امامنا نتائج حاليا ايضا. لكني اريد اكثر منها.

ويحتل التكامل الاقتصادي مكانا مهما جدا في كل هذا. ان غرف التجارة والصناعة يمكنها ان تتخذ اعمالا كثيرة لتحسين الوضع الاقتصادي للتنافع من العلاقات الاقتصادية المتبادلة بين البلدان. لذلك فان اجتماعكم هنا وقيامكم بتبادل الآراء والتقاءكم وتعرفكم على بعضكم البعض شخصيا مهم جدا. والمهم بالنسبة لي هو انكم تعرفتم على شعبنا وجمهوريتنا ومدينتنا. هذا حدث مهم. انا مسرور من هذا واولا اتمنى لكم النجاحات, ثانيا اتمنى توسيع العلاقات المتبادلة بين غرف التجارة والصناعة للبلدان المتمثلة هنا وثالثا لكل شعب وبلد تمثلونه التغلب على صعوبات مرحلة الانتقال هذه والصمود والتنمية. اعتقد ان كل بلد متمثل هنا له امكانيات لهذا.

تحدثوا هنا عن طريق الحرير الكبير. انما هذا مشروع عصري. اذ ان طريق الحرير الكبير لعب دورا كبيرا جدا في القرون الوسطى. نعلم نتائجه في حين اقبل الاتحاد الاوربي على هذا العمل وتقدم ببرنامج تراسيكا وثم تقدمنا معا ببرنامج إحياء طريق الحرير الكبير. ألقى ممثل اوزبكستان خطابا وتحدث عن تقصير الطريق وبالطبع تأثيره على قيمة النقل. قد بدأوا نقل بضائعهم عبر هذا الطريق.

هذا مجرد بداية. عقدنا عام ١٩٩٨ هنا مؤتمرا كبيرا - اول مؤتمر دولي حول احياء طريق الحرير الكبير. تمثلت في المؤتمر ٣٢ بلدا ابتداء من اليابان والصين حتى اسبانيا في اوربا. وقعت ١٥ منظمة دولية على اتفاقية ولهذه المنظمة امانتها الدائمة وتقع في باكو. وهذا برنامج واعد جدا. بالمناسبة ارى هنا ممثلو بولغاريا ورومينيا والبلدان الاخرى. كان يشارك هنا رئيسا بولغاريا ورومينيا. عقدنا هذا المؤتمر معا.

قصارى القول، فتحت امكايات كبيرة. علينا ان نشتغل بنشاط بالاستفادة المثمرة من هذه الامكانيات. اتمنى لكم الصحة. أرجوكم ان تبلغوا أطيب أمنياتي الى شعوبكم ودولكم ورؤساء بلدانكم. شكرا على اللقاء، مع السلامة.