كلمات الشخصيات الشهيرة عن حيدر ‏علييف

فلاديمر بوتين رئيس روسيا الاتحادية (٢٠٠٠- ٢٠٠٨)‏


ليس من المناسب لي ان اعرب عن تقديري وثنائي الرئيس حيدر علييف وجها لوجه. لكن لا يسعني الا أذكر حكمته في الرئاسة - لا يمكن إيجاد كلمة أكثر ملاءمة منها. رغم الاحداث البالغة التعقيد الجارية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي حدث التوتر المعين على كل حال في العلاقات الآذربيجانية الروسية (ولو لم نتحدث عن هذا بشكل سافر). إن الموقف من الثقافة الروسية واللغة الروسية في آذربيجان وهذه السياسة التي ينتهجا الرئيس الآذربيجاني في السنوات الأخيرة ترك الأبواب مفتوحة ليس فقط لإعادة إنشاء العلاقات بين الدولتين بالمستوى السابق فحسب بل لتطوير العلاقات لأجل مصالح شعوب بلدينا.

.... إن العناية الحقيقية المركزة على تقدم روسيا وآذربيجان تقتضي ليس فقط حماية قدرة الصداقة الموجودة بين الشعبين الآذربيجاني الروسي فحسب بل إثراءها أيضا. حسن الجوار والمعنوية العالية والاحترام المتبادل ركيزة وطيدة لتطوير التعاون مع آذربيجان الشقيقة في الالفية الجديدة. عندما دعاني الرئيس الآذربيجاني للقيام بزيارة رسمية قلت، حيدر علييف، فإن لقاءاتنا تجري بعد كل ٣ أشهر، اذن لماذا نضيع الوقت. قال، انت شاب، لا تفهم هذا، بالتأكيد، له اهمية كبيرة سواء لروسيا او آذربيجان. بعد هذه الكلمة، قلت "طيب - سأزور". لكني أشعر بأني خطأت ولم أعرب عن فكرتي بدقة، "جيد". يتضح من لقاءاتنا الأمس واليوم أن هذا ليس مجرد أمر شكلي فحسب بل قد يعطي دفعة ولعله سيعطي دفعة جدية ومهمة لتطوير العلاقات بين روسيا وآذربيجان في الحقيقة ايضا. لكن لا يسعني أن انتهي كلامي بهذا. قبلت هذه الدعوة ليس فقط بسبب مشاعرنا الطيبة تجاه آذربيجان عامة ورئيسها فحسب بل لأن حيدر علييف ابن بلدي الى حد معين - اعتقد هكذا على كل حال. نعم، هذا هكذا في الحقيقة. أظن أنك تتفق معي الآن، لأنه عاش مدة طويلة في مدينتي العزيزة - بطرسبورج - ليننغراد، تخرج هناك في مؤسسة التعليم الخاص. رجوت زميلي اننا فتحنا عددا عديدا من الوثائق الأرشيفية. انه لا يعرف هذا، وهذا مفاجأة له. هذه هي شهادة عن تخرج المدرسة الخاصة، كتب فيها: شهادة الملازم الأول حيدر علييف. ١٦ مايو ١٩٤٩". تأتي نتائج تعليمه، سأقرأ بعض النقاط فيها: "فن المادية الديالكتية والتأريخية - ممتاز، الاستعداد الاستخباراتي ممتاز، الجغرافيا الاقتصادية والسياسية للاتحاد السوفييتي والبلدان الأجنبية - ممتاز، القانون الجنائي - ممتاز، الأدب "مقبول"، الدرس العسكري مقبول، اللغة الروسية ممتاز". أظن، لا يوجد درجات اخرى. كلها "ممتاز".

أريد لو أقول في الختام، إذا درس طلاب جامعتكم كما فعله الرئيس الآذربيجاني في حينه يكون تقدم البلد في الايادي الضامنة.

***

يكنون في روسيا مشاعر الاحترام القلبية لحيدر علييف بوصفه رجل الدولة والسياسة الفذ. إن نشاطكم لأجل رفاهية الشعب الآذربيجاني جعلكم شهيرا جدا في العالم بأسره. اننا نقدر تقديرا عاليا مساهمتكم في تطوير وتعزيز تقاليد الصداقة الحقيقية وحسن الجوار والثقة المتبادلة التي ربطت ولا تزال تربط شعوب بلدينا على مدى قرون.

إني على يقين من أن العلاقات الروسية الاذربيجانية التي اكتسبت طابع التشارك الاستراتيجي بفضل مساعيكم الشخصية ستتعزز بكل وسيلة بكونها احدا من أهم العوامل للحفاظ على السلام والاستقرار والأمن في القوقاز.

***

كان حيدر علييف صديقا كبيرا لروسيا في الحقيقة، كنا نشعر بهذا وكنا نقدر هذا تقديرا. كانت آذربيجان خلال كل هذه السنوات من بلدان قليلة ضمن رابطة الدول المستقلة لم ينخفض عدد المطبوعات بالروسية فيها، بل، على العكس كان أكثر مما كان في عهد الاتحاد السوفييتي.

كان رجل الدولة العظيم. لا نبالغ إذا قلنا إنه كان عبقريا في السياسية. ما كنت ابدى له مجرد مشاعر الاحترام الكبير فقط، فحسب بل كنت أكن له الحب. هذا فقدان كبير.

"الانسان الذي أعجب العالم" (مؤلف الفكرة ورئيس الطبع: رامز مهدييف) - آذرنشر، باكو، ٢٠٠٤، ص. ٧١)