حيدر علييف: أهلا وسهلا بكم في أذربيجان. فاني أرحب بكم من صميم القلب. وأقدر زيارتكم هذه وأظن ان زيارتكم هذه ستؤدي الى زيادة مساعدات انسانية لمنظمة الأمم المتحدة على أذربيجان.

وأظن انه قد تيسر لكم أن تتعرفوا على الوضع الراهن لأذربيجان خلال أيام إقامتكم هنا. قد قال رئيس الوزراء لي أرتور رسيزاده انه قد أجريت معكم محادثات مفصلة بهذا الصدد. ان الواقع الحالي لأذربيجاننا متناقض جدا. من جهة فاننا توصلنا الى وقف إطلاق النار في النزاع الأرمني الأذربيجاني منذ ما يزيد عن ٤ سنوات والغينا الحالات السلبية المتنوعة التي كانت تحصل في داخل أذربيجان في الماضي. وقمنا بضمان الاستقرار الاجتماعي السياسي ونحقق بشكل متواصل الاصلاحات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في أذربيجان. والى جانب هذا ومن جهة أخرى فان الامر الذي يجعل الحياة في اذربيجان أكثر معقدا وتفاقما هو بقاء ٢٠ بالمئة من الأراضي الاذربيجانية تحت احتلال القوات المسلحة لارمينيا وان أكثر من مليون لاجئ ونازح تم تشريدهم من هذه الاراضي المحتلة وطردهم قسرا من أراضي أرمينيا في حينهم يعيشون في الوضع الشاق في أذربيجان وأغلبيتهم في الوضع أكثر شقاوة في المخيمات. انهم يعيشون جميعا بحلم الى العودة الى اراضيهم ولذلك يصمدون لكل المعانات. لكن تسوية القضية تتأخر ويتدهور الوضع الاقتصادي يوما بعد يوم.

أظن انكم قد رأيتم كل هذا وقالوا هذا لكم بالتفصيل. وأردت ان أعيده الى أذهانكم فقط. وآمل في انكم ستضعون خطط التعاون أيضا بين أذربيجان ومنظمة الأمم المتحدة في المستقبل آخذين بعين الاعتبار الواقع الراهن لأذربيجان. تفضلوا.

روبيرت هاوزير (مدير قسم بلدان أوربا الشرقية ورابطة الدول المستقلة لبرنامج التغذية العالمي لمنظمة الأمم المتحدة): فخامة الرئيس، شكرا جزيلا لكم. أولا، أريد أن اعرب عن امتناني العميق لكم على انكم التقيتم معنا اليوم. وثانيا، اريد أن أبدي امتناني لممثليكم في الحكومة على الدعم والمساعدة والتعاون التي قدمتها لنا حكومتكم في جميع المستويات. وأود ان أقول اننا لقينا كل دعم وتعاون سواء في المناطق أو في باكو. على الرغم من ان زيارتنا باكو قصيرة الأمد تمتاز هذه الزيارة وهي جرت عامة في جو من التعاون.

وأذكر ان زيارتنا زيارة قصيرة. لكننا رغم قصر مدة هذه الزيارة كنا في بعض المناطق والتقينا باللاجئين داخل البلد وحصلنا على المعلومات الكافية منهم. واجتمعنا اثناء زيارتنا هذه مع السيد علي حسنوف الذي يعني بالمسائل الانسانية وكما ذكرتم، أجرينا لقاءا مفصلا مع رئيس الوزراء السيد أرتور رسيزاده ايضا. قد ناقشنا هذا عند لقائنا مع رئيس الوزراء ونريد ان نحيطكم علما بهذا.

بالتأكيد، وينبغي ان ترى مرة واحدة بدلا من ان تسمع مئة مرة وأعتقد ان هذه البعثة، اي انا وزملائي شاهدنا كل شيء لدرجة كافية وتعرفنا على القضية لدرجة كافية. قد استنتجنا بعض النتائج وخططنا لأنفسنا كيفية التعاون في المستقبل.

ومما يسعني أن أقوله بثقة وطيدة في اننا كنا ضحايا حتى هذا اليوم. اي كنا ضحايا للأحاديث الدائرة حول منطقة بحر قزوين والنفط. قد كانت لدينا فكرة شائعة بان اذربيجان بلد غني وثري جدا. لكني اريد ان أقول ان هذا ليس هكذا. لكننا نتطلع بأمل كبير الى المستقبل. ونعتقد ان هذه الثروة الطبيعية لبلدكم ستتحقق في القريب العاجل وانه سيصبح بلدا غنيا حقا. أما الآن فاني أعتقد ان بلدكم يحتاج الى المساعدات، خاصة، تحتاج اليها فئات الناس في البلد، الذين نسميهم باللاجئين داخل بلدهم.

اما الهدف الرئيسي لهذه البعثة فاننا سوف نبلغ سواء رؤساءنا، أو البلدان والمنظمات المانحة انه يجب مواصلة تقديم المساعدات الى أذربيجان. لكن الاتجاه الرئيسي لهذه المساعدات يجب أن يتغير قليلا. ويجب أن يتوجه الاتجاه الرئيسي  للمساعدات اكثر من ذلك الى إنعاش حياة اللاجئين وتوفير فرص العمل لهم. اننا ناقشنا مع رئيس الوزراء كل هذه المسائل بشكل مفصل. لذلك فاننا لا ننوي مناقشة كل هذه المسائل معكم. لكننا نرى أنه يجب مواصلة تقديم المساعدات الى اللاجئين في داخل البلد. خاصة يجب علينا ان نستمر في تقديم المساعدات السيكولوجية اليهم لنخرجهم من الوضع السيكولوجي الشاق.

كما جاء في المثل الشعبي القديم انه بدلا من السمك علينا ان نعطيه صنارة ليصطاد ذلك الصياد السمك. من هذه الوجهة، كدوام كلماتي اريد ان اقول انه يجب على ذلك الصياد في نفس الوقت ان يصطاد السمك بهذا المقدار الذي يكفي ليس أسرته فقط، فحسب البلد بأسره أيضا. واننا ننوي أن نواصل عملنا من هذا النوع بالذات.

حيدر علييف: فاني أشكركم. أولا فاني ممتن كثيرا لأنكم كنتم في الأماكن والمناطق وخاصة التقيتم مع الناس المشردين من ديارهم وشاهدتم بأم أعينكم حالتهم.

ان اذربيجان تريد ان تصبح بلدا غنيا وثمة أسس لهذا. لكن بلدنا ليس غنيا بعد ونحتاج الى وقت طويل لهذا. اننا أمة أبية. اذا كنا أغنياء ما طلبنا المساعدات من أي أحدٍ ، بالعكس، نساعد الآخرين. اذا نطلب من البلدان الغنية ومنظمة الأمم المتحدة وهيئاتها المعنية بتقديم المساعدات الإنسانية مساعدات للاجئين والمشردين الذين يعيشون في اذربيجان في الوضع الشاق. هذا يعني باننا مضطرون الى هذا. لذلك فاني أريد ان تشكل انطباعاتكم وما شاهدتموه هنا أساسا لتعاونكم مع أذربيجان في المستقبل.

هذا ونسعى جدا الى تحرير الأراضي المحتلة وعودة الاذربيجانيين المشردين من ديارهم الى مواطنهم. اذا احرزنا هذا فاننا سوف نمتنع من هذه المساعدات، أو سيتغير شكل هذه المساعدات. مع الأسف اننا لم نتوصل الى هذا بعد حتى الآن. اما انجازنا الكبير فهو اننا اوقفنا الحرب وحلنا دون إراقة الدماء توصلنا الى وقف إطلاق النار. منذ ٤ سنوات ونصف سنة ونلتزم بهذه الحالة لوقف إطلاق النار. لكن يجب أن تعيش أيضا في الوضع الشاق الذي يكون فيه الناس. ولا طاقة لنا لتحقيق هذا. وهذا ينبع سواء من سير التطورات في اقتصاد اذربيجان، أو بطالة أغلبية الناس المشردين من ديارهم.

لذلك فاني أظن ان بعثتكم هذه مهمة جدا لتشكيل أساس تعاوننا في المستقبل. وأشكركم وأني ممتن جدا لانكم زرتم أذربيجان في العداد الكبير مثل هذا. وآمل في أننا سنرى نتائج إيجابية لبعثتكم هذه.

جريدة \"أذربيجان\" ١٥ يناير سنة ١٩٩٩