عبد الرحيم قواحي: فخامة الرئيس، قبل كل شيء، اشكرك فخامة الرئيس، على قبولك لي رغم ضيق وقتك. كما ابدي امتناني العميق لك لانك ابديت فكرة ايجابية حينذاك لانتخابي امينا عاما لمنظمة التعاون الاقتصادي.

بدأت حديثي باللغة الانجليزية، اما الآن فاريد ان اواصل حديثي بالفارسية.

حيدر علييف: ان الحديث باللغة الام احسن من الحديث باللغة الاخرى.

عبد الرحيم قواحي: نعم، فخامة الرئيس.

فخامة الرئيس، سأتحدث بعد قليل عن نشاط منظمة التعاون الاقتصادي. لكني اريد ان ابلغك آرائي ومشاعري بكوني قبل كل شيء مواطنا ودبلوماسيا ايرانيا. اشعر بنفسي في بيتي. اعتبر اذربيجان بلدا شقيقا ووطني العزيز.

اسمح لي بأن أحيطك علما بمنظمة التعاون الاقتصادي.

حيدر علييف: ترى ان الحديث باللغة الام احسن. سمعت كثيرا الى المحادثات باللغة الانجليزية، ولا يكون من الاحسن ان استمع الى الوفود الايرانية بالانجليزية. ان بلدنا شقيق مع ايران ولغاتنا متشابهة. في الاذربيجانية كثير من الكلمات الفارسية وكذلك تستعمل في الفارسية كثير من الالفاظ التركية. اما انك فتتكلم بالانجليزية، ربما تريد الحديث بالصينية. أهذا صحيح؟

كان الناس يسألون عن أحسن اللغة عندما كنا ندرس في المدرسة. حينذاك ما كنا على علم الى حد ما باللغات الاخرى للعالم. لذلك كنا نعتبر الفارسية من احسن اللغات. قد قرض شعراؤنا اشعارهم بالفارسية. الفارسية لغة الشعر. كذلك الاذربيجانية لغة الشعر. لان المنطقة التي نشأت فيها اقدم الاشعار واجملها هي اذربيجان، وايران، يمكنني سرد اسماء كثير من الشعراء كفردوسي وحافظ، وسعدي والخ. هؤلاء شعراء ايرانيون. لكن بعض الشعراء الاذربيجانيين مثل نظامي كتبوا بالفارسية. قصارى القول، علّمتك الفارسية، تفضل.

عبد الرحيم قواحي: فخامة الرئيس، ان آية الله محمد جعفري رحمه الله الذي كان استاذي لمدة ٤٠ سنة - توفي قبل هذا بسنتين- كان يلقي خطاباته باللغتين الفارسية والاذربيجانية. خلال السنوات الاربعين المنصرمة تعلمت منه كثيرا. في نفس الوقت افهم كثيرا بالاذربيجانية. لان الكلمات المشتركة كثيرة في الفارسية والاذربيجانية.

حيدر علييف: كما افهم الكلمات الكثيرة عند الاستماع الى الخطاب بالفارسية.

عبد الرحيم قواحي: كان شهريار رحمه الله الشاعر الفذ للقرن العشرين من الشعراء الذين كتبوا باللغتين خلال السنوات الاخيرة. كان شهريار يقرض الاشعار بالفارسية والاذربيجانية.

حيدر علييف: نعم، يحبونه كثيرا في اذربيجان. كان شهريار يكتب اشعارا جميلة جدا بالاذربيجانية والفارسية على حد سواء. هو شاعرنا العظيم. على مر الزمن سيشعر شعوبنا كثيرا بعظمة شخصية شهريار. والآن تفضل.

عبد الرحيم قواحي: فخامة الرئيس المحترم، قرأت خطابك الذي القيته في اجتماع قمة منظمة التعاون الاقتصادي. ادرجنا ٤ مسائل مهمة موجودة في خطابك على جدول الاعمال للمنظمة ونعمل الآن على تحقيقها.

اما المسائل التي تطرق فخامتك اليها في خطابه فانها عن انشاء ممر النقل. ان اهمية الممر الذي سينشأ في اتجاه شمال - جنوب كبيرة جدا. تحدثنا بشكل مفصل عن اهمية هذه الفكرة اثناء لقاءاتي في وزارة الخارجية الاذربيجانية وشركة حكومية "اذراوتونقليات". ان هذا الممر له آفاق كبيرة.

فخامة الرئيس، والمسألة الثانية هي تطوير التجارة وتوسيعها. ان تطوير التجارة بين البلدان الاعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي مسألة ملحة. سنعد وثيقة ذات الصلة بهذا وسنوقع عليها. نفكر في تخفيض التعريفات ابتداء من عام ٢٠٠١ لتطوير العلاقات التجارية وبهذا نوفر ظروفا لازمة لتحقيق الادعاء الذي قدمته.

فخامة الرئيس، اما المسألة الثالثة التي تطرقت اليها فهي مهمة جدا. وهذه تسريع عملية الخصخصة في البلدان الاعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

إلتقيت مع السيد باغيروف وزيرك في التجارة ايضا. قلت له اننا سنعقد ندوة حول المسالتين في طهران. رجوت منه ان يحضر الوفد الاذربيجاني في الندوة المزمع عقده حول مسائل الخصخصة وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

اما المسألة الملحة الرابعة فهي اقامة علاقات بين منظمة التعاون الاقتصادي ومنظمة التعاون الاقتصادي للبلدان المطلة على البحر الاسود. ناقشنا هذه المسألة مرارا في مجلس الممثلين الدائمين لمنظمة التعاون الاقتصادي ونقترب من حلها. عقدنا في باكو لقاء غير رسمي بباكو مع الامين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي للبلدان المطلة على البحر الاسود. نسعى الى تسوية هذه المسالة.

فخامة الرئيس، اريد ان احقق التغييرات المعينة في امانة منظمة التعاون الاقتصادي. والهدف هو تفعيل أداء المنظمة ورفع كفاءتها. حسب رأيي، يجب التركيز الكثير على هذه المسألة لتحقيق المشاريع الممكنة وذلك من خلال تنحية عدد من المشاريع التي تعتبر معالجتها مستحيلة.

فخامة الرئيس، نحن في امس الحاجة الى دعمك ومساعدتك. اعتقد اننا نتمكن من توسيع وتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية في المنطقة. ابدي شكري وامتناني من جديد.

حيدر علييف: اولا، انا ممتن جدا لانك اوليت انتباها الى المسائل التي عرضتها اثناء خطابي في طهران واتخذت تدابير ضرورية لتحقيقها. ان الطرف الاذربيجاني مستعد لتقديم كل ما يتعلق به من الدعم والمساعدة لاستمرار تحقيقها عمليا.

ممر النقل الشمالي الجنوبي مهم جدا. كما تعلمون ان تشغيل مثل هذا الممر عبر ارض اذربيجان بشكل جيد سيسهل كثيرا عمليات النقل بين اوربا وآسيا اي البلدان الاعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي. يجب ترميم الجسور والطرق المعبدة هنا. اظن اننا سنتمكن من تحرير الاراضي الاذربيجانية المحتلة. فان السكة الحديدية التي تصل الى تبريز والمناطق الايرانية الاخرى مرورا بارض اذربيجان ستصبح وسيلة مهمة للمواصلات.

اعلم ان روسيا هي الاخرى مهتمة بهذه المسألة. لكن يمكن الاستفادة من السكك الحديدية الموجودة ليست فقط داخل روسيا فحسب بل بينها وبين اوربا. ان العمل المشترك الذي تقوم به منظمة التعاون الاقتصادي في مجال تطوير المشاريع والخصخصة مسالة ملحة ايضا. امكانياتنا كثيرة في هذا المجال ايضا. انا ممتن لانك التقيت مع وزير التجارة باغروف وتريد ان تعقد في طهران ندوة او لقاء بهذا الصدد. انا متفق بهذا. لنا وزارة خاصة تعني بمسائل الخصخصة. يمكنني ايفاد الوزير اليك للاشتراك في هذا التدبير ويوضح امكانيات اذربيجان في هذا المجال.

توسيع العلاقات بين منظمة التعاون الاقتصادي ومنظمة التعاون الاقتصادي للبلدان المطلة على البحر الاسود ضروري جدا. اعلنا اقتراحاتنا المتعلقة به في طهران. لكني اريد الاشارة الى انه لا ينبغي توحيد هاتين المنظمتين. في هذا الحال قد نفقد كثيرا. يلزم اقامة علاقات التعاون بينهما وتطويرها فقط.

منظمة التعاون الاقتصادي معنية بمنطقة معينة من حيث قوامها. اذا اندمجتا هاتين المنظمتين فتتقدم بعض المناطق وتتأخر بعضها. اعتقد انه يلزم التعاون بينهما. لكني لست موافقا على اندماج هاتين المنظمتين اي اتحادهما. اي كلتا المنظمتين تقومان باعمال مفيدة جدا وقد يكون من الاكثر ثمرة اذا نشط كل منهما على حدة وتعاون مع بعضهما البعض.

اعرب عن امتناني الكبير من جديد على اشتراك اذربيجان في منظمة التعاون الاقتصادي. اذكر جيدا حسن التنظيم لاجتماع قمة هذه المنظمة المنعقد في طهران. من نتائجه انتخاب ممثل ايراني امينا عاما لمنظمة التعاون الاقتصادي. آمل في انك تقوم كأمينا عاما وممثلا لايران وفي نفس الوقت كل البلدان الاعضاء في المنظمة باعمال اكثر ثمرة.

عبد الرحيم قواحي: ان شاء الله، فخامة الرئيس، ابدي شكري لك ولا اريد ان آخذ من وقتك كثيرا.

حيدر علييف: شكرا.

© aliyev-heritage.org