حيدر علييف: أهلا وسهلا بكم في أذربيجان، وأرحب بكم. ستراقبون الانتخابات البلدية التي تجرى في اذربيجان لاول مرة. وهذا مهم للغاية بالنسبة لنا. وتشهد اذربيجان الانتخابات البلدية لاول مرة. وأظن ان مواطنينا حصلوا على معلومات كافية عن الانتخابات البلدية نتيجة للاعمال المنفذة خلال ٤-٥ أشهر الأخيرة. أدلت أمس لجنة الانتخابات المركزية ببيان يظهر ان عملية الانتخابات تشهد اهتماما كبيرا من قبل المواطنين. وهذا أمر جيد. ونتمنى ان يكون الناخبون هم الآخرون نشطين مثلهم ويأتوا للإدلاء بأصواتهم. وأقول مجددا، هذه هي المرة الأولى التي نجري فيها الانتخابات البلدية. لكنا نملك خبرة لإجراء الانتخابات الدموقراطية. وأظن اننا سنستطيع إجراء هذه الانتخابات أيضا وستساعدوننا في هذا.

وأعتقد انكم زرتم اذربيجان للمساعدة علينا الى جانب مشاركتكم كمراقبين في الانتخابات. وتفضلوا، استمع اليكم.

آلان لويد: (عضو بلدية سوانسي ببريطانيا العظمى ورئيس الوفد). فخامة الرئيس، شكرا جزيلا لكم على تحياتكم الصميمية والحارة.

صحيح، اننا زرنا للمشاركة في الانتخابات التي ستجرى هنا في الثاني عشر من ديسمبر. لكني في الوقت نفسه أزور بلدكم كعضو وفد كونغرس السلطات المحلية والاقليمية الاوربية وأراقب على هذا المجال. ومساعدي في هذا المجال السيد روشين كيليش البروفيسور لجامعة انقرة التركية.

فخامة الرئيس، نفهم جيدا ان بلدكم على عتبة الانضمام الى عضوية مجلس أوربا. بالطبع فإن احد الشروط الرئيسية للانضمام الى عضوية هذا المجلس هو تنفيذ متطلبات الميثاق الاوربي حول السلطة المحلية.

اما الانتخابات المزمع اجراؤها يوم الاثنين فإنها جزء من العملية الطويلة. ويسعنا القول على اساس المعنوية العالية التي نراها هنا انكم ستحرزون انجازات كبيرة في هذا المجال ايضا.

كما هو معلوم، ان كونغرس السلطات المحلية والاقليمية الاوربية من أجنحة مجلس اوربا عامة. اننا نراقب على الانتخابات المحلية الديموقراطية ونأمل في ان ممثلي السلطات المحلية المنتخبين نتيجة الانتخابات الديمقراطية سيزورون قريبا ستراسبورغ وسيشاركون في نشاطاتنا. ونفهم تماما ان الديموقراطية لا تحدث في ليلة واحدة.

الانتخابات خطوة نحو الديموقراطية. ونأمل في اننا سنراقب على عمل السلطات المحلية بعد الانتخابات او في المستقبل ايضا. كما هو معلوم ان بلدكم على عتبة الانضمام الى عضوية مجلس اوربا. وأنا واثق تماما بان اذربيجان ستصبح وشيكا عضوا في مجلس اوربا. وبعد انضمام بلدكم الى عضوية مجلس اوربا ستستمر مراقبتنا. لأننا نطلب نشاطا لازما من جميع السلطات المحلية التي تبرم الميثاق الاوربي حول السلطات المحلية.

فخامة الرئيس، ونعلم ان القوانين تتعدل في اذربيجان. ويجب زيادة دور الحكومات المحلية الى مستوى لازم. ان جميع الاشخاص - الرسميين وكذلك العاديين الذين التقيناهم حتى الآن يثيرون أملا لدينا. واننا على يقين من ان هذه الانتخابات ستجرى في المستوى الحسن.

فخامة الرئيس، وأقول مجددا ان بلدكم سينضم وشيكا الى أسرة مجلس اوربا. وإننا على يقين من ان السلطات الديموقراطية المحلية ستقوم باعمالها على المستوى اللازم. وستوقع على الميثاق الاوربي وسنعيش في جو من السعادة ضمن أسرة واحدة.

حيدر علييف: أنا ممتن جدا لانكم قد تعرفتم عن كثب على الوضع الراهن في بلدنا لمدة قصيرة جدا وقلتم آراء إيجابية الى حد ما. وأبدي شكري لكم على آمالكم وأمنياتكم وكلماتكم عن إنضمام اذربيجان الى عضوية مجلس اوربا.

واننا على علم جيد بان الانضمام الى عضوية مجلس اوربا يعني أخذ مسئولية كبيرة جديدة على عاتقنا. مثلا، لم تكن حتى الآن في أذربيجان بلديات، ولسنا مسئولين على هذا المجال. اما الآن فستجرى الانتخابات وتنشأ البلديات، وبلا شك، سيقدر عمل البلديات في مجلس اوربا والمنظمات الدولية الاخرى حيث سيؤثر هذا على موقفها تجاه اذربيجان. لكننا نتجرأ بالاقدام على هذه الصعوبات وندق باب مجلس اوربا منذ ٣ سنوات ونريد الدخول منه. ونفهم ان هذا سيزيد مسئوليتنا. اي نقوم بكل هذا بوعي. لأننا نريد الانضمام الى العضوية الكاملة لمجلس أوربا والقيام بعملنا بشكل متماش مع المعايير الاوربية. وننشئ دولة قانونية وديمقراطية وعلمانية. قدرما كان هذا الطريق صعبا قدرما يكون ضروريا بالنسبة لنا.

فإن الانضمام الى عضوية مجلس اوربا سيساعدنا. لأننا، من جهة، سنزيد مسئوليتنا بأنفسنا، من جهة أخرى، فإن مجلس اوربا سيناقش المشاكل في حالة وجودها ببلدنا، فسوف تسعى السلطات الحكومية الى تصحيح اعمالها. وأظن ان هذه أمور صائبة.

وأنا ممتن لأنكم اشخاص ذوو الخبرة في هذه الانتخابات. لست في الخيال العميق. لان هذه انتخابات أولى في أذربيجان. فقد تم تسجيل نداء الى مواطني اذربيجان للبث في التلفزيون الاذربيجاني قبل ٣٠ دقيقة بمناسبة الانتخابات البلدية، سيذيعونه مساء اليوم.

أرجو في نداء الى الشعب ان يكونوا نشطين، ثانيا أن تجرى الانتخابات في جو من الحرية والشفافية والنزاهة ليدلي الناس بأصواتهم لصالح مرشحيهم. وألا تتخدل السلطات المحلية، عامة، السلطة التنفيذية في شئون اللجان الانتخابية، كذلك أن تحول دون اي تدخلات أخرى.

وبلغتفي ندائي أمنياتي. اذا وجدتم وقتا تشاهدوا هذا البرنامج على التلفزيون. وهدفنا المشترك هو اتخاذ خطوة كبيرة في الطريق الى الديمقراطية.

قلت اني لست في خيال. لأننا اذا اعتبرنا اننا سنجري الانتخابات البلدية وفقا للمعايير الاوربية فسيكون هذا صعبا. وأحاطوني علما بأن عدد المرشحين لكل محافظة بباكو يتراوح ما بين ٧٠ او ٨٠ مرشحا، لكن في البلدية ١٩ مقعدا. فكرت كيف ادلي بصوتي في الانتخابات لأختار ١٩ شخصا من بين ٧٠ مرشحا. وهذه الانتخابات تختلف عما سبقه من الانتخابات. كان يشارك فيها ٣ او ٤ او ٥ مرشحين فقط. أما الآن فيجب الإدلاء بصوت لـ١٩ مرشحا من بين ٧٠ مرشحا. وهذا أمر صعب. وفكرت هل يمكن توزيع هذه الاوراق الانتخابية قبل الاقتراع لأن يفكر الناس وبعد هذا يصوتوا. لكن هذا غير ممكن ايضا. من جانب لا يعرف معظم الناس كثيرا من هؤلاء الناس. مثلا، إني أعرف كثيرا من الناس. لكني أعرف ٥-٦ أشخاص من ٧٠ مرشحا في المحافظة التي اسكن فيها. لذا، فإن هذه عملية صعبة جدا. إنكم مشغولون بهذا العمل منذ سنوات وعشرات السنين. لذلك هذا مسألة عادية بالنسبة لكم، بل وجديدة بالنسبة لنا. لكن هذا لا يعني ترك هذا العمل. وعلينا ان نقوم بهذا لنصل الى مستواكم. اعتقد ان هذا ممكن بمساعدتكم.

وهدفنا هو اجراء الانتخابات في جو من الديموقراطية والحرية والشفافية. ولا يهمنا اختيار اي مرشح من المرشحين. لكن، يجب على الناس ان يعرفوا من يختارونه وأن يؤمنوا بالعمل المثمر لهؤلاء الناس.

وأظن ان الاعمال التي نقوم بها حتى الآن ستساهم في اجراء الانتخابات البلدية على مستوى حسن. قد تم إذاعة البرامج والمواد الدعائية عبر القنوات التلفزيونية والصحف لتعريف الناخبين على هذه الانتخابات. أدرس أنا بنفسي الكثير من القناة التلفزيونية. لأن التلقزيون يشرح هذه المسألة شرحا حسنا. أي تنظم هذه الاعمال لجنة الانتخابات المركزية. لكن الانسان يفهم كثيرا عندما يشرحون هذه المسائل بلغة بسيطة.

لذلك يجب علينا ان نجري هذه الانتخابات معكم بعد يومين. بالطبع، يجب افتتاح باب مجلس اوربا أمام أذربيجان وسيزور ممثلو البلديات المحلية الى هناك.

آلان لويد: فخامة الرئيس، فإن تحقيق الديموقراطية ضروري جدا. يطرحوننا أسئلة كثيرة عن المرشحين ومستواهم. ورأيت من خبرتي ان الناس البسطاء والناخبين بأنفسهم يعرفون جيدا مرشحين اكثر منا بوصفنا سياسيين.

فخامة الرئيس، ان الديموقراطية تتيح للناس فرصة لاتخاذ قراراتهم والادلاء باصواتهم لصالح من يريدون انتخابه. اما نحن السياسيين فيمكننا الاتفاق بهؤلاء الناس أو معارضتهم. لكن كل شيء على يدي الناخبين. وآمل في ان كل مواطني بلدكم سينتهزون من هذه الفرصة ويزورون مراكز الاقتراع وينتخبون مرشحيهم.

فخامة الرئيس، ان الانتخابات المقرر اجراؤها يوم الاحد انتخابات ضرورية جدا. هذه انتخابات الى السلطات المحلية التي تعتبر سلطة اقرب الى الناس.

فخامة الرئيس، يظهر من خبرة بلدي، من جملة البلدان الاخرى الاعضاء في مجلس اوربا ان معظم المرشحين المنتخبين في الانتخابات الاخرى يقضون كثيرا من اوقاتهم في البرلمان والعاصمة. اما ممثلو السلطات المحلية فإنهم يقضون اوقاتهم خلال ٥٢ اسبوعا في السنة اي ٣٦٥ يوما مع الناخبين. يوم الاحد تجرى المرحلة الاولى من هذه الانتخابات. والمهمة الرئيسية ستبدأ بعدها. اي ستقدم للممثلين المنتخبين الى السلطات المحلية المسئوليات والحقوق. وسيبدأ العمل الرئيسي بعد هذا.

فخامة الرئيس، يجب تقديم حقوق ومسئولية كافية للسلطات المحلية تسمح لهم بالقيام بالاعمال المعينة في أراضيهم.ينبغي ان تكون هذه الانواع الخدمية لازمة للناخبين ليس للسلطات المحلية. اعتقد ان القوانين ذات الصلة سيتم تنظيمها بعد تفويض السلطات المحلية لتتمكن السلطات المحلية من تحقيق هذه السلطات في إطار القانون.

فخامة الرئيس، اريد استرعاء انتباهكم الى مسألة. ويجب على المنتخبين الجدد أن يكونوا متعلمين، يتلقوا دراسات صحيحة ومعارف. اي ينبغي عليهم ان يتبعوا القوانين ذات الصلة. ومن المعلوم ان جميع المنتخبين سيكونون جددا في هذا العمل. وأريد أن أناشدكم والحكومة ان توفر ظروفا مناسبة لدراستهم وتعلمهم. أما نحن فإننا مستعدون لتقديم اي مساعدات ضرورية لتعلمهم.

ونعلم ان البرلمان الأذربيجاني على عتبة تبني بعض القوانين. والآن يلقي النظر الى مشاريع تلك القوانين. إننا على علم أيضا بمشاريع هذه القوانين، وتعجبنا هذه القوانين. لكن من الضروري ان تعمل السلطات المحلية على اساس هذه القوانين. وستعمل في المستقبل ايضا على اساس هذه القوانين. وأقول مرة اخرى ان تعلم المنتخبين الجدد وتحقيق آمال الناخبين ضروري جدا.

وإجراء هذه الانتخابات في جو من الديمقراطية ضروري جدا. ومن المعلوم ان هؤلاء المنتخبين يجب عليهم تحقيق آمال الناخبين خلال 3-4 سنوات، أي حتى الانتخابات القادمة الجديدة. ويمكن ان يعاد انتخابكم في الانتخابات الجديدة ولذا أرجوكم ان توفروا ظروفا ليتعلموا.

فخامة الرئيس، أقول مجددا اننا لا نتخيل معالجة كلها في ليلة واحدة. ونفهم انه تكون هنا مرحلة انتقالية. وستكون الحاجة الى وقت إضافي لإقامة عمل بين السلطات التنفيذية والسلطات المحلية. لكننا شاهدنا في أذربيجان ان بعض السلطات التنفيذية تنظر الى هذا العمل بشغف وتريد المشاركة في هذه الانتخابات عن كثب. وسنساعدكم في هذا العمل يوم الاحد. لكن دعمنا الرئيسي سيأتي بعد يوم الأحد.

وآمل في إجراء هذه الانتخابات في جو من النزاهة والشفافة. فنعد تقريرا إيجابيا بعد العودة الى وطننا. وسيتم تقديم تقريرنا الى الجمعية البرلمانية لمجلس أوربا ومجلس الوزراء. وبعد قراءة هذا التقرير سيتفق الجميع به ويرحبون بأذربيجان في مجلس اوربا. يا ليت هذا اليوم يحين وشيكا.

حيدر علييف: شكرا لكم، وأشكركم على آرائكم القيمة. إن إجراء الانتخابات وكذلك ولاسيما توصياتكم عن النشاط العملي للبلديات بعد الانتخابات مهمة جدا. كما قلتم، فإن العمل الرئيسي سيبدأ بعد الانتخابات البلدية. وفي هذا المجال نحتاج الى مساعدتكم. وأنا ممتن لأنكم تعربون عن استعدادكم لتقديم مساعدات لنا. في هذه الحالة يمكننا ان ننجح في اختيار البلديات وكذلك في الوقت نفسه ننظم اعمالها بمستوى حسن.

وأنا متفق تمام الاتفاق مع آرائكم حول تعلمهم. يبدو، يجب إعداد برنامج خاص لهذا. ونظرا لتوصياتكم وخبرتكم يجب علينا ان نعطي لهم تعليما. قصارى القول، سيستمر نشاطنا لمدة طويلة.

وأبدي شكري مرة اخرى على آرائكم الحالية. وآمل في نجاح تعاوننا في المستقبل أيضا. مع السلامة.

ترجم من صحيفة "أذربيجان"، ١١ ديسمبر عام ١٩٩٩

© aliyev-heritage.org