مؤلفاته / السياسة الخارجية / أذربيجان - الولايات المتحدة الأمريكية

خطاب حيدر علييف رئيس الجمهورية الأذربيجانية في جامعة جورجتاون- واشنطن، ٣٠ يوليو عام ١٩٩٧


scotch egg
scotch egg
scotch egg
scotch egg
temp-thumb
temp-thumb
temp-thumb
temp-thumb

السيد المحترم بزيشنسكي نائب الرئيس المحترم لجامعة جورجتاون والسيد السفير المحترم أرميتاج!

السيدات والسادة الكرام!

أرحب بكم من صميم القلب وأفتخر جدا بعقد هذا اللقاء اليوم في واشنطن في جامعة جورجتاون إحدى أشهر وأقدم جامعات الولايات المتحدة الأمريكية. أبدي احتراما كبيرا لجامعة جورجتاون على خدماتها في تطوير مجال السياسة الخارجية في العالم بأسره. قد تخرج في هذه الجامعة عدد كبير من عظماء رجالات الدولة، أو درّسوا هنا. قالوا لنا إن الرئيس بيل كلينتون تخرج في هذه الجامعة. أما وزيرة الخارجية السيدة أولبرايت فعملت هنا كأستاذة. من الطبيعي أنه يمكن تمديد هذه القائمة.

لأن اليوم إلقائي كلمة أمامكم في جامعة تتمتع بتأريخ غني هو مفخرة وشرف كبير بالنسبة لي. أريد أن أبدي امتناني لكل شخص ساهموا في تنظيم هذا اللقاء اليوم. حسب رأيي، اجتمع كل منكم هنا اليوم لتلقي معلومات أكثر حول أذربيجان وللاطلاع على أفكاري وآرائي عن تنميتها. اسمحوا لي، أولا أعطي لكم معلومات تاريخية قصيرة حول أذربيجان. أذربيجان من أقدم بلدان العالم. للشعب الأذربيجاني تأريخ وثقافة قديمة ولعب دورا لا بديل له في تطور ثقافة وعلم العالم بتراثه الأدبي والعلمي الغني و روائعه.

وكتب للشعب الأذربيجاني أن يواجه عددا كبيرا من الصعوبات خلال هذا القرن. تمكنت أذربيجان من نيل استقلالها السياسي لأول مرة إلا في سنة ١٩١٨. كانت هذه أول دولة ديمقراطية في الشرق. لكن هذا الاستقلال لم يطل طويلا. أوقفت نشاط الجمهورية الأذربيجانية الديمقراطية سنة ١٩٢٠ وأنشئ في البلاد النظام الاشتراكي الشيوعي الذي استمر ٧٠ سنة (حتى سنة ١٩٩١).

بدأت أذربيجان بعد سنة ١٩٩٢ تطوّر خط إنشاء علاقات مع منظمات دولية كمنظمة الأمم المتحدة وبلدان خارجية. من هذا المنظور، تبدي أذربيجان أهمية كبيرة جدا لإقامة علاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية. كانت الولايات المتحدة الأمريكية من أول دول اعترفت باستقلال أذربيجان. التقيت مرارا مع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية. وأما الهدف الرئيسي من هذه الزيارة الرسمية فهو رفع العلاقات القائمة بين أذربيجان وأمريكا إلى مرحلة جديدة - أعلى مستوى من التعاون.

كما تعرفون أنني زرته تلبية لدعوة رسمية من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية. هذا أول زيارة لي أقوم بها إلى الولايات المتحدة الأمريكية بوصفي رئيس الدولة الأذربيجانية المستقلة.

قررت أذربيجان بعد إعلان استقلالها إنشاء دولة ديمقراطية قائمة على المبادئ القانونية. نواصل بحزم سياستنا هذه. لكننا مع الأسف، لا نزال نواجه عديدا من المشاكل والصعوبات في تحقيق هذه السياسة. لكن هذه الصعوبات لا تستطيع ان ترجعنا عن هذا الطريق الذي نسلكه رغم إيجادها موانع أمامنا.

انتهازا مني للفرصة أريد أن أعلن مرة أخرى أن إنشاء مجتمع حر ديمقراطي في أذربيجان هو سياسة رئيسية وهدف استراتيجي لدولة أذربيجان. نحن مخلصون بهدفنا هذا وسنواصل سياستنا هذه. نستطيع تذليل موانع ولن ندخر جهدا في سبيل نيل منالنا.

نتقدم بشكل منتظم في سبيل التوصل إلى الأهداف التي أشرت إليها. نتيجة وجود عدة موانع تأخرت إصلاحاتنا الاقتصادية قليلا. أقدمنا على تحقيق هذه الإصلاحات سنة ١٩٩٤. لكننا نحقق هذه الإصلاحات سريعا منذ ذلك الحين.

هذا التأخر ناتج عن الأحداث التي حصلت قبل استقلالنا. هذا متعلق خاصة ببدء أرمينيا المجاورة العدوان علينا بغرض إلحاق ناجورنو كاراباخ جزء أذربيجان بها في سنة ١٩٨٨، في حين كانت أذربيجان تابعة لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية.

أسفر هذا العدوان عن الصراع العسكري ومقتل ناس لا عد لهم. لا يزال يستمر حتى الآن احتلال ٢٠% من الأراضي الأذربيجانية. ليست منطقة ناجورنو كاراباخ محتلة فقط، فحسب بل ٧ مناطق مجاورة لها تحت الاحتلال. نتيجة لهذا العدوان تحول مليون أذربيجاني إلى لاجئين بعد تشريدهم من ديارهم واضطروا إلى العيش في المخيمات في حالة شاقة للغاية.

تصوروا أن سكان أذربيجان ٧ ملايين نسمة فقط. مليون من هذه السبعة ملايين هم اللاجئون. ويؤثر وجود مليون من اللاجئين سلبا للغاية على اقتصادنا، وكذلك حياتنا الاجتماعية.

أما السبب الآخر من تأخرنا في تحقيق الإصلاحات الاقتصادية فهو انعدام الاستقرار السياسي في البلد. مع الأسف أن الفصائل المسلحة المختلفة ظهرت داخل البلد وبدأت تتصارع من اجل الحكم في حين أعلنت أذربيجان استقلالها عن النظام السوفييتي. في النتيجة قاموا مرتين بمحاولة انقلاب حكومي، لا شك، أثر هذا سلبا على تطور أذربيجان وتحقيق الإصلاحات في البلد. قد أوجدت هذه العوامل بالذات عراقيل في طريقنا. لكننا تغلبنا على كل هذه الصعوبات ويسود اليوم في أذربيجان الاستقرار السياسي - الاجتماعي التام. لكن، كما قلت، تتقدم أذربيجان نحو اقتصاد السوق. بدأت ولا تزال أذربيجان في تحقيق الإصلاحات الاقتصادية. توصلنا إلى نتائج معينة أيضا. لا يزال يحقق برنامج الخصخصة. قد سنت تشريعات بخصوص الإصلاح حول الأراضي وخصخصة حقول الأراضي وتم تخصيص الأراضي. قد فتحت إمكانيات رحبة للملاكية والقطاع الخاص في أذربيجان. من هذا المنظور، فتحت أذربيجان أبوابها اليوم أمام كل البلدان. قد خلقنا اليوم إمكانيات مناسبة لشركات أجنبية واستثمارات أجنبية.

ويسرني جدا انه تم توفير ظروف مناسبة لمجيء الشركات الأجنبية إلى أذربيجان وتسمح هذه الظروف كثيرا لجلب العمل الدولي إلى أذربيجان. توظيف استثمارات في أذربيجان من قبل شركات نفط عملاقة ليس للولايات المتحدة الأمريكية، فحسب بل لكل العالم وتطور بالتعاون معنا ثرواتنا الطبيعية. فتجري في أذربيجان عملية بناء الديمقراطية. ستستمر في هذه العملية ببلدنا. من أهداف دولتنا الإستراتيجية تحقيق التعددية وحرية الصحافة. يتمتع كل الناس في أذربيجان بالحقوق المتساوية على اختلاف قومياتهم ودينهم وعرقهم.

كما ذكرتُ، واجهت أذربيجان بعض المشاكل. أما أهم المشاكل فهي النزاع العسكري بين أرمينيا وأذربيجان. قد تحدثت لكم عن التأريخ القصير لهذا النزاع. لم يجد هذا النزاع حله بعد تماما. صحيح أننا وقعنا على اتفاق عن وقف إطلاق النار في مايو سنة ١٩٩٤. منذ هذا الحين قد توقفت العمليات العسكرية، منذ ٣ سنوات، لا تسفك الدماء في أراضينا. لكن أراضينا المحتلة لم تحرر بعد ولم يحل السلام بعد.

اليوم أكثر من مليون لاجئ لنا يعيشون في حالة شاقة لا تُطاق. تعرضت أذربيجان للأضرار والخسائر الفادحة. قد لقي عشرات الآلاف من الأذربيجانيين مصرعهم. قد تم التخريب والتدمير الكامل للبيوت والمدارس والإدارات وأمكنة العمل، كذلك التراث الثقافي الوطني والمقدس في أراضينا المحتلة. لكنا نؤيد تسوية النزاع بالطرق السلمية رغم تعرضنا لكل هذه الدمار والحرمان.

قبل ٣ سنوات (١٩٩٤ مايو) وقعنا على اتفاق عن وقف إطلاق النار. أما منذ هذا الحين فإننا نسعى إلى بحث طرق التسوية السلمية للنزاع وإجراء محادثات في هذا الشأن. سنواصل جهودنا التي نبذلها في سبيل التوصل إلى سلام. لبحث طرق التسوية السلمية لهذا النزاع تأسست سنة ١٩٩٢ منظمة تدعى مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون في أوربا. نتيجة لمساعي هذه المنظمة تم التوقيع على قرار مهم جدا في اجتماع قمة بودابست لمنظمة الأمن والتعاون في أوربا عام ١٩٩٤. في نهاية المطاف، اقترحت ٣ مبادئ مهمة عن تسوية النزاع الأرميني الأذربيجاني تم تبنيها في اجتماع قمة لشبونة لمنظمة الأمن والتعاون في أوربا في ديسمبر سنة ١٩٩٦.

يطالب المبدأ الأول بالاعتراف بالوحدة الترابية لكل من أذربيجان وأرمينيا. والمبدأ الثاني هو تحديد أعلى درجة من الحكم الذاتي في إقليم ناجورنو كاراباخ داخل حدود أذربيجان، أما المبدأ الثالث فهو ضمان أمن جميع سكان ناجورنو كاراباخ.

أريد أن أعيد إلى أذهانكم أن عدد سكان ناجورنو كاراباخ كان ١٧٠ ألف نسمة عند اندلاع هذا النزاع في سنة ١٩٨٨. كان نحو ٧٠% من السكان عبارة عن الأرمن والباقي منهم هم الأذربيجانيون. باندلاع الحرب تم تشريد الأذربيجانيين القاطنين في كاراباخ من ديارهم الأم والآن يعيش هنا ٨٠ ألف أرمني فقط.

لم تقبل أرمينيا المبادئ المتبنية في قمة لشبونة. لكنني أريد أن أؤكد أن ٥٣ عضوا من الأعضاء الأربعة والخمسين لمنظمة الأمن والتعاون في أوربا تبنت هذه المبادئ. نحن أيضا غير مقتنعين بكل هذه المبادئ بشكل تام. إنها إلى حد معين غير مقبولة لأذربيجان أيضا. لكننا قمنا بتنازلات وقبلنا هذه المبادئ. نؤمن بان نتوصل إلى سلام على أساس هذه المبادئ.

في بداية سنة ١٩٩٧ تغيرت قيادة مجموعة مينسك. اليوم تترأس هذه المجموعة الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وفرنسا مجتمعة. أما جلب هذه الدول الثلاث الكبرى إلى بحث طرق معالجة هذا النزاع فله أهمية كبيرة جدا. يعني هذا أنها أخذت مسئولية كبيرة جدا على عاتقها. نعلق آمالا كبيرة على نجاحها في تحقيق ما ألقي على عاتقها من المسئولية. أريد الإشارة بمشاعر الامتنان الكبير إلى أن رؤساء الدول الثلاث - بيل كلنتون (الولايات المتحدة الأمريكية) وجاك شيراك (فرنسا) وبوريس يلتسين (روسيا) تبنوا بيانا مشتركا في ٢٠ يونيو في "دنفير" لإسراع تسوية نزاع ناجورنو كاراباخ بالطرق السلمية.

زار الرؤساء الأعضاء للمجموعة ووفودها أرمينيا وناجورنو كاراباخ وأذربيجان. كان يترأس هذا الوفد من طرف الولايات المتحدة الأمريكية ستروب طالبوت (نائب وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية). مؤخرا تقدموا الرؤساء الأعضاء بأحدث اقتراحاتهم. تحتوي هذه الاقتراحات بعض نواح إيجابية. بمقتضى الاقتراحات تشمل تسوية المشكلة مرحلتين. قبلنا هذا المستند كأساس لإجراء المحادثات.

أريد أن أظهر لكم على الخريطة ما تتضمنه هذه الاقتراحات ومبادئ اجتماع قمة لشبونة. هذه خارطة الجمهورية الأذربيجانية. شمالا نتآخم مع روسيا. هذه أرمينيا، وها جورجيا. فهذه أذربيجان. أما جمهورية ناخجوان ذات الحكم الذاتي وهي جزء أذربيجان فتظهر هنا معزولة. ها إيران وهذا بحر قزوين.

والمناطق الملونة هي ٢٠% من أراضي أذربيجان، اي الأراضي المحتلة. الأراضي الملونة باللون الأحمر هي ناجورنو كاراباخ. هذه الملونة باللون الأخضر هي المناطق الست الأذربيجانية المجاورة لناجورنو كاراباخ. هذه الملونة بالأصفر هي مقاطعة لاشين أذربيجانية حيث يعيش فيها الأذربيجانيون وهي أذربيجانية. هي الأخرى محتلة. هنا مقاطعة شوشا أيضا. كانت ضمن مناطق ناجورنو كاراباخ، لكن أغلبية سكانها كانت عبارة عن الأذربيجانيين. شوشا هي مركز ثقافي تأريخي لأذربيجان.

وفقا لاقتراح مينسك على أرمينيا أن تنسحب من الأراضي المجاورة لناجورنو كاراباخ في المرحلة الأولى وتكون قوات حفظ السلام لمنظمة الأمن والتعاون في أوربا ضمانا انسحاب الجيوش الأرمينية من تلك الأراضي. أما المرحلة الثانية فيجب فيها تحديد وضع قانوني لناجورنو كاراباخ ويجب تحقيق هذا الوضع بعد انسحاب أرمينيا من مقاطعتي شوشا ولاشين.

عامة، نؤيد تنفيذ هذه الخطة في مرحلتين، كما أننا نفهم أن معالجة مثل هذه المشكلة الكبيرة مباشرة غير ممكنة. في أملنا أن كلا الطرفين إذا وافقا على هذا الاقتراح وواصل الرؤساء الأعضاء للمجموعة تأييدهم هذه الخطة حتى النهاية يمكن تحرير الأراضي المحتلة لأقصر وقت ممكن. أعلن رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وروسيا أن هذه المشكلة يجب حلها بالطرق السلمية سنة ١٩٩٧.

مما يقلق ناجورنو كاراباخ هو مسألة علاقتها مع أرمينيا. يربط هذا الخط الذي ترونه ناجورنو كاراباخ بأرمينيا. أعلنا عدة مرات أننا نوافق على إعطاء ناجورنو كاراباخ رواقا يربطها بأرمينيا. لكن هذا الرواق يجب أن يكون تحت مراقبة قوات حفظ السلام لمنظمة الأمن والتعاون في أوربا.

فيما يتعلق بناجورنو كاراباخ فأعلن مرة أخرى انتهازا من هذه الفرصة: نحن مستعدون لتقديم ناجورنو كاراباخ أعلى درجة من الحكم الذاتي المتعارف عليه في التجربة العالمية حتى الآن. لكن يجب أن يكون هذا الحكم الذاتي داخل حدود الدولة الأذربيجانية وأراضيها. مع الأسف أن أرمينيا لا توافق على هذا. في قمة لشبونة لمنظمة الأمن والتعاون في أوربا تصرفت أرمينيا تصرفا غير بناء وأصرت على مسألة الاستقلال التام لناجورنو كاراباخ. لكنا لا يمكن أن نوافق عليه. لن نسمح بإنشاء دولة أرمينيا ثانية داخل أراضي أذربيجان. لا يمكن لنا ولا للمجتمع الدولي أن يوافق على هذا. لكنا مستعدون لتقديم ناجورنو كاراباخ أعلى درجة من الحكم الذاتي، أعلى وضع قانوني للحكم الذاتي داخل الجمهورية الأذربيجانية.

أما المسألة الأخرى التي تقلق أذربيجان فهي المادة الـ٩٠٧ لوثيقة الدفاع عن الحرية. إن هذه الوثيقة التشريعية التي تبناها كونجرس الولايات المتحدة الأمريكية عام ١٩٩٢ اعتمدت على المعلومات الخاطئة القائلة بأن أذربيجان كأنها تفرض حصارا على أرمينيا. وهذا أسفر عن إصدار كونجرس الولايات المتحدة الأمريكية قرارا عن حظر تقديم المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية لأذربيجان. هذا قرار جائر. ويسرني جدا أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية والمسئولين الأمريكان الآخرين أعلنوا معارضتهم على المادة الـ٩٠٧. سأبحث هذه المسألة مع أعضاء الكونجرس وآمن بان الكونجرس سيلغي هذا القرار الجائر المعادى لأذربيجان. قد تقدم احد أعضاء الكونجرس السيد كينغ بمشروع قانون لإلغاء هذه المادة. اعقد أملا بأن مشروع القانون هذا سيتم قبوله من قبل الكونجرس. أما الذين ينددوننا لقيامنا بالحصار فكان عليهم دراية الخريطة بقدر من الدقة. فخط السكة الحديدية الذي ترونه يربط باكو بيرفان. أريد أن تعلمون جليا أن هذا القسم من السكة الحديدية الذي يصل أذربيجان بأرمينيا احتلته القوات المسلحة الأرمينية حاليا. بتعبير آخر، جزء من هذه السكة الحديدية طوله ١٣٠ كم تحت سيطرة أرمينيا، ليس تحت سلطتنا. في الأسفل منها تقع إيران. عندما احتلت أرمينيا الأراضي الأذربيجانية استولت على منطقة حدودية بين أذربيجان وإيران أيضا. انظروا، لم تفرض أذربيجان حصارا على أرمينيا، على النقيض حاصرت أرمينيا أذربيجان. ويمر الخط الذي يربط جمهورية ناخجوان ذات الحكم الذاتي بأذربيجان عبر أراضي أرمينيا. أما نحن فلا نقدر على القيام بهذه العلاقة حاليا. إذن نحن هم الذين يتعرضون للحصار.

رغم كل هذه الصعوبات، أظن، علينا أن نترك هذا لذمة التأريخ، علينا أن ننظر إلى المستقبل. يخيل لنا أن كل هذه المشاكل ستجد حلها وستلغى المادة الـ٩٠٧ لوثيقة الدفاع عن الحرية أيضا حتى إن لم يحل السلام.

في النهاية أريد أن أقول إن أذربيجان بلد محب السلام. نريد السلام في المنطقة. نريد السلام في بلدنا أيضا. نتمنى إحلال السلام بين أرمينيا وأذربيجان أيضا.

عاشت أرمينيا وأذربيجان كدولتين مجاورتين على مدى العصور وعلينا مواصلة علاقات حسن الجيرة والصداقة. نريد باعتبارنا دولة مستقلة إقامة علاقات سلمية مع أرمينيا المستقلة. لكن هنا شروطا معينة. يجب استرداد الأراضي الأذربيجانية المحتلة. يجب ضمان سلامة حدود أذربيجان. بمقابل تحقيق هذه الشروط نحن مستعدون لإقامة علاقات سلمية مستمرة مع أرمينيا. نثق بأن السلام يجب أن يكون طريقا وحيدا لأرمينيا وكذلك لأذربيجان. في نهاية المطاف أريد لو أتحدث بشكل قصير عن نشاط الشركات الأمريكية في أذربيجان.

بدأنا تنفيذ اتفاقية تدعى "اتفاقية العصر" وقعنا عليها سنة ١٩٩٤. يجري إنشاء خطين للأنابيب لتطوير صناعة النفط لأذربيجان ولتصدير "النفط الأولي". سيصل احد من هذين الخطين إلى ميناء نوفوروسييسك في البحر الأسود مرورا بأراضي روسيا، والآخر يعبر أراضي جورجيا. نزمع في المستقبل إنشاء خط للأنابيب يمتد إلى ميناء جيهان التركي في البحر المتوسط مرورا بأراضي جورجيا.

أذربيجان بلد قديم منتج النفط. قبل بـ ٥٠ سنة واكتشف العلماء واخصائيو النفط الأذربيجانيون حقول النفط في بحر قزوين. أما اليوم، بعده بـ 50 سنة فعادت أذربيجان تجلب شركات بترول عملاقة للعالم إلى تنمية ثرواتها الطبيعية كما كان الحال في أواخر القرن التاسع عشر. وقد قامت اليوم ١٧ شركة من ١١ بلدا بتوظيف استثمارات في أذربيجان. تعمل هذه الشركات في بلدنا.

سنوقع على عدة اتفاقيات مع شركات الولايات المتحدة الأمريكية أثناء زيارتي إليها. ستنشئ الاتفاقيات المزمع توقيعها والتعاون الاقتصادي علاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وأذربيجان ستستمر طوال عشرات السنين وستساعد تكامل اقتصادياتنا. نرحب بتوسيع تعاوننا الاقتصادي مع الولايات المتحدة الأمريكية وسنبذل كل ما في وسعنا في هذا السبيل. استطرادا في كلامي، قد استطعتُ إحاطتكم علما واسعا. لكني أريد انهي خطابي هنا لإبقاء وقت كاف للأسئلة.

شكرا جزيلا لكم.

تعليقات قصيرة

السياسة الخارجية

معلومات تأريخية عامة

أذربيجان - الولايات المتحدة الأمريكية

معلومات تأريخية

السياسة الخارجية