مؤلفاته / السياسة الخارجية / أذربيجان - آسيا

من حديث الرئيس الآذربيجانيحيدر علييف عند لقائه مع الوفد الذي يرأسه حسن روحاني أمين المجلس ‏الاعلى للأمن لجمهورية ايران الاسلامية - ۲۰ يوليو عام ۲۰۰۱‏


السيد المحترم روحاني!

الضيوف الكرام!

أهلا وسهلا بكم في آذربيجان! لعلكم تزورون آذربيجان لأول مرة. وآسف لهذا. ويجب علينا ان نقوم بزيارات متبادلة كثيرة بسبب فرابة بلدينا. لكني ممتن في نفس الوقت لانكم وجدتم فرصة لزيارة آذربيجان. صحيح، ان جولتكم ستشمل جورجيا وارمينيا وآذربيجان على السواء. وأنا ممتن من هذا.

وبلغني انكم اجريتم عدة لقاءات. صحيح ان زيارتكم ستستغرق وقتا قليلا وكان من الواجب عليكم ان تخصصوا وقتا طويلا بعض الشيء لتمكنكم من التعرف على آذربيجان بشكل اوسع.

حسن روحاني: هذا هو كلامي.

حيدر علييف: اذن، ليس هذا صحيحا. يجب الا يكون هذا بهذا القدر عندنا. اولا، لاننا جاران، ثانيا، بلدان مسلمان. لكن لا بأس به، إننا مقتنعون بهذا في زيارتكم الأولى. تفضلوا، استمعوا إليكم.

حسن روحاني: فخامة الرئيس المحترم، أبدي لكم شكري الجزيل وامتناني على لقائكم معي ووفدنا، وإعطائكم لنا هذه الفرصة. يسعدنا كثيرا اننا في بلد صديق وشقيق. ونولي أهمية كبيرة جدا لتطور علاقاتنا مع الجمهورية الآذربيجانية الصديقة والشقيقة. بيننا علاقات تاريخية وثقافية وطيدة. ويسرنا ارتقاء علاقاتنا الى مستوى اليوم، لكنا لا نكفي ببقائها في هذا المستوى.

نريد ان نستفيد من إمكانياتنا الواسعة المرجودة بشكل واسع. تسعى جمهورية إيران الاسلامية الى ان تكون علاقاتها مع (جمهورية) آذربيجان صميمية ووطيدة وواسعة.

اما الهدف من زيارتنا هذه فهو معالجة كل المسائل في المنطقة وفي نفس الوقت توسيع العلاقات الثنائية تطويرا اكثر.

ونبدي اهمية كبيرة لإحلال الاستقرار والسلام في القوقاز، خاصة في هذه المنطقة. آذربيجان بلد جدا بالنسبة لنا من بين بلدان القوقاز. بيننا حدود مشتركة طويلة سواء برية أو بحرية. تتبادل شعبانا زيارات كثيرة عبر هذه الحدود. عدد الزائرين من ناختشفان وحدها نحو ٤ آلاف شخص كل يوم. إن شعبينا استقبلا هذا بفرح واحتفال منذ بداية أيام استقلال آذربيجان. وانتهازا مني للفرصة أهنئكم وأهنئ الشعب الاذربيجاني من صميم القلب بمناسبة الذكرى العاشرة لاستقلال الجمهورية الآذربيجانية لهذا العام. كنا نسعى خلال السنوات العشر الماضية الى إقامة علاقات حسنة وواسعة سواء مع الشعب الآذربيجاني أو الدولة الآذربيجانية. إن علاقاتنا القائمة في هذا الحين، اي في أول أيام وشهور وسنوات من استقلال آذربيجان تثبت هذا مرة أخرى.

فخامة الرئيس، كنتم في ناختشفان في الايام الأولى لاستقلال آذربيجان. حينذاك شهدتم ان شعبينا في فرح وانبساط كبير. والأكيد فإن علاقاتنا شهدت مراحل المد والجذر في علاقاتنا خلال هذه السنوات. لكننا حريصون على إنشاء علاقات كيفية جديدة في تعاوننا معتمدين على خبرتكم بكونكم رجل السياسة العظيمة.

نريد ان يتمكن شعبانا من الشروط المسهلة في زياراتهم عبر الحدود. نحتاج الى توقيع اتفاقية ووثيقة جديدة في المجال التجاري، في نفس الوقت في مجال تحويل العملة. لقد تم تقديم مسودة كلتي الوثيقتين المزمع توقيعها الى آذربيجان من الطرف الإيراني. اننا على يقين من ان تعطي توجيها ذا الصلة لإعداد هذه الوثائق للتوقيع. نأمل في ان آذربيجان ستعلن موقفها في انشاء طريق جنوب شمال واشتراك ايران فيه. ونأمل في أنكم ستعطون توجيهات وإرشادات مناسبة لتحقيق سلسلة من المشاريع المهمة.

نعلن مرة اخرى استعدادنا لبذل كل ما في وسعنا لحل نزاع ناغورني كاراباخ (قره باغ الجبلية). ونعلم ان الطريق الوحيد لحل هذا النزاع هو التسوية السياسية. بالتأكيد، تعمل مجموعة مينسك لمدة طويلة في هذا المجال. لكن اذا اتفق الطرفان، أي آذربيجان وأرمينيا باشتراك الطرف الإيراني في معالجة هذه القضية فاننا مستعدون للاستفادة من إمكانياتنا الموجودة.

فيما يتعلق بمسألة الوضع القانوني لبحر قزوين فإنها. مهمة للغاية بالنسبة لنا. بدون شك، تلعب آراء نهائية للبلدان المخمسة المطلة على بحر قزيون دورا مهما في حل مسألة الوضع القانوني لبحر قزوين. لكن ايران وآذربيجان تحتلان مكانة خاصة منفردة في معالجة المسألة المتعلقة ببحر قزوين. نأمل في انه ما دامت وثائق. عامي ۱۹۲۱ و۱۹٤۰ سارية للمنعول. يجب علينا مواصلة المحادثات والمناقشات حتى نتوصل الى اتفاق مشترك.

كلا البلدين، اي آذربيجان وإيران عضوان في منظمة المؤتمر الاسلامي ومنظمة التعاون الاقتصادي والجمعية البرلمانية لمنظمة المؤتمر الاسلامي. ونأمل ونريد ان يستمر تعاوننا بشكل جيد في كل هذه المنظمات المذكورة، كذلك في إطار المنظمات الدولية الأخرى.

ونريد ونحلم ان تكون اذربيجان قديرة عظيمة ومزدهرة.

حيدر علييف: السيد روحاني، اشكركم. لا فرق بين الكلمات التي قلتموها وآرائنا وأفكارنا. يمكنني ان اكرر الكلمات التي قلتموها كآراء وأفكار الطرف الاذربيجاني. لكن المسألة في تنفيذها بالتعاون.

وذكرت مرارا باعتباري رئيس اذربيجان ان ايران إحدى بلدان العالم الكبيرة والقوية والقديمة. ساهم الشعب الايراني مساهمة كبيرة في الحضارة العالمية. ايران بلد صديق وشقيق وجار بالنسبة لنا اي اذربيجان. لها تاريخ كبير. اذا أخذنا بعين الاعتبار بلدان جنوب القوقاز جورجيا وارمينيا واذربيجان، بالطبع لعلاقات ايران معها تاريخ. لكن هذا التأريخ لا يشبه ذلك التأريخ. إن خصائص تأريخنا وعلاقاتنا هو ان لصداقتنا واخوتنا جذور عميقة. لنا تقاليد قومية معنوية تربط بعضنا البعض. اجتازنا معا معظم هذه القرون في تأريخنا المتعدد القرون. ننتمي الى دين وجذور واحدة. تقاليدنا وعادتنا مشتركة. ننظر الى الحضور، يشبه الجميع ببعضهم البعض. مثلا، كم من الاذربيجانيين يشبهون بكم. لكن لا يمكن العثور على ارميني او جورجي شبيه بكم. يسعني قول هذا بحق من يرافقونكم في الزيارة. اقول هذا بجدية. لان هذا يظر اننا من جذر مشترك ورثي. لذلك فان كتب لنا هذا المصير. دعانا لله تعالى الى الوحدة دائما، وكنا هكذا. باسباب معينة، مثلا انقسمنا من ايران في اوائل القرن التاسع عشر. وانقسمت ايران هي الاخرى من اذربيجان. ولكنا لم ننفصل عن بعضنا البعض في مرحلة الفراق هذه، كنا معا.

كما قلتم ان الناس كانوا يشعرون بحماسة كبيرة ونالوا منالهم عندما حصلت آذربيجان على استقلالها، وفتحت الحدود انتجت أفلام تعكس هذه الفترة. يعرض في الفيلم ان ... ألغيت. وقف الناس في ضفة نهر أراكس بإيران. أما الذين وقفوا في الضفة الأخرى لأران بالطرف الآذربيجاني فيبكون. يطلقون انفسهم على النهر بدون خائفين من غرقهم. يسبحون الى الضفة الأخرى. قد يمكن أن تلف مثل هذه المشاعر الناس الأعزاء فقط.

لا يوجد في آذربيجان شخص ألا وله قريب في إيران. كذلك في إيران. لكن الأمر هو انه كانوا يملؤون الاستمارة في العهد السوفييتي في الإدارات الرسمية. كان فيها بند حول وجود قريب لك في البلدان الأجنبية. كان الجميع يرفضون وجود قريب له في الخارج. لأن الشخص الذي كان له قريب في البلاد الاجنبية كان يُراقَب ويعتبر هذا أمرا سيئا. لكن بعد نيل الاستقلال فإن الذين كتبوا في الاستمارات "لا لي قريب في الخارج" التقوا ۱٥-۱۰ قريبا في الخارج.

على سبيل المثال، فإن هذا الفراق الذي استمر ٧٠ سنة لم يفصل الناس عن بعضهم. يوجد في بلدكم اغنية جميلة "آيريليق" فيحبونه عندنا. خاصة، كان الناس يبكون عندما سمعوا هذه الاغنية في تلك السنوات، في أوائل الاستقلال. يمكن الحديث عن هذا كثيرا. لكن الكلمات التي قلتموها وقلته أنا متطابقة: لنا ماضينا التاريخي الكبير، وجذور تاريخية مشتركة. اننا شعوب تنتمي الى دين وتقاليد واحدة. لذلك، كتب لنا الصداقة ان شاء احد ام أباه. يجب ان تكون العلاقات بيننا أحسن من العلاقات مع البلدان الأخرى.

ذكرتم أني كنت في ناختشفان في السنوات الأولى للاستقلال. في الحقيقة كنت في ناختشفان. كانت ناختشفان معزولة عن كل طرف. كان يحتاج الناس الى العيش. احتلت أرمينيا حدودنا معكم. انقطع الارتباط بناختشفان عن طريق السكة الحديدية، لم يكن طريق السيارات موجودا. لا تستطيع الطائرة ان تفقل كثيرا من الناس. وكان وضعنا الاقتصادي شاقا في ناختشفان. أذكر أننا حصلنا على مساعدات كثيرة من إيران. دعت في الحكومة الايرانية الى طهران. ذهبت اليها ووقعنا على عدة معاهدات بين ناختشفان وايران. كانت السلطة تعارض هذا. كانوا يقولون ان ناختشفان ليست دولة مستقلة. وليس لها الحق في هذا. لكن كان من الواجب المساعدة على الناس. مدينا خطوط كهربائية الى ناختشفان، حصلت ناختشفان على الطاقة الكهربائية. حتى الآن نحصل على الطاقة الكهربائية لناختشفان من ايران. صحيح ان بلدكم كان يزودنا بالطاقة الكهربائية مجانا، لكن يبيعها الآن.

حسن روحاني: والآن قد تحسن الوضع هنا.

حيدر علييف: وضعنا أو وضعكم؟

حسن روحاني: وضعكم.

أقارن الآن باكو بباكو التي رأيتها في العهد السوفيتي. وأشاهد تطورا كثيرا في المدينة. لقد تغيرت باكو وتحسنت بدرجة لا تقارن.

حيدر علييف: صحيح، لكن مليون لاجئ من مواطنينا يعيشون في المخيمات. وتعلمون جيدا ماذا يعني العيش في المخيمات. لقد عانى بلدكم كثيرا أثناء الحرب العراقية الإيرانية.

وأشكركم على المساعدة التي تقدمونها الى ناختشفان الآن. يستطيع الناس طوال ۲٤ ساعة عبور الحدود ليلا ونهارا. وتعمل السكة الحديدية بين جولفا وتبريز. يذهب الناس بالباص من ناختشفان الى تبريز وطهران أو مشهد. وأشكركم على هذا.

لا تزال ناختشفان تقع في الحصار. نستطيع ان نسافر الى ناختشفان، أولا عن طريق الطائرة، ثانيا قدمتم لنا طريقا عبر الأراضي الإيرانية، تسافر سياراتنا عبر هذا الطريق. بالتأكيد، هذا نموذج صداقتنا. لكنكم على حق عند قولكم بأن مستوى علاقاتنا هذه لا يقنعكم ولا يقنعنا. إذن، يجب علينا ان نرقي مستوى علاقاتنا، صحيح ان إيران تحتل المكان الاول في التبادل التجاري. أليس كذلك؟

أحد قضائي (السفير الايراني في آذربيجان): احيانا تكون في المكان الاول، واحيانا في المكان الثاني.

حيدر علييف: يمكن ان تكون في المرتبة الأولى مرة، وفي المرتبة الثانية مرة أخرى. على كل حال، ليست في المكان الخامس. وهذا مؤشر حسن. لكن هذا قليل. فيجب علينا أن نحقق المزيد من الأعمال. بالطبع، يجب تسوية النزاع القائم بين أرمينيا وآذربيجان لتنفيذ هذه الأعمال. فيجب انسحاب ارمينيا من الاراضي الآذربيجانية المحتلة. من جملتها ١٣۰ كم من حدودنا المشتركة معكم تحت احتلال أرمينيا. إني على علم ان الأرمن دمروا السكة الحديدية الموجودة هناك. لنا مشاريع عدة، مثلا، مشروع خدافرين، مشاريع أحزى، لقد أوقف تحقيق تلك المشاريع. يجب علينا ان نحرر أراضينا وبعد هذا نبدأ تحقيق تلك المشاريع. خط السكة الحديدية شمال- جنوب مهم جدا. لقد اقترحنا بهذا عدة مرات الطرف الإيراني. لكن هذا ليس معقودا بنا فقط. هو مرهون بروسيا وبنا وبكم. انا ممتن لانه تم التوصل الى اتفاق في هذا المجال بين روسيا وبلدكم. آذربيجان بلد الترانزيت فيه.

زار الوفد الروسي الى آذربيجان فيما يتعلق بهذه المسألة. بلغتهم موافقتنا التامة على هذا. تعلمون انهم أخذوا على عاتقهم إنشاء السكة الحديدية من أستارة الى رشت. لذلك فإننا مستعدون إذا أسرعتم توقيع هذه المعاهدة مع روسيا. وأعتقد ان هذا الطريق ستكون أقصر وأرخص طريق وأكثره ملاءمة ليس فقط بين أوربا وايران فحسب، بل بين البلدان الجنوبية والهند والدول الأخرى. كانت تنشر انباء قبل عدة سنوات ان ايران تريد الخروج الى أوربا عبر ارمينيا وجورجيا والبحر الأسود. لكن هل تعلمون مدى صعوبة هذا. لأن الطريق من حدودكم وأراضيكم الى يرفان صعب وشاق. أعرف جيدا هذا الطريق. في أشهر الشتاء قد يُغلق هذا الطريق أحيانا. تريدون إنشاء نفق كبير في قاجاران باستثمار اموال كبيرة. بعد هذا، ستنتظرون في الميناء الجورجي. نعلم إمكانيات ذلك الميناء. لكن البضائع سننقل من اوربا الى روسيا ومن روسيا الى آذربيجان ومن آذربيجان ايران ومن ايران الى الهند وابلدان الأخرى وسينشأ ممر كبير. لذلك فإني اعتقد انه يجب عليكم ان تسرعوا هذه المسألة بدرجة ما. وأعلم ان روسيا، على كل حال، تريد هذا.

واشكركم على ان ايران اعترفت دائما وحدة الأراضي الآذربيجانية منذ بدأ النزاع بين ارمينيا وآذربيجان واعتبرت ارمينيا كدولة عدوانية. ولكن ارمينيا لا تعتقد نفسها دولة عدوانية ولا تعترف بوحدة الاراضي الآذربيجانية.

تعرفون انه وقعنا على اتفاق لاطلاق النار في عام ١٩٩٤. منذ ٧ سنوات ونريد ان نسوي النزاع عن طريق السلام والمباحثات. احتلت ارمينيا ٢۰% من اراضينا. قد دمر كل شيء في الاراضي الاخرى سواء ناغورني كاراباخ ايضا. تعرفون هذا احسن منا. لأنه هناك قناطر. تستطيعون ان تشاهدوها عبر الحدود. نعرف انه بينكما بعض علاقات تجارية. نعتقد ان المسألة يجب ان تحل سلميا. لكن موقف ارمينيا فيها غير ثابت. ان ارمينيا تطلب اننا نعترف ناغورني كاراباخ اما كدولة مستقلة تماما وأو نتحدها بارمينيا. لن نرتضي بهذا.

اشهدوا خبرة دولتكم. عندما تم احتلال اراضيكم المجاورة مع العراق، ناضلتم عدة سنوات وفقدتم الشهداء الكثيرين. ولكنكم دافعتم عن اراضيكم.

حينذاك توصلت ارمينيا الى احتلال الاراضي الآذربيجانية من الاسباب المختلفة، ليس هذا سبب يجب ان نقدم اراضينا اليهم. ولذا قلنا دائما: ان ترغب ايران في ان تساعدنا عن هذا لن نمتنع.

بين ارمينيا وبينكم علاقات قريبة جدا، علاقات صداقة. اعرف ان اقتصاد ارمينيا متعلق بايران. قبل عدة سنوات صرح تار باترسيان الرئيس السابق لارمينيا انه اذا بقيت العلاقات الاقتصادية بين ايران وبيننا يومين اختنقت ارمينيا.

فتستطيعون ان تؤثر ارمينيا. وربما يمكنكم ان تؤثر ارمينيا اكثر من جميع البلدان الاخرى. فارجوككم ان تفكروا عن هذا. نستطيع ان نتعاون معكم عن هذا.

الآن اعترفتم انه شاهدتم باكو، بلادنا، فيها جميلة جدا. ان رغم هذه الصعوبات، يتطور اقتصاد بلادنا. ولكن ان تتحرر اراضينا من الاحتلال، طبعا ستزداد نجاحاتنا اكثر فاكثر.

من المعلوم ان آذربيجان لها مكانة خاصة بين بلدان جنوب القوقاز. أولا، آذربيجان اكبر من ارمينيا مرتين، ٣ مرات من حيث مساحتها وعدد سكانها. واكبر من جورجيا أيضا. ثانيا من حيث موقعها الجيوستراتيجي، هي ممر اوربا وآسيا، لآذربيجان مكانة خاصة في هذا الممر. أعتقد أنكم تريدون تعزيز تعاونكم مع بلدان جنوب القوقاز وتفكرون في توفير الأمن هنا. في هذه الحالة، يجب الارتقاء بالعلاقات بين آذربيجان وإيران الى المستوى الخاص.

وأعلنا مرارا حول الوضع القانوني لبحر قزوين اننا نؤيد مناقشة وحل هذه المسألة بين البلدان الخمسة المطلة على بحر قزوين. لأنكم تعلمون ان آذربيجان بدأت قبل هذا بـ٥٠ سنة، في عهد الاتحاد السوفييتي استخراج النفط في نفط داشلاري على بعد ١۰۰ كم من الساحل في البحر لاول مرة في العالم. نعرف بحر قزوين جيدا.

حسن روحاني: هل بدأ هذا في عهد الاتحاد السوفييتي؟

حيدر علييف: نعم، قبل بـ٥٠ سنة. منذ ٥٠ سنة ونستخرج النفط من البحر. والآن نستخرج ٧٠% من النفط في البحر، بالتعاون مع الشركات الأجنبية، ويستخرج ٣۰% في البر. لنا خبرة كبيرة في هذا المجال. من ناحية، يشتغل علماؤنا وعمال النفط وجيولوجيونا بدراسة مكامن النفط والغاز الموجودة في قاع بحر قزوين منذ ٦٠-٧٠ سنة. نتعاون مع الشركات الأجنبية في بعض الحقول. تساهم الشركة الايرانية OIK في معاهدتنا. من جملتها تملك شركة OIK ١۰% من الحصة في اكبر حقل الغاز "شاه دنيز". كل هذه حقول اكتشفت من قبل علمائنا قبل هذا بـ٥٠ سنة.

وأتذكر أني سعيت كثيرا عندما وقعنا على أول معاهدة عام ۱٩٩٤ الى جلب إيران اليها أيضا. ولم يحدث هذا. لكن عندما وقعنا على معاهدة حول حقل "شاه دنيز" مع عديد من الشركات عام ۱٩٩٦ جلبت انا بنفسي الشركة الإيرانية OIK اليها وخصصناها ١۰% من الحصة. لذلك نتعاون معكم.

لكن يجب تحديد الوضع القانوني لبحر قزوين. كما قلت، ويجب على البلدان الخمسة المطلة على بحر قزوين ان يفعل هذا. إننا مستعدون لكل مفاوضة بهذا الصدد. اجريت عدة مرات لقاءات في طهران وعشق آباد وثم في باكو. ويقولون ان اجتماعا آخر سيعقد في عشق آباد في شهر أكتوبر. لا أعلم، هل تحدث، أم لا. لكن لا يمكن حل هذه المسألة في آن واحد. لأنها تحتوى مسائل عديدة، موارد هيدروكاربونية، النفط والغاز، وقاع البحر وموارد بيولوجية لبحر قزوين والسمك ومسائل أخرى، الملاحة في بحر قزوين، بيئة بحر قزوين. يصيد كل الاطراف السمك في بحر قزوين، يكاد ان ينفد الكافيار. يجري الصيد في الأماكن الكثيرة بشكل غير قانوني، يحقق هذا اشخاص متفرقون. ينبغي حل المسائل بشكل مرحلي، في البداية يجب الاجماع على استخدام الموارد الهيدروكاربونية لبحر قزوين. بالطبع، ان الملاحة تكسب أهمية.

قبل يومين كادت ان تغرق هنا سفينة إيرانية كانت تتجه الى انزلي. خلصها بحارنا. كانت تحمل البضائع والحديد و الشجر جروها الى الساحل وسيرمموها في مصنعنا. وهذا مثال آخر للتعاون. لذلك فإننا مستعدون لهذا.

في النهاية، فيجب ان يكون مبدأ في العلاقات بين دولتينا. كما تعلمون ان آذربيجان دولة علمانية.

نسير في طريق الدولانية العلمانية وسنستمر في هذا. لا يمكننا التراجع عن هذا الطريق.

يشير دستورنا الذي تبنيه بعد حصول آذربيجان على استقلا لها الى ان حرية الضمير الموجودة في آذربيجان للناس. منذ ٧٠ سنة والدين محظور. كان ۱٦ مسجدا فقط موجودا في آذربيجان. لكن يوجد الآن ۲٣٦ مسجدا. اي يريد الناس ان يصلوا. للصلاة مساجد في كل مكان. لا يحظر اي شخص العبادة. لكن الدين منفصل عن الدولة لدينا. نسير في هذا الطريق وسنسير فيه. بكلماتي هذه اريد أن تعلموا الوضع الحقيقي في آذربيجان. ليست ارمينيا بلدا اسلاميا، وبيكم وبينها علاقات الصداقة. إننا مسلمون ونحب ديننا أيضا، لكنا نسير في الطريق العلماني. ننشئ علاقات مفيدة متبادلة مع كل الدول للعالم. لأن هذا ضروري جدا لدولة مستقلة شابة، لدولة احتلت ۲۰% من اراضيها. وذكرت ان علاقاتنا مع ايران تحمل طابعا خاصا. في نفس الوقت، فإننا نعارض تدخل بلد ما في الشئون الداخلية لبلد آخر.

لإني ممتن جدا لأن بلدكم تعترف بوحدة أراضي آذربيجان ويحترم هذا. صحيح، أن أراضيكم ليست محتلة. لكن هذا المبدأ مبدأ ضروري جدا. ونعترف بوحدة أراضي إيران، نعترف بإيران الموحدة. ونريد ان تطور إيران كدولة واحدة وقوية. تجري الآن عمليات داخل كل بلد. ونعاني من هذه العمليات السيئة. لكن نريد الا تعانوا منها، وان تزداد ايران قوة وتصبح اراضيها موحدة ويصبح شعبها موحدة. في النهاية، إني ممتن جدا، لانه أجريت انتخابات رئاسية قبل هذا بقليل، في جو من الديمقراطية التامة. حتى قرأت أن ممثلي بعض البلدان الغربية هم الآخرين ذكروا ديمقراطية الانتخابات. وأهنئكم بهذه المناسبة. وبعثت رسالة التهنئة الى السيد خاتمي بهذه المناسبة. وارجوكم ان تبلغوه من جديد تهانئي. وانتظر متى يتم تشكيل الحكومة في ايران متى يتيسرلي الزيارة الى ايران.

لأننا تبادلنا الدعوات. دعوت الرئيس خاتمي، دعاني الرئيس خاتمي. ولم يتيسر لي القيام بهذه الزيارة لأسباب معينة. لكني مستعد الآن، على ما يقولون، لجمت جوادي. سأزور بقدر الامكان. شكرا جزيلا لكم. حسن روحاني: السيد الرئيس المحترم، أبدي شكري العميق على الأفكار القيمة التي قلتموها. وأريد ان أتطرق بإيجاز الى عديد من المسائل. في بداية الأمر، ابدي شكري لكم على تقييمكم للانتخابات الرئاسية الإيرانية، والافكار الجميلة التي قلتموها حول انتخاب الشعب الإيراني السيد خاتمي رئيسا له بإقبال كشف. متى اردتم الزيارة الى ايران فإن الشعب الإيراني ورئيسه مستعدان لاستقبالكم استقبالا حارا. ويريد شعبي كلا البلدين ان يتبادل رئيسا البلدين الزيارات واللقاءات. ونحن ايضا نريد هذا.

فخامة الرئيس، تناولتم المبادئ الرئيسية للسياسة الخارجية لبلدكم. وأريد ان اقول المبادئ الرئيسية المتعلقة بالسياسة الخارجية لإيران. أولا، الاحترام المتبادل. ثانيا، علاقات حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين. ان سياسة فخامة الرئيس خاتمي تخفيف التوتر مع البلدان المجاورة وتوسيع العلاقات. ويدعم الشعب الايراني بأسره هذه السياسة. بالتأكيد، يختار شعب كل بلد نظاما سياسيا له ويريده. والمهم ان يختار الشعب في كل بلد طريقا يريد سلوكه. ونحترم للطريق الذي يأخذه الشعب لكل بلد باستفتاء عام.

فخامة الرئيس، أعلنتم ان جمهورية آذربيجان الشاية تريد إقامة علاقات واسعة مع البلدان الأخرى. والأكيد، هو حقكم الطبيعي. ربما بعض البلدان التي أنشأتم معها العلاقات اعداء لنا. ولا يسعنا ان نقول ونطلب الا تنشئ علاقات مع البلدان الاعداء لنا.

بالتأكيد، نرجو الا تهدد أمن بلدنا علاقاتكم مع البلدان. ونعتقد أننا يجب علينا ان نفعل بحيث لا يهدد هذا أمن بلدكم. لكن ينبغي القول بان العلاقات القائمة بيننا علاقات خاصة. وهذا طبيعي. وتوجد بينكم وبيننا روابط كبيرة جدا. ونعتقد اننا يمكننا التوصل الى تحقيق امن بلدان المنطقة في إطار العلاقات المناسبة معها.

ولن ننسى استقرار آذربيجان وأمنها وأمانها. وهي عامل مهم. ونتمنى ان نشهد في المستقبل القريب مستوى جديدا في علاقاتتا بفضل سياستكم المتأنية وكذلك سياسة السيد خاتمي المتأنية وحكومتها.

حيدر علييف: أشكركم.

صحيفة "آذربيجان"، ۲۱ يوليو عام ۲۰۰۱.

تعليقات قصيرة

السياسة الخارجية

معلومات تأريخية عامة

السياسة الخارجية

معلومات تأريخية

السياسة الخارجية