السيدات والسادة المحترمون!

الضيوف الكرام!

أهنئكم من صميم القلب بمناسبة افتتاح مؤتمر ومعرض "بحر قزوين للنفط والغاز-٩٨" وأتمنى نجاحات لكم في فعاليات المعرض والمؤتمر.

قد توافد ممثلو الكثير من الشركات العالمية الى هنا للمشاركة في فعاليات المعرض ولعرض امكانياتها فيها. في الوقت ذاته زار أذربيجانَ مسئولون حكوميون ووزراء من البلدان التي تمثلها هذه الشركات هنا. وهم يشاركون اليوم في حفل الافتتاح . وأرحب من صميم القلب بمسئولين حكوميين ووزراء ورؤساء كل الشركات وكل المشاركين معربا عن ثقتي في ان أيام إقامتهم في أذربيجان ستكون مثمرة جدا لكم.

معرض "بحر قزوين للنفط والغاز-٩٨" هو المعرض الخامس من نوعه الذي يقام في أذربيجان. وقد استضافت أذربيجان مثل هذا المعرض لأول مرة في مايو عام ١٩٩٤. ويمكن القول بكل حسم اليوم انه قد أنشئ في ذلك اليوم أساس جيد لاقامة مثل هذا المعرض الدولي. ونتيجة لهذا اعتادت أذربيجان اقامة مثل هذه المعارض منذ ٥ سنوات. أما التجربة والانجازات المكتسبة خلال هذه الأعوام الخمسة المنصرمة فإن العديد من بلدان العالم تبدي أهمية خاصة لتطوير قطاع الطاقة للاقتصاد الاذربيجاني. من هذه الوجهة، هذه البلدان حريصة على اقامة المعرض في أذربيجان بباكو باعتبارها أحد مراكز النفط منذ القدم.

تدل تزايد وتوسع نطاق معرض "بحر قزوين للنفط والغاز" الدولي  على ان هذا القطاع في بؤرة اهتمام الكثير من بلدان العالم. في الوقت ذاته تظهر ان إقامة هذا المعرض في أذربيجان مثمر ومهم جدا للبلدان والشركات المعنية بقطاع الطاقة في العالم.

قد شاركت في معرض "بحر قزوين للنفط والغاز" الذي أقيم عام ١٩٩٤ لأول مرة ١٢٠ شركة، أما العام الماضي اي عام ١٩٩٧ فشاركت فيه ٢٥٠ شركة.  فيما يتعلق بهذا العام فتشارك في معرض "بحر قزوين للنفط والغاز-٩٨" ٤٠٠ شركة من ٢٩ بلدا. هذه ديناميكية مهمة تسرنا. أظن، كما يعتبر منظمو المعرض ان المبنى لن يتسع لاقامة المعرض في العام القادم- علينا ان ننشئ مبنى جديدا أو تشييد بنايات جديدة ملتصقة بهذا المبنى.

ان انعقاد معرض "بحر قزوين للنفط والغاز" الدولي في أذربيجان باكو بشكل منتظم خلال الأعوام الخمسة المنصرمة وتوسع نطاق هذا المعرض سنة بعد سنة وتطوره وتزايد اهتمام شركات عالمية متخصصة في مجال النفط والغاز وقطاعات الطاقة الأخرى تظهر ان تعاوننا ناجح. ان اقامة معرض النفط والغاز الدولي في أذربيجان بشكل متتال خلال ٥ سنوات وزيادة اهتمام البلدان الغنية بموارد الطاقة والمعنية بقطاع الطاقة بهذا المعرض تؤشر مرة أخرى على ان استقلال أذربيجان السياسي وفر ظروفا ملائمة لانفتاح امكانيات بلداننا في العالم.

أذربيجان بلد النفط. لكننا لم نشهد حتى السنوات الأخيرة مدى المشاركة الواسعة لشركات النفط والغاز العالمية في أذربيجان. هذه وليد الاستقلال السياسي لأذربيجان، في الوقت نفسه نتيجة السياسة القويمة التي تنتهجها جمهورية اذربيجان في جو من الاستقلال السياسي. وأعتقد أن هذا المعرض اصبح معتادا في اذربيجان بعد مرور ٥ أعوام على استقلالها. وعليكم ان تتأكدوا ان الحكومة الأذربيجانية ستستضيف معرض "بحر قزوين للنفط والغاز" الدولي في السنوات التالية وستهيء كل الظروف لهذا.

ان إقامة وتنظيم معرض "بحر قزوين للنفط والغاز" الدولي في اذربيجان سنويا تظهر مرة اخرى مدى أهمية مكامن الغاز والنفط المتواجدة في أذربيجان وعموما حوض بحر قزوين بالنسبة لبلدان العالم، وشركات النفط والغاز العالمية. من النتائج المهمة لمعرض "بحر قزوين للنفط والغاز" الدولي هو انفتاح كامل لمكامن النفط والغاز المتواجدة في حوض بحر قزوين للاستغلال أمام شركات النفط والغاز العالمية العملاقة.

كان علماء واخصائيون ومراكز البحوث العالمية على علم بوجود مكامن النفط والغاز الغنية في حوض بحر قزوين. لكن الاعمال المقامة في أذربيجان في السنوات الأخيرة وتقديمها للمجتمع الدولي من خلال المعرض الدولي استرعت اهتمام العديد من بلدان العالم وشركاتها الى مكامن النفط والغاز المتواجدة في حوض بحر قزوين.

من المعلوم انه أجريت الاعمال المثمرة في السنوات الماضية للاستغلال المشترك لمكامن النفط والغاز الموجودة في القطاع الأذربيجاني من بحر قزوين من قبل شركة البترول الحكومية الأذربيجانية والحكومة الأذربيجانية وشركات النفط العالمية، وأحرزت نتائج إيجابية. وقعت شركة البترول الحكومية الأذربيجانية في سبتمبر عام ١٩٩٤ على معاهدة كبيرة مع الكونسورسيوم التي أسستها ١١ شركة عالمية. وأطلق على هذه المعاهدة اسم "معاهدة القرن". وأعلن اليوم بمشاعر الامتنان ان هذه المعاهدة تنفذ بصورة عملية وقد حصلنا على نتائجها الايجابية. وقد احتفلنا في ١٢ نوفمبر العام الماضي باستخراج الدفعة الأولى من النفط من مكمن "تشيراق" النفطي في القطاع الأذربيجاني من بحر قزوين.

قد تم تشغيل خط أنابيب النفط باكو - نوفوروسيسك لتصدير النفط الى الأسواق العالمية. ينقل النفط بهذا الخط الى السوق العالمية.

حجم النفط المستخرج من الآبار المتواجدة في حقل "تشيراق" النفطي أكثر من المتوقع بـ٣ مرات. يتم استخراج ٧ آلاف طن من النفط يوميا. وسيتم استخراج أكثر من مليوني طن من النفط حتى نهاية عام ١٩٩٨. وكان من المتوقع عند توقيع المعاهدة عام ١٩٩٤ ان يستخرج ٥١٠ مليون طن من النفط من الجزء العميق لحقول "تشيراق" و"أذري" و"جونشلي". لكن الآن تبين انه سيستخرج ٦٣٠ مليون طن من النفط. وأظن ان اخصائيينا سيتمكنون من زيادة هذا الحجم بعد عام.

هذا واننا نستطيع توقيع المعاهدة وكذلك تنفيذها.

وتجري أعمال إنشاء ثاني خط أنابيب النفط لتصدير الدفعة الأولى من النفط باكو – سوبسا. وأنا على ثقة في أن هذا الخط أيضا سيشغل في بداية عام ١٩٩٩.

منذ الفترة المنصرمة من توقيع المعاهدة الأولى أبرمت شركة النفط الحكومية الأذربيجانية  معاهدات جديدة مع العديد من شركات النفط العالمية. قد تم التوقيع على ٩ معاهدات كبيرة بشأن استغلال القطاع الاذربيجاني من بحر قزوين. وتمثل ٢٠ شركة كبيرة ١٢ بلدا في هذه المعاهدات. وكل هذا يثبت امكانية استخراج أكثر من المتوقع من النفط في القطاع الأذربيجاني من بحر قزوين.

تتعاظم ضرورة انشاء خط أنابيب النفط الرئيسي الكبير لكل هذا. وأعتقد ان الكونسورسيوم – شركة التشغيل الاذربيجانية الدولية وكل الشركات الاخرى ستطرح حتى سبتمبر هذا العام اقتراحاتها حول انشاء خط أنابيب النفط الكبير. ثمة اقتراحات كثيرة متعلقة بانشاء خط أنابيب النفط الكبير. ويتم تحليل طرق عديدة. لكن دولة أذربيجان تدعم انشاء هذا الخط في اتجاه باكو- جيهان.

وأريد أن ابلغ للمشاركين اننا نواصل أعمالنا في هذا المجال ومن المقرر ان توقع شركة النفط الحكومية الأذربيجانية اليوم على ٣ معاهدات جديدة.

هكذا يتم استغلال مكامن النفط المتواجدة في القطاع الأذربيجاني من بحر قزوين من قبل الحكومة الأذربيجانية والدولة. اننا ممتنون كثيرا لأننا نتعاون تعاونا ناجحا مع شركات البترول الكبيرة. وكل هذا يثبت وجود مكامن النفط والغاز الغنية في بحر قزوين وحوضه.

لكن كل هذا يثبت مدى أهمية وضرورة اقامة معرض "بحر قزوين للنفط والغاز" في باكو أذربيجان.

وأنا على ثقة في ان الشركات المشاركة هنا ستجري تبادل الآراء والمحادثات المثمرة والعملية أثناء المعرض وفي المؤتمر المقام على هامش المعرض، ستتمكن من إعداد وتوقيع اتفاقيات ومعاهدات جديدة.

مشاركو المعرض المحترمون! وأتمنى لكم العمل المثمر والنتائج الحسنة اثناء المعرض والمؤتمر. وأشيد بعمل شركة "سبيرهيد اكسبيشن" وغرفة الصناعة والتجارة الأذربيجانية لحسن تنظيم المعرض.

السيدات والسادة المحترم، والضيوف الكرام، أهنئكم مجددا بمناسبة افتتاح المعرض وأتمنى لكم جميعا وافر الصحة والسلام والأمان ونجاحات في أعمالكم المقبلة.

ترجمة من صحيفة "أذربيجان"، ٣ يونيو عام ١٩٩٨