مؤلفاته / الاقتصاد / منظمات اقتصادية دولية

خطاب حيدر علييف الرئيس الاذربيجاني في قمة رؤساء الدول والحكومات للبلدان الاعضاء في منظمة التعاون ‏الاقتصادي للبحر الاسود بمناسبة الذكرى العاشرة للمنظمة ‏‎-‎‏ اسطنبول، ٢٥ يونيو عام ٢٠٠٢‏


رئيس القمة المحترم!

اصحاب السمو رؤساء الدول والحكومات!

مشاركي القمة الكرام!

السيدات والسادة!

ارحب بكم من صميم القلب. اهنئكم بمناسبة الذكرى العاشرة لمنظمة التعاون الاقتصادي للبحر الاسود.

تأسست منظمتنا في اسطنبول تركيا قبل هذا بـ١٠ سنوات. اجتمعنا اليوم في اسطنبول من جديد لاختتام الذكرى العاشرة الاولى لنشاطنا ولتحديد مهامنا الماثلة امامنا.

انتهازا منا للفرصة ابدي امتناني للدولة والحكومة التركية ورئيس الجمهورية التركية وصديقي العزيز نيجدت سيزار على تنظيم القمة على المستوى الرفيع وحسن الضيافة التي لقيناها هنا.

بلداننا اعضاء في المنظمات والمؤسسات الدولية المختلفة. تشغل منظمة التعاون الاقتصادي للبحر الاسود مكانا من بينها. لان هذه المنظمة تضم الدول الواقعة في منطقة واحدة. ثانيا والاهم هو كونها منظمة التعاون الاقتصادي واتخاذ الحصول على التقدم الاجتماعي والاقتصادي والشراكة المتبادلة من اهدافها الرئيسية.

بين سن المنظمة وسن عدد من الدول الاعضاء فيها تقارب. وهذا يدل على اننا قررنا معالجة مشاكلنا معا وتعميق تعاوننا الاقتصادي بعد حصولنا على الاستقلال وانشأنا منظمة التعاون الاقتصادي للبحر الاسود.

مما يؤبه له ان هذه المنظمة خلال السنوات المنصرمة تحولت من مستوى مبادرة التعاون في منطقة البحر الاسود الى منظمة اوربية، انشأت هيآتها الموسعة. خلال السنوات الثلاث الاخيرة ازدادت هذه العملية سعة.

ان هذا التعاون بين البلدان التي تملك القيم المختلفة ومستويات النمو الاقتصادي والثروات الطبيعية والموارد البشرية يخلق تمهيدا لتعميق الحوار المتبادل في المنطقة وبحث الطرق المشتركة في مجال التعاون الاقتصادي.

في نفس الوقت اختارت البلدان الاعضاء في المنظمة اتجاها مشتركا – التكامل الوثيق مع اوربا وتسير في هذا الطريق وذلك الى جانب الحفاظ على قيمها وتبادلها.

يسعنا القول اليوم بكل مبررات بان اولويات منظمتنا تحددت. هذه الاتجاهات مجالا الطاقة والنقل في بداية الامر. تساهم اذربيجان بجدية في كلا هذين المجالين سواء منظمة التعاون الاقتصادي للبحر الاسود التي انضمت الى غضويتها او اوربا باكملها. نثق بان تلك العملية ستزداد توسعا في السنوات القريبة.

ابتداء من عام ١٩٩٣ ننتهج سياسة نقل الموارد الهيدروكاربونية لبحر قزوين الى الاسواق الغربية. ان هذه السياسة التي تؤثر على التطور الاقتصادي والسياسي والانساني والديموقراطي للمنطقة بنتائجها الحقيقية.

تحقق "معاهدة القرن" الموقعة في عام ١٩٩٤ بشكل متتال. وقعنا اليوم على معاهدات في مجال استخراج وانتاج وتصدير النفط الخام في القطاع الاذربيجاني مع الشركات الرئيسية والكونسوريوم للعالم.

تم تصدير النفط المستخرج في بحر قزوين عن طريق خطي انابيب النفط باكو- نوفوروسيسك وباكو- سوبسا. ان مشروع خط انابيب النفط التصديري الرئيسي باكو – تبيليسي –جيهان الموقع هنا في مدينة اسطنبول عام ١٩٩٩ دخل الى مرحلته الاخيرة من تحقيقه. سيتحول مشروع خط انابيب الغاز باكو- تبيليسي- ارضروم من الفكرة الى حقيقة وان تحقيق هذه المشاريع، بلا شك، سيغير المظهر الاقتصادي للمنطقة بشكل جذري.

ان هذه المشاريع المهمة التي تحقق باشتراك اذربيجان وجورجيا وتركيا، كذلك عديد من شركات النفط الرئيسية للعالم ستعمق تعميقا اكثر التعاون الاقتصادي بين حوض بحر قزوين والبحر الاسود.

بالطبع فلا نستبعد مساهمة البلدان الاخرى الاعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي للبحر الاسود في المستقبل في المشاريع الاقتصادية الكبيرة.

ان الموقف الجغرافي الاستراتيجي لاذربيجان ومرور عدد من ممرات النقل عبر اراضيها جعلها بلدا مضمونا للترانزيت بين اوربا وآسيا. عقد بمبادرتنا في باكو مؤتمر دولي مكرس لاحياء طريق الحرير الكبير التاريخي باشتراك اكثر من ٣٠ دولة والمؤسسات الدولية عام ١٩٩٨.

احياء طريق الحرير التاريخي العابر اراضي اذربيجان وعدد من البلدان الاخرى الاعضاء في المنظمة عامل مهم لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين شعوبنا. يجب الاشارة بامتنان الى ان رؤساء الدول والحكومات لعدد كثير من البلدان الاعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي للبحر الاسود شاركوا في هذا المؤتمر الدولي الذي مثل امامه احياء هذه العلاقات.

ان تحقيق برنامج تراسيكا ممر النقل اوربا القوقاز آسيا الممول من قبل الاتحاد الاوربي وانشاء بنية تحتية كبيرة للنقل من الشروط المهمة لتنميتنا الاقتصادية وتوسيع علاقاتنا المتبادلة.

ولا ريب في ان قدرتنا الكامنة هائلة. لكن احلال السلام والاستقرار في المنطقة وحل النزاعات والاحترام لوحدة اراضي وسيادة بعضها البعض وتوفير امن دول المنطقة شرط مهم.

على النقيض، لا يمكن التعاون الاقتصادي وتحقيق المشاريع الاقتصادية المشتركة. وهذا موقف مبدئي لاذربيجان ولن نتراجع عن هذا المبدأ ما لم يجد النزاع القائم بين ارمينيا واذربيجان حول ناغورني كاراباخ حله العادل.

نختتم اليوم الاعمال التي قامت بها منظمتنا خلال السنوات العشرة الاولى. في نفس الوقت نحدد الاتجاهات الرئيسية لنشاطها المقبل. اعتقد اننا احرزنا انجازات خلال هذه السنوات العشرة.

لكن وجود كل منظمة دولية ونشاطها الناجح مرتبط بتنفيذها المتتالي للمهمات الماثلة امامها وتحديدها اولويات جديدة وحصولها عليها. بهذا المعنى، تنتظرنا المهمات الكبيرة في المستقبل.

تقع منطقة البحر الاسود في قلب اورآسيا. والحق يقال ان اسطنبول التي تعد مسقط رأس منظمة التعاون الاقتصادي للبحر الاسود وعاصمتها تقع في ملتقى آسيا بأوربا. اعتبر هذا رمزيا جدا وافكر في انه يجب ان تسعى منظمتنا في نشاطها المقبل الى توحيد القارات والدول والشعوب والتوصل الى تقدم اقتصادي وتنمية اجتماعية.

اهنئكم مرة اخرى وابلغكم جميعا امنياتي الطيبة. اشكركم جميعا، مع السلامة.

صحيفة "اذربيجان"، ٢٦ يونيو عام ٢٠٠٢

معلومات تأريخية عامة

منظمات اقتصادية دولية