رؤساء الدول والحكومات المحترمون، رؤساء الوفود الأعزاء!

السيدات والسادة!

أرحب من صميم القلب بكم مشاركي المؤتمر الدولي المكرس لإحياء طريق الحرير التاريخي الكبير.

تتشرف جمهورية أذربيجان بكونها منظمة لهذا الاجتماع المهم بالتعاون مع لجنة الاتحاد الأوربي.

أما هذا المؤتمر فهو محصلة المساعي التي بذلها الاتحاد الأوربي في مجال الدعم للدول المستقلة الحديثة. ووضع برنامج Tacis المؤسس عام ١٩٩١ أساس هذا الدعم. يحقق عدد كبير من المشروعات في إطار برامج Tacis القومية والدولية من شأنها أن تساعد إجراء الإصلاحات الديموقراطية وإصلاحات السوق في الدول المستقلة الحديثة.

يعد برنامج Traceca أي "دهليز النقل العابر القوقاز أوربا – القوقاز- آسيا" أحد برامج Traceca. جرى في بروكسل لقاء بين ممثلي أذربيجان وجورجيا وكازاخستان وكيرغيزيا وأرمينيا وطاجكستان وتركمنستان وأوزبكستان بمبادرة لجنة الاتحاد الأوربي حيث نوقشت مسائل تخص بتنمية بنية تحتية لمجال النقل في المنطقة.

أصبح "بيان بروكسل" أول مستند دولي يحدد أهمية دهليز النقل أوربا- القوقاز – آسيا واتجاهات ملموسة للتعاون في مجال تنمية الدهليز وأشكال وآليات التعاون. منذ ذلك الحين عقدت ٥ جلسات لفريق العمل لـ Traceca في ألما أتا، فيينا، فينيسيا، أثينا وتبيليسي وتبنت أثناء هذه الجلسات عدة مشروعات حول تحديث نظام النقل القائم وإنشاء منشآت جديدة للنقل وتم تحقيق جزء منها.

أصبحت أوكراينا ومنغوليا مشاركتين متساويتي الحقوق في برنامج Traceca. إن تحقيق برنامج Traceca بنجاح والعمل العظيم الذي بذلته لجنة الاتحاد الأوربي والدول الأعضاء، والنتائج الإيجابية الملموسة لتعاوننا أدت إلى إعداد مشروعات أوسع نطاقا. يحتل برنامج إحياء طريق الحرير التاريخي مكانا رئيسيا بين هذه المشروعات.

وفقا لهذا أصدرت لجنة الاتحاد الأوربي والدول الأعضاء لبرنامج Traceca قرارا عن عقد مؤتمر دولي نبدأه اليوم بباكو.

يشارك في المؤتمر وفود من ٣٢ بلدا و١٣٠ منظمة دولية. إني على يقين من أن مناقشة مسائل تتعلق بإحياء طريق الحرير التاريخي الكبير ونتائج مؤتمرنا ستلعب دورا هاما في تطوير أنظمة النقل القومية والإقليمية وتنمية التعاون الاقتصادي الدولي وتعزيز السلام والاستقرار والترقي في صعيد أورآسيا.

اسمحوا لي أن أشكر لفريق العمل لـ Traceca ولعمله العظيم المبذول في سبيل إعداد مؤتمرنا والمستندات المقدمة للتوقيع.

أشكر للجنة الاتحاد الأوربي لمساعدتها على تنظيم المؤتمر وإجراء الإصلاحات الديموقراطية وإصلاحات السوق وإمدادها المادي والفني الكبير إلى الدول المستقلة الحديثة في سبيل تطوير التعاون الدولي.

أشكر لجميع المشاركين في مؤتمر باكو وأتمنى لهم التوفيق في أرض أذربيجان المضياف.

وأفتتح المؤتمر الدولي حول إحياء طريق الحرير الكبير التاريخي.

كلمة ختامية

رؤساء الدول المحترمون، رؤساء الوفود ومشاركو المؤتمر المحترمون!

أتم مؤتمر باكو الدولي المكرس لإحياء طريق الحرير التاريخي الكبير عمله. أهنئكم بمناسبة انتهاء عمل المؤتمر وتوقيع المستندات الرئيسية كإتفاقية رئيسية و"بيان باكو" والمعلومة العامة الرسمية. حسب رأيي، إن قلت إن مؤتمر باكو الدولي المكرس لإحياء طريق الحرير التاريخي الكبير أصبح حدثا ذا أهمية تاريخية كبيرة بكثير لا أعد الصواب.

اشترك في المؤتمر جميع الوفود بينما تم ٤٥ لقاء. تطايرت الأفكار وتقدمت أهم الاقتراحات في هذه الخطابات. لا شك في أنها ستساعد عملنا القادم المشترك. إن إعداد المؤتمر وإتمامه بنجاح أصبح ممكنا نتيجة مساعينا المشتركة. لكني في نفس الوقت أعتبر من الضروري الإشارة بدلا من جميع مشاركي المؤتمر إلى العمل العظيم المبذول من طرف اللجنة الأوربية. منذ ٥ سنوات، أي في شهر مايو عام ١٩٩٣ اجتمع ممثلو ٨ دول للقوقاز ووسط آسيا في بروكسل بمبادرة لجنة الاتحاد الأوربي وأرسوا أساس التعاون في مجال تطوير النقل وجميع أنواع المواصلات التي تربط أوربا والقوقاز وآسيا.

قد مضت ٥ سنوات من هذا الوقت. نشهد اليوم أن هذا الأساس كان قيما جدا وموثوقا به وأدى إلى إنشاء منظمة دولية كبيرة. لاحظنا أيضا أن مشاركي المؤتمر بأسرهم كيف تحدثوا بشغف عن ضرورة وأهمية العمل الذي اتخذناه ومستقبله الباهر.

خلال السنوات الخمس الماضية أحرزت لجنة الاتحاد الأوربي أعمالا عظيمة، بينما عملت كثيرا في مجال إعداد هذا المؤتمر. نبعث آمالا أننا أجمعين نستعين الآن وفي المستقبل بعد توقيع المستندات بدعم وتأييد الاتحاد الأوربي ولجنته. يزيد حضور رؤساء الدول المؤتمرَ أهمية عمله. أريد إيلاء امتناني إلى رؤساء الدول والحكومات لمشاركتهم عن كثب في إعداد المؤتمر وكلماتهم القيمة والهامة بكثير وعملنا المشترك.

قد وحد جميع مشاركي المؤتمر مساعيهم طوال اليوم وكان يسود في هذه القاعة مناخ الاحترام المتبادل والصداقة والتعاون. ويدل هذا على أننا أجمعين متفقون في مسألة إحياء وتنمية طريق الحرير التاريخي الكبير. في رايي، من مزايا مؤتمرنا أن التعاون الوطيد والعلاقة الوثيقة القائمة بين أوربا وآسيا على أساس طريق عابر القوقاز أوربا-القوقاز-آسيا يكسب أهمية خاصة لأول مرة خلال الآونة الأخيرة. أما حضور الممثلين من أوربا وآسيا فيظهر حدوث التغيرات الحاسمة التي تَصِفُ التكامل الوثيق بين أوربا وآسيا.

يحمل هذا المؤتمر أهمية خاصة بالنسبة لنا-لأذربيجان. أريد أن أشكر للجنة الاتحاد الأوربي ورؤساء وأقطاب الدول المشاركين في المؤتمر وجميع البلدان لتقديرهم واحترامهم لأذربيجان وإقامة مثل هذا المؤتمر الدولي المهم في باكو- أذربيجان.

في ودي أن أؤكد لكم أننا نقدر تماما اعتمادكم هذا وسنبذل بقدر المستطاع لجعل الجسر الموجود بين أوربا وآسيا أكثر ثمرة في حقيقة الكلام وتنفيذ ما علينا من المهمات وتحقيق برنامج إحياء طريق الحرير التاريخي الكبير.

أشكر لجميعكم لتبني قرارا عن تأسيس أمانة منظمتنا المعنية بإحياء طريق الحرير التاريخي الكبير، التي يكون مقرها في أذربيجان.

اعتبر أننا سنحقق كل ما وقعناه اليوم من المستندات من دون ببذل جهودنا ولا شك في أن الأمانة ستكون لجنة عامة وحيدة لنا وستنفذ مهامها بشرف.

قد عقد اليوم في أذربيجان، ربما لأول مرة في تاريخها، أوقل بعد حصولها على الاستقلال السياسي مثل هذا المؤتمر الدولي حيث اجتمع هنا، في باكو ممثلو ٣٢ بلدا و١٣ منظمة دولية. يعتبر هذا احتراما عميقا لبلدنا أذربيجان الحرة والمستقلة ونتخذ كل الإجراءات لاستحقاق هذه الثقة والاحترام.

إن مؤتمر اليوم قَرَّبَنَا جميعنا بكثير ودفعنا إلى التعاون والتفاهم والصداقة. أثق بأن هذا المؤتمر سيلعب دوره لتطور تعاوننا النشيط ولتوفيرنا السلام والرفاهية والأمان في كل بلد وفي مستوى أورآسيا بأسرها.

رؤساء الدول المحترمون، أدعوكم الآن إلى التقاط صورة تذكارية. اختتم مؤتمر باكو الدولي المكرس لإحياء طريق الحرير التاريخي الكبير.