من حديث الرئيس الاذربيجاني حيدر علييف عند لقائه مع السفير الايراني علي رضا بقدلي - ٢٤ اكتوبر عام ٢٠٠٠
علي رضا بقدلي: فخامة الرئيس، قبل كل شيء، غدا اقدس يوم للمسلمين - يوم إسراء سيدنا رسول الله (ص).
وهذا عيد كبير جدا بالنسبة للمسلمين. اسمحوا لي بان اهنئكم واهنئ الشعب الاذربيجاني الشقيق بمناسبة هذا العيد. واشكركم على انكم قابلتموني. قبلتم رجائي كما كان دائما وابدي في هذه المرة امتناني لكم.
كما تعلمون فاني منذ ٥ سنوات واعمل كسفير في آذربيجان. وانا سعيد جدا لأن نشاطي هنا خلال هذه السنوات الخمس يصادف بفترة رئاستكم انتم السيد حيدر علييف، رجل السياسة والشخصية البارزة في العالم. نحن عملنا معا في هذه السنوات وهذا يسرني جدا. ان عملنا نحن دبلوماسيين يبدأ في يوم وينتهي في يوم. لكني اشعر باني بدأت من اليوم بالذات عملي مع اذربيجان. علي ان ابدأ عملي الجديد في منصب جديد - منصب رئيس الادارة المعنية بالبلدان الاعضاء في رابطة الدول المستقلة في وزارة الخارجية الايرانية. ان شاء الله، فإني سأكون في اتصال وثيق مع الشعب الاذربيجاني والجمهورية الاذربيجانية في منصبي هذا من جديد.
قبل كل شيء، اشكركم واشكر بشخصكم كل الموظفين الرفيعي المستوى لاذربيجان على انهم ابدوا دعما ومساعدة وعناية لنشاطي خلال السنوات الخمس. في الوقت عينه ساعد الله تعالى علينا في هذه السنوات واستطعنا نحن ايضا تطوير العلاقات. واشكركم مرة اخرى.
كان هدفي الرئيسي هو ابداء شكري لكم واللقاء معكم واجراء الحديث معكم قبيل مغادرتي اذربيجان.
حيدر علييف: شكرا لك. اهنئك واهنئ الشعب الايراني باسره وجميع المسلمين بمناسبة هذا العيد. واتمنى لبلدكم والشعب الايراني السعادة والسلام والاستقرار. هذه الاعياد اعيادنا المشتركة. لأننا ننتمي الى جذور مشتركة ودين واحد. لذلك فإن هذا العيد عيد جميعنا.
انصرفت مدة عملكم هنا سريعا، كانها ليست ٥ سنوات. لذلك فإني كنت أظن، لعلك تعمل هنا لمدة. لكني أعلم ان لوزارة الخارجية في كل بلد قانونها.
لا يعمل السفير اكثر من ٣ أعوام في بعض البلدان. لكن الأفضل ان وزارة الخارجية لبلدك تنازلت لآذربيجان.
عملت هنا خلال ٥ سنوات. لكن في نفس الوقت يسرني، كما قلت، انك ستتولى رئاسة الادارة في شئون رابطة الدول المستقلة لدى وزارة الخارجية الايرانية. وهذا، بالطبع، منصب أعلى. وأريد أن أعرب عن أملي في أنك ستسعى في هذا المنصب الى تطوير العلاقات الايرانية الاذربيجانية.
وهذا مهم جدا بالنسبة لنا، لأنك ستكون مسئولا عن كل بلدان رابطة الدول المستقلة. لكن، كما علمت، انك عملت في كازاكستان أيضا.
علي رضا بقدلي: فخامة الرئيس، لقد عملت في موسكو أيضا.
حيدر علييف: حتى في موسكو ايضا. لكنك لا تعرف جيدا البلدان الأخرى. لكنك عملت في آذربيجان اكثر من جميعها. أليس كذلك؟
علي رضا بقدلي: نعم، كذلك.
حيدر علييف: لذلك فانك تعرف آذربيجان جيدا بالمقارنة مع البلدان الأخرى. وأعتقد أنها أقرب، ويسعني القول، حتى أعز إليك. لذلك فإن تعيينك في هذا المنصب نبأ أحسن بالنسبة لنا. وأثق في انك ستبذل جهودا اكثر لتطوير العلاقات الايرانية الاذربيجانية بعد توليك هذا المنصب، كما كنت خلال عملك في باكو.
تعرف كل دولة جيدا ونظمها السياسية. ثمة مبادئ عامة. أحيانا، تشكل السياسة الخارجية للدولة على اساس افكار مستشاري الدولة ومبادرة اقسامها أو اقتراحها، المواد التحليلية التي تحضّرها. لكنك، عندما كنت في هذا المنصب، أعتقد انك لم تقدم أبدا لرئاستك تقارير خاطئة او غير مبررة حول اذربيجان. لا أقول أن الآخرين يقومون بهذا عمدا. أحيانا لا يدركون. لاني، على كل حال، املك خبرة كبيرة من الماضي، والوقت الحالي.
كما أتذكر، عندما كنت أعمل في موسكو كان يكتب السفراء في البلدان المختلفة حول وضع ذلك البلد، وعلاقات ذلك البلد مع الاتحاد السوفييتي. لكننا كنا نشاهد عندما نعلم من مصدر آخر ان تلك المعلومات ليست صحيحة الى حدما، خاطئة، أو أفكار ذاتية والخ. لقد عملت هنا ٥ سنوات، عشت ٥ سنوات. تفهم رئيس هذا البلد. تعرف الناس هنا جيدا. لذلك فإني ممتن جدا، اذا تغادر هنا فإذن، تعيينك رئيسا لتلك الادارة مهم جدا بالنسبة لنا. تم بذل الجهود لتطوير علاقاتنا خلال مدة ٥ سنين من كلا الطرفين - من الطرف الايراني وكذلك من الطرف الاذربيجاني. لكن لا يسعني القول ان هذه المساعي ارتقت بنا الى المستوى المرغوب. منعوها احيانا، اوكانت أسباب أخرى. يلزم ان نقول كل شيء، الحقيقة بصراحة، لكنك تعلم، وكذلك أظن أن الحكومة الايرانية، رئيس الدولة أيضا تعلم اني كرئيس الجمهورية الاذربيجانية ابدي اهمية خاصة للعلاقات الاذربيجانية الايرانية. وأعتقد ان بلدينا يجب ان يكونا صديقين، شقيقين، ويجب الا يوجد بين بلدينا اي نفاق، واي شيء آخر. ثمة، بعض الأسباب، مثلا، لذلك، تشير قلقنا أو قلق طهران.
لكن يمكن حل هذه الاسباب ايضا. ان لا يمكن حلها، على كل حال، يمكن تسييرها الى حدما من خلال التفاهم. لكن سياسة الدولة الاذربيجانية، سياستي كرئيس آذربيجان عبارة عن هذا من حيث الوجهة الاستراتيجية. ان آراء القوى المختلفة والاشخاص المتفرقين او المنظمات السياسية وغيرها ليست موقف الدولة الاذربيجانية.
قدموا لي اليوم مقالة. كتب ارمني مقالة مليئة بالشايعات في "نيزافيسيما قازيتا". خذ هذه المقالة واقرأ. بالتأكيد فإن هذا المؤلف يهدف الى بث التفرقة بين ايران وآذربيجان. صحيح، انه يستند أيضا الى ما يزعم استفتاء أجرته صحيفة "زيركالو" الاذربيجانية. لكني لا أعتبر ان ما كتبه صحيفة "زيركالو" صحيح كليا. تكتب هذه الصحيفة كم من الاخطاء والاكاذيب. اذا تكتب هذه الصحف، ليست فقط صحيفة "زيركالو" فحسب، بل الصحف الاخرى ايضا- أكاذيب، وشايعات حول دولتها وشعبها وبلدها فتتخذ مثل هذه الخطوات لخرق علاقاتنا ايضا. لكني لا أعلم، هل من الحقيقة انه اقتبس هذا من صحيفة "زيركالو"، أو زعم هذا المؤلف الارمني واسترشد به.
اي، كما تعلم ان ثمة كثير من الناس يغيرون تطور العلاقات في جو من الصداقة والمودة بين بلدينا. يوجد هؤلاء داخل بلدنا. لقد شاهدتم هؤلاء خلال السنوات الخمس. كما يوجد هؤلاء في البلدان الاخرى. لا تريد بعض القوى ان تزداد علاقات بلدينا تقاربا، وتعاوننا توسعا. وأن نؤيد بعضنا البعض. ثمة كثير من هذه القوى.
يسعني القول بأنه ربما تفعل من قبل القوى المعادية سواء لآذربيجان أو إيران. خاصة، تسعى الى الاخلال بالعلاقات الايرانية الاذربيجانية. وتتخذ مزيدا من الجهود بهذا الصدد. أما مؤلفو تلك المقالات الصادرة في جرائد موسكو فأغلبيتهم من اصل أرمني. إنهم، بالتأكيد، يخدمون لهذا الغرض. لكني أعلن اليوم انهم لن يتوصلوا الى اي شيء، ولن يفعلوا اي شيء. إن علاقاتنا مع ايران علاقات الصداقة والاخوة والالفة.
اذا لم نتمكن من تنفيذ رغبة وحلم كلا الطرفين حول بعض المسائل خلال الفترات الخمس من عملكم هنا فهذا لا يعني انكم واننا ايضا ما ارادنا تنفيذ هذا. سببه هو ان بعض الاسباب الموضوعية منعت من هذا. وأثق في اننا سنعالج هذه الاسباب على مر الزمن. وستنمو علاقاتنا وسأقوم بكل بد زيارتي الرسمية الى ايران. كما تعلم ان هذه تم تأجيلها بأسباب موضوعية. سأقوم بهذا بكل بد. وأظن انه سيعقد مؤتمر القمة الاسلامي في قطر في شهر نوفمبر. ربما سيحضره الرئيس الايراني السيد المحترم خاتمي. سنلتقي هناك وسنجري حديثا وسنتخذ خطوات جديدة وجديدة لتطوير علاقاتنا.
علي رضا بقدلي: فخامة الرئيس، أشكركم. اني متفق تمام الاتفاق مع كلماتكم القيمة. ويسرني جدا ان شعبينا يسمعان من لسانكم ان ثمة كثيرا من الناس يريدون اخلال علاقاتنا. واعتقد ان شعبينا يجب ان ينظرا الى شخصية الاشخاص الذين يفعلون ضد علاقاتنا واية اهداف تقع وراءه، معتمدا الى هذه الكلمات القيمة. يوجد مبدآن لتنظيم العلاقات في السياسة الخارجية لإيران. الأول، اقامة علاقات وثيقة مع بلدان الجوار، ثانيا اقامة علاقات وثيقة مع البلدان الاسلامية. ان الجمهورية الاذربيجانية بلد مجاور لنا وكذلك اسلامي. ذلك يجب ان نوثق توثيقا كثيرا علاقاتنا مع اذربيجان. يجب ان تكون العلاقات الايرانية الاذربيجانية نموذجا في اطار بلدان رابطة الدول المستقلة. ربما تنتطلق جهود اعداء علاقاتنا من هذه النقطة. ويعلمون ان ثمة ميلا نحو هذا الهدف سواء من طرفكم او من طرفنا ويحولون دون هذه الميول. لانهم يفهمون انه اذا توسعت علاقات الجمهورية الاذربيجانية مع جمهورية ايران الاسلامية. بالعكس اذا توسعت علاقات جمهورية ايران الاسلامية مع الجمهورية الاذربيجانية ستتقاسم مصالحهم بين هذين البلدين على الاقل بمعدل ۱ %. لذلك، يريدون ان يأخذوا الحصة كلها.
قلنا هذا مرارا. كما ذكرتم، السيد حيدر علييف مرارا. وقلتم الان ايضا وهذا تحليل قيم جدا بالنسبة لي. واقدر هذا تقديرا عاليا في الحقيقة. واريد ان اعيد الى اذهانكم المجالات التي احرزت انجازات في علاقات البلدين خلال الاعوام الخمس، بالتأكيد فانكم على علم بكل شيء. وعملتم انتم كمؤسس هذه العلاقات. وقلت دائما نطور العلاقات بين ايران وجمهورية ناختشفان ذات الحكم الذاتي التي هي جزء لا يتجزأ من الجمهورية الاذربيجانية بحيث يحتذوا بهذا النموذج. وهذا انجاز أحرزتموه. لقد نجحت في تحقيق المهمة التي كلفت بها خلال السنوات الخمس. كانت الاولى تسهيل العلاقات بين شعبينا.
والحمد لله أن هذه العلاقات ازدادت سهولة على مر السنوات وان شعبينا في التواصل الجيد، ويتبادلون الزيارات بينهم بالراحة. لقد يرون كل شيء ويفهمون ان الدعاية المحققة خاطئة والاوضاع مغايرة لهذا. يتبادل الآن اكثر من مليون شخص من مواطنينا الزيارات في السنة. ولا يثق أغلبية المستمعين بهذا. لذا يجب القيام بزيارة ليرى هذا.
في الاسبوع الماضي قمت بزيارة وداع لجمهورية ناختشفان ذات الحكم الذاتي. التقيت بالسيد واصف طالبوف. وشكرا لهم على انهم استقبلونا استقبالا حارا. ثم ذهبت الى جولفا. التقيت فيها مع موظفي الجمارك في كلا الطرفين. يقولون لي اننا لا نستطيع الرد على الناس لأن الناس يكثرون الزيارات. ويرجوني أن أبلغ السيد خاتمي الرئيس الايراني الاقتراح المتعلق بزيادة عدد الموظفين الايرانيين في الجمارك. رجاؤهم هذا. كل شيء هناك في الوضع الشفاف والسليم. اقصد بهذا أنه اذا نتمكن من ايجاد هذه الظروف في جولفا فلما لا نخلقها في بيلاسوار وأستارة؟ إن شاء الله، علينا ان نفعل هذا. الآن اصبحت الزيارات مسهلة وهذا حال ايجابي. ويسرني انني حققت هذا كمهمة أولى.
كلفت السفارة الايرانية في اذربيجان بمهمة ضرورية في المجال الاقتصادي. رغم انخفاض التبادل التجاري في هذه السنوات فارتفع توظيف الاستثمارات، أي علاقاتنا تكثفت قليلا وتعمقت. وتظهر الاحصاءات للسنة الماضية ان الايرانيين الوافدين سواء من ايران او البلدان الاخرى وظفوا في آذربيجان ٨٠٠ مليون دولار من الاستثمارات تم توظيفها في المجالات غير النفطية. تعمل شركة "OIEK " الايرانية في مجال النفط وهي تستثمر أموالها ايضا.
تم توظيف الاستثمارات في مجالات الادوية وبناء المكائن والاثاث والطرق والانشاء وغيرها. ويعمل تجارنا هنا تحت رعاية قوانينكم. ان عنايتكم الصميمية للتجار الايرانيين تجلبهم الى هنا. يزور تجارنا الكبار اذربيجان.
قدمنا الاولوية في مجال الثقافة للعلاقات الموجودة بين علمائنا وتوصلنا الى هذا. كل سنة يتبادل شرائح من العلماء الزيارات بين اذربيجان وايران.
توجد في اذربيجان قدرة علمية كبيرة. هذه خزانة ليست لاذربيجان وحدها، بل للعالم الاسلامي بأسره، البلدان الشرقية. علينا ان نستفيد من هذا. حاولنا ان نستفيد من هذه الثروة الجميلة الموجودة في بلدكم ويمكن ان يعطي علماؤكم ضمانا لهذا.
أما إحدى المهمات التي كلفنا بها وتمثل أمامنا فإنها مواصلة وتطوير العلاقات التي ارسيت من قبلكم. ونحمد الله تعالى لأننا اتخذنا اعمالا جميلة في هذا المجال ايضا. وقال واصف طالبوف في الاسبوع السابق انهم نفذوا كل ما وقعوا عليه من المعاهدات مع ايران.
بدأنا نبحث مجالات جديدة. ينشئ والي اذربيجان الشرقية الآن طريقا جديدا بين جولفا - ناختشفان. كان الطريق هناك في حالة سيئة. وشكرا لهم، يتعاونون في انشاء الطريق ويتخذون اعمالا طيبة في مجالات اخرى. علينا ان نرتقي بعلاقاتنا الى هذا المستوى.
كما اتخذت الاعمال في مجال القنصلية. وتم التوقيع على معاهدات رئيسية تحمل اهمية كبرى خلال السنوات المنصرمة. يتم تحقيق المعاهدات الموقعة حول تسليم المعتقلين والمساعدة القانونية وتبادل المجرمين كقانون وتنظم علاقات قنصلية بين ايران واذربيجان.
فخامة الرئيس، كما ذكرتم، رغم اتخاذ مزيد من الاعمال خلال ٨ سنوات توجد اعمال تنتظر تحقيقها. كانت لدي عدة امنيات في هذه السنوات. لكن ما توصلت الى جميعها. اولا، كنت اتمنى ان اقوم كسفير معكم بزيارة رسمية الى ايران. لم يتيسر لي هذا.
حيدر علييف: سافرنا الى ايران.
علي رضا بقدلي: سافرنا ولكن لم تكن هذه زيارة رسمية.
حيدر علييف: ستستقبلني باعتبارك مدير الادارة عندما سأزور ايران.
علي رضا بقدلي: نعم، ان شاء الله. وتعرفون جيدا سفيرنا الجديد المحترم السيد احد قضائي. يعرفونه كباحث مختص في الشئون الاذربيجانية. وسيتيسر له هذا، باذن الله. وقال عند حديثنا معه ان شاء الله تعالى كتب عليه ان يزور معكم الى ايران.
الى جانب هذا فاني كنت اتمنى الغاء تطبيق تأشيرات الفيزا بين بلدينا. ويريد الناس هذا كثيرا. لقد توصلت الى موافقة السيد الرئيس خاتمي والسيد خرازي على هذا. ونريد ان تجيبوا على هذا اجابة ايجابية. يجب ان يتبادل الناس الزيارات عبر الحدود بشكل حر وبالراحة. هذه رغبة الشعبين الايراني والاذربيجاني.
في النهاية، يجب علي ان أبدي احترامي وامتناني للشعب الاذربيجاني. سافرت الى اذربيجان من موسكو لاول مرة عام ١٩٨٦. ما كنت اثق بما رأيته عندما وصلت الى اذربيجان. لانه كانوا يقولون لي في ايران ان الجميع فيها شيوعيون، ولا يعتقدون الله تعالى، لا مذهبهم ودينهم. ولا يدحض هذا اي احد. حتى تدعمه الحكومة الشيوعية.
عندما كنت في موسكو كنت أسأل الناس في السوق الى اين تذهبون في شهر محرم وانتم مسلمون؟ كانوا يقولون لي ، الى باكو. كنت اسألهم، هل تجرى فيها المراسم المتعلقة بشهر محرم؟ أجابوا لي بنعم. وهل لا يمنع الشيوعيون منه؟ أجابوا، كانوا يمنعون من هذا، لكننا نحقق هذا.
ثم سافرت الى باكو عام ١٩٨٦. ان التقرير الذي ارسلته الى حكومتي عما شاهدته في اذربيجان اثناء هذه الزيارة كان قد ساعد لتعييني سفيرا في اذربيجان. منذ هذا الحين يحبني الشعب الاذربيجاني.
سافرت حينذاك مرة بالقطار الى ايران. كما تعلمون ان القطار كان يذهب الى ايران عبر جولفا بناختشفان. وكانت الساعة السادسة عندما وصلت الى جولفا. قالوا لي ان الطرف الايراني اغلق الجسر وامسيت في جولفا. كنت مع قرينتي وبنتي. رجاني سائق واحد ان نبيت في بيته. لكني ما كنت اعرفه. بعد الاصرار ذهبنا الى بيته. استقبلونا باحترام. ذبحوا لنا شاتا في هذا المساء. كنت حينذاك نائب السفير الايراني في موسكو. لكنه ما كان يعرفني.
اريد ان اقول اني لا أنسى هذا ابدا. كنت اتمنى ان اعرف هذا الشخص عندما اعمل سفيرا. لكني ما استطعت ان اتعرف عليه، اي احترمنا بدون معرفتنا. مثلا، ناشدنا الناس هنا كاخينا واخواتنا، واجابوا لنا كأخينا. نادوا سيداتنا كاخت. ثمة أحاسيس صميمية ولن ننسى هذا ابدا.
ان الشعوب والثقافات كالسماء والسياسة كالسحاب. السياسة تذهب. ولكن الشعب يبقى في مكانه. يجب ان نركز على تطوير العلاقات بين الشعوب.
واشكركم، ان حبكم لايران كان صميميا كممثل هذا الشعب. لا يمكن ان يقول اي شخص ان السيد الرئيس حيدر علييف قال كلمة غير سلبية حول العلاقات الايرانية الاذربيجانية. هذا غير ممكن. ان شاء الله، سنتوصل الى تعزيز العلاقات تحت قيادة الرئيس خاتمي وكذلك تحت قيادتكم. وبدأ الزمن يلعب دوره في هذا المجال ويفهم سكاننا اننا يجب ان نتكئ الى بعضنا البعض. اذا كانت ايران واذربيجان معا فيسعني القول بان اي احد لا يمكن ان يعتدي لا عليكم ولا علينا. اشكركم.
حيدر علييف: شكرا لكم. اني ايضا اشكركم على كلماتكم الطيبة التي قلتموها بمناسبة العلاقات القائمة بين بلدينا وشعبينا وكذلك تحقيق نشاطك كسفير هنا. وسبقني وقلت ان كل هذا طبيعي.
يجب ان يكون هكذا وسيكون هكذا بعد هذا.
واعتقد انكم قمتم باعمال كثيرة في توسيع وتطوير العلاقات الايرانية الاذربيجانية خلال السنوات الخمس. ويقدر هذا بلدكم ايضا تقديرا عاليا ونقدره نحن ايضا تقديرا عاليا.
واشكركم على الاعمال المتخذة وعلى خدماتكم.
واريد ان اعرب عن املي في انك ستبذل جهودا في تطوير العلاقات الايرانية الاذربيجانية بعد هذا ايضا. واقول مرة اخرى، ربما ستكون ممثلا لاذربيجان في ايران في هذا المجال. لانه لا يوجد شخص يرى الواقع الحالي لاذربيجان ويعرفه اكثر منك في طهران. يمكن الحصول على معلومات كثيرة من الكتب والقنوات التلفزيونية والراديو والخ. لكن انطباعات الشخص الذي كان شاهد عيان ورأى بنفسه وعاش بنفسه هذه الفترة تكون مختلفة.
يسعني القول بانها تكون صحيحة وموضوعية في اكثر الاحايين. من هذه الوجهة اعتقد اننا سنواصل تعاوننا بعد هذا ايضا.
واشكركم مرة اخرى على الاعمال التي اتخذتها حتى الآن.
علي رضا بقدلي: فخامة الرئيس، أعدكم بهذا.
جريدة "اذربيجان" ٢٥ اكتوبر عام ٢٠٠٠