مؤلفاته / أحاديث صحفية

الحديث الصحفي الذي أدلى به حيدر علييف رئيس الجمهورية الاذربيجانية أمام الصحفيين الأتراك والاذربيجانيين في مطار أتاتورك في اسطنبول في طريق عودته الى ارض الوطن من مؤتمر القمة الإسلامي السابع - ١٦ ديسمبر عام ١٩٩٤


سؤال: فخامة الرئيس فان الدولة الأذربيجانية المستقلة تمثلت لاول مرة في مستوى رئيس الدولة في مؤتمر القمة الإسلامي. ما هو رأيكم حول نتائج اجتماع الدار البيضاء وأهميته لاذربيجان؟

حيدر علييف: أولا، فاني اريد ان اتحدث عن الاهمية العامة لمؤتمر القمة السابع الذي عقدته منظمة المؤتمر الإسلامي في الدار البيضاء. واعتقد ان هذا حدث كبير على الصعيد الدولي. كان هذا مؤتمر القمة السابع لرؤساء الدول للبلدان الـ٥٢ التي تنتسب الى العالم الإسلامي. في نفس الوقت كان مؤتمر القمة الحالي يحيي ذكرى مرور ٢٥ سنة على تاسيس هذه المنظمة. ان منظمة المؤتمر الاسلامي انشئت قبل هذا بـ ٢٥ سنة. بالتأكيد، كان عدد أعضاءها عند تاسيسها أقل بكثير منه الى الآن. وانضمت ٧ دول جديدة الى عضوية منظمة المؤتمر الاسلامي في الفترة ما بين مؤتمري القمة السابق و الحالي وبلغ مجمل عددها ٥٢ دولة وهي تمثل البلدان التي يعيش فيها اكثر من مليار نسمة. وأثبتت منظمة المؤتمر الاسلامي خلال هذه السنوات الخمس والعشرين انها قادرة على العيش ولعب دور مميز على الصعيد الدولي. وأعتقد ان هذا المؤتمر السابع أصبح ذروة نشاطاته الى جانب تلخيص نشاط المنظمة للسنوات الخمس والعشرين. لذا فان مؤتمر القمة هذا، بلا شك، سيؤثر على السياسة والحياة الدولية.

خلال السنوات الثلاث الماضية قامت اذربيجان بتعاون معين مع منظمة المؤتمر الاسلامي، لكنه لم يكن مثمرا لدرجة كافية. لذلك فان اشتراك اذربيجان في مؤتمر القمة الاسلامي السابع في مستوى رئيس الدولة، لا شك، حدث كبير بالنسبة لموقف الجمهورية الاذربيجانية على الصعيد الدولي وسياستها الخارجية. اني أقدره هكذا. اما اشتراكي في مؤتمر القمة هذا فاعتبره ضروريا لنفسي.

ولا ريب في ان مؤتمر القمة هذا هو الآخر اجتاز الفترة التحضيرية المعينة كما هو الحال في اجتماعات المنظمات الدولية الاخرى. وسعينا في الفترة التحضيرية الى ان نحصل على انجازات معينة لاذربيجان في مؤتمر القمة السابع هذا. واستطعنا ان نتوصل الى هذا. وكنا ننوي ان نطلع بالدرجة الأولى البلدان الاسلامية وأعضاء منظمة المؤتمر الاسلامي على الوضع الحالي لاذربيجان كدولة مستقلة، وفي نفس الوقت، أن نتوصل الى اتخاذ قرارات معينة حول الاوضاع في اذربيجان منتفعين بامكانيات هذا الاجتماع.

ولا شك في ان أهم مسألة بالنسبة لنا على الصعيد الدولي كان عدوان ارمينيا على اذربيجان وضرورة اطلاع العالم على مدى اضرار كبيرة ألحقها هذا العدوان خلال مدة أكثر من السنوات الست السابقة بالجمهورية الاذربيجانية والشعب الاذربيجاني وخسائر تكبدها بلدنا وأية معانات يعانيها وصعوبات كبيرة يواجهها سكان أذربيجان. لذلك فكان هدفنا هو اتخاذ قرار حول عدوان ارمينيا على اذربيجان ومناقشة مسالة تقديم المساعدات الى بلدنا من قبل منظمة المؤتمر الاسلامي والدول المنضمة اليها بسبب مثل هذه الاوضاع الشاقة في اذربيجان ايضا.

ولم يكن من السهل اعداد هذه القرارات اثناء الفترة التحضيرية. كانت ثمة عوامل وحتى دولة كانت تعرقل هذا ايضا. كما تعلمون انه يتم تبني قرار على اساس توافق الآراء في مثل تلك الاجتماعات الدولية. اذا لا يوجد التوافق، ايْ موافقة دولة ما فيمكن الا يتخذ اي قرار. كانت ثمة دولة مثل هذه وانها ما كانت تتفق على الفكرة القائلة بان ارمينيا دولة معتدية على اذربيجان. لذلك فاننا قمنا بمزيد من الاعمال اثناء الفترة التحضيرية. وكثفنا نشاطنا تكثيفا أكثر عندما وصلنا الى الدار البيضاء ورأينا ان هذا القرار يواجهه الخطر الى حد ما. وتمت مناقشة هذه المسألة في لقاء وزراء الخارجية وتوصلنا الى إزاحة تلك العراقيل.

كما تعلمون ان مؤتمر القمة بدأ في الساعة السابعة مساء في ١٣ من ديسمبر. لذا فاننا قررنا ان نلتقي رؤساء الدول طوال اليوم. اني التقيت عدد غير قليل من رؤساء الدول. وطرحنا تلك المسالة في نفس الاجتماعات ايضا. وقلت لرؤساء الدول ان أمامنا قرارا مثل هذا وقد يمنعون من تبنيها. ويجب الحيلولة دون هذا. اننا قمنا بهذه الأعمال أيضا.

في نهاية المطاف وعندما بدأ الاجتماع عمله فتولدت لدينا ثقة في ان قرارنا سيتم تبنيه. لكننا كنا ننتظر هذا حتى ختام الاجتماع. والحمد لله ان الأعمال التي قمنا بها لم تذهب هدرا وتأتي بنتائجها واتخذ مؤتمر القمة الاسلامي السابع قرارا حازما ومفصلا جدا حول عدوان ارمينيا على اذربيجان. يشمل هذا القرار الى عدوان ارمينيا ويطرح مسألة انسحاب القوات المسلحة لارمينيا من الاراضي الاذربيجانية المحتلة بدون شروط وقيود وعودة اللاجئين الى ديارهم. فيما يتعلق بمشكلة من المشاكل الصعبة الموجودة في المفاوضات مع ارمينيا أي قضية تحرير منطقتي شوشا ولاشين فأشيرت اليها هناك بصورة ملموسة. لذلك فان اتخاذ هذا القرار في مؤتمر القمة الاسلامي السابع وهو الاجتماع الرفيع المستوى الثاني من نوعه بعد مرور مدة قصيرة، اي نحو ١٠-١٥ يوما على انعقاد الاجتماع الرفيع المستوى في بودابست، انه بلا شك، حدث كبير بالنسبة لنا وأعتقد انه حدث تاريخي وستكون له أهمية كبيرة.

أما القرار الثاني حول تقديم المساعدات الى اذربيجان من قبل الدول الاسلامية بسبب الأوضاع الحالية في اذربيجان وعدوان أرمينيا ونزوح اكثر من مليون لاجئ فانه مهم جدا بالنسبة لنا أيضا. واعتقد ان هذه الدول ستساعدنا بموجب ذلك القرار. ويصعب علينا ان نقول من والى اي حد سيساعدنا. على اي حال، ان الجوانب المعنوية للمساعدات أفضل من جوانبها المادية. اذن، تدرك هذه الدول شقاوة الوضع في اذربيجان وتبين هذا وفي نفس الوقت تعلن استعدادها لتقديم المساعدة.

واتخذ مؤتمر القمة الاسلامي السابع قرارا ختاميا هاما ايضا. ان عددا كثيرا من المسائل، اي المسائل الرئيسية التي تمت مناقشتها فقد وجدت عكسها في هذا القرار ايضا. مع هذا، فقد احتوت الوثيقة الختامية ايضا المسالة المتعلقة باذربيجان، قضية ناغورني كاراباغ، أو عدوان ارمينيا على اذربيجان. لذلك فاننا توصلنا الى تبني الوثائق التي كنا نتوقعها من هذا الاجتماع. وهذا انجاز كبير، واني ممتن لهذا.

مما يجعل هذا الاجتماع مهما بالنسبة لنا هو انني شرحت وضع اذربيجان في خطابي امام اجتماع كبير احتشد فيه رؤساء الدول للبلدان الـ٥٢. وألقيت كلمة حول عدوان ارمينيا ومكان اذربيجان في منظمة المؤتمر الإسلامي وموقف بلدنا تجاه العالم الإسلامي وعلاقاته مع الدول الاسلامية والأوضاع في جمهوريتنا، التي نتجت عن عدوان ارمينيا وفي نفس الوقت حول اقتراحاتنا الملموسة. واريد ان اذكر ايضا ان جمهوريتنا معروفة على الصعيد الدولي وتشغل مكانها المستحق واننا شعرنا دائما بالاحترام والتكريم المستحق الذي تحظي به اذربيجان في مؤتمر قمة الدار البيضاء كما كانت في اجتماع القمة ببدابست. كما ان تقديم الكلمة اليَّ في القسم الاول لهذا الاجتماع والاستماع الى خطابي بانتباه كبير والآراء الايجابية التي أطلقها عدد غير قليل من قادة الدول حول هذا الخطاب وردود الأصوات التي أثارها خطابي تظهر ان الجمهورية الاذربيجانية شغلت مكانا مستحقا لها.

في هذا الاجتماع لمنظمة المؤتمر الإسلامي أطلعنا مرة اخرى الدول الأعضاء على اذربيجان. عليَّ ان اعترف بان بعض قادة الدول ورؤساء الوفود ما كانوا يتطرقون مع الاسف الى عدوان ارمينيا على اذربيجان عندما كانوا يتحدثون اثناء خطاباتهم عن عدد غير قليل من النزاعات في العالم. وهذا كان يدل على انه يبدو انه لم تجري اتصالات الى حد كاف حتى الآن مع تلك الدول، حيث ان قادة تلك الدول ما ادركوا كنه المسألة. لذلك فان العمل الذي قمنا به في هذا الاجتماع وخطابي والقرارات من جهة ولقاءاتنا الثنائية مع قادة الدول واللقاءات والأحاديث التي اجريناها خلال أوقات الفاصل للاجتماع أطلعت كل الدول الاسلامية بالكاد على اذربيجان.

ويسعني ان اقول ان ممثلي دولة المالديف الواقعة في المحيط الهندي بالقرب من الهند طلبوا مني مصرين على ان رئيسها يريد ان يلتقي بنا. ووجت وقتا مناسبا في الفاصل لالتقي به واتحدث معه. ان جزر المالديف دولة صغيرة، بل مستقلة. ان رئيسها يقود البلد منذ ١٦ سنة وهو على علم حسن بالوضع في اذربيجان. فقد كنت ممتنا جدا لانه يعلم سواء الماضي التاريخي لاذربيجان، او حاضرها، او الاوضاع فيها، او عدوان ارمينيا عليها، كما اشار الى انه يعرفني منذ الأزمنة الماضية ايضا.

واود ان أقول ان ثمة اشخاصا امثالهم. مع هذا، كما يعلم البعض من بينهم المسألة، لكنهم لم يستطعوا الإشارة الى هذا في خطاباتهم لانهم لا يقدرون على ادراك مدى خطورة الوضع. لكن رؤساء الدول الكبيرة الذين هم على علم بالوضع في اذربيجان القوا كلمات تحدثوا فيها حول عدوان ارمينيا على اذربيجان وادانوا هذا العدوان.

ومما يجعل هذا الاجتماع مهما بالنسبة لنا هو اننا أطلعنا هذه الدول عن كثب شديد على اذربيجان وزودناهم بالمعلومات حول الوضع في بلدنا وأقمنا معهم علاقات ايضا.

وجرت بيني وبين عدد كثير من رؤساء الدول لقاءات ثنائية اثناء مؤتمر القمة. لعلكم شاهدتم هذا. واجرينا عدة لقاءات ايضا اثناء الاجتماع. لكنكم ما استطعتم ان تعرضوا هذا بما انكم ما كنتم داخل القاعة. ثمة شرائط كاسيت تم تسجيلها فيها وسيعطونكم هذه الشرائط. جرت كل هذه اللقاءات في جو مثمر جدا. على سبيل المثال، يمكني ان أذكر لقائي مع سلطان دولة بروناي، أو لقائي مع رئيس وزراء ماليزيا، الدولتين اللتين تقعان في موقع أبعد منا. كما قلت انهما تقعان أبعد منا. ربما لا يعرفون عندنا عن كثب هذه البلدان. عندما التقيت رئيس وزراء ماليزيا سألته كيف يعرف أذربيجان. واجابني قائلا باننا نعرف اذربيجان من خلال بعض المقالات المطبوعة في الصحافة الغربية. والحال ان ماليزيا من الدول الكبيرة والمهمة في آسيا وهي بلد اسلامي وعلينا ان ننشئ معها علاقات اقتصادية. لكنكم ترون ان أذربيجان لا يعرفونها هناك بشكل حسن.

هذا فاني لا اريد أن آخذ الوقت بسرد كل لقاءاتي الواحدة تلو الأخرى هنا. قصارى القول، يمكنني ان اقول ان لقاءاتي كانت كثيرة للغاية، وعملنا هناك بشكل مكثف. ان اللقاءات التي أجريناها ادت الى انشاء العلاقات الثنائية، وكذلك أثارت اهتمام تلك البلدان تجاه أذربيجان. في هذه اللقاءات دعوت عددا كثيرا من رؤساء الدول الى أذربيجان. ودعوني هم الآخرون الى بلدانهم. لا شك في اننا سنستفيد من هذه الدعوات في المستقبل وسنوسع العلاقات الدولية بين أذربيجان وتلك البلدان في كافة المجالات. لذلك فاني أرى ان اشتراك اذربيجان في مؤتمر قمة الدار البيضاء له أهمية للغاية بالنسبة لنا.

اما العاهل المغربي صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني فانه يبدي اهتماما كبيرا جدا لأذربيجان. بعد ختام الاجتماع جرت بيني وبينه لقاء وحديث حيث دعاني الى القيام بزيارة رسمية الى المملكة المغربية بعد شهر رمضان. واني بدوري دعوته الى أذربيجان. من خلال حديثنا توصلنا الى اعتقاد بان ثمة امكانية لانشاء علاقات حسنة بين بلدينا وينبغي علينا ان نقيمها.

عامة، فاني أعتقد ان اذربيجان عليها ان تستفيد بأكثر ثمرة من امكانيات البلدان الإسلامية. وقد أنشأنا علاقات مع عدد كثير من البلدان والتقيت مرة اخرى قادة تلك الدول في الدار البيضاء. لكننا ليس لنا علاقات مع بعض الدول واننا سنقيم علاقات معها ايضا.

هذا فاني اعتبر هذه الزيارة ناجحة جدا. ستكون مهمتنا عبارة عن استفادة هذه القرارات وتعزيز مواقف اذربيجان على الصعيد العالمي.

سؤال: فخامة الرئيس، فان ابرز منافسيكم يضطرون الى ان يعترفوا بالانجازات التي حصلتم عليها كرئيس اذربيجاني. ثمة قانونية وهذه مرتبطة في الواقع بانجازات الرئيس الاذربيجاني في اجتماع قمة بدابست، اي باتخاذ القرار حول انشاء قوات حفظ السلام لدى مجلس الامن والتعاون في اوربا، ثم الاعتراف بالمعتدي في مؤتمر القمة الاسلامي السابع. من الطبيعي ان القوى المعادية لاذربيجان ستتحرك الى حد ما في هذا الصدد. هل يرتقب ان تزداد الضغوط على اذربيجان بعد هذا.

حيدر علييف: اقول جليا ان اذربيجان الآن في حالة قد تنتظر فيها حدوث كل شيء. لكن المراقبين يلاحظون هذا بشكل واضح وهذا يبين اننى انتهجت ولا زلت سياسة مبدئية للحفاظ على استقلال اذربيجان ودولانيتها منذ الوقت الذي بدأت فيه عملي كرئيس لاذربيجان حتى الآن. والحمد لله ان هذه السياسة تأتي بنتائجها الايجابية حتى الآن وآمل في انها سوف لا تنفك تأتي بها. لكن يجب ألا يظن أحد ان وضع أذربيجان على الصعيد الدولي سيكون سهلا في المستقبل. لا، ليس هكذا. ان الأوضاع في بلدنا والحرب مع ارمينيا وتقديم عدد غير قليل من الدول في العالم دعما جادا لارمينيا تخلق ظروفا أكثر تعقيدا لاذربيجان. اضافة الى هذا، فان اذربيجان فقدت كثيرا منذ الوقت الذي حصلت في على استقلالها. تصوروا، تعيش اذربيجان في جو من الاستقلال منذ ٣ سنوات، اذا اتخذت الاعمال بشكل مكثف خلال هذه الفترة ازداد موقف بلدنا ثباتا على الصعيد الدولي وتوفرت لديها امكانيات أكبر لانتهاج سياسة مستقلة. كما تعلمون ان كل هذا يتم تحقيقه في الازمنة الاخيرة فقط. لكني اظن اننا سنعمل في المستقبل ايضا على هذا الاتجاه وسنحول دون الصعوبات مهما كانت.

هل تعلمون، يجب الا تخوفنا الصعوبات وألا نتأمل ابدا في اننا سنسير في طريق ممهد جدا بعد مؤتمر القمة هذا. كلا، سوف تكون ثمة صعوبات. لكن الانجازات تحتاج الى العزم وحرية الفكر والاستقلال والسياسة المستقلة. كما تشاهدون اني أنتهج سياسة مستقلة.

الصحفي: نتمنى لكم النجاحات والصحة في هذه السياسة المستقلة وفي سبيل مستقبل اذربيجان وتوصيل اذربيجان الى الايام السعيدة.

حيدر علييف: شكرا لكم.

سؤال: فقد قدموا لكم الكلمة لالقاء كلمات التهنئة عن البلدان الاسلامية الآسيوية في بمناسبة اختتام مؤتمر قمة الدار البيضاء. هل هذا دليل على ان الزعيم الاذربيجاني اختار نهجا سياسيا صحيحا وان نفوذ اذربيجان قد ازداد على الصعيد الدولي؟

حيدر علييف: وعليك ان تعلم ان النهج القويم الذي اخترناه لا يمتاز بهذا فقط. ولا نعتمد على العالم الاسلامي فقط، فحسب بل ونراهن على المجتمع الدولي باسره ايضا. لنأخذ الخطاب الذي القيته في الدورة التاسعة والاربعين للجمعية العامة لمنظمة الامم المتحدة، او اشتراكنا وخطابي في بدابست باجتماع القمة الرابع لرؤساء الدول للبلدان الأعضاء في منظمة الامن والتعاون في اوربا، والآن اشتراكنا وخطابي في مؤتمر القمة الاسلامي في الدار البيضاء. كما تقولون انه اتاحوا لي الفرصة، بالاحرى أبدوا لي احتراما كبيرا لالقاء كلمات التهنئة عن المجموعة الآسيوية الاسلامية بمناسبة اختتام مؤتمر القمة السابع وللتفضل بكلمات الامتنان بمناسبة اختتامه بنجاح. اذا نظرنا الى كل هذا بالاجمال نر اننا اخترنا نهجا قويما وهذا ليس فقط في نشاط منظمة المؤتمر الاسلامي فقط.

نعم، اذا اخذناه على شكل المجموع. نعم، اني اعتقد وأثق في ان اذربيجان تنتهج السياسة الخارجية المتأنية والصحيحة والمستقلة والحرة والمستجيبة لمصالحها الوطنية.

سؤال: هل كان من المعلوم سالفا ان الرئيس الاذربيجاني سيلقي كلمة عن الدول الآسيوية في الدار البيضاء، أم هذا اصبح معلوما اثناء الاجتماع؟

حيدر علييف: كلا، ما كان معلوما سالفا. قالوا اثناء الاجتماع، ثمة فكرة قائلة بان ياسر عرفات سيخاطب عن البلدان العربية ورئيس بوركينو فاسو عن البلدان الافريقية والرئيس الاذربيجاني عن البلدان الآسيوية. تمت مناقشة هذه المسألة في الامانة وتوصلوا الى هذا الرأي. من اليقين ان طرح هذا الفكر هو الآخر نتيجة العناية والمعاملة اللتين لقيتهما اذربيجان.

سؤال: هل يحتوي القرار الصادر آلية لتنفيذه؟

حيدر علييف: ولا شك في انه يملك آلية لمراقبته. وعلينا ان نواصل عملنا بعد هذا وان نتخذ تدابير ضرورية لتحقيق هذا القرار.

سؤال: اسمحوا لي بان اطرح سؤالا آخر. الحقيقة الناصعة هي ان الدول الاسلامية تتبنى احيانا القرارات بالاجماع عندما تحتشد في الاجتماعات الكبيرة. لكن بعضها، ولا أذكر اسمها، لا يواصلون السير على هذا النهج حتى النهاية. هل تؤثر انشاء العلاقات الثنائية الجديدة هنا الآن والصلات والروابط الجديدة على ازالة هذه الحالة غير المرغوب فيها؟

حيدر علييف: لا شك فيه. واعتقد ان الاغلبية الساحقة من الدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي تفهم هذا الوضع الشاق لاذربيجان وتعتزم بتقديم مساعدات لها. ولا ريب في ان اشتراكنا في مؤتمر القمة هذا وعددا كثيرا من اللقاءات الثنائية التي اجريتها مهم للغاية. واما الاشخاص الذين التقيت بهم فاني اعرف الكثير منهم منذ زمن وكانت لي لقاءات معهم في الماضي. على سبيل المثال فاني التقيت ياسر عرفات بصورة اخوية. عندما رآني ما علم كيف يعرب عن فرحه. لاني اجتمعت معه عدة مرات في باكو في حينه، بالاحرى في نهاية السبعينيات، وبعد هذا التقيت به في موسكو ايضا. ما رآني حتى قال: "يسرني جدا انكم عدتم الى الحكم". سبقت وجرت بيني وبين الرئيس اليمني لقاءات كثيرة في اليمن وفي موسكو. او عندما اجتمعنا مع الآخرين كانوا يقولون لي انهم قرأوا وسمعوا كثيرا عني. كان هؤلاء الناس هم الذين ما رأيتهم سابقا.

بالتاكيد، كل هذا مهم. لان العالم الاسلامي ، بلا ريب، اهتم عن كثب في حينه بشخصيتي انا. خاصة، عندما كنت من قادة الاتحاد السوفييتي كان كل مسلم يهتم بان مسلما واحدا ايضا يوجد الآن في قيادة الدولة السوفييتية. لان معلوماتهم غيابيا عني كانت كثيرة بالمقارنة مع معلومات الناس الذين ما كنت أعرفهم. مثلا، التقينا أخويا السيد خدام نائب الرئيس السوري. لاني اجتمعت معه عدة مرات. وسررت جدا للقائنا من جديد. وبعثت معه تحياتي الى الرئيس حافظ الأسد.

ولا شك في ان هذا مهم جدا بالنسبة لاذربيجان.

سؤال: هل يمكن ان يؤثر هذا القرار الذي تبنته منظمة المؤتمر الاسلامي وتأييد مثل هذه الاعداد من الدول لاذربيجان تاثيرا اضافيا على تنفيذ القرار الصادر عن مجلس الامن والتعاون في اوربا تنفيذا أكثر ثمرة؟

حيدر علييف: بلا شك، لان مجلس الامن والتعاون في اوربا اتخذ مثل هذا القرار لاول مرة خلال تاريخه العشرين سنة والحرب المستمرة ٦ سنوات بين ارمينيا واذربيجان. كان الكثير يعتبرون ان مجلس الامن والتعاون في اوربا لن يتخذ مثل هذا القرار ابدا. لكنه أصدر هذا القرار. آنئذ تمثلت في بدابست ٥٢ دولة. كما تمثلت هنا في الدار البيضاء ٥٢ دولة. اننا قمنا خلال هذا الشهر الواحد باتصالات مع ١٠٤ دولة. وتم اتخاذ القرارات ذات الاهمية البالغة بالنسبة لاذربيجان هناك وهنا ايضا. واعتقد ان هذه قسط جيد لنهاية السنة ١٩٩٤.

سؤال: فقد خطت خطوة كبيرة في سبيل الاعتراف بارمينيا كمعتدية واتخذ قرارا يحتوى مادة مردها الى انه يجب أن أثيرت القضية امام منظمة الامم المتحدة.

هل يوجد امل في ان ارمينيا يتم الاعتراف بها عامة كمعتدية على نطاق منظمة الامم المتحدة؟

حيدر علييف: كما تعلمون فعلينا ان نعيش دائما بأمل. اذا ما عشنا بأمل ما توصلنا الى اي شيء. علينا ان نعيش دائما بامل. اذا يوجد هدف فمن الممكن تحقيقه ايضا. اذا اتخذنا خطوة واحدة وتقدمنا الى الامام، فيمكننا ان نتخذ خطوة تالية.

اذربيجان ١٩٩٤: الدولانية الوطنية امام الامتحان، الجزء الثاني، باكو، ٢٠٠٢، ص. ٣٨٢-٣٨٨.