من حديث الرئيس الآذربيجاني حيدر علييف عند مفابلته مع الوفد الذي يرأسه أفراهيم سنيه الرئيس المشارك في المجموعة المشتركة البرلمانية الأمريكية الإسرائيلية الآذربيجانية، ونائب وزير الدفاع الإسرائيلي - ٤ ديسمبر عام ١٩٩٩
حيدر علييف: الوزير المحترم!
الضيوف الكرام!
اهلا وسهلا بكم في آذربيجان! أرحب بكم من صميم القلب.
بين آذربيجان واسرائيل علاقات الصداقة الطيبة. لكنا، اعتقد، نريد تطوير هذه العلاقات من كلا الطرفين. لذا في قمة اسطنبول لمنظمة الأمن والتعاون في أوربا التقيت بالسيد باراك رئيس الوزراء الاسرائيلي. وجاء لقاؤنا هذا مثمرا ومهما جدا. في بداية الأمر قمنا بتبادل الآراء وتناولنا المسائل الاقليمية الأخرى. انا ممتن جدا لهذا اللقاء.
أما الآن فإن زيارتكم آذربيجان، اعتقد، تهدف الى تطوير علاقاتنا. اهلا وسهلا بكم!
افراهيم سنيه: شكرا جزيلا لكم، فخامة الرئيس المحترم. اسمحوا لي بأن أبلغكم اطيب تحيات السيد باراك رئيس الوزراء، قبل كل شيء. فطلبني ان ابلغكم تحياته الشخصية لكم الرئيس حيدر علييف.
ان الهدف الرئيسي من زيارتي هذه هو احتفالي بالعيد اليهودي - اول يوم لعيد الحانوخا (عيد الشموع) بين اليهود هنا. اننا ممتنون جدا لأن اليهود القاطنين في آذربيجان استقبلهم الشعب الآذربيجاني دائما استقبالا حارا جدا لقوا دائما معاملة حارة، علاقات ودية صميمية. ونقدر كل هذا تقديرا عاليا جدا. عندما نتكلم مع اليهود الذين هاجروا من آذربيجان باكو الى إسرائيل لا يتكلمون دون ان يعلنوا حبهم ومودتهم لآذربيجان ويتقاسمون مشاعرهم حول آذربيجان بكل امتنان. فخامة الرئيس، فإني أريد ان أشاطركم انطباعاتي الشخصية هنا. وأريد ان أعرب عن مشاعري هذه باللغة الروسية ولو قليلا بدلا من مترجمكم الجيد.
فخامة الرئيس، وكنت هنا في باكو قبل ٦ سنوات و٤ سنوات. وهذا حدث كبير جدا: يتوافر كل شيء - السيارات، السلع في المحلات. كأن هذا معجزة. واعلم ان كل هذا نشأ بفضل سياستكم وقيادتكم وجرأتكم. وأريد ان أقول فقط، واني سعيد جدا لأن الناس يعيشون هنا حياة حسنة وان آذربيجان جمهورية قوية. وهذه هي مشاعري الشخصية وأردت ان أقاسمكم هذه المشاعر.
في شهر ديسمبر عام ١٩٩٣ كنت في آذربيجان وأتذكر تلك الأيام كما كان. أمر لا مقارنة له. انتهازا مني للفرصة، فخامة الرئيس، فإننا نتمنى لكم الصحة الكاملة ليدوم حكمكم طويلا. ولو انصرف قليل من الوقت من توقيع الاتفاقية التاريخية حول باكو - جيهان فأريد التأكيد مرة أخرى بأهميته الهائلة. وأود الإشارة الى ان هذه الاتفاقية ستساعد بلدكم على اتخاذ موقف مستحق له في المجتمع الدولي.
ويعجبني دائما ان أقارن السمات المتشابهة بين آذربيجان واسرائيل، أجد المشابهة بينهما. انتهازا مني للفرصة أريد القول بأن بلدينا يشبه بعضهما البعض ببعض خصائصهما، أولا، مساعيهما لإحياء لغتيهما القديمتين، ثانيا، عيش أغلبية سكان البلد خارجه، ثالثا، وجودنا في منطقة لا مكان فيها للضعفاء. استفادة من علاقاتنا الودية مع آذربيجان واعتمادا عليها سنساعدكم في العالم بكل قوتنا وامكانياتنا. في الختام، أريد القول بافتخار ان الجماعة اليهودية القاطنة في الولايات المتحدة الامريكية تم تعبئتها للتوصل الى إلغاء المادة برقم ٩٠٧ التي تتخذ موقفا محابيا لآذربيجان. شكرا جزيلا لكم، فخامة الرئيس.
حيدر علييف: أشكركم. اهنئكم بمناسبة عيد الحانوخا واني ممتن جدا لأنكم تحتفلون بعيدكم القومي هذا في باكو آذربيجان بالذات والتقيتم باليهود القاطنين في آذربيجان واحتفلتم بالعيد معهم.
في الحقيقة، تمتع اليهود في الازمنة الماضية ويتمتعون الآن بكل حقوق المواطنة في آذربيجان، ولا نحقق اي تمييز تجاههم. اتخذ اليهود في الماضي ويتخذون الآن ايضا مزيدا من الأعمال في الحياة الاجتماعية السياسية لآذربيجان والمجال العلمي والمجال الثقافي في آذربيجان.
كان لي شخصيا أصدقاء من اليهود هم الذين كانوا يتخذون مكانا مرموقا في آذربيجان في مجالات الثقافة والموسيقى، أو الصحة والعلم وغيرها من المجالات. كانوا سكانا قيمون لآذربيجان. ولن ننسى خدماتهم المقدمة في تطوير آذربيجان، خاصة في تطوير الثقافة والعلم والصحة في آذربيجان.
يعيش اليهود اليوم في آذربيجان في جو من الحرية والرفاه، يقومون بما يريدونه من الأعمال الطيبة واعتقد ان ظروفهم المعيشية على المستوى العالي. انهم يعملون في مناصب يريدونها في كل مجالات حياة آذربيجان. وأعتقد انهم مرتاحون من وجودهم هنا. واعلنتم هذا انتم أيضا.
اما اليهود الذين هاجروا من آذربيجان، باكو الى اسرائيل في السنوات الأخيرة، أعلم أنهم يتشوقون كثيرا الى آذربيجان، باكو. كان بعضهم أصدقائي القدماء، معارفي. التقيت بهم عند زيارتهم آذربيجان وتحدثت معهم ورأيت كل مرة ان قلوبهم الى جانب آذربيجان، تتشوق لآذربيجان. اقول لهم، متى تريدوا عودوا ليعيشوا في آذربيجان. الآن عدد سكان إسرائيل كاف وان أراضيها لا يمكن ان تشمل كل اليهود القاطنين عبر كل العالم.
أشكركم على كلماتكم الطيبة وانطباعاتكم عني وعن وضع آذربيجان في السنوات الأخيرة. وانا ممتن جدا لأنكم قلتم انكم كنتم هنا في هذا الموسم بالذات في نفس الأوقات لعام ١٩٩٣. الآن، سافرتم من جديد، بعد مرور ٦ سنوات تشاهدون التغيرات في حياة آذربيجان. الى جانب مشاهداتكم، فإني أعتقد ان أكبر إنجازاتنا هو أننا خلصنا آذربيجان من خطر الانقسام والتفتت والحرب الأهلية عام ١٩٩٣. بعد هذا قمنا تذكية مجتمعنا وقضونا على الميلشيات غير الشرعية وعزلنا المجرمين من المجتمع نتيجة التدابير التي اتخذناها في آذربيجان ونتيجة لكل هذا، استطعنا خلق ظروف اجتماعية سياسية ثابتة في آذربيجان. كما تعلمون، زرت باكو عام ١٩٩٣ للمرة الثانية. وأتذكر تلك السنوات والشهور. وأظن انكم أيضا كنتم قد شاهدتم ان الناس لم يستطيعوا ترك منازلهم في تلك الاوقات.
ثمة عائلات كثيرة ما كانت تسمح لأولادها بالخروج الى الشارع. كان الوضع متوترا. لكن الآن فيمكنكم الاستراحة في شوارع باكو حتى الصبح.
بالتأكيد، لقد شاهدتم أشياء كثيرة، كما قلتم، السيارات، والتغيرات الموجودة في المدينة والفنادق. مع هذا والأهم هو اننا خلقنا ظروفا حسنة لعيش الناس بالراحة والحرية.
من الطبيعي ان تطور اقتصادنا خلال السنوات الماضية خلق نفس المشهد الذي هدونه. عام ١٩٩٤ توصلنا الى وقف الحرب مع أرمينيا وأبرمنا اتفاقية وقف إطلاق النار.
كما قلتم فإن بلدينا متشابهان ببعضهما البعض. كنتم على حق تماما عند قولكم. كما تعلمون ان وحدة ترابنا أيضا منتهكة. احتلت القوات المسلحة لأرمينيا ٢٠% من الأراضي الآذربيجانية وتبقى حتى الآن تحت احتلالها. وتم تشريد اكثر من مليون آذربيجاني من الأراضي المحتلة ويعيش الكثير منهم في المخيمات في الوضع الشاق. لا نريد استئناف الحرب ونريد تسوية القضية بالطريق السلمي. مع الأسف ان الطرف الأرمني لا يستطيع ان يتخذ موقفا بناءا لمعالجة القضية سلميا. لكني أثق في أننا سنتوصل الى التسوية السلمية للقضية.
واجهت آذربيجان كثيرا من المعاملات الجائرة، بما فيها المادة برقم ٩٠٧ الصادر عن الكونغرس الأمريكي التي أشرتم اليها للتو. تقول الحكومة الأمريكية دائما ان الارمن القاطنين في الولايات المتحدة يؤثرون على الكونغرس، لذلك فإننا لا نتمكن من إلغاء تلك المادة. لكني أقول بدوري - كما باينتم هذا - تأثير الجالية اليهودية اكثر من الاخرين على الكونغرس الأمريكي والحكومة قاطبة.
لنا علاقات وثيقة مع الجالية اليهودية في الولايات المتحدة. إلتقيت مع ممثلي مؤتمرات الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة في نيويورك عندما كنت هناك. كثرت زياراتهم لآذربيجان وأجرينا لقاءات كثيرة معهم. رأيت متحف "الهولوكوست". بيننا علاقات وثيقة جدا. لذلك فإني أقبل تصريحاتكم بكل امتنان بحيث أن الجالية اليهودية في الولايات المتحدة الأمريكية ستستمر في مساعيها لإلغاء المادة برقم ٩٠٧. كل هذا يدل على أن علاقاتنا الحالية حسنة ولكنها قد تكون أحسن في المستقبل. لقد تطرقتم الى موضوع توقيع الاتفاقية حول إنشاء خط أنابيب النفط باكو - جيهان. إن هذا انتصارنا الكبير، نجاحنا الكبير. واتخذنا مزيدا من الأعمال في هذا المجال خلال السنوات الخمس الماضية. بدأت شركات النفط الكبيرة الغربية والأمريكية تقوم بالأعمال المشتركة الكبيرة هنا. ونستخرج النفط نتيجة عملنا المشترك ونصدره الى الأسواق العالمية. لكن لنا ثروات طبيعية كثيرة. ان بلدنا غني جدا بهذا. بالطبع كان خط انابيب النفط باكو - جيهان ضروريا جدا لتصديرها الى الاسواق العالمية. لقد انجزنا في هذا المجال واقتربنا من اسرائيل اكثر اقترابا. من هناك، ميناء جيهان الى اسرائيل مسافة قليلة جدا.
لنا مشاريع في المستقبل أيضا. لكن هدفنا الرئيسي تسوية النزاع الارميني الآذربيجاني واحلال السلام بين ارمينيا وآذربيجان. نؤيد، عامة، إحلال السلام في القوقاز، خاصة في القوقاز الجنوبية. ونبذل جهودا كثيرة لهذا وتقدمت باقتراح حول إنشاء ميثاق في الامن والتعاون في القوقاز الجنوبية أثناء قمة اسطنبول لمنظمة الامن والتعاون في أوربا. واعتقد أن إنشاء مثل هذا الميثاق واقعي. قصارى القول فإنكم تواجهون الصعوبات الكبيرة جدا، ونحن ايضا نواجه الصعوبات الكبيرة. لكن الاهم هو اننا نستطيع تذليل هذه الصعوبات واني متفائل في هذا المجال سيكون أفضل بالنسبة لإسرائيل وآذربيجان.
شكرا لكم على الكلمات الطيبة والصميمية التي قلتموها عني. واقول هذا بالروسية، لأنكم قلتم هذا الفكر بالروسية.
إفراهيم سنيه: أفهم قليلا.
حيدر علييف: لا تتكلمون بالروسية سيئا. لعلكم تفهمون احسن من الحديث. وهذا هكذا دائما.
افراهيم سنيه: فخامة الرئيس، اريد ان أعيد النظر الى مسألة. لقد اتصلت بواشنطن قبل زيارتي هنا. وقالوا لي بأنه يمكن بدء بذل الجهود الجديدة لإلغاء المادة برقم ٩٠٧ من أوائل الربيع. لكن هذه المسألة تعقدت بسبب إجراء الانتخابات في السنة القادمة. أريد ان اقول انه كان لبن قوريون مؤسس الدولة الإسرائيلية كلمات حكيمة جدا. قال هذه الفكرة في حين كانت إسرائيل معزولة وتعيش كدولة معزولة، والكثير ما كانوا يسمعون صوتها. لقد قال "ليس المهم ماذا يقول ويتفكر الأخرون عنا، المهم هو ماذا نفعل بأنفسنا ونظهر مدى قدرتنا". ويخيل لي انه يمكن وصفكم بهذه الكلمات أيضا. إننا على يقين من انكم أظهرتم أمام العالم بأسره على ماذا تقدرون بالأعمال التي اتخذتم هنا.
حيدر علييف: أشكركم
جريدة "آذربيجان"، ٥ ديسمبر عام ١٩٩٩