مؤلفاته / السياسة الخارجية / أذربيجان - العالم التركي

خطاب حيدر علييف الرئيس الاذربيجاني في مأدبة الغداء الرسمية المنظمة على شرف السيدة تانسو تشيلر رئيسة الوزراء التركية - قصر جولستان، ١٠ يوليو عام ١٩٩٥


رئيسة الوزراء المحترمة اختنا السيدة تانسو تشيلر!

الضيوف الكرام الوافدون من جمهورية تركيا والسيدات والسادة المحترمون!

اجتمعنا اليوم في مأدبة الغداء المنظمة على شرف رئيسة الوزراء التركية واختنا تانسو تشيلر وضيوفنا الكرام المرافقين لها. هذا حدث مهيب في حياة اذربيجان.

بين جمهورية تركيا والشعب التركي وجمهورية اذربيجان والشعب الاذربيجاني روابط وطيدة. يرجع تاريخ علاقات الصداقة والاخوة هذه الى الازمنة القديمة. اقام اجدادنا القدامى والاجيال السابقة علاقات الصداقة هذه منذ قرون وقرون وصانوها وخلفوها ليومنا هذا. ان شعوبنا التي لها جذور مشتركة كانت مخلصة لصداقتها التاريخية وتقاليدها دائما وخلدت هذه التقاليد لغة ودين شعوبنا ومعنوياتها. لذا بالذات تحمل علاقات الصداقة القائمة بين جمهورية تركيا واذربيجان طابعا خاصا. لذا بالذات يبدي الشعب الاذربيجاني احتراما خاصا ومشاعر الحب لجمهورية تركيا والشعب التركي. استقبلنا اليوم اختنا العزيزة وضيوفنا الوافدين من تركيا بهذه المشاعر واجتمعنا في هذا القصر بهذه المشاعر.

لتركيا تاريخ كبير. احتفلت جمهورية تركيا باليوبيل الـ٧٥ لمجلس الامة الكبرى. خلال السنوات الخمس والسبعين الاخيرة يعيش الشعب التركي في جو من الحرية والاستقلال والديموقراطية، انضمت الى المجتمع الدولي كدولة علمانية ومتحضرة. لجمهورية تركيا مكان مستحق لها في المجتمع العالمي. ان تاريخ الديموقراطية وتاريخ الحرية والاستقلال المستمرة ٧٥ سنة ومرحلة الاحترام لحقوق الانسان خلال ٧٥ سنة ومرحلة التطور المستمر خلال ٧٥ سنة ادت بجمهورية تركيا الى صفوف الدول المحترمة في المجتمع الدولي. تسرنا هذه الانجازات لجمهورية تركيا بوصفها شعبا وبلدا صديقا ونرحب بها من صميم القلب.

قدم الشعب التركي نماذج البطولة والتفاني في كافة المراحل وحافظ على هويته ولغته وتقاليده التاريخية. يمكن الاشارة بكل امتنان الى ان جمهورية تركيا ودولتها وحكومتها لا تزال تحافظ على هذه التقاليد وتطورها. هذا امر يسرنا ونموذج كبير نحتزي به.

تجري عمليات واحداث معقدة في حياة تركيا خلال السنوات الاخيرة. تغلبت جمهورية تركيا والدولة التركية وحكومتها والشعب التركي على هذه. لذلك فإن الشعب التركي يعيش في جو من الحرية والاستقلال والديموقراطية. تستطيع الدولة العلمانية والمتحضرة القائمة على مبادئ الديموقراطية ان تتغلب على كل هذه الصعوبات.

لعب رؤساء الدولة التركية والحكومة التركية وخاصة رئيسة الوزراء السيدة تانسو تشيلر دورا كبيرا في كل هذا. نستقبل اليوم رئيسة الوزراء التركية كرئيسة الوزراء للبلد الصديق والشقيق. في نفس الوقت نستقبلها كشخصية الدولة والشخصية الاجتماعية السياسية التي اجتازت طريقا كبيرا في حياة تركيا ولعبت دورا كبيرا فيها وعالمة كبيرة واقتصادية شهيرة. لذا بالذات ترأس تانسو تشيلر بلياقة كبيرة الحكومة التركية وتنجح في معالجة كل المشاكل الماثلة.

ان العلاقات القائمة بين تركيا واذربيجان بلغت مستوى اعلى خلال الفترة الاخيرة. يسعنا الاشارة بمشاعر الامتنان العميق اليوم الى ان تركيا خصصت انتباها كبيرا لاذربيجان في كل مراحل التاريخ وساعدت عليها. اعترفت تركيا قبل جميع الدول باذربيجان عندما انشئت اول حكومة ديموقراطية في اذربيجان عام ١٩١٨. عندما حصلت جمهورية اذربيجان على استقلالها السياسي عام ١٩٩١ اعترفت به تركيا قبل دول العالم وقدمت دعما كبيرا لها وخدمت لتعريف اذربيجان على الصعيد العالمي.

ابتداء من عام ١٩٨٨ تعرضت اذربيجان للعدوان العسكري من قبل ارمينيا. حينذاك ما كانت اذربيجان دولة مستقلة وكانت تابعة للاتحاد السوفييتي. بلا شك في ان تركيا لم تكن في امكانها ان تتدخل في عمل دولة كبيرة كالاتحاد السوفييتي. رغم هذا، لم يهمل رجالات السياسة والعلم والثقافة هذا الوضع لاذربيجان ورفعوا اصواتهم للدفاع عنها على الصعيد العالمي وقدموا مساعدة معنوية لاذربيجان.

بعد حصول اذربيجان على استقلالها اقامت جمهورية تركيا علاقات مفيدة متساوية الحقوق ومتبادلة وقامت هذه العلاقات على مبادئ الصداقة والتآخي وجذورنا التاريخية. ان هذه العلاقات تساعد كثيرا على الشعب الاذربيجاني في فترة تسير في سبيل الاستقلال وانها مهمة جدا بالنسبة لنا.

مشاكل اذربيجان كثيرة، بلدنا متورط في الازمة الاقتصادية والاجتماعية الشاقة. احتلت ٢٠ بالمئة من اراضي اذربيجان نتيجة العدوان العسكري لارمينيا. يعيش المواطنون المشردون من هناك في حالة اللاجئين وفي ظروف شاقة. تريد اذربيجان الخروج السلمي من هذا الوضع. تم التوصل الى اتفاق حول وقف طلاق النار. منذ ما يزيد عن ١٣ شهرا ونلتزم لهذه الاتفاقية. نريد حل القضية بالطريق السلمي وبوساطة المنظمات الدولية. في هذه الفترة كانت جمهورية تركيا وحكومتها الى جانبنا وقدمت ما في وسعها من المساعدات لنا ومن الدعم المعنوي. اما المساعدات المقدمة للاجئينا فلا بديل لها. لكن الاهم هو دفاع تركيا عن اذربيجان كدولة مستقلة على الصعيد العالمي ونشاطها في مجال اصدار المنظمات الدولية قرارات عادلة حول النزاع القائم بين ارمينيا واذربيجان. يقدر المجتمع الاذربيجاني كل هذا تقديرا عاليا.

اثار كل هذا وكذلك العلاقات التاريخية بين تركيا واذربيجان والعلاقات الحالية وعلاقاتنا الشقيقة مشاعر الاحترام الكبير للشعب التركي وجمهورية تركيا ولكل مواطن لهذا البلد في اذربيجان. نظهر هذه المشاعر لتانسو تشيلر رئيسة الوزراء التركية اليوم. اختنا المحترمة والعزيزة! نقدر تقديرا عاليا جميع نشاطك ونعتبر زيارتك الرسمية هذه حدثا كبيرا ونشكرك على انتباهك لاذربيجان.

جريدة "اذربيجان"، ١١ يوليو عام ١٩٩٥

تعليقات قصيرة

السياسة الخارجية

معلومات تأريخية عامة

السياسة الخارجية

معلومات تأريخية

أذربيجان - العالم التركي‏