مؤلفاته / جالية

نداء حيدر علييف رئيس الجمهورية الأذربيجانية بمناسبة يوم تضامن جميع الأذربيجانيين في العالم - باكو، ٢٦ ديسمبر عام ٢٠٠٢


الأذربيجانيون الأعزاء!

أبناء شعبي ووطني المحترمون!

لقد اعتاد مواطنو جمهورية أذربيجان وكل الأذربيجانيين في العالم الاحتفال كل سنة باليوم الواحد والثلاثين من ديسمبر يوم تضامن جميع الأذربيجانيين في العالم كعيد وطني عام. إن عيد الوحدة والتضامن الوطني هذا الذي ظهر كنتيجة طبيعية لتعلق الأذربيجانيين بأصولهم التاريخية ونهضتهم القومية ونضالهم التحرري يشير إلى بعثهم ونموهم المعنوي في ظل الظروف التاريخية الجديدة. انتقل الشعب الأذربيجاني الذي أنشأ أول جمهورية ديموقراطية في الشرق الإسلامي في أوائل القرن العشرين إلى مرحلة جديدة من نوعها من تطوره بعد إعادة استقلاله في أواخر القرن. أذربيجان المستقلة اليوم ممثلة وعضو متساوي الحقوق للمجتمع العالمي ومنظمات دولية وإقليمية. أنشأنا دولة حقوقية ومجتمعا مدنيا ديموقراطيا وحرا. أحرزت جمهوريتنا إنجازات قد يحتذيها عدد كثير من البلدان الأخرى في توفير الوحدة الاجتماعية السياسية والتضامن المدني والتنمية الاقتصادية الثابتة. تأتي استيراتيجية النفط الجديدة لأذربيجان بثمارها، ويحقق إنشاء خط أنابيب النفط باكو- تبيليسي - جيهان أحد أكبر مشاريع القرن، وإنشاء مشروع خط أنابيب الغاز باكو - تبيليسي -أرضروم على وشك الانتهاء. يزداد اهتمام العالم بآفاق هذه المنشآت الهائلة التي ستؤثر تأثيرا إيجابيا على تطور بلدنا والمنطقة وكل البلدان المجاورة.

يحافظ شعبنا ميزاته الوطنية المتقدمة المشكلة على مدى قرون، في نفس الوقت يستوعب القيم المدنية البشرية وينضم بلدنا إلى الأسرة العالمية ويتكامل مع الساحة الاقتصادية والحقوقية والسياسية العالمية. ويظل يزداد نفوذ الدولة الأذربيجانية على الصعيد الدولي وقدرتها الاقتصادية والسياسية والمعنوية. لكن المؤسف هو أن عملية بناء شعبنا دولة مستقلة رافقها النزاع الأرمني - الأذربيجاني حول ناجورنو كاراباخ، وانتهاك وحدة أراضينا وطرد مئات ألوف من أبناء شعبنا ليصبحوا لاجئين ومهجرين وغيرها من المشاكل الصعبة.

إن جمهورية أذربيجان المستقلة تعد أساسا وركيزة قوية لتضامن جميع الأذربيجانيين في العالم. أما أفكار الهوية الأذربيجانية والدولانية الأذربيجانية التي تشكل غاية هذا التضامن تطورت بنشأة دولتنا المستقلة وثبتت في الضمائر وأصبحت فكرة وطنية توحد أبناء شعبنا. الجمهورية الأذربيجانية الآن هي مستودعة رئيسية لأفكار الوحدة والتضامن لجميع الأذربيجانيين في العالم ومنبع مهم في تعزيز الوعي القومي عند أبناء شعبنا الذين اغتربوا من وطننا التاريخي في مختلف الأوقات. دولتنا بمثابة مدافع وضمان الحقوق المدنية والمواطنية للأذربيجانيين المغتربين.

إن عقد مؤتمر تأسيسي لجميع الأذربيجانيين في العالم في نوفمبر عام ٢٠٠١ وإنشاء لجنة حكومية في شئون الأذربيجانيين المغتربين في يوليو عام ٢٠٠٢ والخطوات الأخرى التي اتخذت في سبيل تعزيز الوحدة والتضامن بين أبناء شعبنا تؤتي ثمارها الإيجابية. في الوقت الحاضر رفعت مسألة توحيد جميع الأذربيجانيين حول أفكار وأهداف الوحدة وتعزيز العلاقات مع أبناء شعبنا على مستوى سياسة الدولة الأذربيجانية وتم توجيه انتباه كل دوائر رسمية وغير رسمية إلى هذا الاتجاه. أذكر بامتنان أن توسيع العلاقات مع أبناء شعبنا وتعزيز الوحدة والتضامن بينهم يجري بشكل مكثف ومتأن. نشهد مساهمة جمعيات وجاليات أذربيجانية في الخارج في الحياة السياسية والثقافية للبلاد التي تعيش فيها. سيكون الأذربيجانيون المغتربون حاملي القيم عامة البشرية وتقاليدنا القومية المتقدمة وديننا وحضارتنا دائما. سيساعدون على نقل حقائق أذربيجان إلى العالم وتوطيد العلاقات القائمة بين وطنهم التاريخي والبلدان التي يعيشون فيها إلى حد أقصى. لذا يجب على جميع أبناء شعبنا أن يقفوا موقفا موحدا في المسائل الوطنية العامة ويتحركوا خاصة في الحفاظ على المصالح والأهداف السياسية والاقتصادية لأذربيجان وحضارتها وقيمها المعنوية. امكانيات جمعيات وجاليات أذربيجانية في الخارج وإمكانياتها الكامنة كبيرة بكثير ويوفر هذا المجال مرتعا مبدع بالنسبو إلى أبنائنا الوطنيين. أعيد أهنئ جميع أبناء شعبنا ووطننا بمناسبة هذا العيد. أتمنى لكل منكم الرفاهية والسعادة.

حيدر علييف

رئيس الجمهورية الأذربيجانية