مؤلفاته / إستراتيجية النفط / اجتماعات في إطار إستراتيجية النفط

خطاب الرئيس الأذربيجاني حيدر علييف في لقاء مع ممثلي مؤسسة "أموكو" وولاية (إيلنيوس) ومدينة شيكاغو أثناء تنزهه في المركب على بحيرة ميشيغان - ٥ أغسطس، سنة ١٩٩٧


scotch egg
scotch egg
temp-thumb
temp-thumb

السيدات والسادة المحترمون!

الأصدقاء الكرام!

اليوم آخر يوم من زيارتي الرسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية. غدا في الصباح الباكر في الساعة التاسعة سأغادر بلدكم. يسرني جدا أننا من جديد مع أصدقائنا الأمريكان في هذه الأيام الأخيرة، في الساعات الأخيرة ونحن في شيكاغو إحدى من أروع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية وفي بحيرة ميشيغان المحيطة بها. أريد أن أعلن أني والوفد الأذربيجاني المرافق بي مرتاحون جدا بزيارتنا ونعود بمشاعر الافتخار العميقة جدا إلى بلدنا.

نعتقد أن هذه الزيارة ناجحة جدا، تنتهي بالنتائج الحسنة والأهم أننا نرفع العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وأذربيجان إلى المرحلة الجديدة. هذه زيارة تاريخية في الحقيقة بالنسبة لنا وحدث مشهود جدا في تاريخ العلاقات الأمريكية - الأذربيجانية. هذا رأينا. لكن عندما اقرأ ما نشرته عدد كثير من صحف الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا أرى أن هذا ليس رأينا فقط، فحسب بل إنه في نفس الوقت رأي الدوائر الحكومية وأوساط الرأي العام في أمريكا. إن السيد المحترم بيل كلينتون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وأعضاء الحكومة أيضا قدّروا تقديرا عاليا هذه الزيارة والمحادثات المجرية والنتائج المستخلصة والوثائق الموقعة. بهذه الزيارة فتحنا بابا كبيرا إلى القرن الواحد والعشرين في العلاقات الأمريكية - الأذربيجانية. لأن الوثائق التي تم توقيعها في البيت الأبيض في الولايات المتحدة الأمريكية أرست أساسا حسنا جدا لتعاوننا الوثيق الطويل الأمد.

مما يسرنا هو أنه تتزايل الأفكار الخاطئة والانطباعات الخاطئة والموقف السلبي تجاه أذربيجان، التي تشكلت في السنوات الأخيرة في مجتمع الولايات المتحدة الأمريكية وعدد غير قليل من دوائرها الرسمية. جاء في بيان مشترك أدلى به الرئيس بيل كلينتون والرئيس الأذربيجاني أن علاقاتنا تحمل طابع الشراكة. نشيد هذا. يمكنكم أن تكونوا على يقين من اننا في الحقيقة سنصبح شركاء موثوق بهم جدا.

أعلن الرئيس الأمريكي بيل كلينتون في بيان مشترك أدليناه تأييده الكامل للاستقلال السياسي لأذربيجان وسلامة أراضيها وسيادتها. قدر رئيس الولايات المتحدة الأمريكية تقديرا عاليا الإنجازات التي اكتسبت في مجال بناء مقدرات دولة حقوقية ديموقراطية في اذربيجان واشاد إجراء بلدنا الاصلاحات الاقتصادية وأخذه طريق اقتصاد السوق. أعلن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أنه سيواصل مساعيه الجادة للحل السلمي للنزاع القائم بين ارمينيا وأذربيجان حول ناجورنو كاراباخ. أشار الرئيس الأمريكي إلى ضرورة إلغاء التعديل الـ٩۰٧ التي هي وثيقة التمييز تجاه اذربيجان وبيّن أنه سيبذل جهوده في هذا المجال. ذكر رئيس الولايات المتحدة الأمريكية إلى الأوضاع المترتبة بأمن جمهورية أذربيجان وأكد ضرورة التعاون في هذا المجال بين أذربيجان والولايات المتحدة الأمريكية. يقول البيان الذي أدلينا به إن أذربيجان والولايات المتحدة الأمريكية ستتعاون تعاونا وثيقا في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والإنسانية وغيرها من المجالات المختلفة. نقدر هذه تقديرا عاليا. أشكر من جديد لكل هذا.

مع هذا، كما أن اتفاقيات النفط التي تم التوقيع عليها بين شركات البترول العملاقة للولايات المتحدة الأمريكية وأذربيجان في البيت الأبيض و عند حضور رؤساء حكومة الولايات المتحدة الأمريكية عامل كبير جدا لتطور العلاقات بين بلدينا.

منذ وطئت مطار (كينيدي) بنيو- يورك حتى هذا الحين الذي نقوم بالتنزه في بحيرة ميشيغان بهذا المركب نشعر بالاستضافة والاهتمام والعناية الكبيرة ولقينا دائما مثل هذه الاستضافة. أشكر لكل هذا. في نفس الوقت أريد أن أعلن أن أول شركة أسست علاقاتنا هي "أموكو". قدرت هذا دائما عاليا وأقدره اليوم أيضا تقديرا عاليا. أظن أن شركة "أموكو" تقدم خدمات كبيرة جدا بهذا لشعبها وبلدها وللولايات المتحدة الأمريكية. إذ أن إقامة العلاقات بين أذربيجان والولايات المتحدة الأمريكية وتطويرها وتوسيعها تتناغم مع المصالح الوطنية سواء لأذربيجان، أو لأمريكا وهي ضرورية لهذه المصالح.

شعرنا دائما باهتمام وعناية شركة "أموكو" عندما كنا في أمريكا في هذه الأيام. واليوم نحن ضيوفكم هنا في هذا المركب أيضا. أنتم معنا منذ الدقائق الأولى حتى الساعات الأخيرة. ولذا أشكركم جزيل الشكر. يمكنكم أن تتيقنوا أننا لن ندع أبدا شيئا دون جواب. من خصائص الأذربيجانيين هو أنهم يحترمون ضعفين لما يلقون احتراما ويضاعفون الضيافة أمام ضيافة. اعتقد انكم شعرتم به. يمكنكم ان تتيقنوا انه سيستمر هكذا.

بنزهتي في المركب اليوم في هذه الساعات أتذكر حدثا طرأ منذ ٥ سنوات. حينذاك في السنة ١٩٧٢ زار أذربيجان رجالات الثقافة لروسيا - الملحنون الكبار، الفنانون، رجالات الموسيقى والكتاب الكبار والشعراء. هذا ونفط داشلاري مكمن النفط الواقع على وسط البحر لأذربيجان فكان يجلب حينذاك أنظار كل مرء في العالم بأسره كمكان أسطوري. حينذاك نحن ولعل ٥۰۰-٦۰۰ إنسان كنا نسافر في المركب الكبير من باكو إلى نفط داشلاري. استمرت الطريق ٤ ساعات. كان اليوم يوما جميلا جدا. إطلاع كل ضيف على نفط داشلاري كان افتخارا كبيرا جدا بالنسبة لي، لأن عمال النفط الاذربيجانيين توصلوا لاول مرة في العالم إلى استخراج النفط من قاع البحر. إننا نفتخر بهذا.

لكن خلال الخمس والعشرين سنة طرأت كم من التغيرات الكبيرة. فتحنا الآن بحر قزوين أمام العالم. قبل ٢٥ سنة ما كنا نعلم بالضبط وجود بهذه الكمية من الثروات الهائلة في بحر قزوين. حتى ولو علمنا لما استطعنا الاستفادة منها بقدرما نريد. لأننا ما كنا أصحابها، كان البلد الكبير الذي كنا ننتسب إليه صاحبا لها. حينذاك كنت أحاول كثيرا أن أوسع مساحة نفط داشلاري. لكن موسكو ما كانت تسمح لهذا. لأن كان من المناسب لهم استخراج نفط أرخص من حقول النفط الموجودة في سيبيريا. إننا كذلك ما كنا أصحاب النفط الذي استخرجناه.

لكن رغم هذا، كنا نشتغل. نتيجة لجهود الاذربيجانيين بالذات اكتشفت حقول النفط الموجودة في بحر قزوين. إن كل مكامن النفط الموجودة في بحر قزوين اكتشفت نتيجة جهود عمال النفط والعلماء الاذربيجانيين بالذات. اعتقد ان الفضل الأعظم لجمهورية اذربيجان المستقلة أمام العالم هو أنها عرضت مكامن النفط والغاز لبحر قزوين إلى العالم.

يسرني جدا اننا نتعاون في هذا المجال مع الولايات المتحدة الأمريكية، مع شركاتها البترولية العملاقة. ان تعاوننا هذا له مستقبل كبير، عمر طويل، قلت لذا بالذات اننا فتحنا في هذه الأيام بابا كبيرا الى القرن الواحد والعشرين. آمن باننا نحصل على كل الاهداف التي مثلناها امامنا، لن تنسى الاجيال القادمة خدماتنا هذه وسوف تقدرها. نحقق اعمالا قيمة جدا لبلادنا، شعوبنا وللولايات المتحدة الامريكية وللجمهورية الاذربيجانية المستقلة. قد نفتخر بهذا. سيحين الحين لتنشأ في تلك الحقول البترولية ارصفة عملاقة ويوما من الايام نحتشد ونسافر معا في المركب الكبير الى نفط داشلاري، الى حقول النفط "أذري"، "كونشلي" و"جيراق" التي تقع بعيدة عنها وغيرها من الحقول. هذه الأيام لا تبدو بعيدة، سنرى هذه ايضا.

انا ممتن جدا باننا نتعرف اليوم بمنظر شيكاغو الجميل. ان المتنزه المحيط هذه البيحرة يذكرني كورنيش باكو. لكن مبانيكم المرتفعة الى السماء هنا تعجبني. قلتم صحيحا، لدي هواية كبيرة لفن العمارة. أرى هنا في شيكاغو نماذج لا يسبق لها مثيلها في تاريخ فن العمارة حتى الآن، قرونا وقرونا. لهذه المدينة جمالها المنفردة. تكمل هذا الجمال المباني الجميلة التي تتفوق حتى السماء هنا أيضا. انكم أضفتم جمالا أكثر بهندسة البناء هذه إلى الجمال الطبيعي في مساكنكم وأمكنتكم . انا معجب بها، اهنئكم.

الاصدقاء الاعزاء، ابدي شكري مرة اخرى الى شركة "أموكو". إن الأشخاص الذي قعدوا اليوم معنا في هذا المركب، حول هذه الطاولة اصبحوا اصدقاء لنا. التقيت مرارا مع كل منكم في اذربيجان. يسرني انني في نهاية المطاف نلتقي معكم في وطنكم ايضا. شكرا جزيلا لكم.

أشرب نخبي تكريما لشعب الولايات المتحدة الأمريكية، أتمنى لبلدكم ولشعبكم السلام والآمان والسعادة. اشرب نخبي على شرف شركة "أموكو" ورؤسائها، على شرف العلاقات الاذربيجانية - الامريكية، على شرف صداقتنا وتشاركنا، على شرف صديقي السيد بيل كلينتون رئيس الولايات المتحدة الامريكية. شكرا.

معلومات تأريخية عامة

إستراتيجية النفط