مؤلفاته / السياسة الخارجية / أذربيجان - آسيا

من حديث حيدر علييف الرئيس الاذربيجاني عند لقائه مع علي آهني المبعوث الايراني الخاص لوزير الخارجية حول الشئون الاوربية والامريكية - ٢٢ نوفمبر عام ٢٠٠٠


حيدر علييف: اهلا وسهلا بكم في اذربيجان. يلزم ان نكثف لقاءاتنا لدفع امورنا الى الامام.

السيد غضائي هو سفير ايران في اذربيجان. مع الاسف، لم يتيسر لي ان ألتقي معه واتحدث. كان السيد بقدلي سفيرا لبلدكم في اذربيجان لمدة طويلة، وانا ممتن جدا على زيارته لاذربيجان من جديد. هذا يسرني جدا. تفضلوا، استمع اليكم.

علي آهني: قبل كل شيء ابدي شكري لكم على مقابلتكم معنا. يسرني جدا اني بدأت المشاورات الاقليمية وزيارتي من بلدكم. وصلت مساء امس الى ناختشفان وهذه الارض مسقط رأسكم. ان اللقاءات التي اجريتها فيها، بما في ذلك اجتماعي مع رئيس المجلس الاعلى كونت لدي انطباعات جميلة جدا. تأسفت برؤية اصدقائنا الناختشفانيين في الظلمة بسبب تراكم الديون الكهربائية. اعلنت لواصف طالبوف اني متأسف جدا بهذا الوضع وانا مستعد للمساعدة على ايجاد طرق لدفع الديون واستئناف نقل الطاقة الكهربائية. آمل في اننا سنجد حلا وشيكا للمسألة بفضل تدخل سيادتكم فيها.

تطرقنا اليوم الى مسائل بناءة ومفيدة جدا اثناء لقاءاتنا مع الموظفين الرسميين الاذربيجانيين. درسنا الجوانب المختلفة لتعاوننا. مما يسرنا هو ان كلا الطرفين اكدا رغبتهما في توفير المصالح المتبادلة وتوسيع العلاقات.

اجرينا مفاوضات مفيدة جدا عن المسائل المتعلقة بالامن الاقليمي وغيرها وكان موقفا كلا الطرفين لافتين للانتباه.

من اهداف زيارتي الرئيسية هو اجراء مشاورات حول تحديد الوضع القانوني لبحر قزوين مع نظيري الاذربيجاني. بدأت المشاورات الاولية. مما يسرني هو ان موقفنا وموقف اصدقائنا الاذربيجانيين متقاربة جدا في هذا المجال. يشدد كلا الطرفين على ضرورة ايجادنا صيغة تقبل من قبل البلدان الخمسة المطلة على بحر قزوين. ساواصل مشاوراتي غدا مع نظرائي.

بعد هذا ساستمر في مشاوراتي من خلال زياراتي الى البلدان الاخرى المطلة على بحر قزوين. هدف من اهداف زيارتي القادمة هو تنظيم لقاء وزراء الخارجية للبلدان المطلة على بحر قزوين. آمل في اننا نتمكن من التوصل الى صيغة ملائمة بموافقة البلدان الخمسة.

فخامة الرئيس، من الطبيعي ان خبرتكم ومعرفتكم ستساعدنا كثيرا في هذا المجال. اشكركم على حسن انتباهكم.

حيدر علييف: شكرا. اشكركم. ان المسائل التي تطرقتم اليها مسائل تهمنا ايضا. هذه هي المسائل المهمة بالنسبة لايران واذربيجان على السواء. لذلك فاني اصف زيارتكم هذه بانها مهمة جدا. واعتبر اللقاءات والمحادثات التي اجريتها هنا مفيدة جدا. احاطني علما بلقاءاتكم ومحادثاتكم وزير الخارجية ورئيس الوزراء على السواء. علمت عن المسائل التي بحثتم فيها. علينا ان نسعى الى ايجاد سبل حل هذه المسائل.

تناولتم مشكلة الكهرباء في ناختشفان. قلتم انها في حاجة الى الطاقة الكهربائية، والمدينة في الظلمة. انا ممتن لانكم تقلقون من هذا. لكن هذه المشكلة تقلقنا جدا.

اصدرت الحكومة الايرانية قرارا عن مد خط النقل الكهربائي من ايران الى ناختشفان بعد لقاءاتي مع الرئاسة الايرانية في طهران في حين كنت اعمل في ناختشفان عام ١٩٩٢. تم مد الخط الكهربائي في اقصر وقت. احتفلنا بهذا كعيد الصداقة. ما كان يدور الحديث حينذاك عن الديون. في هذا الحين مدت ايران يد المساعدة والعون الى ناختشفان لاخراجها من الظلمة. لذلك فاني ممتن. لكن ناختشفان التي اخرجتموها من الظلمة في حينها تركتموها الآن ايضا في الظلمة وهذا مؤسف.

في اذربيجان، مثل شعبي يقول "المديون يتمنى الصحة للدائن." لسنا جيرانا سنترك يوما من الايام هذه الاماكن، لكي تبحثوا عنا. اننا جيران ابديا. هذا هكذا عندنا. انظروا الى حياتي في ناختشفان في عنفوان شبابي. اذا نقص في بيتنا شيئا ما سيعطيه لنا جارنا. كذلك كنا نعينهم بما احتاجوا اليه. صحيح اننا كنا فقراء، لكنا كنا اصدقاء. المهم هو الصداقة والالفة وليس في الفلوس. لذلك لا اريد تعميق هذه المسألة. عبسا تتفكرون اننا لا نسدد الديون ولدينا امكانيات. سندفع هذه الديون. لكن هذا يحتاج الى اموال معينة. ان تزويد ناختشفان بالكهرباء في حينها ثم تركها بلا كهرباء ليس من معاملات الجيرة.

هل تعلمون ان الانسان يتحمل الصعوبات. عندما عدت الى ناختشفان كانت خالية من الطاقة الكهربائية. لدينا شرائط فيديو صورها التلفاز الاذربيجاني. صوروا كيف كنت اعمل في ضوء المصباح. بسبب انعدام الكهرباء والتدفئة، استفدنا من فرن حديدية للحطب. لا اعلم هل توجد في ايران مثل هذه الفرن؟ كنت حينذاك رئيس ناختشفان. ما كان في امكاننا اكثر من هذا. كان يتحمل الجميع. اننا صبور.

لذلك، سنتحدث، اذا نتفق فتستئنفون نقل الطاقة الكهربائي، اذا لا تتفقوا فلن يموت احد في ناختشفان من عدم وجود الكهرباء. لكن هذا متناقض لقيمنا الاسلامية. لا اريد ان اتحدث عن هذا. لان رئيس الوزراء تحدث معكم.

اجرينا دائما مفاوضات حول تحديد الوضع القانوني لبحر قزوين واننا مستعدون لها. التقى حينذاك في طهران نواب روساء الخارجية عدة مرة. اعلن وقت مثل هذا اللقاء مرة لكن تم تأجيله بسبب ما. اننا مستعدون لهذا. تحدثتم مع خلفوف نائب وزير الخارجية، واعرف هذا. تحدثتم مع وزير خارجيتنا ورئيس وزرائنا. واصلوا المفاوضات. اعتقد اننا سنجد سبل حلها. يحلق الناس في الفضاء ويفتحون الكواكب. فكيف لا نستطيع الوصول الى سبل حل مثل هذه المسائل؟!

لا نريد ان تتضرر ايران. لكننا لا نريد ان نتضرر بدورنا. في اذربيجان مثل، يجب الا نفسد الكباب وايضا الشيش. هل تستعملون نفس التعبير؟

علي آهني: نعم

حيدر علييف: يجب علينا ان نواصل عملنا في هذا المبدأ.

ان فكرتكم عن الامن مسألة شيقة جدا. من الطبيعي انها اعقد من المسائل الاخرى. لكننا مستعدون للمفاوضات في هذا المجال ايضا. أظن اننا سنتوصل الى انجازات نتيجة المفاوضات ايضا. لذلك اقول مرة اخرى ان زيارتكم لاذربيجان بالغة الاهمية. تقولون انكم ستزورون البلدان الاخرى المطلة على بحر قزوين. زوروا. تعرفوا على اجواء كل مكان، الاوضاع في روسيا وكازاكستان وتركمانيا. بعد هذا سنزور طهران متى قلتم.

علي آهني: فخامة الرئيس، شكرا جزيلا لكم على المعلومات التي بلغتموها. اشكركم. نفكر في ان المشاورات ستساهم بكل بد في الوصول الى سبل معالجة المشاكل. ان ايران واذربيجان بلدان مهمان للمنطقة. ليس لديهما الطريق الا السلام والتفاهم. ثمة امكانيات كبيرة للتعاون. يجب علينا ان نعمل كثيرا لتحقيق هذا. من الطبيعي ان عزم بلدينا سيساعدنا على اجتياز هذه الطرق سريعا. كانت منطقة بحر قزوين منطقة السلام والصداقة دائما وعلينا ان نسعى الى بقائها هكذا. ان استغلال احتياطات المنطقة يتطلب موافقة جميع البلدان المطلة عليه. علينا ان نستفيد استفادة سليمة من هذه الاحتياطات من خلال ضمان المصالح المشتركة لكل البلدان.

قلت عن ناختشفان اننا مستعدون لتقديم المساعدات ولا نريد ان يعاني اخواتنا واخواننا فيها سكان ناختشفان من الصعوبات والظلمة. فخامة الرئيس نأمل في انكم تساعدوننا ايضا وستجد المشكلة حلها الوشيك. ان الشركة الايرانية التي تبيع الكهرباء لناختشفان تواجه المصاعب المالية الشديدة. في الحقيقة ان هذه الشركة تحملت لمدة سنتين وتراكم مثل هذا القدر من الديون.

نفهم ايضا مشاكلكم ونريد ان نتأكد من دفع الديون مرحليا الى هذه الشركة. اننا حريصون على توسيع العلاقات بين كلا الشعبين وتسهيل شروط تبادل الزيارات بينهما. لان كلا الشعبين مرتبطان ببعضهما البعض بالعرى التاريخية والثقافية والدينية. نعتبر مشاكل الشعب الاذربيجاني مشاكلنا. نتمنى لشعبكم السعادة والرفاه.

فخامة الرئيس، آمل في انه ستنشأ امكانيات جميلة لتطوير علاقاتنا بعزم كلتا الدولتين وبجهودكم وجهود السيد خاتمي.

فخامة الرئيس، أشكركم من جديد على قبولكم لنا وحسن انتباهكم.

حيدر علييف: شكرا، اشكركم. التقيتم مع رئيس الوزراء فيما يتعلق بالديون. ثمة عدة سبل. على كل حال يجب إلقاء النظر اليها.

اريد ان أعلن- شعرتم بهذا في ناختشفان- ان سكان ناختشفان راضون كثيرا منكم اي من الحكومة الايرانية. لذلك فان شروط زيارة سكان ناختشفان الى ايران وزيارة المواطنين الايرانيين الى اذربيجان تم تسهيلها كثيرا. ثمة عدة تدابير من هذا القبيل أثارت لدينا مشاعر الامتنان. ان سكان ناختشفان لا يثقون بقطع الكهرباء في ناختشفان في حين تبدون لهم عناية ومعاملة حسنة. يفكرون في ان هذا عمل تخريبي، لا يمكن ان تفعل الحكومة الايرانية هكذا. لذلك فإني أتمنى ان تواصلوا موقفكم تجاه ناختشفان.

تحدثت لكم عن المسائل الاخرى. انا ممتن من لقائنا هذا. بلغوا تحياتي واحترامي للسيد خرازي، خاصة صديقي رئيس بلدكم السيد خاتمي. شكرا.

تعليقات قصيرة

السياسة الخارجية

معلومات تأريخية عامة

السياسة الخارجية

معلومات تأريخية

السياسة الخارجية