خطاب حيدر علييف الرئيس الأذربيجاني في مقابلته مع الصحفيين في ألماتي عن نتائج زيارته عند عودته الى باكو من جمهورية الصين الشعبية - ١٠ مايو عام ١٩٩٤
الصين من اكبر الدول في العالم. يجب على اذربيجان باعتبارها دولة مستقلة ان تقيم علاقات وثيقة مع الصين في كل المجالات ايضا مسترشدة بمبادئ التعاون المفيد المتبادل مع كل البلدان للعالم. كانت زيارتي هذه تهدف الى هذا بالذات. ان الصين بدورها حريصة على اقامة علاقات مع اذربيجان. والدليل على هذا هو دعوة رئيس جمهورية الصين الشعبية لي للقيام بزيارة رسمية الى بلده.
كما تعلمون ان عدد سفارات البلدان الاجنبية في اذربيجان غير كثير. لكن الصين فتحت سفارة لها في اذربيجان. اذا تهتم الصين باذربيجان كثيرا. وهذا مفيد بالنسبة لنا ايضا. لان علاقاتنا الودية مع مثل هذه الدولة الكبيرة التي تلعب دورا مهما في الحياة السياسية والاقتصادية للعالم مهمة. وهذا، لان الصين من الأعضاء الدائمة في مجلس الامن لمنظمة الامم المتحدة.
تجري عمليات مهمة جدا في الصين، خاصة في اقتصادها. ومن الضروري ان اعلم اهمية هذه العمليات والاصلاحات بالنسبة لبلدنا من ناحية وان تقام علاقات مباشرة بين المؤسسات والشركات والجمعيات من ناحية اخرى. من هذه الوجهة ان زيارتنا للصين تحمل أهمية كبيرة. إني أعود من الزيارة عامة بشكل راض. قد تم تنفيذ كل البرنامج المقرر. استقبلونا في الصين استقبالا حارا جدا وفي المستوى العالي. شاهدنا في كل مكان معاملة صميمية تجاه اذربيجان والشعب الاذربيجاني. كذلك شهدنا ان الشعب الصيني يفهم القضية التي تقلقنا – قضية العدوان العسكري على بلدنا. أعتقد اننا تمكنا اثناء زيارتنا من الاستفادة المفيدة الفعلية والملموسة في كافة المجالات رغم قصر زيارتنا.
ان زيارتنا لشنغهاي باقتراح رئيس جمهورية الصين الشعبية كانت شيقة جدا بالنسبة لنا. تثير منطقة اقتصادية حرة اهتماما كبيرا لدينا. عامة، تتعاون الصين وكذلك مدينتها الكبيرة شنغهاي تعاونا نشطا مع كل بلدان العالم. يتم توظيف استثمارات كبيرة في الصين، توجد فيها مؤسسات مشتركة كثيرة. قالوا لنا انه انشئت ٢٠٠ مؤسسة مشتركة في شنغهاي خلال شهرين لهذا العام فقط. وكل هذا يدل على ان الصين تحقق اعمالا ناجحة في اقتصادها، خاصة في مجال توسيع العلاقات الاقتصادية المتبادلة وتتوصل الى انجازات وجيزة للغاية في هذا. ان التعرف على هذه التجربة مهمة بالنسبة لنا ايضا. واعتقد اننا سنرسل الى الصين ممثلونا للتعرف على هذه التجربة عن كثب. وأخذنا معنا موادا ايضا وسنستفيد من كل المسائل المتاحة بالنسبة لنا.
عامة، اعتقد ان زيارتنا الى جمهورية الصين الشعبية حدث تاريخي كبير. لأنه لم تشهد الصين واذربيجان علاقات في مثل هذا المستوى. صحيح، اننا نتذكر وجود علاقات معينية تاريخية هنا، مثل "طريق الحرير الكبير" والخ. اما الآن فأكرر ان إقامة العلاقات الوثيقة بين الدولتين حدث سياسي كبير. في بداية الأمر، هذا حدث كبير بالنسبة للجمهورية الاذربيجانية.
تدور الاحاديث الكثيرة في اذربيجان عن انشاء منطقة اقتصادية حرة. لكني تأكدت من ان مبادئ تحقيق هذا لا يعرفها احد. لكن يحققون في الصين مثل هذه السياسة في المجال الاقتصادي. لنا امكانيات واسعة واحتياطاتنا لاتخاذ التدابير الاقتصادية المختلفة التي تحقق في الصين والبلدان الاخرى وتسفر عن نتائج فعلية.
فيما يتعلق بجدوى الصيغة الاقتصادية الصينية بالنسبة لاذربيجان فلا يسعني ان احزم فيه. لانه يحتاج الى تحليل. على كل حال فيجب علينا ان نستفيد من كل ما يفيدنا من الاعمال في العالم. فيما يخص النتائج السياسية لزيارتنا الى الصين فتدافع الصين عن استقلال اذربيجان ووحدة اراضيها وسلامة حدودها. وجد كل هذا عكسه في البيان الذي وقعنا عليه وكذلك في تصريحات رؤساء جمهورية الصين الشعبية. اذن، سيسترشد ممثلو الصين بهذا في نشاطاتهم في المنظمات الدولية. وهذا انجازنا على الصعيد الدولي.
جريدة "اذربيجان"، ١٢ مارس عام ١٩٩٤.