كلمتان افتتاحية وختامية ألقى بهما حيدر علييف الرئيس الأذربيجاني في مشاورة مكرسة للذكرى العاشرة للاستقلال السياسي لأذربيجان - ۲ أكتوبر عام ۲۰۰١
السيدات والسادة الكرام!
من المعلوم انني في شهر مارس للسنة الحالية أصدرت مرسوما مفصلا بمناسبة مرور ١٠ سنوات على حصول أذربيجان على استقلالها السياسي وبهذا المرسوم أعربت عن مخططات الدولة للاحتفال المستحق بذكراه العاشرة. بينما وضعنا أجندة تدابير مزمع إجراؤها في الفترة التمهيدية. قد أجريت أعمالا كثيرة في الجمهورية في هذا المجال خلال الأشهر الماضية وتدابير ضرورية في مجالات شتى. لكننا الآن على عتبة ١٨ أكتوبر.
على ما تعرفون ان السوفييت الأعلى لأذربيجان تبنى وثيقة دستورية عن الاستقلال السياسي. ذلك اليوم يوم أعلنت فيه أذربيجان استقلالها السياسي. صحيح، تأخر بلدنا عن بعض الدول قليلا في إجراء هذه العملية. أولا، تأخرنا عن تبني الوثيقة الدستورية المتعلقة بالاستقلال السياسي بالمقارنة مع معظم الجمهوريات الأخرى التابعة للاتحاد السوفييتي السابق. وثانيا، كان من الضروري إجراء استفتاء عام جديد من جراء تنفيذ استفتاء عام في ۱٧مارس عام ۱٩٩۱ حول البقاء في تبعية الاتحاد السوفييتي. من الاسف ان قرار إجراء الاستفتاء حول الاستقلال صدر في وقت متأخر جدا - في أواخر سنة ۱٩٩۱. لكن الآن على كل حال، يمكننا ان نسلط ضوءا معينا على هذه الأحداث. رغم كل هذا، نادت أذربيجان باستقلالها السياسي في نهاية سنة ۱٩٩۱. بعد هذا، في أوائل عام ۱٩٩۲ تم اعتراف أذربيجان كدولة مستقلة من قبل منظمة الامم المتحدة. تعاقب عدد كثير من الدول في إدلاء تصريحات حول اعتراف الاستقلال السياسي لأذربيجان.
فهكذا، قبل هذا بعشر سنوات وصلت أذربيجان في نهاية المطاف إلى يوم تاريخي، أصبحت دولة مستقلة. اننا نعيش في دولة مستقلة منذ ١۰ سنوات. بالطبع، هذا حدث كبير جدا في التاريخ الأذربيجاني. أولا، اعلان الاستقلال السياسي، ثانيا، عيش أذربيجان وتطورها كدولة مستقلة على مدى ١۰ سنوات حدث غاية الأهمية. لذا من حقنا أن نحتفل بالذكرى العاشرة لاستقلالنا السياسي احتفالا يستحق لها. كما ذكرت، أصدرت مرسوما كبيرا في شهر مارس بهذا الصدد واقرت أجندة إجراءات بمقتضاه، تجري الأعمال. أمامنا أيام قليلة حتى ١٨ أكتوبر. لذا اعتبرت عقد هذه المشاورة اليوم ضروريا للتعرف على سير الأعمال بهذا المجال لنتمكن من تحقيق ما لم يجر من التدابير بعد ولنحتفل بهذا الحدث التاريخي في ١٨ أكتوبر بشكل يستحق له وفي مستوى عال.
حسب اعتقادى، هذا لا يعني ان الاحتفال باستقلالنا السياسي يقتصر على يوم واحد. لا، وفقا للمرسوم الذي أصدرته أجريت ولا تزال تدابير مكرسة للذكرى العاشرة للاستقلال السياسي من بداية هذه السنة، خاصة منذ شهر مارس. لكن اليوم الاخير منه الذي نحتفل به احتفالا هو اليوم الثامن عشر من هذا الشهر. فإنني عقدت مشاورة اليوم لهذا الهدف فقط. ليتفضل رامز مهدييف أن يحيطنا علما بالأعمال التي تم اتخاذها حتى الآن قبل ان نبدأ تبادل الآراء في هذا الصدد.
كلمة ختامية
تظهر المعلومات التي أفضوا بها إلينا أنه قد أجري مزيد من الأعمال في أذربيجان من شهر مارس حتى الآن للاحتفال بالذكرى العاشرة للاستقلال السياسي. قلت عند افتتاح المشاورة انه كان من المقرر عند إصدار هذا المرسوم اجراء كافة ما يلزم من التدابير لإقامة حفلة كبيرة في ١٨ أكتوبر. أظن ان منظماتنا ووزاراتنا ومؤسساتنا العلمية والثقافية بأكملها اخذت موقفا صحيحا تجاه المسألة. فهذه السنة، أي سنة ۲۰۰١ من بدايتها إلى نهايتها تماما سنة للاحتفال بالذكرى العاشرة لاستقلالنا. يجب تقدير كل ما اتخذ من التدابير تقديرا إيجابيا. مع هذا، أعتبر أنه لا بد لنا من ألا نكف أيدينا عن العمل حتى بعد اجراء هذه الحفلة الكبيرة في ١٨ أكتوبر. حيث أن ينبغي تحقيق أعمال كثيرة فضلا عن الأعمال المتخذة الكثيرة خلال هذه المدة.
إن حصول أذربيجان على استقلالها السياسي أكبر حدث في تأريخنا المتعدد القرون. أعلنت أذربيجان استقلالها السياسي مغتنمة الفرصة الناشئة عام ۱٩۱٨، تأسست الجمهورية الشعبية، لو انها استمرت حتى الآن، بالتأكيد، ليتيسر لنا أن نتطور كدولة مستقلة كاملة في القرن العشرين. لكننا علينا ان نعترف أن القوى، أو الأشخاص الذين كانوا في الحكم حينذاك ليسوا مسئولين عن سقوطها. حيث ان أذربيجان اغتنمت الفرصة الناشئة لتعلن استقلالها السياسي، بل كذلك نادت عدة شعوب أخرى تابعة للامبراطورية الروسية باستقلالها. وهذا طبيعي أن القوى التي نجحت في إسقاط هذه الامبراطورية، ودبرت انقلابا مثل البلاشفة لم تقتنع بروسيا وكانت تحرص على الاستيلاء على كل أراضي الامبراطورية الروسية السابقة وفي هذا السبيل نالت إمكانيات قوية جدا.
أدى إلغاء بعض الامبراطوريات تماما ودحر كثير من الدول الكبرى بعد الحرب العالمية الأولى، والأوضاع المتدهورة في أنحاء العالم إلى دخول أراضي الامبراطورية الروسية السابقة إلى قبضة الحكم السوفييتي خلال أقصر وقت. أعتقد أن هذا نتيجة تولدت من سير الأحداث التاريخية حينذاك. لعل مؤرخينا يصحون في تحليل هذه الأحداث بأصح شكل وأدق، عندهم فكرة اكثر صحة ودقة بهذا الصدد. لكني أريد أن أقول، ما فقدنا نحن فقط استقلالنا، بل فقدته جمهوريات أخرى نادت باستقلالها حينذاك. مرده إلى ان هذا عملية تاريخية.
أما حصول أذربيجان على استقلالها السياسي لاول مرة في تاريخها فكان حدثا ناتجا عن الوضع الناشئ بعد الحرب العالمية الأولى. كان نتيجة انهيار الامبراطورية الروسية القوية الكبرى. لو لا هذه الأحداث، لو لم تنهر الامبراطورية الروسية التي لها تاريخ يعزى إلى مئات سنين نتيجة الحرب العالمية الاولى ونتيجة الأوضاع المتردية الناشئة في العالم في هذه الاثناء، نقول صراحة، لما استطاع الناس الذين أسسوا الجمهورية الشعبية حينذاك إعلان استقلال أذربيجان حتى ولو بذلوا كل ما في وسعهم. لكن تلك الفترة، بالتأكيد، أحيت مشاعر استقلال عند شعبنا، ادخلت هذه الفكرة إلى الضمائر، وهذا فضلا عن ان تلك الفترة حرفت خلال ٧۰ سنة تليها، ولم يسمحوا للمؤرخين بدراسة تلك الفترة، ليس فقط في أذربيجان، بل على صعيد الاتحاد السوفييتي قاطبة. سعى الحكم السوفييتي إلى تنسية هذا العهد، وقضى وطره محققا سياسته وايديولوجيته ومعمقا هذه الايديولوجية إلى ضمائر أجيال جديدة أكثر مما كان. هذه الحادثة جرت في مطلع القرن العشرين، ومثلما جرت في نهايته.
قد قدر على الامراطورية السوفييتية - هذه الامبراطورية العظمى ان تنهار في ظل الاحداث الجارية في العالم في حين تكاد تنتهي الحرب الباردة التي نشبت بعد الحرب العالمية الثانية، ونتيجة عدم قدرة النظام السوفييتي على التحدي أمام النظام الاقتصادي السائد في جميع دول أخرى، وعامة نتيجة تساقط عدد كثير من الامبراطوريات بعد الحرب العالمية الثانية، فانهارت في النهاية.
مكنت هذه الأحداث لنا من إعلان الاستقلال السياسي لأذربيجان. لا نحن فقط، بل كل ١٥ جمهورية سوفييتية تابعة للاتحاد السوفييتي أعلنت استقلالها. سبقت بلدان البلطيق في اعلان استقلالها. أما روسيا بنفسها فقامت به في شهر يونيو. لكن جمهوريات أخرى، بما فيها أذربيجان تأخرت في هذا المجال قليلا. تكاد ان تكون أذربيجان من بلدان متأخرة بين الجمهوريات المستقلة. يجب ان نحلل كل هذا صحيحا. مرات قلت وأقول اليوم أن مؤسسي الجمهورية الشعبية في عام ۱٩۱٨ استغلوا الظروف التاريخية الناشئة حينذاك استغلالا متأنيا. إن إعلان هذا الاستقلال في نهاية القرن العشرين، عام ۱٩٩۱عقب انهيار الاتحاد السوفييتي كان أسهل مما كان في بداية القرن. لأن امبراطورية ما اذا انهارت فإنما يجب على شعوب قاطنة فيها ان تحدد سبلها وعملت هكذا بالذات. أعلنت كل الشعوب استقلالها. ذكرت هذا عدة مرات بأن أذربيجان إجتازت مرحلة صعبة غير ملائمة، ومغايرة عن الدول الأخرى. بدأ عدوان أرمينيا على أذربيجان في ۱٩٨٨- ۱٩٨٩. نتيجة العدوان الأرمني وتناحر قوى وفئات سياسية اجتماعية مختلفة ووحدات مسلحة لم تتمكن أذربيجان منذ الأيام الأولى من أن تسير في طريق إنشاء دولة مستقلة واستمرارها وتعزيز الاستقلال. لكنا علينا ان نحمد ربنا ان كل تلك الأحداث الشاقة لم تستطع ذبذبة استقلالنا، وتدمير بلدنا. خرجنا من هذا المأزق وعززنا استقلالنا سنة بعد سنة، بشكل متتال. استقلال أذربيجان قائم اليوم على ركائز ثابتة جدا. أثق بان شعبنا الذي شهد ويلات هذه السنوات لن يسمح بغصب استقلاله منذ الآن وصاعدا.
يجب علينا ان نعتبر الآن أنفسنا سعداء رغم تعرضنا لصعوبات وحرمان. علينا ان نعد شعبنا سعيدا لأننا نعيش منذ ۱۰ سنوات في دولة مستقلة. تغيير هذا الوضع مستحيل رغم كل محاولات. توجد داخل أذربيجان من يسعون إلى إخلال الاستقرار السياسي الامني، وهم يخططون انقلاب حكومي في يوم من الأيام محدد من قبلهم.
وكذلك نشأت في العالم ظروف جيوسياسية خاصة. في ظل هذه المستجدات الجيوسياسية، من الطبيعي، لا تقبل بعض الدول لأسباب عدة عيش أذربيجان مستقلا. ثمة مخاطر خارجية وداخلية تعرض لاستقلالنا. يتعين على كل مواطن أذربيجاني أن يعرف هذا الخطر ولن يعتبر ان كل شيء على ما يرام.
عامة، الانسان ناس، ينسى الكثير سريعا. جميع الحضور هنا، بالتأكيد، هم شهود هذا العهد. لكنهم ينسون هذا العهد على مر الزمن. ينسون ان العدوان الذي تعرضت له أذربيجان من جانب الحكومة السوفييتية اسفر عن مأساة كبيرة، لا يجوز نسيانها. لكنني أرى الآن الناس هنا وهناك ينسون هذه المأساة. يريدون تبرئة مرتكبي هذه المأساة. قد بدأ مرتكبو هذه الماساة يرفعون أصواتهم. تصرفاتهم هذه مفهومة من جانب. لماذا؟ لأن أحداث سنة ١٩٩۰ تبقى في طي النسيان على مر الزمن. قد شفيت هذه الجروح، هذا كان من المعلوم، لكن الجروح التي في قلوبنا تندهنا ان ۲۰ يناير عام ۱٩٩۰ من أحداث اكثر مأساويا في تاريخ أذربيجان في القرن العشرين. او ما تليه من الأحداث - أحداث الفوضى، انعدام السلطة في أذربيجان، الأزمة الحكومية في أذربيجان، وجود قوى انفصالية فيها. فتم اعتقال بعضهم. لكن الكثير يعارضون الآن اعتقالهم. يريدون لهم براءة. ويتم إطلاق سراحهم. يبدو وكأن اطلاق سراحهم يحتاج إليه احد ولا يريد هذا آخرون. هل من الممكن عفو الأشخاص الذين كانوا يحاولون تقسيم أذربيجان في ما بين ۱٩٩۲- ۱٩٩٣ وكان استقلال أذربيجان حينذاك مهددا للخطر الكبير؟ يمكن عفو كل شيء إلا هذا. يجب أن يعلم الجميع هذا. لكن الناس الذين يخوضون النضال من أجل مصالحهم الشخصية بدلا من مصلحة دولتهم يريدون نسيان كل شيء، إسدال ستار النسيان على كل شيء. لن نسمح لهذا.
لذا لا بد من تدوين تأريخنا للسنوات العشر. قالوا هنا الآن انه قد نشرت كتب بهذا الصدد، لكن يجب وضع كتب كثيرة، بل وخاصة كتب بمنتهى الدقة. بل وربما تسجيل هذه السنوات العشر في اليوميات. ماذا حدث، ما هي الأوضاع التي سادت أذربيجان في هذه الأيام ومتى كانت على وشك المأساة. لأن أذربيجان في المستقبل يوما من الايام ستزداد قوة كدولة مستقلة، ستنمو اقتصاديا وتصبح أذربيجان دولة قوية وقادرة. على الأجيال القادمة ألا تنسى هذا. لذا تحتاج هذه السنوات العشر إلى التحليل. يدرس مؤرخونا عادة مؤلفات قديمة، يضعون مؤلفات، يحصلون على درجات علمية. لا نعارض عليه، لان كل صفحة من تأريخنا مهمة لنا. لكن هذه الصفحة من تأريخنا، هذه الصفحة من هذه السنوات العشر، أعتقد، أهم مرحلة لشعبنا ولأجيال لاحقة. بمعنى أن هذا عهد شاق، مرحلة مأساوية، في نفس الوقت اجتاز شعبنا هذه المرحلة بإرادته وحكمته وصمد لهذه الصعوبات. من هذا المنظور يجب عليكم ان تستمروا في طبع كتبكم. اقبل كل ما جاء هنا من المعلومات بامتنان وأعتبر أن العمل ليس محصورا بهذا فقط. يجب ان يستمر هذا العمل، كل سنة يجب أن نشهد مؤلفات جديدة. أقول مرة أخرى يجب ألا تكون أعداد هذه المؤلفات ٥٠٠، أو ۱۰۰۰، أو ۲۰۰۰ نسخة. ليس من المطلوب ان تكون هذه المؤلفات جميلة ونفيسة الشكل. لا أهمية له بالنسبة لطالب. أهمية هذا الكتاب تكمن في احتوائه من المعلومات للطلاب، والشباب. انني لا أعارض كل هذا. لأن كل هذا عامة يظهر مدى مستوى عال لعمل الطباعة عندنا، ويجب علينا ان نظهر هذا. لكننا لا نملك امكانيات حتى نستطيع طبع ١٠ آلاف نسخة من الكتب. لكن يمكن طبع ونشر كتاب بـ ١۰ آلاف نسخة في ورق عادي ومجلد عادي. لا اكتفي بقول هذا. أقصد به جميع كتب تأريخ. أقصد كلها.
احيانا يظن المؤلف أنه أكمل عمله بعد أن وضع كتابه ونشره بشكل جميل ونفيس، وقدمه لأقربائه وأصدقائه كما هو العادة الآن.
ليس كل مؤلف مهتما بوصول أفكاره وكتبه إلى متناول الجماهير. لكن المؤلف الأصيل، واضع الكتب الأصيل يجب عليه ان يسعى قبل كل شيء إلى وصول مؤلفه وأفكاره المكتوبة إلى الجماهير الواسعة. لأن تأريخنا تعرض لعملية التزوير والتحريف خلال ٧٠ سنة. اجتزنا ١۰ سنوات من الاستقلال السياسي لأذربيجان وندخل إلى سنته الحادية عشرة، يجب الا نسمح لأحد بتزويره من جديد بعد ١۰، ١٥ أو ٢٠ سنة. لذا يجب وضع كتب ومؤلفات معتمدة على حجج وبراهن. من يكتب تأريخ هذه السنوات العشر، وأنا أرى معظم الحضور هنا يحبون الحصول على درجة علمية، اكثريتهم قد يحصلون على الدرجة العلمية، او يعينون بروفيسورا، وينالون اسامي أخرى. صحيح ان كل هذا لا أهمية لها عندي، لكن الاهم بالنسبة لي هو تسجيل ذلك التأريخ.
قد تحدث رامز مهدييف عن تدابير مزمع إجراؤها في ايام قادمة. أعتبر ان التدابير قد تحقق. لكن يجب ان تشكل الآن وعشية اليوبيل أجواء، معنوية خاصة بمراسم الذكرى. ينبغى تشكيل هذا. يجب التغطية بهذا الشأن في صحافتنا، وفي وسائل الإعلام، وفي أسرنا في العمل وفي المدارس العالية، ليهدف إلى ان الناس يتمتعون بهذه الأجواء ليس فقط في اليوم الثامن عشر من هذا الشهر، بل كل يوم، حتى اليوم الأخير للسنة التي نحتفل فيها بالذكرى العاشرة. سيؤدي هذا، بالتأكيد، إلى وحدة الناس في مجتمعنا.
أعتبر أن السنوات العشر الماضية انجاز أحرزه كل أذربيجاني، كل مواطن أذربيجاني. أولا، هذا ثروة لا بديل لها لكافة شعبنا، ثانيا، لكل إنسان نصيبه فيها. لا يمكن دحض نصيب ودور إنسان ما. وكذلك لا يمكن مبالغة نشاط احدما. كل شيء يجب أن يكون صحيحا وموضوعيا. عامة، هذا عيد وطني كبير لنا. وأعتبر أن لا يوجد عيد أعز إلى أذربيجان المستقلة الا هذا.
لذا لا بد ان يسر هذا العيد شعبنا جميعا ويشجعه ويوحده على حد سواه. علينا الا نسمح لحدوث احداث شهدناها في السنوات الأخيرة مثل تفريق صفوف الشعب، بين معارضة وسلطة، المعارضة لا تتبع طريق السلطة، أو العكس، السلطة لا تتبع طريق المعارضة. إذا يعش كل منا بأفكار وطنية فهذا يعني ان هذا العيد، هذا اليوبيل لا بد ان يوحد شعبنا اكثر توحيدا، يقرب الناس رغم اختلاف آرائهم وأفكارهم السياسية. هذا وأريد أن أقول ان هذا العيد، هذه الذكرى العاشرة ينبغي أن يثير مشاعر الصداقة والحفاوة عند شعبنا. باعتباري رئيسا للدولة الأذربيجانية أريد هذا، أحرص عليه ولذا أبين هذه الكلمات هنا.
في أعتقادي اننا سنحقق تدابير مزمع إجراؤها في الأيام القادمة. سنحتفل جميعا بعيد ۱٨ أكتوبر في ظل معنوية عالية وسنتقدم إلى الأمام. إننا على عتبة هذا العيد. عامة، علينا الا ننظر إلى كل شيء من منظار أزرق عند احتفالنا بهذه الذكرى العاشرة. إن الحقيقة يجب أن تكون حقيقة. تحدثوا هنا عن الانجازات. لكن العيوب كثيرة أيضا.
أشرت إليه في ملاحظاتي المومأ إليها سابقا، أقول مرة أخرى، ثمة عيوب كثيرة، ليست الهيئات الحكومية خالية عن النواقص، بل في بعضها أكثر بكثير. أهم مهمتنا هي تحسين معيشة الشعب، اقصد به معيشة جميع الشعب، ورفاهيته، أمامنا مهمات كبيرة جدا في هذا المجال. يجب علينا الا نفكر في أننا أنهينا كل ما علينا من الأعمال. من الطبيعي أن استمرار احتلال جزء من أراضي أذربيجان هذا جرح كبير لنا في أيام الاحتفال بهذه الذكرى العاشرة. وكذلك الجرح الكبير هو استوطان أكثر من مليون شخص من أبناء شعبنا بعد تشريدهم وطردهم من مواطنهم في المخيمات في ظروف صعبة. لكن هذا حقيقة التأريخ. قبل كل شيء علينا ان نحرص على تقديم المساعدات والعناية للاجئين والمشرّدين من مواطنينا خاصة وحسن التعامل معهم.
يجب تقديم كل ما يلزم من المساعدات خاصة للناس الذين يعيشون في ظروف شاقة، الناس الذين يستوطنون في المخيمات من اللاجئين، أسر ا لشهداء، مشوهي الحرب. مع هذا من مهماتنا هو أن نواسيهم، نشاطرهم أحزانهم، ونرفع معنوياتهم.
أعتبر أننا سنواصل نشاطنا هذا بعد اجتيازنا حياة صعبة خلال السنوات العشر وحاولنا تسوية النزاع الأرمني - الاذربيجاني خلال هذه السنوات العشر. أثق بأننا سنغلب على هذه البلاوي، وسيعود اللاجئون والمشردون إلى أوطانهم. سيحل السلام. صحيح أن هذه المسالة طال الأمد عليها. صحيح أن هذا أصبح أصعب مما كنا نتوقع. لكننا سنتوصل إليه.
أريد أن أعرب عن أملي أنه يتيسر لنا أن نبين انجازات سنحرزها في هذا المجال في سنوات مقبلة من استقلالنا.
أريد أن أعرب عن أملي أن جميع مواطني أذربيجان سينضمون إلى كلماتنا التي ألقيناها هنا اليوم وأفكارنا وسنحتفل جميعا معا بالذكرى العاشرة للاستقلال السياسي لأذربيجان احتفالا مستحقا كعيد كبير.