مؤلفاته / السياسة الخارجية / أذربيجان - الولايات المتحدة الأمريكية

من حديث حيدر علييف الرئيس الآذربيجاني عند لقائه مع جورج سورس مؤسس صندوق سورس ورئيس هيأة إدارته - ٢٩ مايو عام ٢٠٠٣


حيدر علييف: السيد سورس، اهلا وسهلا بكم. أنا ممتن جدا. انكم ما زرتم آذربيجان حتى الآن. لذلك فإني أعلق اهمية على زيارتكم هذه. لقد عقدت اليوم مؤتمرا ولقاءات. وأريد انا أيضا ان أستمع إليكم.

جورج سورس: فخامة الرئيس، شكرا لكم. اتى لقاؤنا هذا مفاجئا إلى حدما. وأجزل الشكر لكم على انكم التقيتم بنا. إني ممتن من اللقاء الأول ويسرني جدا بأنكم شفيتم وتقومون بعملكم. وهذه هي زيارتي الأولى لباكو بالرغم من ان الصندوق يعمل هنا منذ ٧ سنوات. مع الأسف ان لم تكن لدينا حتى اليوم فرصة لزيارة باكو، ان جدول أعمالي ما كان يسمح لنا بهذا. وعقدنا اليوم هنا بمشاعر الامتنان الكبير مؤتمرا تحت اسم "عائدات النفط لبحر قزوين: من الذي سيربحها؟ هذا المؤتمر هو مسبب زيارتي هنا. وأعلم أن عائدات النفط ضرورية للغاية بالنسبة لبلدكم واقتصاد بلدكم.

لما كنت اليوم في بلدكم فكرت ان بلدكم قد يصبح نموذجا يقتدى به كل العالم. لأنكم أنشأتم صندوقا شفافا للنفط والمنفتح لعائداتكم من النفط. يخطط لقاء في شهر يونيو. سينعقد هذا اللقاء بمبادرة ورعاية الحكومة البريطانية. سيشارك فيه عدد غير قليل من البلدان وستكون بعض البلدان المبادرة ضمن البلدان الرئيسية. لأن آذربيجان لها أساس للإعتزاز بشفافيتها وانفتاحها. لأنه تم التوصل الى المؤشرات الكبيرة في هذا المجال في آذربيجان في الأزمنة الأخيرة.

حيدر علييف: السيد سورس، شكرا لكم. اني ممتن لكلماتكم وآرائكم المعلنة. في الحقيقة، اعتبارا للوضع الشاق لبلدنا نراقب كل شيء، اي احتياطات وأموال الدولة. وأنشأنا صندوق النفط منذ ما بدأنا نحصل على عائدات من النفط. صحيح، ان مواقف البلدان المختلفة تجاه هذا كانت مختلفة، كصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي وغيرهما. لكننا وجدنا صحيحا القرار الذي اتخذناه.

ان ضميري صاف لأن دولارا واحدا من عائدات النفط ما صرفت لمكان آخر. وهذا مهمتي. منذ ٩ سنوات ونعمل لاستخراج النفط وفقا لمعاهدات النفط. في نهاية المطاف، بدأنا نكسب ارباحا حيث تختزن في صندوق النفط أيضا. لذلك، لمؤتمركم اهمية في هذا الصدد. لأن كل شيء اظهر واتضح مرة أخرى. وانا ممتن جدا على أنكم تبدون انتباها لهذا. أشكركم.

لقد قدمتم لآذربيجان مساعدة بمقدار ٧ ملايين دولار منذ بدء نشاطكم هنا. وهذا جيد. لكني رأيت اليوم اين قدمت المساعدات. لقد اعطيت معظمها لمنظمات غير حكومية مختلفة كـعطاء. ولا اعارض لهذا. لكن اكبر مشكلتنا هو احتلال الأراض الآذربيجانية من قبل القوات المسلحة الأرمينية واضطرار مليون ساكن من سكاننا الى العيش كوضع لاحئ. ربما لم يحيطوكم علما ضروريا بهذا. والآن أقول لكم. لذلك أتمنى ان تخصص ٦٠/ ٧٠ بالمائة من تلك العطاءات على الاقل للاجئين، وتعمل المنظمات غير الحكومية في باكو، وانها على وضع حسن. ليزداد وضعها تحسنا. لكن حالة اللاجئين شاقة جدا.

جورج سورس: اثناء اللقاءات اليوم تحدثنا مع عدد من الاشخاص الرسميين لكم حول تقديم المساعدات الى اللاجئين. وأعتقد انه يمكننا ان نتعاون في هذا المجال. أي يمكننا أن نساعدكم على ان تضعوا برنامجا لتقديم القروض للاجئين وفقا له. وأقصد بهذا تقديم القروض، في بادئ الأمر، لإنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة، كذلك القروض الهادفة الى تحسين الحالة المعيشية للاجئين. وأظن انه يمكن الاستفادة في هذا المجال ليس من مساعدتنا فقط، فحسب بل من أموال صندوق النفط. لأن إيجاد فرص العمل، خاصة في المجالات غير النفطية ضروري بالنسبة لبلدكم. قد تكون في مكانه الاستفادة من أموال صندوق النفط.

حيدر علييف: اني موافق تماما. ويمكننا معا ان نشكل برنامجا انتم بصدده ويمكننا ان نحقق هذه المسألة بشكل مثمر جدا. وهذا سيكون مفيدا جدا لكم وكذلك لصندوقكم.

جورج سورس: فخامة الرئيس، وأشعر بأنه يمكننا ان نعمل ونتعاون معكم بنجاح في بعض المجالات. لدينا خبرة معينة. كما تعلمون أننا نتعامل مع عدد غير قليل من البلدان. وأظن انه يمكننا أن نستفيد من هذه الخبرة في آذربيجان أيضا.

لكنني اريد ان اتحدث معكم بصراحة حول مسألة واحدة. وأقول لكم كرجل أعمال اني اتردد احيانا في صرف كمية هائلة من الأموال لآذربيجان. لأن آذربيجان نفسها تكسب أرباحا، وفي القريب العاجل ستكسب اموالا اكثر من هذا، ومن الممكن إنجاز الأعمال الواسعة النطاق وذات الكمية الكبيرة.

لنا برامج في البلدان الأخرى. ونسميها برامج "خطوة تلو الأخرى" وهذه برامج مخططة أساسا لروض الأطفال وتلاميذ السنوات الأولى، وهدفنا الرئيسي هو ان نشكل الوعي لدى الأطفال الصغار ونطور وعيهم المميز تطويرا أكثر ليفكروا في المستقبل بشكل حر. لقد صرفنا أكثر من ١٠٠ مليون دولار من الأموال في العالم بأسره لهذه الأهداف وحضّرنا هيكل هذه الخطة. ويلقى ذلك الهيكل استحسانا معينا في آذربيجان. ونعمل مع وزارة التعليم في هذا المجال.

حيدر علييف: انا متفق بكم. لكنا لا يمكننا ان نكسب الآن كثيرا بعد. وترون ما كسبنا من الأرباح خلال السنوات الثلاث. لا يمكننا ان نكسب كثيرا الآن، ولذلك قد تساعدوننا حتى سنة ٢٠٠٥ ان يقتضي الأمر. وسنساعدكم في المستقبل. ويمكننا أن تعيدكم في المستقبل هذه القروض، وأرجوكم ان ننظم العمل هكذا.

جورج سورس: فخامة الرئيس، اتفقنا.

حيدر علييف: ترون، حول كم مسألة نحن متفقون.

إذن، يجب أن نلتقي وننشئ علاقات. وان زيارتكم الى آذربيجان بمناسبة المؤتمر مهمة بالنسبة لبلدنا. لكن نتائج هذه المحادثات التي اجريناها معكم وتوصلنا الى هذا الاتفاق ستكون أكثر فائدة بالنسبة لبلدنا.

جورج سورس: نعم، أعتقد ان الوضع السائد في بلدكم يسمح لهذا. ان بلدكم يقع في موقع ملائم وانه بلد ذو أهمية بالنسبة للعالم. ولآن أمام بلدكم مهمة كالدخول الى قائمة مجموعة البلدان الأولى. وأثق بأنكم ستحققون هذا ايضا. وأعتقد ان بلدكم سيرفع الى قائمة المجموعة الأولى للبلدان بين قائمة البلدان التي تنقسم الى مجموعات حسب شفافية العائدات. وبعد هذا سيزداد نفوذ بلدكم أيضا. بزيادة نفوذه سيمكن جلب الاشتثمارات الأجنبية الى البلد أكثر فأكثر. وأخص هذا بالمجال غير النفطي خاصة.

حيدر علييف: انكم على حق. وانا أيضا أفكر هكذا، وسنقوم هكذا. وأتخذ موقفا دقيقا جدا من توصياتكم وأريد ان أشير الى اهميتها بالنسبة لنا.

وليس لدي طلب آخر. وسأقول طلباتي في اللقاء القادم.

حيدر علييف: إن شاء الله.

جريدة "آذربيجان". ٣٠ مايو عام ٢٠٠٣

تعليقات قصيرة

السياسة الخارجية

معلومات تأريخية عامة

أذربيجان - الولايات المتحدة الأمريكية

معلومات تأريخية

السياسة الخارجية