مؤلفاته / دين

تصريح أدلى به حيدر علييف الرئيس الأذربيجاني في لقائه مع الصحفيين عند مغادرته المملكة العربية السعودية إلى أرض الوطن - ١٣ يوليو عام ١٩٩٤


يمكن تقدير هذه الزيارة كإنجاز كبير في السياسة الخارجية لبلدنا. المملكة العربية السعودية من بلدان العالم المشهورة ولها مكانة مرموقة ليست فقط في العالم الإسلامي، بل في الأسرة الدولية قاطبة. إنها بلد متطور اقتصاديا.

المملكة العربية السعودية بلد تربطه بأذربيجان جذور تاريخية والدين الإسلامي. لذا، إقامة العلاقات وتكثيف التعاون في المستقبل مع مثل هذا البلد ضروري جدا للجمهورية الأذربيجانية الشابة والمستقلة.

والجدير بالذكر هنا أنه لم تكن حتى الآن أية علاقة بين المملكة العربية السعودية وأذربيجان. انصرمت ٣ أشهر حتى عينا سفير لنا في هذا البلد. قد شهدت أثناء زيارتي أن المملكة العربية السعودية تملك معلومات ضئيلة عن أذربيجان. أما بعض المعلومات الواردة من مصادر الهيئات الإعلامية للدول الكبرى فمعظمها ذات طابع غير موضوعي. لذا زيارة المملكة العربية السعودية وتبليغ أذربيجان فيها ونقل الحقائق حول الحالة الراهنة في بلدنا إنجاز على حد ذاته.

أشيد اللقاءات والحوارات التي أجريتها مع رئيس دولة المملكة العربية السعودية وغيره من القادة السعوديين وأعتقد أن كل هذا يرسي أساسا حسنا لتطوير العلاقات اللاحقة بين أذربيجان والمملكة العربية السعودية.

إن مساهمتنا في المناسك الدينية ولقاءاتنا الرسمية تصلنا ببعضنا البعض. المملكة العربية بلد إسلامي. تقع هنا الأماكن الإسلامية المقدسة. لذا تبليغ الإسلام والحرمين الشريفين - المكة المكرمة والمدينة المنورة وخوض حوارات بصددها في السياسة الخارجية وكذلك السياسة الداخلية للمملكة العربية السعودية سمة يتحلى بها هذا البلد. إلى جانب الزيارة جرت بيننا المباحثات الأكثر ثمرة وأهمية. من بينها خاصة مباحثات أجريت مع صاحب السمو الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية.

تمت مناقشة مسألة متعلقة بالمشاكل الاقتصادية في أذربيجان في جلسة مجلس الوزراء للمملكة العربية، وجرى حديث موسع بهذا الصدد في لقاء مع صاحب السمو الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود. بأمره أنهى وزير الحج إليَّ أخبار تلك الجلسة لمجلس الوزراء وأفاد ما تمت مناقشته فيه من المسائل حول تعرض أذربيجان للعدوان من قبل القوات المسلحة لأرمينيا واحتلال أراضينا وتحديد موقف المملكة العربية السعودية في منظمات دولية ومحافل دولية حيال هذه المسألة. موقف المملكة العربية هو أن دولة المملكة العربية والملك فهد بن عبد العزيز آل سعود يدين بشدة عدوان أرمينيا على أذربيجان ويطالب محاكمة المعتدي وانسحابه من الأراضي المحتلة الأذربيجانية وإعادة الوحدة الترابية لأذربيجان. في الجلسة تمت مناقشة مسائل تتعلق بإقامة علاقات اقتصادية مع أذربيجان وذهبوا إلى أنه، ثمة كذلك أمر أصدره رئيس الدولة لهذا الخصوص، سيبعث قريبا إلى أذربيجان وفد كبير للاطلاع على الأوضاع الاجتماعية والسياسية وكذلك الاقتصادية الراهنة في جمهوريتنا. سيبحث الوفد مقترحاتنا في مكانه. سيحاط الملك علما بهذا الصدد ومن ثم سيصدر فهد بن عبد العزيز آل سعود قرارات حول العلاقات الاقتصادية لبلده مع أذربيجان.