مؤلفاته / الاقتصاد / العلاقات الاقتصادية بين أذربيجان وتركيا

الى مشاركي القمة الاقتصادية الاوروآسية السادسة - ٣۰ سبتمبر عام ‏‏۲۰۰٣‏


مشاركو القمة المحترمون!

أرحب بكم - مشاركي القمة الاقتصادية الأوروآسية السادسة المنعقدة برعاية رئيس الجمهورية التركية وبمبادرة وقف مجموعة مرمره للأبحاث الاستراتيجية والاجتماعية من صميم القلب وأتمنى لكم جميعا نحاحات. ان هذه القمة التي تنعقد كل سنة بدعم ومساعدة الحكومة التركية تجمع رجالات الدولة والسياسة، النواب البرلمانيين، الدبلوماسيين، ممثلي عدد من المنظمات الدولية وغير الحكومية المحترمة، والكيانات الاقتصادية. انها اصبحت عادة جميلة تخدم لتوطيد العلاقات المتعددة الجوانب القائمة بلدينا وشعبينا وتطويرها وتكاملها الثقافي. أبدي امتناني لرئيس جمهورية تركيا، وحكومتها وقيادة وقف مجموعة مرمره للأبحاث الاستراتيجية والاجتماعية الذي أنا رئيسه الفخري على مواصلة هذه العادة وتنظيم القمة على المستوى العالي.

مما يعبأ له ان القمة الاقتصادية الاوروآسية السادسة تصادف بذكرى مرور ۸۰ سنة من إنشاء جمهورية تركيا تحت قيادة مصطفى كمال أتاتورك رجل السياسة والدولة العظيم في القرن العشرين - الحدث الذي له أهمية تأريخية كبيرة بالنسبة لآذربيجان أيضا.

هذا فإن أكبر مهمات ماثلة أمام آذربيجان بعد إعادة استقلالها السياسي كانت بناء دولة ديموقراطية ودولة للقانون والانتقال الى اقتصاد السوق الحر وتكامل مع المؤسسات الاوراطلسية.

وكانت الإصلاحات المختلفة في المجالات السياسية والاقتصادية والحقوقية والتشريعية والأخرى للمجتمع محور السياسة التي انتهجناها منذ عام ۱۹۹٣. إن تبنى دستور البلد الذي يحتوى القيم الديمقراطية البشرية عام ۱۹۹٥، وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والبلدية الديمقراطية على اساس تعددية الاحزاب، وبدء المحكمة الدستورية عملها لأول مرة داخل البلد ومثل هذه التدابير المتعددة من الخطوات المهمة التي خطتها آذربيجان في طريق التطور.

أما توقيع اتفاقية معاهدة النفط الواسعة النطاق المسماة بـ"معاهدة القرن" في سبتمبر عام ۱۹۹٤، وإبرام معاهدة جديدة متعلقة باستغلال الاحتياطات الهيدروكاربونية في القطاع الاذربيجاني من بحر قزوين فخلق إمكانيات واسعة لإنعاش القدرة الكامنة الاقتصادية لبلدنا، وزيادة حجم الاستثمارات الأجنبية فيها. لقد تم توظيف اكثر من ٦ مليارات دولار من الاستثمارات في صناعة النفط الآذربيجانية حتى الآن من قبل الشركات العملاقة للدول الرئيسة للعالم. سيشكل حجم الاستثمارات حول كافة المصادر المالية في عام ٢٠٠٤ ٣.۱۸ ترليون منات، وحجم الاستثمارات الاجنبية ٣ مليارات دولار.

ان استراتيجية النفط التي تنتهجها آذربيجان بنجاح قد أثرت تأثيرا مهما في كسب العلاقات المتبادلة بين بلدنا ودول المنطقة طابعا اكثر بناء وتكثيفا. ان تحقيق مشاريع خط انابيب النفط التصديري الرئيسي باكو-تيبيليسي-جيهان، خط أنابيب الغاز باكو-تبيليسي-أرضروم وممر نقل الطاقة الشرقي الغربي وإحياء طريق الحرير التاريخي الكبير خلقت ظروفا مواتية لتعزيز الأمن الاقليمي.

ان حجم الناتج المحلي الإجمالي الذي ينتج في آذربيجان نتيجة السياسة الاقتصادية المثمرة المحققة زاد بنسبة ٤٥% مقابل عام ۱٩٩٨ ليصل الى ٦.٢٩ ترليون منات حسب نتائج سنة ۲۰۰۲. إن إنتاج السلع الصناعية حسب حصاد سنة ۲۰۰۲ زاد بنسبة ٥.۲۰%، وحجم المنتجات الزراعية بنسبة ٨.٤۱%. منذ عدة سنوات فزاد الناتج المحلي الاجمالي بنسبة ١۰% في السنة. آذربيجان منفتحة امام العالم الآن ولها علاقات ثنائية واسعة وهي عضوة في المنظمات والرابطات الدولية المهمة والمؤسسات الاقتصادية والمالية. تزيد هيبة بلدنا في المجتمع العالمي يوما بعد يوم وتشارك دولتنا عن كثب في تحقيق السياسة الدولية والإقليمية.

ان المساعي الدبلوماسية لآذربيجان في مجال حل النزاع القائم بين ارمينيا وآذربيجان حول ناغورني كاراباخ ادت الى ضعف موقف أرمينيا كثيرا. لكن القيادة الأرمينية تستمر في الاسترشاد بايديولوجية القومية العدوانية والانفصال والإرهاب، تؤدى بشعبها الى هاوية الأزمة العميقة. تؤيد آذربيجان تسوية النزاع بالطريق السلمي وفقا للقواعد القانونية الدولية. مع هذا، يطاق صبر آذربيجان. لن نتفق بطريق المعالجة على أساس "الأمر الواقع" أبدا ولن نعطي أي أحد شبرا من أراضينا.

بعد احداث ١١ سبتمبر انضمت آذربيجان الى تحالف مكافحة الأرهاب الذي شكلته الولايات المتحدة الامريكية واتخذت موقفا معارضا ضد مكافحة الارهاب. ان آذربيجان التي تعاني من الارهاب الأرميني تتعاون مع الهيئات الدولية والبلدان المتفرقة لحل هذه القضية. يَشهد بلدنا مرحلة جديدة لنضج الوعي الديمقراطي في هذه الأيام. ستجرى في ۱٥ اكتوبر الانتخابات الرئاسية بآذربيجان. لقد انشئت قاعدة قانونية متماشية مع المعايير الدولية لاجل إجراء انتخابات حرة ونزيهة وديمقراطية وعادلة. وأثق بالخيار الحكيم للشعب الآذربيجاني. وأريد ان أعرب عن يقيني من أن القمة الحالية ستلعب دورا مهما في تطوير تعاوننا المتعدد الجوانب وتعزيز السلام والاستقرار والثقة في منطقتنا وأورآسيا.

وانتهازا مني للفرصة ابلغ مرة اخرى تحيات الشعب الآذربيجاني والحكومة الآذربيجانية مشاركي القمة، وأتمنى لكم نجاحات في عمل القمة.

حيدر علييف رئيس الجمهورية الآذربيجانية.

جريدة "آذربيجان"، ۲ اكتوبر عام ۲۰۰٣

معلومات تأريخية عامة

الاقتصاد