من حديث حيدر علييف رئيس الجمهورية الآذربيجانية عند لقائه مع وفد مجلس الشورى الاسلامي - برلمان جمهورية إيران الإسلامية ٤ نوفمبر عام ٢٠٠٠
حيدر علييف: الضيوف الكرام، أهلا وسهلا بكم في آذربيجان. إني ممتن جدا للقاء معكم. وتريدون ان تكونوا مراقبين في الانتخابات النيابية، الانتخابات المزمع إجراؤها الى المجلس الوطني في آذربيجان. في ودكم أن تراقبوا الانتخابات وتعلموا كيف تجري الانتخابات في أذربيجان، عادلة أم غير عادلة.
ونعتقد اننا أنجزنا مزيدا من الأعمال خلال عدة أشهر قبل الانتخابات لإجراء انتخابات عادلة ونزيهة. كما تعلمون انه توجد هنا أحزاب كثيرة. وأغلبيتها أحزاب المعارضة. ويعرب أعضاء تلك الأحزاب عن آراءهم من خلال الجرائد وشاشة التلفزيون والراديو. الله أعلم، ما هي أفكارهم؟ ان الله عليم لأنه يرى كل شيء جيدا. ويجمع جميعهم على انه يجب أن يترك حيدر علييف ومن معها الحكم. ويقول كل من هؤلاء الناس رغبتهم في تولي الحكم بذريعة أن حيدر علييف وحزبه لا يقدران على قيادة آذربيجان، ومنذ سنوات مديدة لا تزال المشاكل عالقة. فإننا مررنا بفترة الاستعداد للانتخابات في مثل هذه الظروف الديموقراطية والمكاشفة. ففي ٥ نوفمبر سيجرى العمل الرئيسي.
لقد جاء كثير من المراقبين - ٢٠٠٠ شخص من منظمة الأمن والتعاون في أوربا و٤٠ شخصا من الجمعية البرلمانية للمجلس الأوربي الى بلدنا.
اني ألتقي بالممثلين منذ الساعة الثانية عشرة اليوم وسأقبلهم حتى بعد هذا. جاء نحو ٤٠٠ مراقب. اني ممتن جدا لأنكم من ضمنهم. وأظن انكم ستبدون أفكاركم الطيبة بعد مراقبة الانتخابات. وأقول لكم مرة اخرى اهلا وسهلا بكم. تفضلوا.
حسن ألماسى (رئيس الوفد وعضو البرلمان الإيراني - مجلس الشورى الاسلامي): شكرا جزيلا لكم. وابدي لكم شكري. ونشكركم على انكم وجدتم وقتا مناسبا للقاء معنا أمام الانتخابات، اي امام الانتخابات النيابية المزمع اجراؤها في ٥ نوفمبر.
حيدر علييف: انهم جميعا جيراننا القريبون وأصدقاؤنا. حسن جدا، هذه تهنئة طيبة. أشكركم.
حسن ألماسى: هذه زيارتي الثانية الى آذربيجان امام الانتخابات. قبل هذا بسنتين جئت مع السيد قضائي هنا كمراقب في الانتخابات الرئاسية.
كنا عدة أيام في آذربيجان. أما اليوم فزرت بلدكم للاشتراك في الانتخابات النيابية ضمن وفد آخر. اني مسرور جدا لأني ازور هنا في المرة الثانية. اني ممتن جدا لزيارة بلدكم للاشتراك في هذه الانتخابات التي ستكون حدثا مهما في حياة آذربيجان.
اننا التقينا بمزاهير بناهوف رئيس اللجنة المركزية للانتخابات عقب زيارتنا آذربيجان. وهو أجاب على أسئلتنا حول قوانين الانتخابات. وتلقينا معلومات مفصلة حول مركز المعلومات الآلي للانتخابات واشتراك الأحزاب السياسية في هذه الانتخابات. امس اجتمعنا مع رئيس المجلس الوطني. وأجرينا حديثا واسعا حول الانتخابات النيابية. علي ان أقول اننا لاحظنا تقدما كبيرا في الانتخابات النيابية لهذه السنة بالمقارنة مع الانتخابات السابقة. لقد قمتم بتحسين عدد من قوانينكم. وأعتقد ان هذه ستلعب دورا إيجابيا في عملية الاقتراع. ونتمنى ان تجري الانتخابات في جو من المكاشفة.
اني بوصفي عضوا في مجموعة الصداقة الإيرانية الآذربيجانية أتابع كل التغيرات الجارية في بلدكم، ونتمنى الا توجد في آذربيجان أية مشكلة وأن يعيش ويتطور بلدكم في جو من السعادة والرغد.
ان الشعب الآذربيجاني شعب كبير. ونتمنى الا تواجهه الصعوبات. آذربيجان وايران دولتان مجاورتان. اننا مجاورتان من جهة، بل وربما قريبتان، في الحقيقة، عشنا كصديقين وجارين. شكرا لكم.
حيدر علييف: حسن جدا. قلتم كلمات طيبة. إني متفق بها جميعا. اني ممتن جدا لانك تتكلم جيدا باللغة الآذربيجانية، في لهجتنا الاذربيجانية. لأن اللهجة الآذربيجانية في ايران تختلف قليلا عن لهجتنا الآذربيجانية. لكن تقول انك كنت هنا لمرتين فقط.
وأرى انك تعرفت حسنا على آذربيجان في مجموعة الصداقة الإيرانية الآذربيجانية. ومن الصعب ان نقول هل انت إيراني ام آذربيجاني. إني ممتن لأنكم تهتمون بهذه المسائل. لقد رأيتم أثناء لقائكم في اللجنة المركزية للانتخابات ان استعدادنا لهذه الانتخابات في مستوى أعلى. وآمل في انكم ستقولون ايضا آراءكم بعد مراقبة هذه الانتخابات وستساعدوننا في تطوير الديموقراطية في آذربيجان. هذا فاننا نسير في طريق الديموقراطية. لذلك، توجد في بلدنا أحزاب كثيرة وجرائد متعددة وقناوات تلفزيونية خاصة. وتغطي هذه القنوات خطابات جميع أنصار المعارضة. لقد منحنا للجميع حريات الكلام، والصحافة والضمير. إننا نسير وسنسير في هذا الطريق. وهذا طريق جديد. توجد في أوربا بعض البلدان التي يرجع تاريخ الديموقراطية فيها الى ٣٠٠/ ٢٠٠ سنة. لكنها هي الأخرى لا تملك ديموقراطية كاملة بعد. لكننا دولة شابة، تصوروا، بل واطفال بالمقارنة مع هذه الدول. إننا سنسبقها في الوصول الى ذلك المستوى. ونريد ان نظهر هذا في الانتخابات. لكن هدفنا ليس مجرد إظهار هذا. وهدفنا هو انتخاب افضل شخصيات للبرلمان. نريد ان يتم إنتخاب أفضل شخصيات، يفضلهم الشعب الى البرلمان - لا فرق - من حزب الموالاة أو من حزب المعارضة. لينتخب الشعب من يريدهم. لأن الاشخاص الذين يريدهم الشعب يمكن ان يكونوا أفضل نواب في البرلمان.
لكن اذا انتخب الاشخاص الذين لا يريدهم الشعب، عن طريقة ما فلا يستطيع ان يخدم الشعب جيدا.
لذلك فإننا قمنا بعملنا على هذه المبادئ وسنقوم به وانكم ستساعدوننا. في أية أماكن تراقبون الانتخابات؟
حسن ألماسي: يسعني القول انه من المنتظر ان يزور جماعة من مراقبينا اماكن الانتخابات هنا وبعضهم في المناطق الشمالية من جمهورية آذربيجان وبعضهم في جنوبها، اما الجماعتان فيزوران أماكن الانتخابات في باكو. فخامة الرئيس، لقد اطلقتم أفكارا حسنة. ان مهمة كل رئيس وكل حكومة في الحكم هي توفير فرصة الاشتراك لجميع الأحزاب في الانتخابات. اما مهمة الشعب فهي انتخاب نائب افضل الى البرلمان. انكم تؤدون مهمتكم ونحن على يقين من ان الناخبين هم الآخرين سينتخبون نوابا طيبين.
فخامة الرئيس، علي ان أقول أن فضلكم في آذربيجان منذ سنة ١٩٨١ لم ينساه الشعب ابدا.
حيدر علييف: ليس منذ سنة ١٩٨١، بل منذ سنة ١٩٦٩.
حسن ألماسي: نعم، منذ سنة ١٩٦٩.
حيدر علييف: في نهاية سنة ١٩٨٢ غادرت هنا الى موسكو. أصبحت قائدا لآذربيجان في سنة ١٩٦٩. وكنت حتى نهاية سنة ١٩٨٢ في باكو. وفي الشهر الأخير لهذه السنة، نسميه بشهر ديسمبر، ولا اعلم كيف تقولون - استدعوني الى موسكو. كنت في كرملين بموسكو، كنت عضو المكتب السياسي والنائب الأول لرئيس الوزراء للاتحاد السوفييتي العظيم. لكن ظهر خلاف بيني وبين اعضاء المكتب هنا بعد ٥ سنوات واستقلت وعشت عهدا صعبا. وتعرضت للاضطهاد هناك وهنا. لذلك ذهبت الى ناختشفان مسقط رأسي واقمت علاقات طيبة مع إيران. وساعدت ايران على ناختشفان. وعندما تورطت آذربيجان في المأزق في سنة ١٩٩٣ طلب الشعب مني يد المساعدة ودعاني الى هنا.
حسن ألماسي: فخامة الرئيس، يظهر عملكم في تطور الصناعة باسرها في آذربيجان. وسوف لا تنسى الاجيال القادمة الأعمال التي اتخذتموها.
وعلي ان أقول انه اجريت في ايران اكثر من ٢٠ انتخابات منذ بدء الثورة حتى اليوم. وتملك جمهورية ايران الاسلامية خبرة كبيرة في مجال الانتخابات. لذلك فإننا نزور بلدكم كمراقب للمرة الثانية. عند حديثنا مع رئيس المجلس الوطني، وكذلك مع رئيس اللجنة المركزية للانتخابات قلنا ان إيران تستعد لتقاسم خبرتها في مجال الانتخابات مع آذربيجان.
حيدر علييف: حسن جدا. لقد قلت عدة مرات ان السيد خاتمي انتخب رئيسا لكم في جو من الديموقراطية التامة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. بعدها اجريت الانتخابات النيابية في ايران في الظروف الديموقراطية. كان يشارك فيها كثير من المرشحين. وتسابقوا بشكل جلي.
وانتخب الأشخاص الذين حظوا بأكثرية اصوات الشعب. لذلك فاني اذكر دائما تطور الديموقراطية في إيران خلال السنوات الأخيرة. ويقولون في الغرب أحيانا انه لا تتواجد الديموقراطية في ايران، أو في البلدان الاسلامية الاخرى، لكنهم يرتكبون خطأ كبيرا. تطورت الديموقراطية في ايران تطورا جيدا. يجب علينا ان نستفيد من خبرتكم.
حسن ألماسي: فخامة الرئيس، فاننا اجرينا في ايران الانتخابات البلدية. واجريت الانتخابات بشكل نزيه وعادل في القرى والمدن.
ونريد ان نهنئكم على ان كل الأحزاب تتمكن من الاشتراك في هذه الانتخابات التي تجرى في آذربيجان. ونأمل ان يتمكن جميع الناس والاشخاص ذوو الآراء المختلفة من الاشتراك بشكل حر في الانتخابات القادمة. يمكن ان يكون هنا الانتقاد والمدح ايضا. وأعتقد أننا سنشهد الانتخابات الحرة والمستقلة والشفافة والديموقراطية في آذربيجان.
حيدر علييف: فإني ايضا أثق بهذا.
حسن ألماسي: فخامة الرئيس، وأشكركم على انكم خصصتم وقتكم لنا. ان شاء الله، ننتظر زيارتكم لإيران وستليها زيارة السيد خاتمي لآذربيجان. إننا على يقين من ان العلاقات الإيرانية الآذربيجانية والتعاون السياسي والاقتصادي بين بلدينا سيتم الارتقاء بها الى المستوى العالي.
حيدر علييف: سنتوصل الى هذا من كل بد قريبا. مع السلامة.
جريدة "آذربيجان"، ٥ نوفمبر عام ٢٠٠٠