خطاب الرئيس الأذربيجاني حيدر علييف في اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي - دافوس، ١ فبراير عام ٢٠٠٢
بهذا السبب فإن آخر تطورات الأوضاع في آسيا المركزية والقوقاز يكسب أهمية خاصة. وبالمناسبة، كرس هذا الاجتماع بالذات لهذه القضايا. بالطبع، ان كل بلد، وكل منطقة يعاني من العديد من القضايا. لكن أهم وأخطر قضية بالنسبة لنا جميعا على السواء هي قضية الارهاب الدولي.
مصادر الارهاب الدولي متنوع. وتنشأ في مختلف المناطق من الاسباب الشتى. اذا اخذنا آسيا المركزية والقوقاز على سبيل المثال، فنرى ان الانفصالية العدائية ظاهرة أكثر بروزا بين هذه الاسباب. ويوجد في الانفصالية، خاصة الانفصالية العدائية عناصر الارهاب وظواهر أخرى كثيرة ولو كانت بعضها مستورة. وتؤدي الانفصالية الى جمع الاسلحة والاموال غير القانونية ومن جملتها تبادل المخدرات غير القانوني. وكذلك يظهر كل هذا في البداية كالانفصالية، ثم بالطبع يتحول الى الارهاب.
كما تعلمون، تعم القوقاز منذ سنوات طويلة الحالات الانفصالية والنزاعات العسكرية الناتجة عنها: النزاع القائم بين أرمينيا وأذربيجان حول قراباغ الجبلية، النزاع الجورجي الأبخازي، وأوسيتيا الجنوبية، والنزاعات في شمال القوقاز، والشيشان. في كل مكان اسلحة وقتل وسفك الدماء، والعنف.
تتحول الانفصالية الى الارهاب وتهدد المجتمع الى درجة تحول الاراضي التي احتلها الانفصاليون الى اراض خارج السيطرة والمراقبة. مثلا، أراضي قراباغ الجبلية لأذربيجان. نشب النزاع بسبب المزاعم الأرمينية الانفصالية وثم تحول الى حرب بين أرمينيا وأذربيجان وفي النتيجة أصبحت نحو ١٦ ألف كلومتر مربع من أراضي أذربيجان خارج المراقبة والسيطرة، بالأحرى، بقيت تحت سيطرة ومراقبة الميليشيات المسلحة غير الشرعية. لا يستطيع المجتمع العالمي ولا منظمة دولية المراقبة على هذه الأراضي. وبالطبع، جمعت اسلحة كثيرة فيها وقد يجري هنا تبادل المخدرات غير الشرعية. اذن، هذا مصدر النزاع والارهاب.
لذا، يجب اعتبار مصدر الارهاب واشكاله المختلفة عند محاربة الارهاب الدولي. ان تسوية النزاعات العسكرية عامل جدي ومهم للغاية للحيلولة دون احتمال نشوب الارهاب الدولي.
وأتمنى لكم جميعا نجاحات في مناقشة هذه المسائل المهمة. مع السلام.
ترجمة من جريدة "أذربيجان"، ٣ فبراير عام ٢٠٠٢