مؤلفاته / السياسة الخارجية / أذربيجان - منظمات دولية

من محادثة حيدر علييف الرئيس الأذربيجاني في لقائه مع اللورد راسل جونستون رئيس الجمعية البرلمانية لمجلس أوربا - ١٥ سبتمبر سنة ٢٠٠١


scotch egg
scotch egg
temp-thumb
temp-thumb

حيدر علييف: السيد المحترم لورد راسل. احييكم في أذربيجان وأنا ممتن من اللقاء معكم في اذربيجان من جديد.

لقد التقينا بكم لأول مرة هنا خلال عملية قبول الجمهورية الأذربيجانية إلى مجلس أوربا. أذربيجان الآن عضو متساوي الحقوق في مجلس أوربا. تقومون أنتم بوصفكم رئيسا للجمعية البرلمانية لمجلس أوربا بزيارة إلى أذربيجان كبلد عضو في منظمتكم. هذا حال جيد جدا. أظن أن زيارتكم تقومون بها ليس فقط إلى أذربيجان، بل إلى منطقة القوقاز الجنوبية عامة والبلدان الأخرى تعطيكم فكرة عن كل هذا وعن الأوضاع الراهنة.

أعرف أنكم اجريتم هنا كثيرا من اللقاءات حيث التقيتم بالنواب في المجلس الوطني. بما أنكم التقيتم بمرتوز علي أصغروف رئيس المجلس الوطني. واجتمعتم مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية. أظن أن كل المسائل قد نوقشت.

أجزل الشكر لكم لأنكم التقيتم أيضا باللاجئين الذين يعيشون في الحالة الشاقة. أظن، لقد قالوا لكم أن هؤلاء الناس يعيشون أحسن من اللاجئين الآخرين. إذ أن أكثريتهم يسكنون في المخيمات. سبق لي وقلت لكم أيضا انهم يعيشون في مثل هذه الحالة منذ ٨-٩ سنوات، لا منذ سنة واحدة.

اعتقد، لقد زرتم مدينتنا أيضا، وتأملتموها. كما اطلعتم على الحالة النفسية للسكان أيضا. بما أنني شاهدت عبر التلفزيون بعض اجتماعاتكم. وكذلك شاهدت عبر الشاشة إلى زيارتكم ممشى الشهداء. أشكركم على إحيائكم ذكرى الشهداء.

أعتبر أننا نقوم بتعاون مكثف جدا معكم بعد قبولنا إلى مجلس أوربا. من الطبيعي أن هذا مجرد بداية المسألة وأظن أن هذا التعاون سيصبح في المستقبل مكثفا ومثمرا جدا. أشكركم مرة أخرى لقيامكم بهذه الزيارة إلى أذربيجان. تفضلوا.

لورد راسل جونستون: السيد الرئيس، أعرب عن امتناني لكم لحسن استقبالكم هذا وكلماتكم الطيبة. أنتم على حق في قولكم إن هذه ثاني زيارة لي إلى اذربيجان. ما كانت أذربيجان عضوا لمجلس أوربا حين قمت بأول زيارة لي إليها. بعد صيرورة أذربيجان عضوا لمجلس أوربا كان في نيتي كثيرا أن أزور أذربيجان العضو المتساوي الحقوق لمجلس أوربا. كما زعمتم، فاني عقدت كثيرا من اللقاءات هنا. ذكرتم، لكن مع الأسف، لم يكن لدي متسع من الوقت لأتنزه في باكو.

حيدر علييف: هذا نقصان كبير جدا. مسبب هذا هو رئيس برلماننا.

لورد راسل جونستون: أنا متفق بأن المسئول عن عدم زيارتي مدينتكم وعدم تنزهي فيها إلى حد ما هو رئيس برلمانكم.

حيدر علييف: لقد وسقوكم هنا بلقاءات كثيرة. أعدوا لكم برنامجا مثقلا جدا.

لورد راسل جونستون: السيد الرئيس، أنتم على علم جيد به.

حيدر علييف: أعرف.

لورد راسل جونستون: السيد الرئيس، والراجح أن المسائل التي ناقشتها أثناء لقاءاتي لا تثير عجبا عندكم على أي حال. لانكم تعلمون كل هذه- المسائل التي تمت مناقشتها. هذه مناقشة الاعمال التي تعهدت بها أذربيجان كدولة عضو الآن والتي يجب عليها أن تحققها. وزد على ذلك أجرينا مناقشات حول النزاع الارمني الاذربيجاني اثناء اللقاءات المتعددة. لكن مع الاسف فان كل هذه اللقاءات والمسائل بقيت لدرجة ما تحت ظل الأحداث التي جرت في الولايات المتحدة الامريكية.

لذا، أردت لو أطرح عليكم سؤالا بادئ ذي بدء وأسألكم كيف تفكرون انطلاقا من تجربتكم، في على اي مستوى يمكن ان يكون تأثير هذه الأحداث على بلدكم؟ لأن هذه الأحداث ستخلف تأثيرا على العالم بدون أي شك وستحسها كل البلدان. سيحس هذا التاثير بلدي وكذلك بلدكم. على الأرجح انه يجب تعزيز الأمن وكنتيجة لهذا ليس من المستبعد انه في احوال متعددة سيوقف الناس الذين يتجولون في الشوارع ويتم إجراء التفتيش عليهم. من الممكن أن يفتشوا شنطهم في المحلات. من اليقين أن هذا لا يعجب المواطنين البسطاء. لكني تحدثت مع الرئيس شفاردنادزه أيضا. يفكر هو الآخر في أن هذا حدث مريع وواسع النطاق إلى درجة توجب الأسرة العالمية، المجتمع الدولي أن تكافح الإرهاب من خلال توحيد مساعيها.

حيدر علييف: نجيد جميعا في معرفة التاريخ المعاصر وكذلك التاريخ الماضي. على ما اعرف، لم يسبق في العالم حتى الآن حدوث عملية إرهابية بمثل هذه الهمجية والعنف. ان منظمي ومرتكبي هذا الإرهاب، أعتبر، ليسوا فقط دون الإنسانية، بل هم حتى أسوأ من الوحوش القاسية، أو أشد من همجية أيضا. هزنا هذا كثيرا. لعله في نفس الوقت حذر كل العالم من أن الإرهاب الدولي الآن يشكل خطرا أيما خطر ليس للبلدان العديدة وللأشخاص المتفرقين، بل لكل البشرية أيضا وقد يشكل في المستقبل خطرا كبيرا .

لأن الإرهاب، خاصة الارهاب الدولي الذي قد استشرى في السنوات الاخيرة كان يحمل طابعا محليا إلى حد ما على الصعيد الدولي. كان يعم إما بلدا واحدا أو منطقة واحدة. لكن هذا الإرهاب هز كل العالم. يمكن القول ان هذا إرهاب ليس فقط ضد أمريكا والشعب الامريكي، بل ضد البشرية بأسرها وجميع الناس. من الطبيعي ان هذا ارهاب يرتكب ضد السلام والثقافة والإنسانية والديموقراطية على السواء - ضد كل هذه المفاهيم.

للإرهاب أشكال مختلفة. على سبيل المثال، يعرفه بلدنا خلال العهود الأخيرة من حياته. المهمة الرئيسية التي تتمثل أمامنا الآن هي أن نقوم بتسوية النزاع الأرمني الأذربيجاني بالطرق السلمية. حسب رأينا اليوم أيضا فعلينا أن نعالجه بهذا الطريق. لكن الأحداث التي طرأت في النزاع الأرمني الأذربيجاني منذ سنة ١٩٨٨ حتى الآن - إبادة الناس ومأساة خوجالي أو التصفية العرقية الجماعية التي حققت في الاراضي المحتلة، أقول مرة أخرى، قتل الناس نتيجة لهذا -كل هذا من أشكال الإرهاب.

لقد حدثت اعمال ارهابية ضد رجالات السياسة المختلفين في البلدان المتفرقة أيضا. نتذكر جميعا، مثلا، الإرهاب الذي حقق ضد الرئيس جون كيندي، أو أخيه روبرت كيندي، حتى الرئيس ريغان أو الإرهاب الذي حقق ضد رئيس الوزراء الاسرائيلي - كل هذا واقع راهن لتاريخنا.

مثلا، الأعمال الارهابية التي تستمر في بلدكم والتي تجرى في إرلاندا نموذج من نفس الارهاب أيضا. لكننا تعرضنا ليس للإرهاب الأرمني فقط، بل لعدد كبير من الاعمال الارهابية في داخل البلد منذ سنة ١٩٩٣ منذما بدأت العمل هنا حتى الآن حيث حلنا دون بعضها، أما بعضها الآخر فلقي مواطنونا الأبرياء مصرعهم نتيجة لها.

مثلا، نعتبر أن إرسال أعداد كبيرة من وحدات الجيش إلى اذربيجان من قبل قيادة الاتحاد السوفييتي في ٢٠ يناير سنة ١٩٩٠ وقتل الناس هنا- لقد أنشئ ممشى الشهداء هذا منذ ذلك الحين - كان هذا عملا إرهابيا جماعيا ارتكب حينذاك ضد الشعب الاذربيجاني.

تعرضت أنا شخصيا مرارا لخطر الارهاب. لا أستبعد من الا اصطدم اليوم أم غدا من جديد بمثل هذه الأحداث. أقصد بهذه الكلمات العدة أنه ما كانوا يدركون حتى الآن في جميع الدول انتشار الارهاب انتشارا واسعا في العالم للسنوات الأخيرة. كان البعض يعتبر أن الإرهاب بعيد عن بلادهم وان بلادهم في الأمان. إذن، لا يشكل خطرا إلى حد ما. أما كل بلد، كل شعب تعرض للأحداث الإرهابية بين ما هو جماعي أو هو متفرق فيعرف مدى خطر هذا الإرهاب. نعلم هذا ولذا نستطيع التعمق في فهم الحدث الذي طرأ في الولايات المتحدة الأمريكية ربما أكثر من عدة بلدان وشعوب أخرى. وأغضبنا هذا الحدث. لتوي عقدت جلسة مجلس الأمن وأعلنت أن أذربيجان ضد الإرهاب ومستعدة للاشتراك في مكافحة الإرهاب الدولي مستفيدة من كافة الوسائل. هذه هي الحالة التي شملت العالم الآن. لذا إن البحث عن الإرهابيين وتحييدهم والرد الكافي على هذا العمل الإرهابي المريع، بالتاكيد، يقتضي التدابير الكبيرة. بالطبع، يجب تحقيق هذه التدابير. إذا اقتضت ضرورة القيام بالتفتيش في بلد ما، وكذلك في بلدنا، أو تفتيش أي أحد او تفتيش شنطة أي احد، مشتبه فيه فيجب إجراء تفتيشه التفصيلي الكثير في الهيئات الأمنية كل هذا من التدابير التي علينا ان نتخذها على الارض. نحن بلد منضم إلى مكافحة الإرهاب. إننا مستعدون ولدينا إمكانيات أيضا لتحقيق أي تدبير لازم في بلدنا.

أمريكا بلد قوي جدا، له خبرة هائلة والقوة الكبيرة. لقد أدلت منظمة حلف شمال الأطلسي بتصريح في هذا الصدد. لقد أعربت عشرات من البلدان الأخرى غير الأعضاء في منظمة حلف شمال الأطلسي عن تضامنها بالولايات المتحدة الأمريكية في مكافحة الإرهاب. ومن ضمنها أذربيجان أيضا.

يعني، لقد أعلنت معظم البلدان للعالم ضرورة مكافحة الإرهاب بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية.

أعتقد أنه يمكن اتخاذ كل تدبير وثمة مبرر تماما في إجرائه.

لورد راسل جونستون: السيد الرئيس، اسمحوا لي، أريد أن أضيف كلمة. مثلا، أشيد جدا التصريح الذي أدلى به الرئيس بوش عقب الحادثة الإرهابية. أعتبر أنه تقدم في حينه بمبادرة لازمة. بالرغم من أنه وقع على كتفيه عبء ثقيل جدا وبعد العملية الارهابية كان يسود في بلده القلق والدمار وتحير الناس فان رئيس الولايات المتحدة أعلن أن هذه المسألة لا يمكن تعميمها مع وجود كل الشكوك والاشتباهات بالفلسطينيين والأفغان وانه لا يصح تحويل الارهاب إلى حرب ضد العرب أو الأفغان.

السيد الرئيس، على ما تعلمون فان إحدى المهام الرئيسية لمجلس أوربا هي الحفاظ على حقوق الإنسان. عند الحفاظ على حقوق الإنسان لا نسمح نحن أيضا بالتعميم. لذا رأيي بات في أنه لا يمكن التغلب على الارهاب بالارهاب. يجب على زعماء البلدان أن ينظروا نظرا واقعيا للغاية إلى هذه المسألة وأن يقفوا موقفا محذّرا منه.

السيد الرئيس، ذكرتم اسم الجيش الثوري الإرلندي. وأشرتم الى الأحداث المريعة الجارية في أرض بريطانيا العظمى. أما أنا فأريد لو أورد مثالا آخر.

كما هو معلوم أن أعدادا كثيرة من الإيطاليين اعتقلوا بدون أي مبرر في أرض بريطانيا العظمى إبان الحرب العالمية الثانية. وكان السبب الرئيسي هو أن الإيطاليين قاتلونا سوية مع حلفائهم الآخرين إبان الحرب. تعلمون أنه يعيش كثير من المواطنين الإيطاليي الأصل في أرض بريطانيا العظمى. إنهم هم النازحون من إيطاليا إلى بريطانيا العظمى في القرن التاسع عشر. ان مثل هذه الأعمال غير مسموح بها اليوم في بريطانيا العظمى بعد مضي ٢٠ سنة من تلك الأحداث. لا تسمح الآن حقوق الإنسان بمثل هذا السلوك. من اليقين، تتطلب أخف معاملة اليوم لو كان في مكانها استعمال هذه الكلمات بخصوص الإرهاب عامة.

حيدر علييف: السيد راسل، انتم مصيبون على الاطلاق. استمعت أنا ايضا بانتباه كبير إلى جميع تصريحات السيد بوش، بما فيها التصريح الذي أدليتم به. أنا موافق تمام الموافقة معه. كذلك أنا موافق معكم على أنه ردا على إرهاب الأشخاص المتفرقين والجماعات والشراذم المختلفة المنتمية إلى أمة ما لا يسمح بتحقيق الإرهاب العام ضد تلك الأمة وذلك البلد والشعوب المنتمية إلى ذلك الدين.

من نظَّم هذا الإرهاب بشكل ملموس لا يزال مجهولا حتى الآن. رغم أن ثمة اشتباهات كثيرة وأناس مشتبه فيهم أيضا. فاني أظن أن الهيئات المعنية للولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها وهيئات لكل بلد يريد لجم الإرهاب لا تدخر كافة جهودها للكشف عن هؤلاء الناس وهذه التنظيمات، بل حتى ستوحد جهودها. بالتاكيد، بعد هذا يمكن إتخاذ التدابير.

قلتم ان الإرهاب ضد الإرهاب خطأ إلى حد ما. لقد تذكرت الكلمات التي قالها لينين في حينه. قال: علينا ان نرد على الإرهاب الأبيض بالإرهاب الأحمر. كانوا يسمون بالإرهاب الأبيض الإرهاب الذي حققه أعداءهم، أما الإرهاب الأحمر فهي إرهاب ارتكبه البلاشفة. كان هذا طريقة الحكم البلشيفية. لا أعتقد أن الأفكار البلشيفية تحيي الآن في العالم فيما بعد.

أفهم موقفكم الحساس واعتناءكم بهذه المسألة بما أن منظمتكم بذلت جهودا كبيرة جدا في الحفاظ على حقوق الإنسان. عند حدوث كل حادثة مريعة يتخذون قبل كل شيء موقفا انفعاليا منه. إن الخطوات المتخذة في مثل تلك الحالة الانفعالية قد تكون خاطئة. لكن التدابير المتخذة بعد مرور قليل من الوقت من الحادثة وبعد استقصاء المسألة تكون أكثر عدلا تجاه تلك الجريمة. لذا أفكارنا متطابقة.

لورد راسل جونستون: السيد الرئيس، قبل أن أفارقكم أريد أن نبتعد قليلا عن هذه العملية الإرهابية ونتحدث عن حقائق أذربيجان. على ما تعلمون، لقد جرت لقاءاتي المتعددة منذ أتيت إلى هنا. التقيت بالفعل بجميع الرموز السياسية الرئيسية في الجمهورية. في نهاية المطاف التقيت بصديقي السيد علي أصغروف. قدم لي السيد على اصغروف قائمة. نظرنا معا إلى تلك القائمة. كانت تلك القائمة، في واقع الأمر، قائمة المهمات التي التزمتها أذربيجان كعضو لمجلس أوربا. قال السيد على أصغروف ان الأعمال المعينة حققت وأخذت الملاحظات، ثمة تقدم محدود. أنا مسرور جدا. رغم مضي أقل مدة من سنة توصلت أذربيجان إلى مثل هذا التقدم. في رأيي شخصيا أن صيرورة أذربيجان عضوا كامل الحقوق في مجلس أوربا جاءت في مكانها تماما وكانت خطوة متخذة في حينها. في نهاية المطاف، أصبحت أذربيجان عضوا حقيقيا لأوربا التي هي جزء منها. كذلك تظهر الأحداث الآن أن أذربيجان لا تزال تتدرج نحو الأمام لكن بعزم وثبات.

حيدر علييف: أشكركم لتقييمكم الأعمال المتخذة في اذربيجان بعد قبولها إلى مجلس أوربا.

من خلال اشتراكنا كمرشح في مجلس أوربا لعدة سنوات كنا نسعى دائما إلى أن نصبح عضوا حقيقيا. وهذا أولا، لنحس أنفسنا جزءا لا يتجزأ من أوربا وليعرفونا. وثانيا، من الطبيعي أن نواصل الإسراع في تطبيق القيم عامة البشرية، القيم الأوربية في أذربيجان. نحقق هذا. لقد أحاطكم السيد مورتوز على أصغروف علما. أعتقد، لا حاجة إلى أن أكرره.

يمكنكم التأكد من أن كل الالتزامات الأخرى ستحقق كليا أيضا. لكني أتمنى أن يملك مجلس أوربا فيما بعد أيضا معلومات عادلة عن الأوضاع الراهنة والحالة الاجتماعية السياسية في أذربيجان.

مثلا، اذا أنحى مجلس أوربا بالتوبيخ على أية مسألة في بلدنا فنبذل كافة جهودنا معتبرين هذا عادلا لإزالة تلك الحالات غير المقبولة من قبل مجلس أوربا. لكن مجلس أوربا لا يضم شخصا واحدا أو جماعة واحدة فقط، فيه ممثلون من ٤٣ بلدا. أما كل بلد فلا يتكون ممثلوه من نفس الاشخاص. أظن أنكم قد فهمتموني صحيحا، لا يمكن أن نعتبر الأشخاص الذين تضمهم كل الوفود موضوعيين كليا. عامة، لا يستطيع الإنسان التخلص بقدر الإمكان من الذاتية تماما. ومن يعتبر نفسه شخصية امثل، أعتقد، هو مخطئ. لذا نتمنى أن يتم فحص المعلومات المتعلقة بنا فحصا دقيقا ونبحثها معا.

أقول من جديد، نحن مستعدون للقبول الفوري لمقترحاتكم وادعاءاتكم العادلة. سبق لي أن قلت لكم أيضا أننا نجري هذه العملية. نجري عملية الديموقراطية، عملية حقوق الإنسان، عملية حرية الصحافة، عملية حرية التعبير. لكن هذه عملية لم تنته بعد. لا يمكن أن يكون كل شيء فيها مثلا أعلى. لكن علينا أن نسعى إلى أن يكون هكذا. لذا يتعين علينا أن نكثف تعاوننا معا في هذا الصدد.

لورد راسل جونستون: أنا متفق تمام الاتفاق. لو كان عندي إمكانية لتحدثت كثيرا عن الموضوعية. يخيل لي أن غير الموضوعية تنبع من الأمية في نفس الوقت. فان الموضوعية التامة والكمال تشبه السراب في الصحراء فقط. علينا أن نسعى على أي حال إلى أن نبذل كل ما في وسعنا ليكون كل شيء عادلا.

انتهازا مني لهذه الفرصة، أريد أن أعرب عن امتناني لكم مرة أخرى في ختام لقائنا. أبدي امتناني لحسن الضيافة في بلدكم وللمعاملة التي لقيتها هنا. أتمنى لكم السيد الرئيس صحة طيبة. قبل كل شيء، أتمنى لكم العافية لتدير البلد.

حيدر علييف: أشكركم، انا ممتن جدا. لكن في نهاية المطاف أريد ألا ننسى موضوعا آخر أيضا.

عندما دخلنا إلى مجلس أوربا أخذنا على عاتقنا الالتزامات بالطبع ونسعى إلى تحقيقها.

في نفس الوقت دخلنا بآمال كبرى إلى مجلس أوربا. أقصد بقولي الآمال الكبرى حل النزاع الأرمني الأذربيجاني. أقصد عودة أكثر من مليون لاجئ إلى أماكنهم. أقصد تحرير الأراضي المحتلة من قبل القوات المسلحة لأرمينيا. تعرفون ونعرف أيضا أن منظمة الأمن والتعاون في أوربا معنية بهذه الأمور. وتعنى بها مجموعة مينسك المنبثقة عن منظمة الأمن والتعاون في أوربا وخاصة الرؤساء الأعضاء لمجموعة مينسك - روسيا، الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا. لكن إهمال مجلس أوربا أيضا لهذه المسألة بالطبع قد يكون غير معقول.

قلنا عدة مرات أننا ننضم إلى جميع المعاهدات عن حقوق الإنسان. لكن يتم خرق حقوق الناس الذين شردوا من أراضينا المحتلة ويعيشون في الحالة الشاقة أيضا. أما هذه المسائل فأعتبر أنها ليست مهمة مباشرة لمنظمتكم. لكن سبق لي أن ذكرت، كنا نأمل عند دخولنا إلى مجلس أوربا ولا نزال اليوم أيضا في أن يبذل مجلس أوربا جهودا كثيفة جدا لحل هذه المسألة في إطار إمكانياته.

لورد راسل جونستون: السيد الرئيس، آمل في أن مجلس أوربا، بلا ريب، يمكن أن يسهم ويجب أن يسهم قسطه في معالجة هذه المسألة. لقد اتخذنا بعض الخطوات نحو هذا الاتجاه وبذلنا جهودنا. مثلا، أثناء اجتماع رؤساء البرلمانات لبلدان القوقاز الجنوبية الذي أعدته الجمعية البرلمانية لمجلس أوربا أعلنا راينا هذا قائلين ان الحوار لا بد من اطلاقه ولو لا التعاون التام. لا ندخر دعمنا في أن ينشأ الحوار في هذا العمل ويذلل على هذا المستوى بعض العراقل الممكنة.

كما هو معلوم فان الحكومات حملت المسئولية على مجموعة مينسك. لقد تؤدي مجموعة مينسك وظائف الوساطة والمساعدة في حل النزاع. لكن كما اتفقنا كلانا في نفس الوقت، لمجلس أوربا أيضا مسئولياته والتزاماته المعينة. أريد أن أقول بالأسف انه لم تتخذ أية خطوة نحو الأمام منذ إيقاف الحرب الجارية بين أرمينيا وأذربيجان حتى اليوم. بالتأكيد، يلزم اتخاذ خطوات معينة حاليا. يتوقف الكثير هنا على أذربيجان وأرمينيا أي على الطرفين المتنازعين، لا على الوسطاء. يجب عليهم أن يتفقوا في تحديد التنازلات. أفهم أن هذه مسألة صعبة. فيما يتعلق بتفاصيل التنازلات فما تحتوي عليه عملية تثير جدلا كثيرا وصعبة جدا.

أريد أن أعلن مع شديد الاسف أن مجلس الوزراء لمجلس أوربا - وزير الخارجية لكم أيضا عضو ذلك المجلس - أشار في وثيقة أصدرها - لا أتذكر الآن تلك الوثيقة بالضبط، مع الأسف، ما أخذتها معي- إلى أنه لم تتخذ أية خطوة نحو الأمام في النزاع القائم رغم انضمام أذربيجان وأرمينيا إلى مجلس أوربا. هذه وثيقة أعدت تحت رئاسة لختنشتين.

السيد الرئيس، أعتقد شخصيا أنني أيدت إيجاد لسان عام مع الناس، إيجاد الثقة بالناس والاستماع إليهم. يبدو لي أنه ثمة طريقة لحل المسألة ويمكن الوصول إلى هذه الطريقة لو اخذ كل هذا بعين الاعتبار واستطاعت الاطراف أن تستمع إلى بعضها البعض.

حيدر علييف: أعتبر أيضا أنها موجودة ويمكن التوصل إليها. والارجح أن التنازلات لا بد منها. لكني قلت مرارا أن هذه التنازلات يجب أن يقبلها كلا الطرفين. ثمة حوار، أنا ألتقي مع الرئيس الأرمني. تجري لقاءات على المستويات الأخرى أيضا. لكن مع الأسف، لا نستطيع التوصل إلى الموافقة حول هذه التنازلات. إن الحالة النفسية عند الرأي العام الأذربيجاني تتطلب ألا نقوم أي تنازل. على ذلك فالمسألة صعبة أيضا. لا يريد الطرف الأرمني القيام بأي تنازل.

لورد راسل جونستون: هذه هكذا في الحقيقة. أفهم أن هذه مهمة ثقيلة جدا على عاتقكم.

حيدر علييف: هكذا بالضبط. شكرا، أشكركم.