مؤلفاته / مجتمع

خطاب الرئيس الاذربيجاني حيدر علييف في لقاء نظمه مجلس النساء الاذربيجانيات "سيفيل" بمناسبة ‏يوم المرأة العالمي ‏‎-‎‏ مسرح الموسيقى الحامل اسم رشيد بهبودوف، ٨ مارس عام ١٩٩٧‏


السيدات العزيزات!

اهنئكن من صميم القلب بمناسبة يوم المرأة العالمي وأتمنى لكنّ الصحة والجمال الدائم والسعادة والتوفيق في كل اعمالكن.

اهنئ خاصة بمناسبة هذا العيد امهات الشهداء والجنود والابطال الذين يحرسون اراضي بلدنا وأبدي لهنّ شكري وامتناني.

تحمل النساء في المجتمع مهام كبيرة جدا وان مسئوليتهن كبيرة دائما. لكن النساء بدورهن يضطلعن بهذه المهام بشرف ويلعبن دورا رئيسا في المجتمع كما كان على الدوام.

تم تشريد كثير من نسائنا من بيوتهن ومواطنهن نتيجة العدوان العسكري لارمينيا على اذربيجان ويعيشن في الوضع الشاق. يسكنّ كثير منهن في المخيمات. رغم معيشتهن الصعبة والشاقة وعيشهن في المخيمات يقومن بمهماتهن الامومية ويربون الاولاد ويخدمن لامتنا وشعبنا ودولتنا بصدق. ابلغ تحيتي الخاصة للنساء اللواتي يعيشن في مثل هذا الوضع الشاق في هذه الفترة لجمهوريتنا واتمنى لهن الصحة والسعادة.

ان النساء زينة المجتمع وجماله. لا يمكن وجود المجتمع والحياة بدون النساء. تحتل نساء اذربيجان مكانة عالية جدا ومتميزة بين نساء العالم من حيث جمالهن ومواهبهن وذكاؤهن وعلمهن. لذلك فاننا نفتخر بنسائنا. اشكر في يوم العيد هذا جميع نسائنا على الاعمال والنشاط المثمر الذي قمن في كافة المجالات باذربيجان.

يسير شعبنا في سبيل الحرية القومية، وبلدنا دولة مستقلة. نشهد في حياتنا في هذه المرحلة الانتقالية صعوبات كثيرة وعواقب كبيرة جدا. يتطلب كل هذا منا النشاط الاكثر وبذل جهود مكثفة ويدعو كل مواطني مجتمعنا وجمهوريتنا الى الوحدة والتضامن. ان دور النساء كبير في هذا المجال. ايدت النساء دائما السلام والعلاقات الطيبة. كنّ دائما قوى شكلت عائلات جميلة.

اننا في امس الحاجة الى الوحدة والتضامن وعلاقات الصداقة والعلاقات الصميمية في الوقت الحاضر وهذه المرحلة الانتقالية لجمهوريتنا والفترة الصعبة وفي الوقت الذي احتل جزء من اراضينا وتم تشريد اكثر من مليون مواطن اذربيجاني من ديارهم. يجب احلال التفاهم وانشاء العلاقات المتبادلة في مجتمعنا لتجاوز هذا السبيل واجتياز جمهوريتنا من هذه المرحلة وللخروج من هذه الصعوبات والتخلص من الاحتلال والعدوان الارميني ولاعادة وحدة اراضي جمهوريتنا. يجب توحيد مجتمعنا توحيدا اكثر وتوحيد صفوف مواطنينا والتوصل الى تضامنهم رغم اختلاف وجهات نظرهم وآرائهم السياسية في تحقيق اهدافنا الرئيسية - تعزيز استقلالنا السياسي وتطويره واعادة وحدة اراضي بلدنا وتحرير الاراضي المحتلة وشغل جمهوريتنا مكانا مستحقا لها على الصعيد العالمي ويجب الا يسمح بحدوث اي عمل تخريبي وقلاقل في بلدنا بعد هذا. ان دور النساء كبير في تنفيذ كل هذه المهمات ايضا، وامكانياتهن كثيرة وواسعة وابلون بلاء حسنا وسيقدرن عليه في المستقبل.

كما اذكر فان مئات آلاف من الناس احتشدوا حول القصر الرئاسي ليلا بعد ما توجهت بنداء الى الشعب في حين حاولت بعض القوى الانقلاب الحكومي في اذربيجان في اكتوبر عام ١٩٩٤. عندما رأيت النساء بين الحشود، والمسنات والشابات والنساء التي اسرعن الى الميدان واخذن معهن رضّاعهنّ تفكرت مرة اخرى في ان النساء وطنية ومخلصات لامتهن وبلدهن ودولتهن وفي نفس الوقت بطلات ومغاوير. ان الحشود في الميدان في نفس الليلة كانوا مهددين بالخطر بلا شك، لان القوى المسلحة قامت على دولتنا. لكن النساء احتججن على تلك القوى المسلحة - الرجال برضّاعهن وبشكل اسرع واحتشدن امام القصر الرئاسي وهببن للدفاع عن دعائم الدولة في اذربيجان. لن انسى هذا ابدا.

لكن هذا ليس امرا وحيدا. كانت نساؤنا هكذا دائما واني على يقين من انهن سيكنّ هكذا بعد هذا. ان نساءنا ركيزة الدولانية الاذربيجانية المستقلة ودعامة كل الاعمال التي سنحققها. لذلك فاني اعول على النساء الآن كما كنت في الماضي وسأعول عليهن. أحبكن جميعا، وأقبلكن اذا سمحتن لي به. اتمنى لكنّ الصحة والسعادة. كل عام وانتم بخير. اتمنى لكن العمر الطويل والامنيات الجديدة. مع السلامة.

معلومات تأريخية

مجتمع