مؤلفاته / السياسة الخارجية / أذربيجان - العالم العربي

من حديث حيدر علييف الرئيس الأذربيجاني في لقائه مع صالح بن حميد رئيس مجلس الشورى للمملكة العربية السعودية - ٧ يونيو سنة ٢٠٠٣


صالح بن عبد الله حميد: صاحب الفخامة، اسمحوا لي أن أبلغكم خالص التحيات والامنيات الطيبة لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد ورئيس مجلس الوزراء وكذلك شعب المملكة العربية السعودية.

ونريد أن نعرب عن خالص شكرنا لرئيس البرلمان الاذربيجاني على أنه وجه إلينا مثل هذه الدعوة وحضر لزيارتنا برنامجا جيدا. جرت زيارتنا شيقة ومثمرة للغاية. فاننا على ثقة شديدة بأنه جاء التنظيم على هذا النحو على اساس توصياتكم وتوجيهاتكم الحكيمة.

ان جلالتكم على علم جيد بأن زيارتنا تهدف إلى زيادة توثيق العلاقات الاخوية والودية بين بلدينا. ويسرنا جدا أن العلاقات القائمة بين بلدينا لقد بدأت تتطور في مختلف حقول الحياة، بما فيها المجالات السياسية والاقتصادية والسياحية والثقافية وغيرها.

هذا وإن محادثاتنا مع رئيس المجلس الوطني كانت مثمرة بمكان. وقد أنشأنا فريق الصداقة ووافقنا على أن نقوم بتبادل الوفود البرلمانية وبتنسيق نشاطنا في المنظمات الدولية. أثناء زيارتنا اكدنا مرة أخرى الموقف الثابت والحازم للمملكة العربية السعودية من نزاع ناغورنو كاراباخ. بالتاكيد وان هذا الموقف للمملكة العربية السعودية يستمد من موقفها الإسلامي.

هذا وشرف الله تعالى المملكة العربية السعودية بأن القرآن الكريم أنزل هناك بالذات ونبي الإسلام ولد هناك والأماكن المقدسة للإسلام تقع في هذا البلد. بالتأكيد أن المملكة العربية السعودية تعتز بهذا الشرف وتشعر بمسئوليتها النابعة من هذا الشرف ومسئوليتها أمام الاخوة المسلمين أيضا. بما ان الموقف الثابت والحازم تجاه المملكة العربية السعودية من مشاكل المسلمين ينبع من هذا بالذات.

إننا نقف موقفا مثل ذلك منطلقين من الوضع الاقتصادي لبلدنا ومستغلين موقعه على الصعيد العالمي. في نفس الوقت، فاننا نقف هذا الموقف مستغلين مكان بلدنا في المنتديات الدولية أيضا. من هذا المنطلق، يهدف بلدنا إلى أن يقف دائما موقف الدفاع عن الحق والعدالة. بالتاكيد، فانني مسرور جدا بأنني في حضور فخامتكم. لا اريد إطالة الحديث مستهترا من مثل هذه الفرصة المتاحة لي. لكن لدي رغبة شديدة في أن أكون في حضور فخامتكم ساعات وساعات.

هذا وأريد أن أجدد التأكيد بأننا أيضا نعتز بأن الشعب الأذربيجاني يملك التقاليد التاريخية القديمة الغنية. ونتمنى تقدما هائلا ونماء لأذربيجان ولشعبكم تحت قيادتكم الحكيمة. شكرا جزيلا لكم.

حيدر علييف: انني أقدر تقديرا عاليا كلماتكم القيمة جدا. وكان لدي رغبة أيضا فيأن أقول هذه الكلمات. لكنكم قلتم كل هذه الكلمات. وكأنكم قرأتم أفكاري.

صالح بن عبد الله حميد: فخامة الرئيس، ان هذا لشرف كبير بالنسبة لي.

حيدر علييف: لكني أريد أن أقول عدة كلمات.

هذا وبين المملكة العربية السعودية وأذربيجان علاقات الصداقة الوثيقة جدا. ذلك فإن هذه العلاقات ازدادت تطورا وتوسعا بعد زيارتي إلى المملكة العربية السعودية. وهذا يسرنا جدا. وتشمل هذه العلاقات كافة المجالات. يسرني جدا أننا نقيم علاقات الصداقة في جميع المجالات.

إن المملكة العربية السعودية دولة تملك تاريخا قديما. حيث ولد فيها نبي الإسلام وأنزل فيها القرآن الكريم.

بما ان المملكة العربية السعودية منهل الإسلام برمته. إننا مسلمون وحافظنا على اسلاميتنا رغم أننا عشنا في ظروف كان هذا الامر فيها من المستحيل. إننا كمسلمين نحترم دائما المملكة العربية السعودية ونريد أن نوسِّع علاقاتنا توسيعا وأن نستفيد من هذه العلاقات استفادة أكثر ثمرة. لأن ثمة تعاونا في كافة المجالات. لكن ليست لها نتائج كبيرة. ومن اللازم أن يصبح تعاوننا أكثر كثافة ويأتي بثماره الملموسة. أظن أنكم ايضا في هذا الرأي.

وعليه فإن طلابنا يدرسون في المملكة العربية السعودية. إن دراسة ٣٠ طالبا فيها أمر حسن جدا. ويعمل فيها ١٨٠ طبيبا من اذربيجان.

صالح بن عبد الله حميد: ان بعض مستثمري المملكة العربية السعودية أيضا يعملون في أذربيجان.

حيدر علييف: نعم. لكنا نريد ان تتكاثر هذه الاستثمارات. وعندنا امكانيات لهذا. قد يكون من الأحسن أن تستثمروا أموالكم هنا، ليس في مكان آخر.

صالح بن عبد الله حميد: لذلك فاننا زرنا اليوم وزارة التنمية الاقتصادية وناقشنا هذه المسائل مع الوزير. ان بعض الأعضاء لمجلس الشورى عندنا هم رجال الأعمال. انهم ايضا حضروا محادثتنا وقاموا بتبادل الآراء حول هذه المسائل.

حيدر علييف: انني ممتن جدا. ويجب تطوير التعاون وعلينا أن نتقارب اكثر فاكثر. فان علاقاتنا لن تتزعزع.

لقد زرت مكة ومدينة. ورايت في مكة منظرا اعجبني. ان فضلكم الكبير امام الدين الاسلامي هو انكم صنتم مقبرة النبي محمد على مدى كل الأزمنة الصعبة، وحفظتم القرآن الكريم وأهديتموه بالكامل إلى العالم. وان تلك الأماكن حاليا غنية جدا. ربما وكأن مليونا أو مليونين من المسلمين يقيمون الصلاة في هذه الاماكن في نفس الوقت.

صالح بن عبد الله حميد: صاحب الفخامة، ان مبناه نفسه يبلغ من السعة حدا يمكِّن مليونا من المسلمين من ان يقيموا الصلاة. لكن الساحة التي تحوط المبنى -المسجد فانه يمكِّن أكثر منه من المسلمين من إقامة الصلاة.

حيدر علييف: حسن جدا. فكرت عندما رايتها في ان المملكة العربية السعودية دولة غنية حاليا. لكنها لم تكن غنية هكذا فيما قبل. رغم ذلك فانها بنتها وأنشأتها وحفظتها.

وان دولتكم، والملك المحترم حقق المزيد من الاعمال. فانني اقدر هذا عاليا. أرجوكم ان تبلغوا خالص تحياتي صديقي العزيز ملك المملكة ومجلس الشورى وجميع الناس من الأمة الإسلامية. فاني أقدر تقديرا عاليا جدا لبرلمانكم وعمله، يبدو انكم تجيدون عملكم. أشكركم. شكرا جزيلا لكم.

صالح بن عبد الله حميد: صاحب الفخامة، فإني وزملائي نعتز شديد الاعتزاز في الحقيقة بانكم تقولون عن بلدنا مثل تلك الكلمات الطيبة من صميم القلب.

هذا وان جلالة ملكنا قبل لقب خادم الحرمين الشريفين ممتنعا حتى من لقب الملك. ان المملكة العربية السعودية تعتز شديد الاعتزاز بانها تخدم ذينك الحرمين الشريفين، على وجه العموم، الدين الاسلامي والشعوب المسلمة.

صاحب الفخامة، ان هذه الهدية هي القطعة من الكسوة المغطاة للكعبة. وجئنا بها من هناك لكم. هذه هدية قيمة جدا. أما هذا فهو لشرب القهوة العربية. وانه طاقم مصنوع من الذهب الخالص.

حيدر علييف: أشكركم، شكرا جزيلا.

صالح بن عبد الله حميد: صاحب السمو، في أمان الله، فاننا ممتنون لكم.

حيدر علييف: مع السلامة.