مؤلفاته / السياسة الخارجية / أذربيجان - منظمات دولية

خطاب حيدر علييف رئيس جمهورية أذربيجان في جلسة خاصة عقدها المجلس العام لمنظمة الأمم المتحدة بمناسبة الذكرى السنوية الخمسين لها


رئيس المجلس المحترم!

رؤساء الدول والحكومات المحترمون!

الأمين العام المحترم!

السيدات والسادة!

أهنئكم باسم الشعب الأذربيجاني من صميم القلب بمناسبة الذكرى السنوية الخمسين لمنظمة الأمم المتحدة التي لعبت دورا كبيرا في تعزيز السلام والامن والاستقرار في كافة انحاء العالم. وطرأت تغيرات إيجابية كبيرة خلال نصف قرن مرت به منظمة الأمم المتحدة منذ تأسيسها. وهذا يدل على تغير العالم بشكل جذري وتحقيق مبادئ منظمة الأمم المتحدة عمليا.

أهم نتيجة هو أنه لم تحدث حرب عالمية جديدة رغم التناحر العنيف في سنوات الحرب الباردة. لم يعد يشهر العالم الاستعمارية والنظام العنصري والتمييز العرقي.

تمكنت الشعوب من تقرير مصايرها ونالت حريتها الوطنية واستقلالها السياسية.

يعتبر حصول الجمهوريات التابعة للاتحاد السوفييتي على استقلالها السياسي وعلى سيادتها حدثا تاريخيا.

تنتشر القيم عامة البشرية في العالم، من بينها أفكار الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان خاصة. وأصبحت ضرورة تحقيق التغيرات الديموقراطية في المجالات الاجتماعية والسياسية وفي مجال تكوين الدولة والاقتصاد وكافة حقول الحياة اهم عامل لكثير من البلدان.

قد لعبت جميع الأعضاء لمنظمة الأمم المتحدة، خاصة منها الدول المتقدمة اقتصاديا وذات التقاليد الديموقراطية دورا كبيرا في استخلاص هذه النتائج. لكن الفضل الخاص فيه يرجع إلى منظمة الامم المتحدة. إنها أصبحت خلال الخمسين سنة منظمة دولية أكثر تأثيرا وصلاحية.

آمل ان الصعوبات المالية التي تواجهها هذه المنظمة سيتم تذليلها لأجل نشاطها الناجح القادم.

يسرنا كل هذا ونفتخر به. لكن العالم يحتاج إلى الأمن الشامل والأوضاع المستقرة المثلى. هناك مشاكل يجب معالجتها جذريا. منها انتهاك قواعد الشرعية الدولية في العلاقات البينية والارهاب الدولي وانتشار أسلحة الدمار الشامل والمجاعة والقهر وحدوث كوارث بيئية. وتحسب حالات القومية العدائية والانفصالية التي تسبب اندلاع الحروب الدموية ومعاناة الملايين من الناس من آلام لا عد لها في عدد غير قليل من مناطق العالم خطرا سافرا للسلام. يستمر عدوان جمهورية أرمينيا ضد اذربيجان منذ ٧ سنوات. يهدف هذا العدوان إلى اغتصاب اقليم ناجورنو كاراباخ لبلدنا. احتلت القوات المسلحة الأرمينية اكثر من ٢٠% من الأراضي الاذربيجانية وتحول اكثر من مليون مواطن اذربيجاني إلى المشردين بعد تشريدهم عنفا من هذه الأراضي ويسكنون الآن في المخيمات في حالة يرثى لها.

تبنى مجلس الامن لمنظمة الامم المتحدة ٤ قرارات تطالب القوات المسلحة الأرمينية من الأراضي الأذربيجانية المحتلة بدون شروط وقيود. لكن تلك القرارات لا تحقق من قبل المعتدى. لذا لا تجني عملية تسوية النزاع بالطرق السلمية في إطار مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون في أوربا ثمارها المرجوة.

رؤساء الحكومات والدول المحترمون! أتوجه اليوم إليكم وإلى منظمة الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوربا بنداء أطلب فيه دعمهم المؤثر في تسوية النزاع الأرميني - الأذربيجاني بالطرق السلمية وإعادة سلامة أراضي أذربيجان وإعادة سلامة تخومها المتعارف عليها في المستوى العالمي.

أعرب عن إرادة الشعب الاذربيجاني معلنا اننا ندين العدوان بأشكاله المختلفة وفي كل أنحاء المعمورة. نرغب في السلام. نريد السلام في كل العالم وفي منطقتنا وإقامة العلاقات السلمية والودية مع الدول المجاورة قاطبة. بهذه الآمال وبهذه الثقة أترك هذه المنصة الشريفة. شكرا لكم لحسن انتباهكم!