مؤلفاته / الاقتصاد / العلاقات الاقتصادية مع البلدان الأوربية

خطاب حيدر علييف الرئيس الأذربيجاني في الاجتماع المنعقد في غرفة التجارة البولونية مع الدوائر العملية البولونية - ٢٧ أغسطس ١٩٩٧


السيد الرئيس المحترم!

السيدات والسادة المحترمون!

صباح الخير!

بادئا ذي بدء أريد أن أرحب بكم وأعرب عن امتناني في أنكم اعطيتموني فرصة لإجراء لقاءات مع رجال الأعمال ودوائر أعمال، رؤساء الشركات لبولونيا في غرفة التجارة أثناء زيارتي الرسمية إلى جمهورية بولونيا.

كما تعرفون انني اقوم بزيارة رسمية إلى بلدكم تلبية لدعوة من السيد رئيس الجمهورية كواشنوسكي. وهذه الزيارة زيارة رسمية أولى يقوم بها رئيس أذربيجان المستقلة والسيادية إلى بولونيا. أريد لو أقول ان يوم الأمس كان يوما غنيا جدا بمضمونه من حيث العلاقات البولونية والأذربيجانية أجرينا محادثات مثمرة، وقعنا على وثائق هامة جدا بين الدولتين والحكومتين.

 يقدر السيد الرئيس كواشنوسكي، وكذلك أنا هذا كحدث تأريخي في حياة أذربيجان وبولونيا. تدشن مرحلة جديدة في علاقاتنا المتبادلة، وفرنا ارضية قانونية حسنة - أي وقعنا على معاهدة لتعاوننا في كافة المجالات.

إن الوثيقة التي وقع عليه الرئيسان البولوني والأذربيجاني، أي البيان حول زيادة تطوير الصداقة والتعاون بين بولونيا وأذربيجان تحمل أهمية بالغة. يرسي هذا البيان بعينه أساس لتعاوننا في كافة المجالات. بالطبع ان التعاون في المجال الاقتصادي يستحوذ مكانا مهما في هذه الوثيقة والاتفاقيات التي وقعنا عليها.

أعتقد ان ثمة إمكانيات واسعة لتوسيع وتعميق تعاوننا الاقتصادي ولم نتمكن من الاستفادة من هذه الإمكانيات حتى الآن. مساء الأمس تبادلنا أنا والسيد الرئيس كواشنوسكي اراءنا التي تذكرنا وقائع تثبت وجود العلاقات الاقتصادية والعلاقات التجارية بين بولونيا وأذربيجان خلال قرون كثيرة مضت. على سبيل المثال، قلنا انه كانت تصدر من أذربيجان إلى بولونيا سجاجيد أذربيجانية نفيسة مسنوجة باليد والقطن والحرير وعدة منتجات في القرون الوسطى - في القرنين الخامس عشر والسادس عشر فكانت أذربيجان تستورد عددا كثيرا من المنتجات من بولونيا. فيدل هذا على وجود جذور قديمة لعلاقاتنا الاقتصادية والتجارية.

لكن مع الأسف، لم نتوصل في عصرنا هذا إلى هذا المستوى بعد، والحال ان إمكانيات بولونيا وأذربيجان الآن أكبر مما كان قبل عدة قرون. لهذا أحد مهامي أثناء زيارتي إلى بولونيا هي دفع تطوير العلاقات الاقتصادية والعلاقات التجارية بين بولونيا وأذربيجان.

توجد الآن كل الإمكانيات والظروف لهذا. قد تخلصت بولونيا من كثير من القيود، كانت هذه القيود موجودة في حياتها خاصة بعد الحرب العالمية الثانية في حين كانت بولونيا دولة مستقلة، سيادية. تقّرر الآن بولونيا بنفسها حياتها، تحدد طريقها واقتصادها وكيف تجري اقتصادها، مع من تقوم بالتجارة. بالطبع، هذا وضع جديد مبدئيا مقارنة مع الوضع قبل ١٠- ١٥ سنوات. اعرف هذه الأزمنة أيضا، لذا أتحدث عن هذا.

أما أذربيجان فأعلنت استقلالها السياسي في أواخر سنة ١٩٩١، أصبحت دولة مستقلة، سيادية في النهاية بعد مرور كثير من العقود والقرون. إنها تقرر مصيرها بنفسها، تعالج مسائلها بنفسها، تحدد مع من يجب ان تقوم اي علاقات. الاستقلال التام، الحرية التامة التي تميز النظام الاجتماعي - السياسي، حياة بولونيا من جهة، وأذربيجان من جهة أخرى أساس يمكننا من تطوير تعاوننا في كل المجالات، من جملتها في المجالين التجاري والاقتصادي ومن التفاوض فيها.

فيما يخص كيفية وشكل تحقيقه فهذا بالطبع، ليس امرا صعبا بكثير علينا ان نتخذ خطوات ضرورية في هذا السبيل. قلت أمس أن أذربيجان تملك قوة اقتصادية كبيرة. تعرفون أن أذربيجان منذ القدم بلد للنفط والغاز. تعيش أذربيجان الآن مرحلة ثانية من تطور صناعتها النفطية.

خلال السنوات الثالثة الأخيرة وقعنا على عدد كثير من المعاهدات مع شركات بترول عالمية متعددة القوميات الرئيسية حول الاستغلال المشترك لحقول النفط والغاز الموجودة في القسم الأذربيجاني من بحر قزوين. بمساعي أذربيجان بالذات يظهر حوض قزوين الآن ثرواته الموجودة في باطنه وإمكانياته الكبيرة في إنتاج النفط والغاز، يكاد أن يرتعي انتباه كل بلدان العالم. تساهم في الاتفاقيات التي وقعنا عليها ١٧ شركة بترول لـ١١ بلد في العالم.

تبلغ موارد النفط الموجودة في القسم الأذربيجاني من بحر قزوين، حسب التقديرات إلى عدة مليارات أطنان. في أقسام بحر قزوين، مثلا، في القسم الكازاخستاني والقسم التركمنستاني احتياطات هائلة أيضا. لذا يتم اتخاذ مجموعة من التدابير ليس لاستغلال وإنتاج موارد النفط والغاز فقط، فحسب بل لتصدير المنتجات الغنية جدا إلى الأسواق العالمية. أنشئ في منطقتنا ممر النقل آورأسيا. يربط هذا اقليم وسط آسيا على اتجاه طريق الحرير القديم بين الشرق والغرب بأوربا عبر بحر قزوين، أذربيجان. وهذا مجال قد يثير اهتمام بولونيا والعمل البولوني، رجال الأعمال البولنيين. توجد في أذربيجان مجموعة الصناعة الكيمائية الضخمة في مجال إنتاج الغاز. أظن، يمكننا اقامة التعاون في هذا المجال أيضا.

صناعة أذربيجان صناعة كثيرة الجوانب. عندنا صناعة التعدين الحديدي وغير الحديدي، صناعة انشاء المكائن وصناعة النسيج الكبيرة. لذا يمكننا ان نوفر امكانيات هائلة للتعاون.

يرتدي المجال الزراعي لأذربيجان بتعدد اتجاهاته. ننتج ونصدر القطن كما كان قبل قرون. في أذربيجان حرير أيضا. ان السجاجيد التي أنتجت إلى هنا قبل قرون لا تزال تنتج اليوم في أذربيجان، بل ينسجون احسن منها.

تلعب صناعة النبيذ، انتاج العنب والنبيذ مكانا هاما جدا في القطاع الزراعي. أذربيجان غنية أيضا بالفواكه والخضروات وكثير من نعمات الطبيعة. يجب علينا ان نبدأ إقامة التعاون فقط، وبعد هذا ستظهر إمكانيات كثيرة في سير العملية. أنني لا أريد استبق الأحداث بقولي عن هذه الإمكانيات فقط.

نظرا لكل هذا، أدخلت إلى وفدي رئيس شركة البترول الحكومية الأذريجانية ورئيس شركة صناعة الكيمياء الأذربيجانية. انهما هنا. لذا يمكن الطرف البولوني إقامة علاقات، تعامل مباشر وتفاوض معهما. استرشد هذا أن هذا بداية تعاوننا الفعّال وتعارف أول بين بولونيا وأذربيجان بعد استقلال أذربيجان. على حد قولي، هذه زيارة أولى يقوم بها الرئيس الأذربيجاني إلى بولونيا. لذا هذا بداية وأعتبر أنه قد تتبعه تحقيق مزيد من الأعمال الحسنة.

أود القول بأن اقتصاد أذربيجان تحدث فيه تغيرات كبيرة. قد امتنعنا عن النظام الاقتصادي الذي كان موجودا في عهد النظامي الشيوعي السابق في بلدنا. ينشأ اقتصاد أذربيجان على أساس مبادئ اقتصاد السوق. تحقق إصلاحات اقتصادية في كافة المجالات، نجلب استثمارات أجنبية، باينا وأبين اليوم مرة أخرى ان أبواب أذربيجان منفتحة لاستثمارات أجنبية من كل العالم.

نجري الإصلاح الزراعي. وفقا للقانون الذي قبلناه تنقل الأرض إلى ملكية الفلاحين، تحقق خصخصة الملكية في كافة المجالات في نطاق واسع، قد اتخذت تدابير ملموسة لتحرير الاقتصاد والتجارة الخارجية، قد تم توفير ظروف مناسبة للملكية والمبادرة الشخصية. في نتيجة كل هذا أنجزنا وقف حالات الركود المنطلقة منذ سنة ١٩٨٩ تقريبا في الإنتاج والاقتصاد. في السنة الماضية توصلنا إلى زيادة إلى حد ما في كافة مجالات الاقتصاد، فبلغت هذه الزيادة في الأشهر الماضية للسنة الحالية إلى ارقام اكبر. نجحنا في الحيلولة دون التضخم. إذا كان التضخم ١٦٠٠% في سنة ١٩٩٤ تخفض في السنة الماضية حتى يصل إلى ٦%، أما في هذه السنة فهو في مستوى الصفر.

يثبت سعر عملتنا الوطنية - منات. في السنة الماضية ارتفع سعرها ١٠% بالمقارنة مع الدولار الأمريكي. خلال الأشهر السابعة للسنة الحالية ازداد الناتج المحلي الاجمالي لأذربيجان ٨،٥ %، تبرز الزيادة في المنتجات الصناعية والزراعية أيضا. في السنة الماضية إزداد حجم التجارة الخارجية ٣٠%. اننا حصلنا على الفاضل الإيجابي لأول مرة في التبادل التجاري الخارجي. تُحقق عائدات الدولة من الضرائب بصورة سليمة، على أساس الخطة. ليست لدينا مشكلة هنا.

بالطبع، لنا صعوبات اقتصادية. كما تعرفون ان القوات المسلحة لأرمينيا نتيجة العدوان العسكري لأرمينيا على أذربيجان احتلت ٢٠% من أراضينا. نتيجة هذا تم تشريد اكثر من مليون ساكن لأذربيجان من هذه الأراضي، ويعيش أغلبيتهم في المخيمات في ظروف لا تطاق. يعقد كل هذا الوضع الاقتصادي، خاصة معالجة المسائل الاجتماعية، تزيد أعداد العاطلين عن العمل. رغم هذا، توصلنا إلى التقدم الإيجابي الكبير إلى حد كاف في المجال الاجتماعي في السنة الماضية وهذه السنة. يزداد أجرة ومستوى معيشة السكان. نتعاون تعاونا فعالا مع المراكز المالية العالمية كصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي. نحن متفائلون ونعتبر أن تحقيق الإصلاحات الاقتصادية، كافة التدابير التي حددناها وسنحددها بصورة متتالية سيرفع مستوى معيشة السكان باطراد وبالطبع، سيضمن الزيادة في الاقتصاد.

على حد قولي، نجلب بنشاط الاستثمارات الأجنبية إلى أذربيجان، أود القول أننا سنّا قوانين كثيرة وستوفر ظروفا مناسبة للاستثمارات الأجنبية في أذربيجان.

أعتبر أن كل هذا أساس جيد لتعاوننا. لذا أريد القول بهذه المعلومة القصيرة أننا نريد إقامة أساس ثابت للتعاون الاقتصادي بين بولونيا وأذربيجان.

أشكر غرفة التجارة البولونية للقاء اليوم ويراوني الأمل بأن هذه الغرفة ستلعب دورا مهما في تأمين علاقاتنا الاقتصادية.

شكرا جزيلا لحسن انتباهكم.

 

***

أنجي أريندارسكي: السيد الرئيس، أشكرك للقائك الشيق للغاية. أريد ان أعلن أننا سنشكل وفد تجاري في أوائل ديسمبر وهو سيزور باكو. توعد السيد الرئيس أمس بأنه يلتقي معنا. أما زملاؤنا - رجال الأعمال الأذربيجانيون فيتعهدون بانهم سيعدون مؤسسات معينة، لذا أدعو الآن كل من يتمنى إلى هذا الوفد.

لدى السيد الرئيس قليل من الوقت. يمكن طرح الأسئلة له.

السؤال: السيد الرئيس المحترم، السيدات والسادة. أتيت من غدانسك. اسمي تادئوس ستوكوفسكي، انا مشغول بترميم السفن وتصدير معدات السفينة. يوم الاثنين أجري محادثات في باكو مع الاخصائيين، سؤالي هكذا: هل لديكم في أذربيجان برنامج متعلق بترميم السفن، ام هذا يتعلق بـالاخصائيين؟ أسأل هذا أن لديكم عدد كثير من السفن المصنوعة في بولونيا في حينه. هذه السفن ضرورية لتطوير برنامج إنتاج النفط. يدور الحديث حول حاملات السفن وعدد كثير من قاطرات السفن. اطرح السؤال بهذا السبب.

حيدر علييف: لا أريد أن أرد على هذا السؤال بالتفصيل. أقول هذا فقط أن أذربيجان تملك عدد كبير من السفن في بحر قزوين. في عهد الاتحاد السوفييتي كانت الملاحة في بحر قزوين تحقق أساس في باكو، تقوم بعض السفن بوظائف ناقلات وتنقل النفط والمنتجات النفطية. أريد أن أقول أن حجم هذه المنقولات سيزيد في السنوات المقبلة، مثلا، تنقل ناقلات بترول خاصة بنا النفط الكازاخستاني إلى باكو من مكمن تنكيز لينقل إلى البحر الأسود، إلى تركيا عن طريق السكة الحديدية. تنقل الأحمال على ممر النقل آورآسيا من ميناء كراسنوفودسك لتركمنستان إلى ميناء أذربيجان عن طريق بحر قزوين. فيها ممر المعبر. نملك عدة معبار. يثبت كل هذا أنه توجد آفاق رحبة لتوسيع وتطوير الملاحة في اذربيجان، لذا أرحب بمجيئكم إلى أذربيجان. أعتقد انكم بمجيئكم تتمكنون من مناقشة مفصلة لمسائل تعاوننا مع إدارة ملاحة بحر قزوين لنا ومع مؤسساتنا الحكومية الأخرى. بادئا ذي بدء استطيع القول إن هذا سيكون مفيدا لكم، ولأذربيجان أيضا.

سؤال: أمثل مجموعة "إيلاكتروم". ننشئ محطات كهربائية. ألقي كلمة ثانية، سأزور أذربيجان يوم الثلاثاء. ننشئ محطات كهربائية كثيرة في تركيا. بموجب هذا نريد زيارة أذربيجان كجار أيضا. سازورها برفقة جماعة من الصناعيين الأتراك. نهتم بكل شيء يخص الطاقة - مراجل، تربينات، رافعات، هياكل حديدية وأسلاك لتجهيزات الطاقة الكهربائية، كذلك آلات للصناعة الكيمائية. نريد ان نلتقي ونتحدث عن هذا الموضوع.

حيدر علييف: سينتظرونكم في أذربيجان يوم الثلاثاء. وزير الاقتصاد هنا. يمكنكم التوصل إلى اتفاق معه.

سؤال: اريد لو اطرح سؤالا. أرى أنه يحضر هنا ممثلون كثيرون يعملون في صناعة إنتاج الفواكه. تسعى عدد كثير من شركاتنا، خاصة شركاتنا الكبرى إلى التعاون في هذا المجال. هل من الممكن ان اسأل السيد الرئيس اننا كيف يمكننا التعاون في هذا المجال؟

حيدر علييف: أنا قلت توفر امكانيات كبيرة عندنا. العنب والفواكه كثيرة جدا عندنا، توجد صناعة العنب، خضروات كثيرة عندنا. أعرف ان هذه الفواكه استرعت دائما انتباه أوربا. يجب علينا ببساطة أن نناقش هذه المسألة بشكل اكثر ملموس. أظن اننا نجد إمكانيات للتعاون.

أنجيي أريندارسكي: شكرا لك، السيد الرئيس. مع الأسف، تنتهي زيارة السيد الرئيس. وافق السيد الرئيس بلطف على ان بروتكل النية ستوقع بحضوره. والهدف من هذه البروتكل هو تأسيس غرفة التجارة و الصناعة. سيوقع على البروتكل وزير الاقتصاد من طرف أذربيجان، وأنا من طرفنا.

البداية انطلقت. بين الحضور رجال أعمال لنا سيسافر بعضهم إلى باكو يوم الاثنين، أو يوم الثلاثاء. فكل شيء على ما يرام.

السيد الرئيس، كل شيء سيكون على ما يرام اجلا ام عاجلا. أريد ان أشكرك لحضورك هنا. أظن أن الكلمات التي ألقيتَها وألقاها السادة الوزراء، والذي وقعنا عليه سيدفع دفعة إلى توسيع تعاوننا. أريد لو أهدي إليك هذا الكأس باسم ممثلي العمل البولوني بمناسبة زيارتك هذه. أظن ان يجب ملؤه بالنبيذ الأذربيجاني.

حيدر علييف: الكأس البولوني - النبيذ الأذربيجاني.

أنجيي أرندارسكي: نشكر السيد الرئيس.

حيدر علييف: شكرا، إلى اللقاء.